سواليف:
2025-03-09@21:41:17 GMT

العداء التاريخي

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

#العداء_التاريخي

د. #هاشم_غرايبه

قد يختلف المستعمرون الطامعون الغربيون والشرقيون على تقاسم الغنائم، وقد يتقاتلون عليها، وينقسمون الى معسكرين متحاربين، لكنهم حين التآمر على الإسلام والمسلمين يتفقون، ويتشكل حلف عالمي واحد، ينتظم فيه الأسياد والأذيال خلف الشيطان الأكبر.
لا يختلف استهداف المسلمين بالعداء إن كانوا عربا أو آسيويين أوأفارقة، أما إن كانوا أوروبيين، فتلك عندهم الطامة الكبرى، فوجودهم في أوروبا أمر محظور، وعندها تنكشف كذبة ادعاءات العلمانية عندما تجدهم لا يسمحون بقيام دولة إسلامية في أوروبا مهما كلف الثمن، بدليل مذابح البوسنة، التي شارك بها كل الأوروبيين من خلال مخلب التعصب والكراهية (الصرب)، مستعيدين أحقاد أجدادهم ملوك الحملات الصليبية في مختلف الممالك الأوروبية، ليثبت ذلك أن هذه الروح التعصبية لم تتغير عندما ارتدى الغرب الأردية المزركشة الخادعة، سواء منها الديمقراطية اوالإشتراكية.


وقصة المسلمين في ألبانيا شاهد على ذلك:
دخل الإسلام الى ألبانيا زمن العثمانيين، وككل الشعوب التي دخلت الإسلام، اندمجت فورا في الدولة الإسلامية، لأنها العقيدة الوحيدة التي ثبت أنها تتجاوز الأعراق والألوان والقوميات، فتساوي بين الناس وتجعلهم إخوانا متحابين.
لذلك وخلال فترة الدولة العثمانية التحق كثير من الألبان في سلك الدولة، ونبغ منهم القادة والوزراء والكتاب والصدور العظام، الذين أثروا الحياة العامة، وساهموا مساهمة فعالة، في إدارة دفة الدولة العثمانية سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وعسكريا، ومنهم محمد علي باشا وغيره كثيرون ممن كان لهم دور سياسي هام.
ومثلما فعلت بريطانيا مع العرب، كذلك كانت مع الألبان، بعد إذ وجدت أن تعزيز النعرات القومية خير وسيلة لتفتيت الدولة الإسلامية، فتشكلت رابطة “بريزرن” القومية عام 1878 للمطالبة باستقلال ألبانيا.
وبعد هزيمة الدولة العثمانية عام 1912 وانسحاب جيوشها من ألبانيا، ومثلما حدث في المنطقة العربية، لم يشعر القوميون بالخديعة إلا بعد فوات الأوان، إذ قسم الأوروبيون ألبانيا لأجل تشتيت سكانها الملمين، فاقتطعت 70 % منها اجزاء ضمتها الى الدول المسيحية المجاورة وهي صربيا، واليونان، ومقدونيا، والجبل الأسود بما فيها قاطنيها المسلمين، لكي يصبحوا أقليات مضطهدة في تلك الدول.
هكذا لم يبق من ألبانيا غير 29 ألف كم2 هي المعروفة الآن، بالحدود السياسية الحالية، لكن الشعب لم يتخل عن آماله باستعادة وحدة أراضيه، ولم يتوقف عن نضاله ومنها قضية ألبان كوسوفو.
أما الأسوأ فهو ما توافق عليه المعسكران الغربي والشرقي رغم صراعهما في كافة الساحات الأخرى، فبعد نهاية الحرب العالمية الأولى، وتحديدا في عام 1920 إذ قررت عصبة الأمم تشكيل “المجلس الأعلى للدولة” لقيادة دولة ألبانيا تتكون من أربع شخصيات تمثل أبرز الطوائف الألبانية، وهي: المسلمون السنة، الطريقة البكتاشية، طائفة النصارى الأرثوذكس، الطائفة الكاثوليكية، وذلك تحت مسمى ، وبذلك تم تخفيض تمثيل المسلمين في حكومة بلادهم الى 25 % رغم أنهم يشكلون 90 % من السكان.
وفي عام 1928 نصب “أحمد زوغو” ملكا، وسار على خطى أتاتورك في تغريب ألبانيا وإلغاء ثقافتها الإسلامية.
بعد الحرب العالمية الثانية، الغريب أن الغرب توافق على أن يصبح رئيس الحزب الشيوعي الألباني “أنور خوجا” رئيسا لألبانيا، لعلمهم أنه أشرس من يبطش بالمسلمين، وفعلا قاد حكما ديكتاتوريا لمدة أربعين عاما مظلماً، نكل فيها بالمسلمين بكل قسوة، فمنع الحديث بالعربية والتسمي بأسماء إسلامية، وهدم المساجد أو حولها الى مخازن ومراقص، وكانت عقوبة من يقول “بسم الله” السجن عشر سنوات.
ولما مات عام 1985 كان في المعتقلات 40 ألفا، كما كان أعدم أربعة آلاف آخرين.
وبعد سقوط الشيوعية عام 1992 تسلم الحكم “صالح بريشا” رئيس الحزب القومي، الذي قام ببعض الإصلاحات، وخاصة في الحرية الدينية، فانتعش الإسلام من جديد نسبيا، لكن الحزب الإشتراكي (الأرثوذوكسي) أرعبه الدعم الخيري الخليجي لإعادة بناء المساجد، فاستغل حالة الحرب على الإرهاب، لتخويف أوروبا من جديد، فنجح هؤلاء بدعم يوناني في اقصاء “بريشا”، وإعادة ألبانيا من جديد الى عصر القمع الفكري تحت حكم الإشتراكيين، الذين يحكمون الآن تحت عنوان الإنضمام الى أوروبا، والتخويف من الإرهاب (الإسلام).
هكذا رأينا كيف يتراكم الخبيث على بعضه، فيتوحد أعداء منهج الله رغم اختلاف عقائدهم ومصالحهم، للصد عن سبيله.
وسيبقى الحق والباطل في صراع الى يوم الدين، ليجتبي الله الصادقين ويخزي المنافقين.

