وزير الاقتصاد يفتتح المركز التدريبي بهيئة المواصفات والخطة التدريبية للعام الجاري
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
الثورة/ أسماء البزاز
افتتح وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار المهندس معين هاشم المحاقري اليوم المركز التدريبي للهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة .
كما دشن الوزير المحاقري ومعه مدير عام الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة سام البشيري ورئيس الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة احمد الكبسي الخطة التدريبية للعام ٢٠٢٥م والتي تشتمل على أكثر من ٣٥ برنامج تدريبي في مختلف المجالات والجوانب الإدارية والمالية والفنية لكوادر الهيئة في المركز والمحافظات والقطاع الخاص والأسر المنتجة والباحثين.
وفي التدشين أكد وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار أهمية التدريب باعتباره وسيلة فعالة لتنمية قدرات القيادات والموظفين وتزويدهم بالمعلومات والاساليب الحديثة للارتقاء بمستوى العمل والأداء ومواكبة التطورات في مختلف المجالات.
ولفت إلى ان التدريب المستمر هو الاستثمار الأمثل في الموارد البشرية والطريق الأقصر لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.. مشيدا بجهود الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة في إنشاء المركز التدريبي لتدريب وتأهيل كوادرها في مختلف المجالات وبما يسهم في تطوير وتحسين الأداء والارتقاء بالعمل الرقابي للهيئة باعتبارها خط الدفاع الأول عن المستهلك.
وتطرق وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار إلى خطط الوزارة وبرامجها في مجالات دعم وتوطين الصناعات الوطنية وتشجيع المنتجات المحلية وتمكينها ورفع قدراتها وجودتها كأحد اهم البرامج التي تحقق النمو الاقتصادي وتسهم في حل مشكلة البطالة وتحقيق التنمية المستدامة .
ونوه الى حرص القيادة العليا وحكومة التغيير والبناء على حماية وتشجيع المنتج المحلي وتعزيز ثقة المجتمع بجودته .. مؤكدا أهمية توجيه المواطن وتشجيعه وتحفيزه على شراء المنتجات المحلية
وتفضيلها .
وحث على تعزيز التعاون والشراكة بين الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة والهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة لدعم الأسر المنتجة وتقديم كافة أنواع التسهيلات لها.. مؤكدا استعداد قيادة الوزارة لدعم جهود الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة بما يمكنها من تنفيذ مهامها في حماية صحة وسلامة المستهلك والمساهمة في دعم المنتج الوطني من خلال إصدار المواصفات والتميز في أنشطة التقييم والمطابقة والتقييس وفق افضل الممارسات الدولية .
من جهته استعرض مدير عام الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة جهود الهيئة وخططها وبرامجها التطويرية في مختلف الجوانب الفنية والإدارية والتدريب والتأهيل.
ولفت إلى ان مركز التدريب بالهيئة يهدف إلى تنفيذ البرامج التدريبية المتخصصة في مجالات المواصفات والمقاييس وضبط الجودة وغيرها من المجالات ذات الصلة في إطار بيئة تعليمية متطورة وفق أحدث التقنيات .
ولفت إلى ان تدشين المركز خطوة نوعية في مسيرة الهيئة نحو تحقيق أهدافها في رفع مستوى الجودة والسلامة في المنتجات والخدمات وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني.
وثمن دعم وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار للهيئة وبرامجها وخططها التطويرية .
ولفت إلى التعاون والتنسيق بين الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة والهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة في تنفيذ البرامج التدريبية المشتركة للأسر المنتجة .
من جهته تطرق رئيس الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والاصغر أحمد الكبسي إلى جهود الهيئة في توفير بيئة داعمة تساعد على تنمية المشاريع الصغيرة والأصغر وتعزيز دورها في تنمية عجلة الاقتصاد والإنتاج المحلي مما يحقق الاكتفاء الذاتي من المنتجات والخدمات الأساسية.
وأشار إلى أهمية دور هيئة المواصفات في تقديم الدعم الفني للمشاريع الصغيرة والأصغر بما يعزز من قدرتها على المنافسة في الأسواق وتقديم التسهيلات اللازمة لها.
