بالصور.. المتقاعدون في إيران يحتجون بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
بغداد اليوم - متابعة
نظم عدد من أصحاب المعاشات الوطني والضمان الاجتماعي والاتصالات والصلب والتعدين، مسيرات احتجاجية في مختلف المدن الإيرانية، اليوم الأحد، (5 كانون الثاني 2025)، احتجاجا على الوضع المعيشي وعدم الاستجابة لمطالبهم.
وتجمع المتقاعدون العاملون في صناعة الصلب والتعدين في أصفهان، بعد مسيرة في بعض الشوارع، أمام مبنى صندوق التقاعد رافعين شعارات مثل "دولة الدخل المرتفع، ماذا حدث لك"، "فقط على أرضية الشارع، سنفعل ذلك".
وفي الأهواز، نظم متقاعدو شركة خوزستان للصلب وقفة احتجاجية أمام محافظة الأهواز، ومتقاعدو الضمان الاجتماعي أمام المكتب العام لهذه المنظمة. وهتفوا: "سنقاتل، سنموت، سنحصل على حقوقنا".
وتشمل مطالب متقاعدي صناعة التعدين والصلب تنفيذ المعادلة الحقيقية للرواتب وتحديد السلة المعيشية، وإزالة الحد الأقصى للرواتب، ودفع زيادات 65% في عامي 2020 وحتى 2024، والعلاج مجاني.
من جانبه، قال "إبراهيم صادقي فر"، رئيس منظمة العمل والضمان الاجتماعي في إيران: "جزء مهم من الناس يتعامل مع مشكلة الفقر، وتتراوح أعداد هؤلاء الأشخاص بين 22 و27 بالمئة، وتعاني هذه النسبة من المجتمع من مشاكل في توفير الحد الأدنى من احتياجاته الأساسية.
وأشار صادقي فر في حديثه لوكالة الأنباء الطلابية "إيسنا"، إلى أن الفقر في إيران اليوم لم يعد قضية هامشية وقد زاد في السنوات الأخيرة وعمق الفجوة الطبقية.
وبحسبه فإن الإحصائيات المتوفرة تشير إلى أن “نسبة التسرب من التعليم في تزايد، وذلك لعوامل اقتصادية واجتماعية، ومن جهة أخرى، فإن التفاوت التعليمي يتزايد بسبب توسع المدارس الخاصة، مما يؤدي إلى تفاقم الفقر التعليمي".
وكان مركز أبحاث البرلمان، وهو الذراع البحثية للبرلمان الإيراني، قد أعلن مؤخراً في تقرير له عن إضافة ملايين الإيرانيين إلى صفوف فقراء البلاد في السنوات الأخيرة.
وبحسب هذا التقرير، فإن ارتفاع معدل خط الفقر بنسبة 68% عام 2023 مقارنة بالعام السابق، جعل من الصعب توفير الحد الأدنى من مرافق الحياة الأساسية وتوفير السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم، حتى بالنسبة للطبقات المتوسطة.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
إيران أمام اختبار إستراتيجي.. ما هو؟
إيران جزء مهمّ من الشرق الأوسط، وهي بلد كبير مؤثّر ومتأثّر بما يجري في العالم العربي، ومن نافلة القول أنّها دعمت القضية والمقاومة الفلسطينية في وقتٍ خَذَلها بعض الأنظمة العربية.
ليس المقصود بهذه المقالة، مهاجمة إيران على قاعدة الاصطفاف الطائفي أو العرقي، وليس المقصود بها التصيّد بعد خسارتها حضورها في سوريا أو تراجع قوّتها ونفوذها مع ضعف حزب الله الناتج عن عدوان الاحتلال الصهيوني على لبنان، البلد العربي الصغير، الكبير بمواقفه من القضية الفلسطينية. وإنما الهدف هو القراءة السياسية الموضوعية وما تقتضيه مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري في المنطقة.
مَظْلمة الشعب السوريإذا جاز للإنسان أن ينحاز فعليه أن ينحاز إلى القيم والأخلاق ومصالح الشعوب، ومنها مصالح الشعب السوري صاحب التاريخ والمواقف الوطنية والعربية المشرّفة، ومنها دعمه لفلسطين ونضال الشعب الفلسطيني.
