الظواهر الاجتماعية والعولمة السلبية
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
د. أحمد بن موسى البلوشي
العولمة هي عملية تُعبر عن التداخل المُتزايد بين المجتمعات في مختلف أنحاء العالم؛ حيث يتم تبادل الأفكار، والثقافات، والمنتجات بشكل متسارع، ورغم ما تقدمه من فرص وإيجابيات، إلّا أنَّ لها جانبًا سلبيًا يتمثل في تأثيرها على العادات والتقاليد المحلية.
هذا التأثير السلبي قد يُؤدي إلى تآكل الهوية الثقافية، وتشويه القيم الاجتماعية الأصيلة، وتعمل العولمة على نشر ثقافة موحدة عالميًا تُعرف بـ"الثقافة الشعبية"، والتي تُهيمن عليها القيم والأنماط الحياتية القادمة من الدول الأكثر تأثيرًا اقتصاديًا وإعلاميًا.
ومن أبرز الآثار السلبية للعولمة انتشار ما يُعرف بـ"التقليد الأعمى"؛ حيث يميل الأفراد أو المجتمعات إلى تبني أنماط ثقافية وسلوكية جديدة دون إدراك عميق لخلفياتها التاريخية أو القيم التي تمثلها. ويؤدي هذا التقليد العشوائي إلى ضعف ارتباط الأفراد بثقافتهم الأصلية، مما يسهم في تآكل القيم والعادات التي تُشكل الهوية المحلية. فعلى سبيل المثال، قد يتم تقليد أنماط اللباس أو الاحتفالات، رغم تعارضها مع العادات والتقاليد المحلية، وذلك بدافع الرغبة في مواكبة ما يُعد "موضة" أو تطورًا، دون اعتبار للانسجام مع السياق الثقافي والاجتماعي. هذه الظاهرة لا تُهدد فقط استمرارية التراث المحلي، بل تفتح الباب لظهور مشكلات اجتماعية، مثل تضارب القيم بين الأجيال أو فقدان الشعور بالانتماء الثقافي.
وتمارس وسائل الإعلام والتقنيات الحديثة دورًا كبيرًا في تسريع تأثير العولمة السلبية؛ حيث تُروِّج المحتويات الإعلامية التي تُركِّز غالبًا على الثقافة الغربية، ما قد يؤدي إلى تقليل قيمة العادات والتقاليد المحلية وجعلها تبدو قديمة أو غير متوافقة مع العصر. لكن تظل الأسرة العنصر الأساسي في الحفاظ على هذه العادات والتقاليد من خلال تعليم الأبناء أهمية القيم الثقافية والمحافظة عليها. إضافة إلى دور المدارس والجامعات في نشر الوعي الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية، إذ يمكنها أن تكون بيئة داعمة لتعليم الشباب عن تاريخهم وثقافتهم، وبالتالي المساهمة في تعزيز الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية في ظل العولمة.
ويُشكِّل الشباب القوة الأساسية التي تدفع المجتمع نحو التقدم والتغيير؛ لذلك، من الضروري دعمهم وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة التي تعزز فهمهم لثقافتهم وتقاليدهم؛ مما يُساعدهم على الحفاظ على هويتهم الثقافية في ظل التحديات المعاصرة. ومن خلال هذه المشاركة، يتعلم الشباب قيمة عاداتهم وأصولهم الثقافية، مما يساهم في تعزيز الانتماء والاعتزاز بالتراث الوطني. كما إنَّ هذه الأنشطة تُساعد في بناء مجتمع قوي ومتماسك يوازن بين التحديث والحفاظ على القيم الثقافية.
وهناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن تبنيها لمحاربة العولمة السلبية منها: إدراج المواد التي تعزز الهوية الوطنية والقيم الثقافية في المناهج الدراسية، مما يزرع في الأجيال الناشئة حب العادات والتقاليد، تنظيم مهرجانات ومعارض تبرز التراث المحلي وتشجع المشاركة المجتمعية، إنتاج محتوى إعلامي يسلط الضوء على العادات والتقاليد بأسلوب عصري وجذاب، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المحتوى الذي يروج للهوية الثقافية المحلية، دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعمل على إنتاج الحرف التقليدية، تعزيز السياحة التي تركز على التراث المحلي، مما يسهم في إبراز الهوية.