وأكد أهمية تعزيز وتفعيل برامج التدريب المشتركة مع الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة للارتقاء بمستوى مشاريع الأسر المنتجة.
إلى ذلك بدأت فعاليات البرنامج التدريبي في مجال أسس التصنيع الغذائي الذي تنظمه الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة بالتعاون والتنسيق مع الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة.
يهدف البرنامج على مدى ثلاثة أيام إلى رفد ٨١ مشارك ومشاركة من الأسر المنتجة بمهارات ومعارف حول التصنيع الغذائي وأهميته وطرق حفظ الأغذية والعبوات المستخدمة في الأغذية والارشادات العامة لنجاح عملية التصنيع الغذائي والتعبئة والتغليف وبطاقة البيان واهميتها والمشاكل والحلول لعيوب التصنيع الغذائي إضافة إلى زيارة لأحد المصانع للتعرف على كيفية تطبيق الاشتراطات الصحية والتصنيع.
حضر التدشين نواب مدير عام الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة محمد الديلمي والدكتور كمال مرغم وابو الحسن النهاري .
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الهیئة الیمنیة للمواصفات والمقاییس وضبط الجودة وزیر الاقتصاد والصناعة والاستثمار التصنیع الغذائی ولفت إلى فی مختلف
إقرأ أيضاً:
صدام وعدنان وأغنية نجاة الصغيرة
آخر تحديث: 9 مارس 2025 - 10:57 صبقلم: إبراهيم الزبيدي مقدما، كان صدام حسين منذ أيام الطفولة والشباب لا يحب من هو أشطر منه في الدراسة، ولا يصاحب أبناء الذوات الموسرين.ورغم أن العلاقة بينه وبين ابن خاله عدنان خيرالله كانت تبدو حميمية إلا أن شيئا من النفور الخفي من عدنان كان يظهر في حالات معينة، ويحاول ستره وإخفاءه.وكان خاله خيرالله طلفاح، في تلك السن المبكرة، يغذي تلك الغيرة بمعاملته بإهمال وسخرية واستصغار، ثم يولي ولده عدنان حبا وعناية واهتماما.وقد رافقت هذه الغيرة صدام حسين في مراحل حياته اللاحقة. وأكثر ما تبدت علانية حين امتلك القيادة المطلقة للحزب والدولة.فما فعله في قاعة الخلد وما قبلها وبعدها برهان على أنه كان لا يطيق وجود من يتوقع منهم المنافسة، ويبغض المرموقين والمحبوبين في الحزب والمجتمع. وإصدارُه حكم الإعدام على عبدالخالق السامرائي بتهمة التآمر، وهو سجينه في زنزانة مقفلة ومظلمة، أربع سنوات كاملة برهان آخر على ذلك. وبأوامره الشخصية، وربما بتخطيطه وتوصيفه أقدمت مخابراته وأجهزة أمنه على اغتيال عبدالرزاق النايف وناصر الحاني وحردان التكريتي وفؤاد الركابي وعبدالكريم الشيخلي وشفيق الكمالي وعمر الهزاع، ثم حاولت وفشلت في محاولة اغتيال عارف عبدالرزاق وصبحي عبدالحميد، وأخيرا عزل أحمد حسن البكر، ثم قتل ابن عمه وزوج ابنته، حسين كامل وعشرات الآخرين.وهذا ما يجعلني أعتقد بأنه وراء تفجير طائرة عدنان خيرالله. وقد أجمع المؤرخون والمطلعون، ومنهم خيرالله طلفاح نفسه، على ذلك.