وأي موقف إيجابي لنظام عربي، هو انعكاس لمواقف شعبه، وفي المقابل فإن أي موقف سلبي لهذا النظام أو ذاك ليس بالضرورة تعبيرًا عن مواقف شعبه، لا سيّما من القضية الفلسطينية.
في هذا السياق، فإن دعم نظام الأسد لفلسطين، ولحركة حماس ما قبل الثورة، هو انعكاس لموقف الشعب السوري الأصيل، وهذا الدعم لفلسطين أو لحماس قبل الثورة لا يُجيز له ولا لغيره انتهاك حقوق الشعب السوري، وليس مبررًا له ولا غطاءً له لفعل ما فعل من فظاعات تكشّفت قبل وبعد سقوط النظام.
إعلانخطأ إيران أنها وقفت مع نظام الأسد ظالمًا دون أن تأخذ على يده لتصحيح مواقفه من مظالم الشعب السوري، فأصبحت شريكًا واقعيًا له في مقتلة الشعب السوري، إضافة إلى دَفْعها حزب الله اللبناني، والعديد من الفصائل المصنّفة مذهبيًا للقتال إلى جانب النظام، ضد شعبه، ما أضر بصورة إيران، وأسّس لعداء بينها وبين الشعب السوري الذي دفع أثمانًا باهظة بسبب تلك المواقف والسياسات.
لم تكتفِ إيران بذلك، بل اتخذت موقفًا مشككًا من الثورة السورية ومآلاتها بعد سقوط نظام الأسد. فعلى سبيل المثال، أعلنت هيئة الأركان العامّة الإيرانية (28 ديسمبر/كانون الأول 2024) بأن "ما حدث في سوريا هو نتيجة خطّة مشتركة أميركية صهيونية"، وأن "نظام الهيمنة بقيادة أميركا يسعى لنهب موارد الشرق الأوسط، ولن يحقّق مكاسب في سوريا".
وعلى صلة بالموضوع قال المرشد الإيراني علي خامنئي: "إن الذين اعتدَوا على سوريا سيجبرون يومًا ما على التراجع أمام قوّة شبابها". وأضاف: "إنّ سوريا تتعرض لاحتلال من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ودول إقليمية". حسب تعبيره في 1 يناير/كانون الثاني 2025.
الذهاب بعيدًا في المواقف ليس في مصلحة إيران وعلاقاتها المستقبلية مع سوريا وشعوب المنطقة التي تنحاز إلى الشعب السوري. والوقوف على أطلال النظام السابق لن يُعيد لها ما خسرته، ولا سيما أن إيران تعلم أن مسار بشار الأسد كان يبتعد عنها وعن حزب الله وعن المقاومة بعد معركة طوفان الأقصى.
فالجميع تابع موقف نظام الأسد السلبي من المواجهة الأخيرة مع الاحتلال، حيث بدأ يبتعد حد الامتناع عن تأييد المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي عمليًا وإعلاميًا، كثمن على ما يبدو، لإعادة تعويمه في المنطقة وانتقاله من مربع إلى آخر.
وحتى لا تتعمّق خسائر إيران، فإنها بحاجة لمراجعة موقفها من سوريا الجديدة بطي صفحة الماضي، وبتأييد تطلعات الشعب السوري، وهذا فيه مصلحة لها ولحزب الله في لبنان الذي لا يستغني عن التنفّس من الرئة السورية، خاصّة بعد دخول واشنطن على خط رقابة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وفقًا لموجبات القرار 1701.
إعلان إيران وطوفان الأقصى وحزب اللهإسرائيل كانت تقف على قدم واحدة، أمام أي تهديد من حزب الله اللبناني، حتى إنها لم تستطع أن تعتدي على خيمة نصبها الحزب في مزارع شبعا في يونيو/حزيران 2023، واعتبرتها إسرائيل المحتلة تعديًا على سيادتها.