ورغم التحديات التي تفرضها العولمة السلبية على العادات والتقاليد المحلية، إلا أنَّ هناك فرصًا كبيرة لمواجهتها من خلال تعزيز الهوية الثقافية، واستخدام الإعلام بشكل إيجابي، وتشجيع الصناعات الثقافية.
وأخيرًا.. إنَّ الحفاظ على العادات والتقاليد ليس مجرد واجب ثقافي؛ بل أيضًا ضرورة للحفاظ على تنوع العالم وثقافاته، ومن خلال تضافر جهود الأسرة، والمؤسسات التعليمية، والمجتمع ككل، يُمكِنُنا ضمان استمرارية عاداتنا وتقاليدنا للأجيال القادمة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الدعوة إلى استلهام دروس المناسبة في تعزيز القيم والمبادئ الإيمانية والاستمرار في نصرة الشعب الفلسطيني
الثورة / يحيى كرد / سبأ
نظمت عدد من المكاتب التنفيذية بمحافظة صنعاء أمس فعالية خطابية بمناسبة عيد جمعة رجب، انطلاقًا من الهوية الإيمانية ودعمًا لطوفان الأقصى والقضية الفلسطينية تحت شعار “شهر رجب تأصيل للهوية الإيمانية “.
وخلال الفعالية التي نظمها صندوق النظافة والتحسين وفرع الهيئة العامة للزكاة ومكاتب المالية والخدمة المدنية ومحو الأمية وحماية البيئة وشؤون الأحياء والهلال الأحمر بحضور عضو مجلس الشورى عبد القادر الشاوش ووكلاء المحافظة عبد الملك الغربي والمهندس صالح المنتصر ومحمد عايض، استعرضت كلمات المشاركون صورا من مكانة وعظمة جمعة وشهر رجب الأصب في نفوس أبناء الشعب اليمني.
ولفتت إلى أهمية المناسبة في تعزيز الهوية وتجديد الانتماء الإيماني الصادق الذي يظهر جليا في كل مواقف أبناء اليمن تجاه كافة القضايا العربية والإسلامية.
وأشارت إلى تمسك واعتزاز اليمنيين بهويتهم الإيمانية وارتباطهم القوي بالرسول الأعظم والإمام علي عليه السلام وآل البيت وأعلام الهدى، ودورهم في نصرة الدين الإسلامي ونشر الدعوة في إرجاء المعمورة.
وأكدت الكلمات، أهمية تأصيل الهوية الإيمانية في مناصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، لافتة إلى دور أبناء اليمن في نصرة رسول الله وآل بيته الأطهار والدعوة الإسلامية، ونشر الإسلام في أرجاء الأرض.
وحثت على استلهام دروس هذه المناسبة في ترسيخ القيم والمبادئ الإيمانية، والاستمرار في نصرة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وكل فلسطين، والتصدي لمؤامرات الأعداء ومخططاتهم الإجرامية.
كما أكدت أن أبناء الشعب اليمني هم السند والمدد الحقيقي لنصرة الدين الإسلامي الحنيف، وكل قضايا الأمة بشهادة الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.
وأقيمت في مديرية صنعاء الجديدة، محافظة صنعاء أمسية ثقافية توعوية بمناسبة عيد جمعة رجب نظمها مركز النبي الأكرم التابع لمراكز المرحوم الشيخ محسن أبو نشطان التعليمية .
وفي الأمسية، أكد رئيس الهيئة العامة للزكاة شمسان أبو نشطان أن الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة يجسد ارتباط الشعب اليمني وتمسكه بهويته الإيمانية وذكرى دخوله الإسلام، داعيًا إلى إحياء هذه المناسبة الدينية العظيمة لتجسيد الإنتماء الإيماني الحقيقي للمؤمنين، واستلهام القيم والدروس الإيمانية التي سار عليها أجدادنا أنصار النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم منذ صدر الإسلام.
