تسببت الأزمة الأوكرانية في تداعيات كارثية على الأسعار حول العالم، إذ إن ارتفاعها مثّل معاناة شديدة للدول الغنية قبل الفقيرة، وأصبحت الأسر أشد احتياجا، كما تطور الأمر لحد عجزت معه بعض الدول عن تحمل تلك الأعباء.

وعلى سبيل المثال، حذر أصحاب المتاجر الكبرى في بريطانيا من أن أسعار المواد الغذائية ستستمر في الارتفاع حتى نهاية عام 2023، حيث قال مكتب الإحصاءات الوطنية، إن تكلفة الطعام والشراب ارتفعت بنسبة 16.

7% في بداية العام الجاري، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

قيود على شراء السلع في بريطانيا

وفي مطلع مارس الماضي، عانت المملكة المتحدة من أزمة غذاء، أدت إلى فرض بعض سلاسل المتاجر الكبرى في بريطانيا قيودا على شراء الفواكه والخضروات، وسط نقص في المعروض بسبب الظروف الجوية السيئة والآثار غير المباشرة للأزمة الأوكرانية، فيما أظهرت بيانات جديدة أن عدد الأطفال الذين يعانون من فقر الغذاء في المملكة قد تضاعف تقريبا عن عام 2022 إلى ما يقرب من 4 ملايين.

من جهتها، كشفت صحيفة «إكونوميستا» الإسبانية، عن أن دول الاتحاد الأوروبي خصصت 681 ألف مليون يورو لتمويل أزمة الطاقة في دول الاتحاد، مشيرة إلى تخصيص المملكة المتحدة، مبلغ 103 مليارات، والنرويج 8 مليارات يورو منذ سبتمبر 2021.

الأزمة الأوكرانية تلقي بظلالها على دول الاتحاد الأوروبي

وتصدرت ألمانيا، قائمة الإنفاق الحكومي، إذ خصصت ما يقرب من 270 مليار يورو، واحتلت المملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا المراكز التالية، رغم أن كل منها أنفق أقل من 150 مليار يورو، كما أنفقت معظم دول الاتحاد الأوروبي مبالغ في هذا الإطار.

ومن حيث نصيب الفرد، كانت لوكسمبورج والدنمارك وألمانيا أكثر الدول إنفاقا، بحسب مركز أبحاث «بروجيل» الأوروبي.

ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية

كما تسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية لمستويات قياسية عام 2022، في معاناة ملايين الأشخاص حول العالم، خاصة الدول الفقيرة في أفريقيا وآسيا، التي تواجه بالفعل الجوع وسوء التغذية، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ارتفاع الأسعار الأزمة الأوكرانية أوكرانيا الاقتصاد العالمي دول الاتحاد

إقرأ أيضاً:

تعرف على رئيس وزراء بريطانيا الجديد كير ستارمر

حسم حزب العمال فوزه بأغلبية كبيرة في الانتخابات البرلمانية، تسلط الأضواء على كير ستارمر رئيس الوزراء بريطانيا المقبل بعد قرار رسمي من الملك. ستارمر محامٍ وشغل منصب محرر لمجلة تروتسكي في شبابه، وكان مناهضاً للملكية، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

فقد اعترف أحد كتاب سيرته الذاتية بأنه "من الصعب تحديد هوية ستارمر"، حيث استخدم ستارمر، البالغ من العمر 61 عاماً، هذا الغموض لصالحه.

كما أن ستارمر أول زعيم منذ جيل جاء من الطبقة العاملة في بريطانيا حيث أتى بعد رئيس الوزراء ريشي سوناك الذي وجهت له تهم بأنه أكثر ثراء من أفراد العائلة المالكة.

وخلال الحملة الانتخابية، قدم ستارمر نفسه قائلا: "كانت أمي ممرضة، وكان والدي صانع أدوات".
كما تحدث عن نشأته مع فواتير غير مدفوعة وانقطاع الهاتف.

وسجل ستارمر نتائج جيدة في الاختبارات، وتمكن من الالتحاق بمدرسة ثانوية راقية. وكان من أوائل الأشخاص الذين التحقوا بجامعة ليدز، ثم قضى عاما في جامعة أكسفورد.

فيما يقول ستارمر إن والده شعر "بعدم الاحترام" بسبب عمله في أحد المصانع، وإنه كان بعيدا عاطفيا.

وبصفته أبا، يقول إنه يحاول "تخصيص وقت للأطفال" والتوقف عن العمل أيام الجمعة الساعة 6 مساءً.

أما حياته العملية كمحام، ففي بداية حياته المهنية، انضم ستارمر إلى شركة Doughty Street Chambers، المعروفة بتوليها قضايا حقوق الإنسان الكبيرة والمثيرة للجدل.

وقد حارب عقوبة الإعدام في دول الكومنولث، ودافع، على حد تعبير الصحف الشعبية، عن "قتلة الأطفال وقتلة الفؤوس".

كذلك كان جزءا من الفريق القانوني الذي دفع المحكمة الدستورية الأوغندية إلى إبطال الأحكام الصادرة بحق جميع الأشخاص المحكوم عليهم بالإعدام البالغ عددهم 417 شخصا.