وقيل يومها إن السبب هو أن عدنان كان محبوبا في الجيش والحزب والدولة والناس. واعترض مرات عديدة على قرارات ابن عمته صدام، ومنعه من إعدام قادة عسكريين كثيرين. ولا يُستبعد أن تكون الفروق الكبيرة العميقة، فكريا، ونفسيا، ومهنيا، بين صدام وعدنان، سببا حقيقيا لتراكم الغيرة والنفور منه، والخوف من احتمال أن يتحول إلى بديل عنه. وقد يكون هذا ما جعل إزاحته ضرورة من ضرورات الحكم.طبعا، لا بد لي من القول هنا إن عدنان لم يكن بأقل من صدام التزاما بأخلاق أهل العوجا وتقاليدهم، ولكنه كان أقل تعصبا لها وتزمتا، وبعقلانية وأريحية اكتسبهما من عيشه الطويل في العاصمة بغداد، حيث كان والده يقيم ويعمل مديرا لدار المعلمين في أبي غريب.في تلك المرحلة الحساسة من صباه، تأثر ببعض طبائع مجموعة من الأصحاب البغداديين، وتحديدا في الكرخ، برز منهم، لاحقا، شعراء وأدباء وروائيون منهم، المرحومون سامي مهدي، موفق خضر ، مثنى حمدان العزاوي، مثلا. بالعكس من صدام حسين الذي انتقل من ثانوية تكريت إلى ثانوية الكرخ ذاتها في العام 1957، وأقام في منزل خاله في الجعيفر ببغداد، إلا أنه لم يستطع تغيير طبعه القبلي القروي المتزمّت، والمبالغ فيه.كان، وهو في تلك السن، يتصنع الوقار، ويعتقد بأن الرجولة تتطلب التكشير والتعالي واحتقار لهو الشباب.بالمقابل كان عدنان مفعما بالحيوية والبساطة والتواضع والأريحية، ويحب الاستماع إلى الفكاهة والطُرف، ويروي كثيرا منها، ويتذوق فنون الرسم والأدب والشعر، ولا يُخفي عشقه للموسيقى والغناء.وهذا ما جعله متحدثا ناجحا، بلغة عربية سليمة، وبديهة حاضرة، وهدوء واسترخاء، وميل واضح إلى الحجة والمنطق السليم.ورغم أنه لم يمارس الكتابة، شعرا أو نثرا، إلا أنه لم يكن أقل من زملائه الأدباء الشباب تداولا للحديث عن الشعر والأدب والفنون. كتب الشاعر الراحل سامي مهدي، مرة، أن عدنان وأنا كنا من بين طلاب الخامس الأدبي (أ) في ثانوية الكرخ أكثر من عارض دعوته إلى قصيدة النثر.في أواسط عام 1955 ظهرت أغنيتان لنجاة الصغيرة، الأولى، “أسهر وانشغل أنا”، والثانية “ليه خليتني أحبك”، وأغنية ثالثة لناظم الغزالي “ماريده لغلوبي”.وكان يفترض أن تمر هذه الأغاني الثلاث على عدنان مرور الكرام كغيرها من مئات الأغاني التي كانت تذاع في تلك الأيام. ولكنها لصقت به بشدة، وأصبح يرددها دائما، بعفوية وتلقائية.ونحن في الزورق المنساب مع مجرى نهر دجلة من تكريت إلى العوجا راح عدنان يغني “ما ريده لغلوبي”، فنهره صدام بشدة وحذره من أنه لو عاد إلى الغناء مرة أخرى فسوف يكون له تصرف آخر معه مختلف. ثم في نفس اليوم، وكنا نعوم في نهر دجلة في العوجا، راح عدنان يغني “أسهر وانشغل أنا”، فما كان من صدام إلا أن هجم عليه، وهمّ بصفعه، لولا تدخلي السريع. فقد اعتبر ذلك ميوعة وخفة لا تليق بالرجولة والرجال. (موعيب رجال يغني؟).ولكن عدنان، بعد ذلك، ورغم ذلك، ورغم ثورة ابن عمته عليه، لم يستطع أن يتغلب على طبيعته المرحة السعيدة، ولم يمنع نفسه من ترديد إحدى تلك الأغاني الثلاث، وهذا ما كان يثير حنق صدام وتقريعه واستهزاءه بما وصفه بسفاهة لا تليق بابن عشيرة، وابن مربٍّ ومناضل كبير. ويقصد خاله خيرالله طلفاح.