وأشار إلى أن أجدادنا اليمنيين الذين آمنوا بالرسالة المحمدية منذ بداياتها الأولى، دخلوا في دين الله أفواجا، وبايعوا رسول الله على السمع والطاعة، وحملوا راية الإسلام، وأسهموا في نشره في أرجاء المعمورة.
وتطرق أبو نشطان إلى ما يعيشه أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من ويلات، بفعل المجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب بمشاركة ودعم أمريكي غربي مفضوح، وتواطؤ وصمت أممي معيب وهوان عربي وإسلامي مخزٍ .
ولفت إلى أن اليمنيين يخوضون اليوم معركة الجهاد المقدس في مواجهة أعداء الأمة وأئمة الكفر والمنافقين الذين يسعون لإذلال الشعوب واستغلال مقدراتها، داعياً أبناء اليمن إلى تعزيز التمسك بالهوية الإيمانية وموقف النصرة للشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية.
حضر الأمسية مديرو الغارمين بالهيئة القاضي حفظ الله زايد، والزكاة العينية نبيل القرماني والمركز محمد الديلمي .
ونظّمت كلية الصيدلة السريرية بجامعة الحديدة، أمس، ندوة ثقافية وتوعوية، تحت عنوان “تمسكنا بهويتنا الإيمانية هو سر صمودنا” إحياءً لذكرى جمعة رجب التي شهدت دخول اليمنيين الإسلام.
وفي افتتاح الندوة، التي حضرها رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد الأهدل، أكّد عميد الكلية الدكتور خليل المعمري أهمية هذه الفعالية الثقافية والفكرية، التي تأتي ضمن أنشطة جامعة الحديدة للاحتفاء بذكرى جمعة رجب.
وأشار إلى ضرورة استغلال هذه المناسبة الدينية العظيمة لرفع مستوى الوعي لدى الطلاب ومنتسبي الجامعة بأهمية ترسيخ الهوية الإيمانية وتعزيز روح الانتماء للإسلام، مع التعريف بالعدو الحقيقي الذي يتربص بالأمة.
وأوضح الدكتور المعمري في كلمته جانباً من التاريخ المشرّف للشعب اليمني في نصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونشر الإسلام في مختلف بقاع الأرض،
مشيراً إلى استمرار هذا الدور التاريخي في نصرة المستضعفين، بما في ذلك الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ضد العدوان الإسرائيلي.
وأكد المتحدثان أن الأعداء يعملون بكل إمكانياتهم على طمس هوية الأمة الإيمانية وتجريدها منها لتسهيل السيطرة عليها،
مشيرين إلى دور “الحروب الناعمة” كأداة أساسية في هذا المخطط، إلى جانب الحروب العسكرية.
كما نظمت وزارة الخدمة المدنية والتطوير الإداري ووحداتها (هيئة التأمينات والمعاشات، مؤسسة التأمينات الاجتماعية، معهد العلوم الإدارية) أمس فعالية، احتفالية إحياء لعيد جمعة رجب.
وفي الفعالية أشار وزير الخدمة المدنية الدكتور خالد الحوالي إلى أن الاحتفال بعيد جمعة رجب هو تعبير عن الاعتزاز بالهوية الإيمانية المرتبطة بذكرى دخول اليمنيين في الإسلام، والذي تجلى في وصف الرسول الكريم لليمنيين بأنهم أهل الإيمان والحكمة.
ولفت إلى أن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ربطا عيد جمعة رجب بالهوية الإيمانية التي تعد الانتماء الحقيقي للدين وتنعكس في قيم وأخلاق ومبادئ وأفعال على الواقع العملي وتفرض روحية إيمانية نابعة من الدين الإسلامي والرسالة المحمدية.
وأكد أن الشعب اليمني يجسد تمسكه بهويته الإيمانية الصحيحة من خلال ما يخوضه من مواجهة مع دول الاستكبار وإسناد للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة من قبل العدو الصهيوني.
واعتبر وزير الخدمة المدنية الهوية الإيمانية مصدرا للعزة والقوة والمنعة والتمكين وعاملا لتعزيز قيم الإخاء والتعاضد وتوحيد الكلمة، وسلاحا لمواجهة الحرب الناعمة والثقافات المغلوطة التي أُريد بها استهداف الأمة وطمس هويتها.
