سواليف:
2025-01-07@06:59:39 GMT

الأردن وسوريا: فرصة تاريخية للتعاون وإعادة البناء

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

#سواليف

#الأردن و #سوريا: #فرصة_تاريخية للتعاون وإعادة البناء
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

تستعد المملكة الأردنية لاستقبال زيارة وزير الخارجية السوري والوفد المرافق له، في خطوة تعكس تطورًا مهمًا في العلاقات الأردنية-السورية بعد سنوات من القطيعة الناتجة عن الحرب في سوريا. تأتي هذه الزيارة في وقت حساس للغاية، حيث يواجه كلا البلدين تحديات مشتركة وفرصًا غير مسبوقة للعمل معًا على رسم مستقبل مشترك يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.

لطالما كان الأردن من أبرز الدول الداعمة للشعب السوري في أزمته، متحملًا عبء استضافة أكثر من مليون لاجئ سوري على أراضيه. ومع سقوط نظام بشار الأسد، يواجه الأردن تحديات جديدة فيما يتعلق بملف اللاجئين، حيث تتطلب المرحلة الحالية تنسيقًا دقيقًا لضمان عودتهم الطوعية والآمنة إلى وطنهم. ومع ذلك، فإن هذه التحديات تفتح أبوابًا واسعة للتعاون البناء بين الأردن وسوريا، بما يضمن تحقيق الاستقرار والازدهار في كلا البلدين.

مقالات ذات صلة النائب الروابدة يسأل .. ما الذي يمنع ؟ 2025/01/05

إن زيارة وزير الخارجية السوري للأردن تمثل فرصة ذهبية لتحويل اللقاءات الرسمية إلى منصة حوارية عملية من خلال إطلاق ورشة عمل مشتركة تضم الخبراء والمسؤولين من الجانبين. يمكن لهذه الورشة أن تناقش قضايا جوهرية مثل وضع خطة شاملة لتسهيل عودة اللاجئين، وضمان توفير البنية التحتية والخدمات الأساسية لهم في المناطق التي سيعودون إليها، إضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي عبر إشراك الشركات الأردنية في مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، وهو ما سيوفر فرص عمل ويسهم في تنمية الاقتصاد الأردني والسوري على حد سواء.

ولا يمكن إغفال أهمية التنسيق الأمني في هذه المرحلة، حيث يمثل استقرار الحدود أولوية قصوى للبلدين. كما يمكن للأردن، بحكم موقعه ودوره الإقليمي، أن يكون جسرًا مهمًا لتواصل سوريا مع المجتمع الدولي، مما يسهم في تسهيل حصولها على الدعم المالي والتقني اللازم لإعادة البناء.

علاوة على ذلك، فإن الأردن يمتلك خبرة واسعة في إدارة التحولات السياسية والاجتماعية، وهو ما يمكن أن يكون ذا قيمة كبيرة لسوريا خلال مرحلتها الانتقالية. فقد استطاع الأردن، رغم التحديات الكبيرة، أن يشق طريقًا نحو التحديث السياسي من خلال إصلاحات شملت الانتخابات، وتعزيز مشاركة المواطنين في صناعة القرار، والعمل على بناء دولة مدنية حديثة. يمكن للأردن أن يشارك تجربته مع سوريا الحرة الجديدة، لتكون نموذجًا يلهم بناء نظام ديمقراطي موحد يحترم التنوع ويحقق العدالة لجميع مكونات الشعب السوري.

إن الأردن، الذي حمل على عاتقه مسؤولية مساندة الشعب السوري في أحلك الظروف، يفتح أبوابه اليوم للأشقاء السوريين ليس فقط لتقديم الدعم، ولكن للعمل معًا على بناء مستقبل مشترك يعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة. فكما وقف الأردن إلى جانب سوريا في أزمتها الإنسانية، فإنه مستعد الآن للوقوف إلى جانبها في إعادة البناء السياسي والاقتصادي، إيمانًا منه بأن المصير المشترك يتطلب تعاونًا صادقًا وعملًا مشتركًا يخدم الجميع.