في معركة طوفان الأقصى، اعتمد حزب الله مقاربة القوة النارية المنضبطة بقواعد اشتباك مع الاحتلال، لإسناد غزة بزيادته العبء الأمني والعسكري والاقتصادي على إسرائيل، لدفعها إلى وقف إطلاق النار في غزة، ومظنّة أن تلك السياسة أو المعادلة ستُثني إسرائيل عن الحرب المفتوحة معه، وسيُعفيه ذلك – كما إيران – من التكاليف المرتفعة.
مقاربة الحزب، التي هي مقاربة إيرانية بحكم العلاقة العضوية بين الحزب وإيران، استوعبها الاحتلال الإسرائيلي بامتلاكه شبكة أمان عسكرية وأمنية واقتصادية من الولايات المتحدة الأميركية وبعض العواصم الغربية، وفي اللحظة المناسبة، وبعد سنة من التدمير والقتل الممنهج في غزة، استدار الاحتلال بثقله العسكري إلى الشمال، ومع ذلك بقي الحزب ملتزمًا بقواعد الاشتباك دون أن يُبادر ويأخذ بزمام المبادرة بالحرب أو الهجوم الكبير على إسرائيل وجيشها المحتشد شمال فلسطين.
علاوة على ذلك، كانت إسرائيل قد اختبرت موقف الحزب وردة فعله وفعل إيران من خلال اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وفؤاد شُكر رئيس أركان الحزب في بيروت، فكانت ردود فعلهما، على أهميتها، محدودة، وفي سياق قواعد الاشتباك ومعادلات الردع التكتيكي، ما أكّد لإسرائيل أن الحزب وإيران، يخشيان الحرب ولا يريدانها.
هذا حفّز إسرائيل وجعلها تتجرأ وتبادر بهجوم أمني كبير على آلاف من كوادر الحزب (عملية البيجر والتوكي ووكي)، واغتيال مئات القيادات العسكرية، وصولًا لاغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، في عمليات أمنية متتالية وفي أيام معدودة، أعقبتها بهجوم جوّي مكثّف على الضاحية الجنوبية في بيروت وقرى الجنوب اللبناني.
إعلانإذن خشية إيران والحزب من الحرب، والتزام الأخير بقواعد الاشتباك، والظن بأن إسرائيل غير قادرة على خوض معركة كبيرة مع الحزب؛ بسبب استنزافها في غزة، وبأنها ستضطر واقعيًا، تحت الضغط إلى القبول باتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، أوقعت إيران والحزب في سوء تقدير دفع الأخير لوقف إطلاق النار والقبول بفك ارتباط المسار اللبناني عن المسار الفلسطيني، والخضوع لاستحقاقات القرار 1701 والذي يفرض انسحاب الحزب من جنوب لبنان تحت إشراف الأمم المتحدة، ومتابعة اللجنة الدولية التي تضم الولايات المتحدة الأميركية الداعم الرئيسي والإستراتيجي لإسرائيل.
ذلك يعني أن إسرائيل واليمين الصهيوني المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، نجحوا في تحييد حزب الله وإضعافه، والاستفراد بحركة حماس والمقاومة الفلسطينية التي تخوض معركة طاحنة إلى اللحظة وبإسناد فقط من اليمن البعيد جغرافيًا، في وقت خرج حزب الله وإيران من المواجهة المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي.
مردُّ هذه النتيجة، أن إيران ربّما أخطأت في حساباتها، عندما حالت دون قيام حزب الله بهجوم واسع وكبير على إسرائيل المحتلة في الأشهر الأولى من المعركة لوقف العدوان على غزة، في وقت كانت فيه كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية في ذروة قوّتها، وأخطأت أيضًا عندما حالت دون قيام حزب الله بهجوم قوي وموجع ضد إسرائيل ردًا على اغتيالها رئيسَ أركان الحزب فؤاد شُكر، الأمر الذي ربما لو حصل لكان رَدَع إسرائيل وخلق معادلة سياسية عسكرية معها لصالح "محور المقاومة" وفلسطين.