كما أكد أن الهوية الإيمانية تعد الإطار الذي من خلاله تتوحد الأمة وتتمكن من بناء قوتها في مختلف المجالات ومنها المجال الإداري الذي تعول عليه القيادة الكثير لتحقيق نجاحات وإنجازات تكفل الارتقاء بالواقع الإداري والمؤسسي والخدمي إلى مستويات أفضل.
واعتبر الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة محطة لتقييم النفس والواقع.. مؤكدا على ضرورة الحفاظ على الهوية الإيمانية التي تواجه تهديدا واستهدافا من قبل الأعداء الذين يسعون إلى سلخ الأمة عن هويتها واستهداف قيمها وثقافتها ومبادئها.
ونظم مكتب الهيئة العامة للأوقاف في محافظة إب أمس، فعالية خطابية بمناسبة الذكرى السنوية لجمعة رجب، تحت شعار « بهويتنا الإيمانية .. سنواجه أعداءنا «
وفي الفعالية التي حضرها عضو مجلس الشورى أحمد باعلوي، أكد وكيل محافظة إب محمد المريسي، أن مناسبة جمعة رجب هي أم المناسبات، لما لها من فضل ونعمة على أن مَنَّ الله على اليمنيين دخول الإسلام.
وأشار إلى أهمية هذه الذكرى بمناسبة دخول اليمنيين إلى الإسلام التي تعتبر مفصلية ومحطة مهمة في حياة اليمنيين على نعمة الإسلام، عندما أخرجهم الله من الظلمات إلى النور . .
ونوه وكيل المحافظة إلى أهمية التمسك بالهوية الإيمانية، وأن الإيمان هو سلوك وعمل وليس شعارات.
من جانبه أوضح نائب مدير مكتب الأوقاف صدام العميسي، إن الاحتفاء بمناسبة جمعة رجب تجدد في القلوب الإيمان، وتحيي ذكرى تاريخية خالدة، يعبر فيها اليمنيون عن تمسكهم بالهوية الإيمانية التي أُثني عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
واعتبر مناسبة جمعة رجب، ودخول أهل اليمن في الإسلام من أوسع أبوابه، بداية مسيرة من البذل والعطاء لليمنيين، حاملين راية الدين، ومدافعين عن قيمه ومبادئه في كل زمان ومكان.
وبيّن العميسي إن هذه المناسبة تأتي للتذكير بالهوية الإيمانية التي تمثل مصدر القوة والثبات ، خاصة في ظل ما يتعرض له الشعب اليمني من محاولات لطمس هذه الهوية، واستبدالها بثقافات دخيلة لا تمت لتعاليم الإسلام بصلة.
وأحيت المديريات الشمالية بمحافظة الحديدة، أمس ، ذكرى جمعة رجب والهوية الايمانية، بفعالية ثقافية أقيمت في الجامع الكبير بمديرية الزيدية.
وخلال الفعالية التي حضرها علماء وشخصيات الاجتماعية، ألقيت كلمات، أكدت أهمية التمسك بالهوية الإيمانية التي تعتبر مصدر فخر وعزة كل أحرار الشعب اليمني.
واعتبرت الكلمات فلسطين، هي القضية المركزية والأولى لكل أحرار الأمة إيماناً بحقهم في الدفاع عن قضاياها وحماية مقدساتها، داعية الأنظمة والشعوب العربية إلى الاعتزاز بقوميتهم، ودينهم الإسلامي، واﻻبتعاد عن التخاذل الذي ألحق العار والخزي بالأمة قاطبة.
ولفتت إلى ما يُحاك ضد الأمة من مؤامرات ومخططات تستهدف عقيدتها ودينها، ما يستدعي تعزيز الارتباط بكتاب الله والرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته لتصحيح واقع الأمة ولملمة شتاتها.
وتطرقت الكلمات إلى معاني ودلالات إحياء جمعة رجب المرتبطة بتعزيز الهوية الإيمانية الذي يتسم بها أبناء الشعب اليمني، كوسام شرف تجسيداً لقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم « الإيمان يمان والحكمة يمانية».