أهلاً وسهلاً بوزير الخارجية السوري والوفد المرافق في بيتهم الثاني، الأردن. نأمل أن تكون هذه الزيارة نقطة تحول حقيقية تسهم في تعزيز التعاون بين البلدين، وتطلق مرحلة جديدة من العمل المشترك لبناء سوريا الحرة الموحدة، وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. فالتعاون بين الأردن وسوريا ليس خيارًا، بل ضرورة تمليها التحديات المشتركة والفرص العظيمة التي يمكن استثمارها معًا.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف سوريا فرصة تاريخية

إقرأ أيضاً:

سوريا الجديدة .. بين اكتساب الشرعية ومواجهة التحديات

القاهرة 'د ب أ": يوما بعد يوم يزداد الحراك الدبلوماسي الذي تشهده سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، مع تقاطر الوفود العربية والأجنبية على دمشق للقاء مسؤولي الإدارة الجديدة، وهو ما يضفي عليها نوعا من الشرعية.

وزراء خارجية ودبلوماسيون ومسؤولون رفيعو المستوى ذهبوا إلى سوريا ما بعد الأسد بأسباب وتوجهات مختلفة، ولكن تلك الزيارات في حد ذاتها تمثل اعترافا ضمنيا بالإدارة الموجودة حاليا وهو ما يشكل قوة دفع لها.

ويرى مراقبون أن إكساب الشرعية لتلك الإدارة يمثل فرصة جيدة لها لتثبيت أركانها، ربما لم تتوفر في حالات سابقة كثيرة أطيح فيها بأنظمة حاكمة، وكانت الإجراءات العقابية كتعليق العضويات في منظمات دولية حاضرة، بدلا من الاعتراف بالحكام الجدد.

لكن ربما يفسر البعض ازدواجية المعايير في التعامل مع حالات مماثلة لكون نظام حكم الأسد لم يكن يحظى بقبول معظم اللاعبين المؤثرين على الساحة الدولية، في حين يذهب فريق آخر لكون تغيير أنظمة الحكم في معظم الأحيان يجري عبر تحركات من المؤسسات العسكرية، ولكن المفارقة مع النموذج السوري هو أن من أطاح بنظام الأسد هي فصائل مسلحة تضم في صفوفها أجانب ومعظمها مدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية حتى الآن، وفي مقدمتها ما تعرف بهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) المرتبطة بتنظيم القاعدة.

ورأت مجلة فورين أفيرز الأمريكية أن السقوط المفاجئ والصادم لنظام الأسد على يد "هيئة تحرير الشام" أثار ابتهاج السوريين الذين عانوا 13 عاما من ويلات الحرب الأهلية وعقودا أخرى من الحكم القمعي، لكنها ألقت الضوء على التحديات التي ربما تواجه الإدارة الانتقالية.

وذكرت المجلة أنه "مع تبلور حكومة جديدة في دمشق، يشعر السوريون والمراقبون الأجانب على حد سواء بالقلق بشأن مدى شموليتها وتمثيلها ، فالقائد الفعلي للبلاد، أحمد الشرع، هو مقاتل سابق في تنظيم القاعدة، على الرغم من أنه قال أنه نبذ الإرهاب. هيئة تحرير الشام نفسها مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة".

وتابعت: "هناك مخاوف من أن التوترات التي لم يتم حلها بين الجماعات العرقية والدينية في سوريا يمكن أن تعرقل جهود الشرع لتوحيد البلاد وتوطيد حكمه".

واعتبرت فورين أفيرز أن الخيارات التي ستتخذها الولايات المتحدة على المدى القريب "ستؤثر على قدرة النظام الجديد على بسط سلطته في جميع أنحاء سوريا وإعادة الإعمار".

وأشارت المجلة إلى أن "هناك أسبابا تدعو إلى منح القادة الجدد في سوريا ميزة الشك. أحدها هو حالة البلد الذي مزقته الحرب: فأكثر من 70 % من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وانخفض الناتج المحلي الإجمالي لسوريا من 60 مليار دولار إلى 10 مليارات دولار منذ عام 2011، ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة إعادة الإعمار 400 مليار دولار".

ومضت المجلة تقول إن الشرع "أثبت أيضا قدرته على التكيف مع الظروف الجديدة، فبعد استيلائه على محافظة إدلب السورية عام 2017، مضى في بناء دولة أولية من الصفر، وطرد العديد من المقاتلين الأجانب من هيئة تحرير الشام لتبني أجندة وطنية سورية. وتبرأ من الطموحات السلفية السابقة لكسب الدعم العسكري والمالي الخارجي ، الأمر الذي مكن هيئة تحرير الشام من الزحف نحو دمشق في نهاية المطاف. كما تواصل الشرع مع المجتمعات المسيحية والدرزية الصغيرة في المحافظة وتبنى تعليم المرأة، وفتح الباب أمام المساعدات الإنسانية من الدول الغربية والمنظمات غير الحكومية".

