المطران سويف: لنعمل معاً مسلمين ومسيحيين من اجل كرامة الانسان
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
افتتح رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف اليوبيل المقدس للعام 2025 تحت عنوان "يوبيل حجاج الرجاء"، وذلك خلال قداس احتفالي ترأسه في كنيسة مار مارون في طرابلس، عاونه فيه النائب العام على ابرشية طرابلس المارونية الخوراسقف انطوان مخائيل، وكل من خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض، المونسنيور جوزيف غبش، المونسنيور سايد مرون، رئيس فرع الجامعة الانطونية في مجدليا زغرتا الاب ماجد مارون، رئيس دير الرهبنة الانطونية في الميناء الاب فادي الحاج موسى، ولفيف من كهنة الابرشية.
حضر القداس جمهور واسع من كهنة الرعايا، و المعاونين لهم، وعدد من الراهبات والرهبان، إلى حشد من العلمانيات والعلمانيين، ولجان من الابرشية، وكل الروابط الروحية والاجتماعية والمدنية والثقافية.
وألقى سويف عظة بعد الانجيل قال فيها: "يسرني في هذا الاحد المبارك ومن مدينة طرابلس، وفي ابرشية طرابلس المارونية، ان اعلن بالاتحاد وبالشراكة والمحبة، شراكة الايمان مع قداسة البابا فرنسيس مع غبطة أبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي ومع كل الأساقفة والكنيسة الجامعة في لبنان والعالم افتتاح اليوبيل المقدس لعام ٢٠٢٥ " يوبيل حجاج الرجاء" مبروك لهذه المسيرة اليوبيلية. نعم احبائي، هذا الاحد هو أحد مقبول للرب و كما الابرشية من وحي موضوع اليوبيل " الرجاء لا يخيب" من روما ٥ الاية ٥ وبإطار دعوة البابا فرنسيس للكنيسة الجامعة في كل العالم نحن حجاج الرجاء، ابرشيتنا استوحت من هذا اليوبيل هذه الاية الكتابية التي تقول " اعلن سنة مقبولة للرب" ما معناه ان يكون هذا اليوبيل مقبولاً لدى الرب".
أضاف: "نعم اخوتي الرجاء لا يخيب، وهذا هو الموضوع والمحطة الأساسية حيث نحن مدعوين للتأمل فيها نقف امام الرب لان اليوبيل هو وقفة امام الله والسبت الذي من خلاله سنترتاح، هو الاحد يوم الرب الذي من خلاله نقف امام الرب ونعيش فعل التقدمة الحقيقية في كل قداس، هو كل ايام الأسبوع الذي من خلالها نشكر نعمة الرب على عطية الرجاء، وعلى موهبته لا بل على كل المواهب التي سكبها في كل إنسان منا، هذه العطية التي تملأ حياتنا فرح ومن يكون مع الرب يحيا بالفرح الحقيقي، والداخلي، ويشعر انه مدعو للمشاركة اخوته البشر هذا الفرح فرح، اللقاء بيسوع المسيح الذي هو رجانا، والمسيح لا يخيب.لان الرجاء هو يسوع المسيح".
وتابع: "في هذه الاجواء الميلادية وفي مطلع السنة وفي الوقت الذي ندخل فيه عيد الدنح، اي الغطاس، معمودية الرب، على نهر الأردن، ومن خلال الرتبة التي احتفلنا فيها في مطلع القداس من خلال صلوات اليوبيل نحن مدعوين كي نجدد مواعيد المعمودية، وننشد في كل يوم من حياتنا، مع الملائكة والرعاة، والبشرية جمعاء، "المجد لله في العلى وعلى الارض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر"، الإنسان الممتليء من الرجاء لا يمكن إلا ان يكون إنسان يبني السلام في العالم، ويكون علامة رجاء في حياته وحياة العالم الذي يحتاج اكثر فأكثر إلى رجاء، والى علامات الرجاء، من هنا أدعو نفسي قبل ان ادعوكم حتى تكون هذه السنة وكل ايام حياتنا علامات رجاء".