وأكدت أهمية استمرار إحياء فعاليات تأصيل الهوية الإيمانية وترسيخ الثقافة القرآنية الصحيحة والحث على تكثيف البرامج والأنشطة الثقافية المستمدة من كتاب الله.
ونظم مكتب الأراضي والمساحة والتخطيط العمراني وقطاع التعليم الفني بمحافظة إب أمس فعالية خطابية بذكرى عيد جمعة رجب تحت شعار “ بهويتنا الإيمانية .. ننتصر “.
وفي الفعالية التي حضرها وكيل المحافظة محمد المريسي تطرق وكيل المحافظة محمد الشبيبي إلى فضل جمعة رجب ذكرى دخول اليمنيين دين الله أفواجا، استجابة لدعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي حملها الإمام علي كرّم الله وجهه.
وحث وكيل المحافظة على تعزيز الوعي بمواجهة مخططات أعداء الأمة ضد الإسلام والمسلمين، ومنها الحرب الناعمة.
من جانبه اعتبر مدير مكتب الأراضي والمساحة والتخطيط العمراني بالمحافظة المهندس زايد بدير إحياء هذه المناسبة تجسيداً لارتباط واعتزاز أهل اليمن بهويتهم الإيمانية، والمضي على نهج وسيرة الرسول الكريم في مواجهة أعداء الأمة الإسلامية.
وأشار إلى أن مناسبة جمعة رجب جزء من الهوية الإيمانية ولكل أمة هوية وأن اليمنيين أخذوا هويتهم من رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. مشيرا إلى أن العدوان على اليمن يسعى لطمس هويتنا الإيمانية التي تعتبر ارتباط بيننا وبين الله تعالى.
كما نظمت وزارة النفط والمعادن والوحدات التابعة لها، أمس، فعالية ثقافية احتفالاً بعيد جمعة رجب وتدشين أنشطة الهوية الإيمانية تحت شعار “بهويتنا الإيمانية ننتصر لقضيتنا الفلسطينية”.
وفي الفعالية أشار النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء العلامة محمد مفتاح، إلى أهمية الاحتفال بذكرى جمعة رجب لما تحمله من دلالات على عظمة هذا الشعب وما يحمله من إيمان متجذر وعقيدة راسخة، وما يربطه من صلة وثيقة برسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم.
وتطرق إلى أدوار اليمنيين في نصرة الدين والرسول الأعظم وكذا الدفاع عن قضايا الأمة منذ دخولهم الإسلام في أول جمعة بشهر رجب، وإسهامات أبناء اليمن في نشر الإسلام في شتى بلدان العالم، منوها بأهمية إحياء ذكرى جمعة رجب كيوم تاريخي وذكرى مجيدة يوم دخول أهل اليمن في الدين الإسلامي أفواجا.
ولفت العلامة مفتاح إلى أهمية هذه المناسبة في تعزيز قوة التمسك بالهوية الايمانية ومواجهة المؤامرات التي تستهدف آمال وتطلعات الشعب اليمني وهويته الايمانية وتحاول طمس الكثير من الحقائق ونشر ثقافة البغض والكراهية.
وتطرّق إلى عظمة جمعة رجب ومكانتها كمناسبة دينية جليلة يحتفل بها أبناء اليمن للتعبير عما يحملونه من قوة إيمان متجذر وعقيدة راسخة، وارتباطهم المتين وصلتهم الوثيقة برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.
وقال: ” هذا يوم مشرف لليمنيين جمعاء حينما أثبتوا أنهم رجال الفتح وعظمائه في المشرق والمغرب وكل بقاع الأرض عندما حملوا راية السلام وعلموا البشرية ونشروا دين الإسلام”.
وحث مفتاح، على ضرورة الاستفادة من المناسبة، وتعزيز الروحية الجهادية الواعية، والتحشيد والتهيئة لمواجهة أي تصعيد من قبل الأعداء، ورص الصفوف لحماية الجبهة الداخلية من أي محاولة تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي.
فيما أشار وزير النفط والمعادن الدكتور عبدالله الأمير إلى دور اليمنيين في حمل راية الإسلام، ونصرة نبيهم الكريم محمد عليه وآله أفضل الصلاة والسلام.