ولعل الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لواشنطن هو أن أهداف الولايات المتحدة في سوريا تحققت إلى حد كبير، فحكم الأسد انتهى وانسحبت القوات الإيرانية والروسية من البلاد، بحسب المجلة التي رأت في التغيير الذي شهدته سوريا خسارة كبيرة بالنسبة لإيران، على وجه الخصوص، وقالت إن "خسارة حكومة صديقة في سوريا تشكل ضربة كبيرة.

وعددت المجلة الأسباب التي ربما تفسر موقف واشنطن وعدم حاجتها إلى الإبقاء على وجودها العسكري أو العقوبات الساحقة التي كانت تهدف في البداية إلى إضعاف نظام الأسد، فتحدثت عن إلحاق القوات الأمريكية وما تسمى بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، أضرارا بالغة بتنظيم داعش في شمال سوريا.

وفي ظل مخاوف وجدل أثارته قرارات وتصريحات لمسؤولين في حكومة الأمر الواقع في سوريا خلال أسابيع قليلة من توليها زمام الأمور، رأت المجلة الأمريكية أن أفضل سيناريو لسوريا الجديدة وجيرانها هو قيام "دولة موحدة ومتماسكة يمكنها التفاوض على اتفاقات دبلوماسية تعزز الاستقرار الإقليمي على المدى الطويل".

وحذرت من أن البديل هو "سوريا ضعيفة ومنقسمة ومعرضة للصراع، وهي نتيجة قد تتطلب وجودا عسكريا أمريكيا طويل الأمد ومكلفا بشكل متزايد في المنطقة، وتخلق مشاكل لتركيا (حليفة الولايات المتحدة)، وتعرض عملية إعادة البناء الحساسة في العراق للخطر، وينجم عنها موجة أخرى من الهجرة السورية".

ورأت أنه لتجنب هذا السيناريو "ينبغي على الولايات المتحدة أن تمنح الحكومة السورية الجديدة فرصة، وعليها أن تسحب قواتها من البلاد، مما يسمح لدمشق باستعادة السيطرة على المحافظات الزراعية والغنية بالنفط في شمال شرق سوريا. ومع ذلك، تحتاج واشنطن أولا إلى ضمانات بأن لدى الشرع وهيئة تحرير الشام القدرة والإرادة لإبقاء داعش تحت السيطرة، وأن الحكومة الجديدة ستضمن سلامة أكراد سوريا ودمجهم، وإذا لزم الأمر تنأى بنفسها عن أنقرة للقيام بذلك".

وقالت المجلة إن رفع الولايات المتحدة العقوبات المفروضة "سيسمح بالاستثمار الأجنبي في سوريا ويتيح للحكومة الوصول إلى النظام المصرفي الدولي".

ويرى محللون أنه يتعين الآن على الشرع ورجاله استغلال الفرصة وإثبات أنهم خرجوا من عباءة التنظيمات المسلحة إلى آفاق أرحب لبناء دولة جديدة تتسع لجميع مكوناتها، وعدم السماح لتضارب المصالح بإدخال سوريا في دوامة جديدة ربما تكون أشد وطأة مما شهدته خلال السنوات الماضية.

مقالات مشابهة

  • فرصة تاريخية لليمين المتطرف.. رئيس النمسا يكلف هربرت كيكل بتشكيل حكومة جديدة
  • «مصطفى بكري»: هل يمكن أن يكون قادة الجيش السوري من الأفغان والشيشان والروس والأتراك والأمريكان؟
  • ناقشا الأوضاع بغزة وسوريا.. الأردن يؤكد وقوفه مع تركيا في مواجهة التحديات
  • وزير الخارجية الأردني: نقف مع الشعب السوري لضمان مستقبل يلبي حقوقهم
  • سوريا في العين الإيرانية
  • السوداني: لا يمكن ربط الأحداث في سوريا بتغيير النظام في العراق
  • سوريا الجديدة .. بين اكتساب الشرعية ومواجهة التحديات
  • رئيس الاتحاد الديمقراطي: الإدارة الذاتية فرصة تاريخية لسوريا الجديدة
  • بيربوك تؤكد دعم ألمانيا لعملية انتقال سلمي في سوريا وإعادة الإعمار