وقال: "ان الحياة مليئة بالتحديات بالرجاء هناك تحديات، وفي العالم اليومي الذي نعيشه، وفي لبنان المتألم، وفي سوريا، وفي هذا الشرق الأوسط، الذي لا يزال يعيش نزاعات وحروب وصراعات وهجرة وتهجير، ونحن نأمل ان يدخل إلى حالة جديدة إلى حالة السلام إلى الحوار والمحبة والوحدة. الجوع لا يزال موجوداً فقدان الامل والآفاق المقفلة امام شبيبتنا اليوم، وهذا اكبر نزف يحصل في وطننا، خاصة عند انتهاء الدراسة وامام انعدام فرص العمل يهاجر معظم شبابنا بحثاً عن فرص للعمل، وهذا يحصل نتيجة اليأس والإحباط الذي تعيشه في قلبها. الحروب التي في معظمها عملية تجارية، ناتجة عن اطماع في اكثر سلعة تجني ارباحاً طائلة هي السلاح. وهذا تحد كبير لحاضر الانسان ومستقبله، والأبشع هو المتاجرة بالبشر، خاصة عندما ارى الانسان سلعة ورقم نازعاً عني كل أخلاقياتي وكل كياني الإنساني والروحي وكل كرامة الإنسانية، وهذا اكبر تحد تواجهه البشرية ونحن نكون من ابناء الرجاء وعلامات الرجاء الفاعلة والمحولة في المجتمع المدني والمجتمع الكنسي وفي المجتمع الإنساني عندما انظر إلى اخي الانسان وارى فيه صورة يسوع المسيح، بكل حب بعيد عن التمييز الديني والعنصري والاجتماعي والثقافي ... يسوع جاء كي يصالحنا جميعاً البعيدين والقريبين، مع يسوع لا يوجد يهودي او يوناني او وثني ولا عرق ابيض او اسود معه رجانا كلنا اصبحنا عائلة واحدة بيسوع المسيح. والإنسان المليء بمحبة يسوع لا يسأل أخيه الانسان من انت وما هو دينك ولونك وصفتك، ينظر في عينيه ويرى يسوع هو الذي ينظر اليه، لانه يعطيه الحب ويحترم مليء كرامته الإنسانية".
أضاف: "أمام كل هذه التحديات، علينا ان نفتش عن الرجاء ونسأل اين هو الرجاء في العالم الذي يحمل الكثير من الموت، وحزن، ويأس، في زمن اصبح فيه الانسان سلعة، نسأل اين هو الرجاء، دعونا نتساعد في شرح موضوع السنة تحت عنوان حجاج اي نحن حجاج اي هناك سيرة، مشوار، وجاء ضمن السينودس العام الذي ختمه البابا فرنسيس، فدعونا نشبك أيدينا بعضنا ببعض، بروح الأخوة والوحدة، بعيد عن الكبرياء والأنا، الذي مزقنا. لننظر صوب الرجاء الحقيقي ونشبك الأيادي ونقود بعضنا نحو هذا الميناء ميناء الخلاص والرجاء نحو المسيح، نسند بعضنا في هذا الطريق، بالتضامن الروحي والإنساني والاجتماعي عندما يشعر الإنسان ان الشخص الذي يقف أمامه موجود، وفيه حياة، ونفرح بلقاء يسوع المسيح ونحتفل بالحب والحياة. نطلب من الرب في هذا الاحد الذي تزامن مع وجود الرب في الهيكل من عمر ١٢ سنة مع أهله سار في مسيرة حج نحو الهيكل وهو قال لنا مرات كثيرة ان هذا الهيكل سيهدم ويبنى في ثلاثة ايام يعني الهيكل الجديد ليس حجارة، كما الكنيسة التي ليست مؤسسات ودوائر، والعالم ليس فقط قوانين ولكن الكنيسة والرعية والمجتمع الإنساني اصبحنا حجارة حية في الهيكل الجديد الذي يسمى يسوع المسيح ونحن عندما ندخل إلى الهيكل هذه السنة نسير نحو لقاء يومي مع يسوع المسيح".