مقالات ذات صلة حكومة تستحق الثناء 2025/01/04

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: العداء التاريخي هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

أحمد عمر هاشم يكشف تفاصيل فرض الصلاة على المسلمين

أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن معجزة الإسراء والمعراج كانت خصوصية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء، وأن من أعظم ما تميزت به هذه المعجزة هو فرض الصلاة، التي جعلها الله معراجًا للأمة المحمدية تتقرب بها إلى ربها.

أحمد عمر هاشم: هذا هو ما رآه رسول الله في رحلة الإسراء والمعراجكادت تشعل نزاعا.. أحمد عمر هاشم يروي كيف عالج الرسول أشد الأزمات بحكمته

وأضاف عمر هاشم خلال تقديم برنامج «كأنك تراه»، على قناة صدى البلد، أن الله سبحانه وتعالى فرض في البداية خمسين صلاة على المسلمين، وعندما أخبر النبيُّ موسى عليه السلام بذلك، نصحه بالرجوع إلى الله وطلب التخفيف، فاستجاب الله وقلل العدد تدريجيًا حتى أصبحت 5 صلوات في اليوم والليلة، لكنها تعادل 50 في الأجر والثواب، لأن الحسنة بعشر أمثالها.

وأشار أحمد عمر هاشم إلى أن الصلاة هي العبادة الوحيدة التي فُرضت من فوق سبع سموات مباشرةً دون واسطة، في حين أن باقي العبادات فُرضت في الأرض.

كما بيّن أن النبي تلقى الصلاة مباشرةً من الله سبحانه وتعالى، ثم نزل بها إلى الأرض حيث صلى جبريل عليه السلام أمامه وعلّمه كيف يؤديها، وقال النبي لأصحابه: صلوا كما رأيتموني أصلي.

واختتم كلامه بالتأكيد على بشارة الله للأمة المحمدية بالمغفرة والرحمة، حيث أوحى الله إلى نبيه الكريم: إني لغفار لمن تاب مخلصًا، وأقبل ممن يسيء ثم يستغفر، مما يدل على عظيم رحمة الله بعباده واستعداده لمغفرة ذنوبهم متى تابوا بصدق وإخلاص.
 

مقالات مشابهة

  • أحمد عمر هاشم يكشف تفاصيل فرض الصلاة على المسلمين
  • مجلس القضاء يبارك الاعلان التاريخي لقائد الثورة بشأن غزة
  • المركز الوطني يعتمد تأسيس جمعية “إرثنا التاريخي” بمحافظة تنومة
  • جنوب أفريقيا تواصل العداء ضد الوحدة الترابية للمغرب بتعيين سفير لدى بوليساريو
  • أول تعليق من محمد صلاح بعد إنجازه التاريخي في مباراة ليفربول وساوثهامبتون
  • برشلونة وأوساسونا.. استقبال «الهداف التاريخي»!
  • سؤال في الدولة والمجتمع
  • معاداة المسلمين قاسم مشترك بين إسرائيل واليمين في أوروبا
  • أحمد حسن: محمد صلاح هو الرمز التاريخي للكرة المصرية.. فيديو
  • أحمد حسن: مهنة التدريب في مصر مهينة ومحمد صلاح الرمز التاريخي للكرة المصرية