رغم أن عدنان كان يغني بيننا نحن، وليس في حضور غرباء آخرين. وظل على هذه الطبيعة، ولم يتغير. فقد كان، ونحن في ثانوية الكرخ يتقصد استفزاز صدام، فيهمس في أذني بأغنية، وهو ينظر لصدام، ليُغيظه.الغريب أن صدام حسين، حين امتلك السلطة، تحول إلى شخص آخر، نقيض النقيض.فقد تسربت أخبار لياليه الحمراء، وبعضُها موثق بالأفلام المصورة.لقد صار يستدعي المطربين والمطربات، ويسهر ويرقص، ويفعل كل ما كان يمنع عنه ابن خاله عدنان.كما شاهدنا أفلاما عديدة عرضت على وسائل التواصل بعد سقوط النظام توثق حفلات رقص وغناء باذخة في منزل السيدة الأولى، ساجدة، أم عدي، شقيقة عدنان، ورأينا بناتِه وعدي في نوبات رقص متهتك، وقصي في حضرة الغجر.وطبعا لا يمكن أن يكون صدام لم يشاهدها، أو لم يكن يعلم بها. كما أنه لم يكن يعترض على سهرات ابن عمه علي حسن المجيد مع الغجر، ولم يمنعه عنها. ومؤكد أن يكون صدام قد شاهدها أو سمع عنها، خصوصا وأن علي كان يستمتع بتصوير تلك الحفلات الماجنة.وفي شهادة وكيل وزارة المالية الأسبق الأستاذ ضياء الخيون ذكر أن جهة حكومية في أعقاب سقوط النظام طلبت منه أن يحضر إلى القصر الجمهوري ليتسلم رسميا غرفة مخصصة للمشروبات الروحية.قال، حين ذهبت وفتحت الغرفة وجدتها مكتظة، من أرضها إلى سقفها، بكل أنواع المشروبات الروحية المعروفة في العالم. بعضها ما زال مختوما، وبعضها نصف فارغ. وبعد أن افترقنا وصار عدنان قائدا عسكريا مرموقا، وقبل أن يشغل منصب وزير الدفاع وبعده، ظل مولعا بالموسيقى والغناء، وكان يدعو إلى منزله مطربين وموسيقيين ويغني ويرقص معهم أحيانا.وقد صرّح عباس جميل وعبدالجبار الدراجي بأنه كان يدعوهما كثيرا إلى داره في أيام العطل، ويصفانه بأنه فنان الروح، وصاحب أذن موسيقية مرهفة.في تقديري أن عشقه للأدب والفنون والغناء والموسيقى جعله أقل عنفا من صدام، ومن أبناء عمته صبحة، برزان ووطبان وسبعاوي، وباقي الأقارب من أهل العوجا.ولو قدر له أن يخلف ابن عمته صدام في الحكم لبادر، وعلى الفور إلى قص أجنحة الكثيرين من الأقارب والأعوان الذين كثرت تعدّياتهم، وافتُضح فسادهم، ولألغى كثيرا من القوانين والقرارات المتزمتة التي أصدرها صدام، والتي أنقضت ظهر المواطن العراقي وخلقت عزلة حقيقية بين الشعب والحكومة، ولاستعاد علاقات الدولة العراقية بدول الجوار على غير أساس التعالي والتهديد والابتزاز. والأهم، لتفادى الحرب الدامية مع إيران، ولما ارتكب خطيئة غزو الكويت. كان مؤكدا أن يحكم بحب الناس له لا بخوفهم منه، خلافا لطبيعة ابن خالته الذي توهم بأن سياسة البطش ونشر الخوف هي الأقدر على فرض هيبة الحاكم وسلطته، والأضمن لمنع المعارضة من أن تتحول إلى عامل تهديد حقيقي للنظام.ويروى عن عدنان أنه كان رحيما، ومسارعا متطوعا إلى إنقاذ أرواح الكثيرين من العسكريين والمدنيين الذين كان ابن عمته يصدر عليهم قراراته المتعجلة الظالمة.وهذه، تحديدا، هي أقوى العوامل التي بنت جدارا بينهما من النفور الخفي الذي حرص الاثنان على كتمه وكبته والتستر عليه، حسب ما نقلَه عنهما الكثيرون من المقربين الذين عايشوهما في أواخر السبعينات والثمانينات.