ولفت إلى أهمية إحياء جمعة رجب ذكرى الهوية الإيمانية التي تميز الشعب اليمني بها ورفع شعار ” الايمان يمان والحكمة يمانية ” تلك العبارة التي وصفهم بها النبي الكريم، وتعتبر ركيزة أساسية للهوية الايمانية التي يعتز بها أهل اليمن.
وأكد الوزير الأمير أن اليمنيين معروفين بهويتهم وارتباطهم بالمواقف المشرفة التي عرفوا بها على مر التاريخ، وهي مواقف مشرفة وثابتة ويتجسد ذلك في وقوف الشعب اليمني ومناصرته للشعب الفلسطيني المظلوم.
وأفاد بأن احياء ذكرى الهوية الايمانية في هذا الشهر العظيم هي دعوة لنا جميعا للتمسك بهذه الهوية، وللتأكيد على أنها ليست مجرد هوية ثقافية أو دينية، بل هي هوية مقاومة وصمود واستشعار للمسؤولية ضد قوى الشر.
واعتبر هذه المناسبة محطة للتحشيد ورفع الجاهزية وتوعية الناس بأهميتها والجهاد في سبيل الله خصوصا في ظل الاعتداءات الصهيونية الامريكية على اليمن، نتيجة مواقفه المشرفة المناصر والمساند لغزة وفلسطين والمدافعة عن الأمة ومقدساتها.
بدوره اعتبر عضو رابطة علماء اليمن العلامة فؤاد ناجي، ارتباط اليمنيين بجمعة رجب، محطة فاصلة في حياتهم ونقطة تحول فارقة للخروج من ظلمات الجهل إلى نور الإسلام حيث أصبحت أول جمعة في شهر رجب يوم عيد يجدد فيه اليمنيون العهد والولاء لنصرة الإسلام والتمسك بقيمه النبيلة.
ولفت إلى دلالات إحياء هذه المناسبة ومآثرها العظيمة وما تحمله من مظاهر ابتهاج واعتزاز لدى أبناء اليمن بتاريخ دخولهم الإسلام، معتبرا أن ذلك يجسد الهوية الإيمانية والارتباط الوثيق بين اليمنيين ورسول الله محمد – صلوات الله عليه وآله وسلم.
وأشار إلى أهمية استلهام الدروس والعبر من تاريخ اليمنيين الأوائل الذين كانت لهم مواقف مشرفة في تاريخ الإسلام، للحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي لأهل اليمن، والسير على نهجهم.
من جهة آخرى نظمت السلطة المحلية، بمحافظة عمران أمس، فعالية مركزية بعيد جمعة رجب ذكرى دخول أهل اليمن الإسلام.
وفي الفعالية التي حضرها محافظ المحافظة الدكتور فيصل جعمان ، أكد عضو رابطة علماء اليمن مفتي المحافظة العلامة محمد الماخذي، أهمية هذه المناسبة في تعزيز الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية والجهادية للشعب اليمني.
وتطرق إلى أدوار أبناء اليمن في نصرة الرسول الأعظم والإسلام والمسلمين ومواجهة الأعداء.. مؤكدا أن هوية الشعب اليمني، كانت محط إعجاب الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم لإدراكه الدور الذي سيقومون به في نصرة الإسلام ووقوفهم في وجه الطغيان.
وأوضح العلامة الماخذي أن اليمنيين هم أصل المدد والنصرة وقادة الفتوحات الإسلامية منذ فجر الدعوة، نصروا الرسول الأعظم، وآل بيته الأطهار عليهم السلام وحملوا راية الإسلام ونشروه في أصقاع المعمورة.
واعتبر إحياء هذه المناسبة محطة مهمة لتعزيز الموقف الإيماني والأخلاقي والإنساني في نصرة الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية.
من جانبه أشار طارق فائع في كلمة الحضور، مكانة جمعة رجب التي خص الله تعالى بها أهل اليمن بدخولهم الإسلام، استجابةً لدعوة رسوله الكريم صلوات الله عليه وآله التي حملها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
ولفت إلى أن الهوية الإيمانية تتجلى في أهل اليمن في وصف المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لهم عندما قال “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.