خلاصاتسوء التقدير، أفضى لأخطاء ذات أبعاد إستراتيجية، وخلق مجموعة من التحديات أمام إيران، في ظل تحوّلات مهمّة يشهدها الإقليم، ومنها:
أولًا: تفكّك ما عُرف بوحدة ساحات المقاومة، حيث تَبَدّى أنها فكرة متخيّلة أكثر منها واقعًا بالمعنى الدقيق لهذا المصطلح واستحقاقاته، وسيحل محلّها التنسيق والتعاون، وهذا سيؤدّي إلى تراجع حضور إيران في العديد من الملفّات والساحات، لا سيّما بعد تغيّر الأوضاع في سوريا لغير صالح إيران، وبعد تراجع قوّة حزب الله السياسية والعسكرية في لبنان، نتيجة اتفاق وقف إطلاق النار واستحقاقاته بموجب القرار الأممي 1701. ثانيًا: سلوك إيران وتأثيرها على أداء حزب الله العسكري، من حيث ضبط الإيقاع، عقب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 (معركة طوفان الأقصى)، أكّدا أن حسابات إيران ومصالحها الوطنية السيادية مقدّمة على ما سواها من الملفات الخارجية، وهي تدعم وتتقاطع مع أصدقائها على قاعدة التخادم وحسب متطلبات أمنها القومي أولًا، واتساقًا مع مقتضيات مجالها الحيوي الذي يصل إلى شرق المتوسّط، والبحر الأحمر وبحر العرب جنوبًا، حتى باكستان شرقًا، وآسيا الوسطى شمالًا، وهذا سلوك طبيعي كلاسيكي متوقّع لدولة كبيرة بحجم إيران، بمعنى أن إيران لا تقاتل نيابة عن أحد، وإنما نيابة عن مصالحها أولًا. ثالثًا: قد تتعرّض إيران مع قدوم الرئيس ترامب، لحصار أميركي أقسى، وربّما لضربة عسكرية لمشروعها النووي، بالتنسيق بين تل أبيب وواشنطن، بعد أن استطاعت إسرائيل إضعاف حزب الله، وهو ما تراه بعض المصادر الإسرائيلية فرصة سانحة لاستثمارها في ضرب إيران، ما قد يدفع طهران إلى تغيير نهجها بالانكفاء إلى الداخل على حساب دعمها لساحات وقوى المقاومة، لا سيّما مع صعود الإصلاحيين الذين ينظّرون لفكرة إيران أولًا ويسعون لمد جسور التفاهم مع واشنطن والغرب عمومًا. رابعًا: ستواجه إيران، في سياق التنافس السياسي في الإقليم، تركيا التي تتمتّع بقوّة وحضور متنامٍ، لا سيّما بعد التحوّل في سوريا الذي جاء لصالحها، والذي سيكون له أثر كبير على لبنان وحزب الله الحليف العضوي لإيران.هذا، في وقت نجحت فيه تركيا في التمدّد عبر آسيا الوسطى من خلال دعمها لأذربيجان وانتصارها في حربها ضد أرمينيا الصديقة لطهران (الصراع حول إقليم ناغورني قره باغ)، وعبر نفوذ أنقرة من خلال مجلس الدول الناطقة بالتركية المعروف باسم "المجلس التركي" أو "منظمة الدول التركية" والذي يضم تركيا، وأذربيجان، وكازاخستان، وقرغيزستان، وأوزبكستان، هذا ناهيك عن محاولات تركيا الحثيثة لزيادة حضورها عبر الشراكات الاقتصادية والصناعات العسكرية المتطوّرة مع دول الخليج العربي، وفي مقدمتها السعودية. إعلان
إذن، كيف ستتعامل إيران مع هذه المتغيّرات المهمّة التي أحدثها زلزال "طوفان الأقصى"؟
هل ستنكفئ على ذاتها وتغير إستراتيجيّتها بانسحابها من قيادة ما عرف بـ "محور المقاومة"؟ أم إنّها ستتقدّم إلى الأمام لصناعة أو تثبيت واقع مُختلف، في بحر أمواجه عاتية، ولم يهدأ بعد؟
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية