قرار الدبيبة بتحمل الدولة تكاليف الحج للمواطنين يُشعل نقاشًا حول الأولويات الوطنية
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
ليبيا – أثار قرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، بتحمل الدولة تكاليف الحج للمواطنين الذين يتم اختيارهم بنظام القرعة للموسم المقبل، ردود فعل متباينة في الأوساط الليبية. جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة “الشرق الأوسط“، التي رصدت آراء مختلفة حول هذا القرار وتأثيراته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
رأى أستاذ القانون العام، خيري الشيباني، أن الدولة الليبية لطالما دعمت، ولو بشكل جزئي، تكاليف الحج في السنوات الماضية من خلال التكفل بمصاريف الانتقالات أو السكن، ما جعل هذا النهج تقليدًا متعارفًا عليه.
وأوضح الشيباني في تصريحاته أن قرار الدبيبة لاقى تأييدًا واسعًا في الشارع الليبي، باستثناء بعض الأصوات المحسوبة على خصومه السياسيين، وتحديدًا البرلمان والمتقاربين معه.
كما انتقد الشيباني محاولة البعض ربط شعيرة الحج بملفات حساسة مثل علاج مرضى الأورام، مؤكدًا أن الدولة تهتم بشريحة المرضى من خلال إصدار قرارات العلاج بالخارج، إلى جانب سعيها لتوطين العلاج بالداخل.
وأشار إلى أن رفع الدعم عن الحج قد يؤدي إلى احتقان شعبي، في ظل الغضب العام تجاه أي قرارات تتعلق برفع الدعم عن الخدمات الأساسية.
في سياق مختلف، اعتبر عضو مجلس النواب، عمار الأبلق، عضو جماعة الاخوان المسلمين أن قرار الدبيبة محاولة لتجميل صورة حكومته وتعزيز شعبيتها في ظل الخلاف السياسي الراهن مع مجلس النواب ووجود حكومة منافسة، موضحًا أن تحمل الدولة جانبًا من تكاليف الحج في الموسم الماضي تسبب في تجاوز عدد المسجلين بالقرعة هذا العام المليون شخص، ما قد يضعف فرص أصحاب الأولوية مثل كبار السن والمرضى.
وأشار إلى أن من كان ينوي الحج على حسابه الخاص، المعروف بالحج السياحي، بات ينتظر أداء الفريضة على حساب الدولة، التي توفر الإقامة بفنادق فاخرة، داعيًا إلى تقديم برامج مختلفة للحجاج حسب قدرتهم المادية، بحيث تتحمل الدولة تكاليف محدودي الدخل فقط، بينما يتكفل المقتدرون بجزء من نفقاتهم.
مخاوف من الفساد والشفافيةمن جانبه، أبدى الناشط السياسي، أحمد التواتي، تخوفه من إمكانية تسلل الفساد إلى ملف دعم الحج، مشيرًا إلى أن التكلفة المرصودة لهذا الدعم وفقًا لبعض خبراء الاقتصاد تتجاوز التكلفة الحقيقية للحج.
كما لفت التواتي إلى أن حديث الدبيبة عن إعطاء الراغبين في تحمل التكلفة بأنفسهم بدلاً من الدولة حرية القيام بذلك قد لا يلقى تفاعلًا كبيرًا، حتى من الأغنياء.
بدورها، علقت عضو مجلس الدولة، أمينة المحجوب، على القرار، معتبرةً إياه خطوة إيجابية، خاصةً في ظل قلة عدد الحجاج الذين يتم اختيارهم عبر القرعة، موضحةً أن تكاليف أداء فريضة الحج باتت مرتفعة للغاية، مما يجعلها خارج متناول المواطنين محدودي أو متوسطي الدخل.
وأضافت أن الليبيين عانوا العام الماضي من تداعيات اقتصادية كبيرة بسبب أزمة الصراع على رئاسة المصرف المركزي وتوقف إنتاج وتصدير النفط، الذي يمثل المصدر الرئيسي لدخل البلاد.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: تکالیف الحج إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم ندوة «الإمارات ملتقى الحضارة والحداثة»
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةفي إطار موسمه الثقافي 2025، نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ندوة بعنوان: «الإمارات ملتقى الحضارة والحداثة»، قدم فيها مشهداً متكاملاً لدولة الإمارات العربية المتحدة التي يلتقي فيها عبق التاريخ والتراث العريق مع التطور والحداثة ببريقها المتلألئ، فهي دولة حديثة تستند إلى تاريخ عريق حافل بالحضارات، وتتطلع إلى الريادة، وهي تعيش حياة نموذجية تتسم بالحداثة والتطوّر، وتستضيف على أرضها الطيبة أكثر من 200 جنسية من أنحاء العالم كافة.
بدأت الندوة بحديث خبير التنمية البشرية الدكتور شافع النيادي، الذي قال: «إن التاريخ الحضاري للإمارات يمتد إلى آلاف السنين، وهذا ما يجعلنا نفخر بماضينا، ونبذل ما بوسعنا حتى نرسخ حضارة معاصرة، ولا سيما أننا وصلنا الفضاء، وأن الدولة تعمل على ترسيخ مكانتها لكي تصبح رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، وهي تربط بين التقدم التكنولوجي ورفاهية المجتمع. وقد سطرت قيادتنا الرشيدة إنجازات مشهودة عالمياً، فالإمارات تمتاز بما لديها من تاريخ وحضارة، وأصالة ومعاصرة، وهي تواصل مسيرة الحداثة والتطور، محققة إنجازات مادية ومعنوية في مختلف مجالات الحياة، وتتطلع إلى مزيد من الرقي والاستدامة. وتعدّ الإمارات واحة عالمية للتسامح والإخاء والتعايش السلمي، وهذا ما جعلها تحتضن أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم يعيشون فيها بسلام. وانطلاقاً من ذلك كله، فإننا نتوجه إلى الشباب -القلب النابض لأي مشروع نهضوي والرهان الحقيقي لمواصلة الاستدامة الحضارية- لنحثّهم على اكتساب المعارف وخوض غمار البحث العلمي في مختلف المجالات، فمن واجبهم ترسيخ الهوية والحفاظ على القيم الإماراتية الأصيلة، دون الانطواء والعزلة عن العالم، وما يشهده من تطورات، وتعزيز فضيلة التسامح دون المساس بالهوية الثقافية».
وحثّ النيادي الشباب على تطوير الذات، والمشاركة في المبادرات المجتمعية والتطوعية، ونشر القيم والسنع، والسلوكيات الإيجابية، وإلى جانبها الاهتمام بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة والتحول الرقمي، وما من شأنه المساهمة في تطوير الاقتصاد والتعليم والصحة وغيرها، مشيراً إلى أنه من واجب الشباب الإماراتي أن يكونوا قدوة للآخرين، وأن يكونوا حاملي لواء الحضارة والأصالة والحداثة، ومثال الشخصية الإماراتية النموذجية في إبداعهم وأفكارهم الابتكارية.
وشاركت في الندوة الدكتورة أسماء المعمري، من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، حيث أكدت أن الآثار المكتشفة في أرض الإمارات، تدلّ على حضارتها الضاربة في عمق التاريخ.
واستعرضت المعمري ملامح حضارة أم النار، والعصور التي مرت بها الإمارات.
وأكدت المعمري أن المؤسس الباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، استطاع أن يُحدثَ نقلة نوعية بفضل رؤاه السديدة، حيث قاد نهضة مستدامة عمّت أرجاء الدولة، وبفكره الاستراتيجي استطاع تنمية الاقتصاد وتطوير البنية التحتية، حيث شهدت الدولة تطوراً في جميع المجالات، مع المحافظة على المبادئ والقيم والفضائل، وفي مقدمتها التسامح والتعايش، والتماسك والتلاحم المجتمعي.