وعمل ستارمر أيضا مجانا مع اثنين من الناشطين النباتيين الذين وزعوا منشورات تتهم مطاعم ماكدونالدز بتدني الأجور والقسوة على الحيوانات ودعم إزالة الغابات.

في حين رفع المطعم دعوى قضائية بتهمة التشهير، واستمرت هذه القضية والطعون العديدة فيها عقدا من الزمن، وهي واحدة من أطول المعارك القانونية في التاريخ البريطاني وانتهت القضية بنوع من التعادل.

كما أشرف على أول محاكمة بريطانية لإرهابيي تنظيم القاعدة، ووجه اتهامات ضد سياسيي حزب المحافظين والعمال المتورطين في فضيحة النفقات المتفجرة، التي كشفت عنها الصحافة لأول مرة.

واتُهم هو والمدعون العامون معه بالتحيز الشديد عندما تعاملوا بشدة مع الاعتقالات والتهم للأشخاص الذين قاموا بأعمال شغب في لندن بعد مقتل رجل أسود يُدعى مارك دوغان بالرصاص على يد الشرطة في عام 2011.

لم يدخل ستارمر في السياسة حتى بلغ الثانية والخمسين من عمره. كان ذلك قبل تسع سنوات فقط، في بلد بدأ فيه العديد من أعضاء البرلمان بالتخطيط لصعودهم إلى السلطة في أيام الدراسة الجامعية.

تم انتخابه لتمثيل منطقة هولبورن وسانت بانكراس في لندن في عام 2015 وعمل "وزير الظل" في المعارضة، نظرا للمهمة الناكرة للجميل المتمثلة في التفاوض على موقف حزب العمال الهش بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وكان ستارمر ضد مغادرة الاتحاد الأوروبي، لكن العديد من ناخبي حزب العمال كانوا يؤيدون ذلك.

فيما كانت التسوية الغامضة التي توصل إليها الحزب هي أنه ليس مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولا ضده، ولكنه يريد إجراء استفتاء ثان.

وربما ساهمت هذه القضية وستارمر أيضا في خسارة حزب العمال الهائلة أمام المحافظين في عام 2019.

لكن بعد تلك الانتخابات، خرج زعيم حزب العمال جيريمي كوربين، ودخل ستارمر. وقد شرع في إعادة تشكيل حزب العمال.

إلى ذلك يشكك النقاد من اليسار في أن ستارمر لن يكون جريئا عندما يصبح رئيسا للوزراء، لكنه سيلتزم بالوسطية الناعمة.

وسينصب الكثير من تركيزه على السياسة الداخلية في محاولة لدعم الاقتصاد البريطاني ومعالجة شعور الناس بأن التكاليف اليومية أصبحت خارجة عن السيطرة.

وهو يريد خفض تكاليف الكهرباء المرتفعة من خلال إنشاء شركة مرافق خضراء جديدة تديرها الدولة.

كذلك يريد تقليل أوقات الانتظار للمواعيد الطبية وطب الأسنان.

يشار إلى أنه نادراً ما تتغير سياسة بريطانيا الخارجية في ظل حكومة جديدة، وفق مراقبين لا سيما أن السياسة الخارجية تبقى دون تغيير لافت خلال التحول من حكم المحافظين إلى حكم حزب العمال.

وقال ستارمر في وقت سابق إن بريطانيا ستظل عضوا قويا في حلف شمال الأطلسي، وستدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وتدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حماس، بينما يدعو إلى وقف إطلاق النار.

وعلى الرغم من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يُنظر إليه على أنه فشل، وعدم وجود حماس لإجراء استفتاء آخر، فمن المحتمل أن تسعى بريطانيا تحت قيادة ستارمر إلى إقامة علاقة أوثق مع الاتحاد الأوروبي.

مقالات مشابهة

  • سفير الاتحاد الأوروبي في السودان: نُقدِّر كل الأدوار الفاعلة لمصر من أجل إنهاء الأزمة
  • سفير الاتحاد الأوروبي بالسودان: نقدر الأدوار الفاعلة لمصر من أجل إنهاء الأزمة
  • سفير الاتحاد الأوروبي بالسودان: نُقدِّر الأدوار الفاعلة لمصر من أجل إنهاء الأزمة
  • سفير الاتحاد الأوروبي بالسودان: نثمن جهود مصر المتواصلة لحل الأزمة
  • سفير الاتحاد الأوروبي في السودان: ندعو لتخصيص 2 مليار دولار للأزمة الإنسانية
  • خلال لقائه برئيس الوزراء المجري.. بوتين يكشف موقفه من تسوية الأزمة الأوكرانية
  • بوتين: إنهاء الأزمة الأوكرانية يتطلب الانسحاب الكامل للقوات الأوكرانية من أراضي روسيا الجديدة
  • بوتين: مستعدون لمناقشة الفروق الدقيقة حول الأزمة الأوكرانية
  • تعرف على رئيس وزراء بريطانيا الجديد كير ستارمر
  • ستارمر: لن تعود بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي في عهدي