وختم: "أحيي كل أبناء الابرشية والكهنة المعاونين مع المكرسات والمكرسين وكل العلمانيات والعلمانيين بكل اللجان وكل الروابط الروحية والاجتماعية والمدنية المجتمعين اليوم في طرابلس في كنيسة مار مارون، حتى نزرع البزور الإنجيليّة ليتخمر العالم والإنسانية كي يكون هناك سماء جديدة وأرض جديدة، لنعيشها بروح مسكونية وانفتاح على كل الكنائس، فلم يعد يحق لنا إلا ان نتواصل تواصل يومي وحقيقي مع اخوتنا من كل الأديان الأخرى انطلاقاً من حقيقة لبنان مسلمين ومسيحيين نعيش معاً من اجل الوطن والإنسان وكرامة كل مواطن. دعونا نؤمن انه بالرجاء يهزم الشر، ومن يؤمن بيسوع لا يجد شراً لا في حياته او في مجتمعه، وعند الصغير والكبير تمحى الخطية ويتجدد الايمان. لنعش هذه المسيرة نحو المسيح نحج بالمسيح من خلال لقاءنا بالإنسان ترافقنا مريم ام الرجاء هو الذي لا يخيب له المجد من الان والى الأبد امين".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: یسوع المسیح لا یخیب من خلال فی هذا
إقرأ أيضاً:
ذكرى ميلاد فاروق الفيشاوي.. تمنى تجسيد شخصية المطران السوري هيلاريون كابوتشي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نجح الفنان فاروق الفيشاوي في تقديم عدد من الأعمال الفنية المؤثرة حتى وقتنا هذا، حيث قدم أدوار متميزة ومتنوعة حفر من خلالها اسمه بأحرف من الذهب، تحل علينا ذكرى ميلاد حاوي السينما المصرية فاروق الفيشاوي الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1952.
فاروق الفيشاوي كان يتمنى تقديم شخصية “هيلاريون كابوتشي”كشف الفنان فاروق الفيشاوي عن حلمه في لقاء سابق له مع الإعلامية منى الشاذلي ببرنامج "معكم" قائلًا: "اتمنى تجسيد شخصية المطران السوري هيلاريون كابوتشي" الذي رحل عن عالمنا في يناير 2017 عن عمر يناهز 94 عامًا.
بدأ هذا الحلم مع الفنان الراحل منذ عام 2005 خلال تواجد المخرج العالمي مصطفى العقاد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إذ عادت مفاوضات حول إنتاج العمل بالتعاون مع المنتج ممدوح الليثي.
رحل العقاد وممدوح الليثي ومحسن زايد، وتمسك الفيشاوي بحلمه في تقديم الفيلم، وعقد عدة جلسات مع المخرج عمر عبد العزيز لإحياء المشروع، وحاول مع جهات مصرية وعربية المشاركة في تمويله، لكن مع ارتفاع الميزانية والحاجة إلى تصويره في أكثر من بلد، توقف دون خروج العمل للنور.
عُرف "هيلاريون كابوتشي" بمواقفه الوطنية المعارضة للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وعمل سرًا على دعم المقاومة، وقام بزيارة مصر في بداية الثمانينات بعد 4 سنوات قضاها معتقل بالسجون الإسرائيلية، وكان أول من عرض عليه مشروع تنفيذ قصة كفاحه في السينما المصرية مخرج الأفلام التسجيلية حسام علي، وعقد معه جلسة استمرت أربعة ساعات قام أثناءها بتسجيل قصة كفاحه البطولية ودعمه للمقاومة الفلسطينية.
أبرز أعمال فاروق الفيشاوي الفنيةقدم الفنان فاروق الفيشاوي نحو 300 عمل فني ما بين أفلام سينمائية ومسلسلات ومسرحيات وسهرات إذاعية من أبرزها في السينما "المشبوه" و"الباطنية"، و"حنفي الأبهة"، "فتاة من إسرائيل"، و"القرداتى"، "الجاسوسة حكمت فهمي" "الشيطان يغني" و"وحوش في الميناء" و"المحظوظ" و"الأرملة والشيطان"، و"جبروت امرأة"، و"لعبة الكبار" وكان آخر ظهور له في فيلم "ليلة هنا وسرور" مع الفنان محمد عادل إمام.
ومن أهم أعماله التلفزيونية: "حافة الهاوية، مخلوق اسمه المرأة، حضرات السادة الكدابين، قابيل وقابيل، رجال في المصيدة، أولاد آدم، غوايش، على الزيبق، عصفور في القفص، أبناء العطش".