مكتبة الإسكندرية تنظم ندوة بعنوان "رومانسية وطن"
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
تنظم مكتبة الإسكندرية، من خلال قطاع التواصل الثقافي ندوة بعنوان "رومانسية وطن"، يلقيها الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، ويديرها الدكتور أحمد عبد الله زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، وذلك بقاعة الوفود بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية.
تتناول الندوة المظاهر المتعددة للوطنية، بدءًا من "حالة أكتوبر" التي تمثل الانتماء الجمعي، وصولاً إلى مشروع الوطن الذي يركز على تعظيم دور العقل والتفكير المنطقي، مع تسليط الضوء على أهمية تقبل الاختلاف والتنوع داخل المجتمع.
والجدير بالذكر أن الدكتور عصام شرف تولى منصب وزير النقل في حكومة الدكتور أحمد نظيف من يوليو 2004 حتى استقالته في ديسمبر 2005، وكلفه المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتشكيل الحكومة المصرية في 3 مارس 2011، ليصبح رئيسًا لمجلس الوزراء حتى نوفمبر من نفس العام.
كانت قد مكتبة الإسكندرية تُنظم ورشة عمل حول "الحوسبة الكمية" بالتعاون مع iQafe من خلال قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالتعاون مع iQafe، ورشة عمل عبر الإنترنت بعنوان "الحوسبة الكمية"، وهي الأولى في سلسة محاضرات شهرية عن الحوسبة الكمية، شارك فيها نخبة من الخبراء في هذا المجال، وسلطوا الضوء على الإمكانات التحويلية لهذه التقنيات الناشئة في مجال البحوث الحاسوبية، كما تضمنت الورشة جلسة أسئلة وأجوبة تفاعلية بين المشاركين.
وقال المهندس يوسف الدكر؛ مدير المعهد الدولي للدراسات المعلوماتية بمكتبة الإسكندرية: "إن هدفنا من إطلاق هذه السلسلة الشهرية، التي تمت بدعم وتشجيع من الأستاذ الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، هو بناء القدرات في مجال الحوسبة الكمية، بالتعاون مع أساتذة الجامعات، والخبراء في هذا المجال، ومنهم iQafe؛ وهي منصة متخصصة في نشر المعرفة حول التكنولوجيا الكمية وتهدف إلى تمكين الأفراد من فهم واستيعاب التطورات في هذا المجال الحيوي. ونأمل أن يكون هذا بمثابة إعداد للشباب، لنتمكن من تكوين فرق من الطلاب للمشاركة في هاكاثون الحوسبة الكمية القادم بمكتبة الإسكندرية، كما نأمل أن نرى فريقًا أو أكثر من الباحثين يعملون على مشروع يستخدم تكنولوجيا الكم لتطوير شيء مفيد للمجتمع في المستقبل".
والجدير بالذكر أن مكتبة الإسكندرية بدأت إتاحة خدمات الحوسبة عالية الأداء “High- Performance Computing” للباحثين منذ عام 2009، لذا سارعت المكتبة بدعم مبادرة “Open Quantum Institute-OQI”، التي تتبع مؤسسة "جنيف الرائدة للعلوم والدبلوماسية (GESDA)"، وتستضيفها "المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN)"، إيمانًا منها بأهمية دعم التقدم العلمي في مصر، نحو تحقيق إنجازات كبيرة في مجال الحوسبة الكمية.
وأوضح المهندس يوسف الدكر أن مشاركة مكتبة الإسكندرية في مبادرة “Open Quantum Institute-OQI” ستتيح لمجتمع البحث العلمي في مصر الاستفادة من هذا المجال الجديد، من خلال توفير موارد الحوسبة الكمية عبر شركاء المبادرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية الدكتور احمد عبد الله زايد مدير مكتبة الاسكندرية الحكومة المصرية التكنولوجيا وزير النقل مکتبة الإسکندریة الحوسبة الکمیة هذا المجال
إقرأ أيضاً:
الصين تصدم العالم بحاسوب كمي خارق يتفوق على الزمن!
شمسان بوست / متابعات:
في تطور جديد يعزز من مكانة الحوسبة الكمومية الصينية على الساحة العلمية، أعلن فريق من الباحثين من جامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين عن تطوير معالج كمومي جديد يُدعى “زوتشونجزي-3” يُعد طفرة في مجال التفوق الكمومي.
يتكون “زوتشونجزي-3” من 105 كيوبتات، وهذا يجعله أحد أكثر المعالجات الكمومية تقدما حتى الآن. يتميز بسرعته الفائقة التي تصل إلى كوادريليون (10¹⁵) مرة أسرع من أقوى الحواسيب الفائقة الحالية، وأسرع بمليون مرة من أحدث النتائج المنشورة لشركة غوغل.
ويأتي هذا التطوير استمرارا لسلسلة من النجاحات التي حققها الفريق الصيني في مجال الحوسبة الكمومية، بدءا من “زوتشونجزي-1″ و”زوتشونجزي-2” وصولا إلى هذا الإنجاز الجديد.
وتقول أسماء علي، الباحثة في قسم الفيزياء النظرية والمتخصصة في الحوسبة والمعلوماتية الكمومية بكلية العلوم في جامعة المنصورة المصرية، في تصريحات حصرية للجزيرة نت: “ما نحن أمامه ليس مجرد قفزة كبيرة في تقنية الحوسبة ولكنه تحول جذري في فهمنا لقدرات الطبيعة وتطويعها لإعادة تعريف الممكن في عالم المعلومات والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والحضارة البشرية”.
حوسبة خاصة جدا
ولفهم الفكرة الخاصة بالحاسوب الكمي، تخيل أنه شخص يفكر، الحاسوب العادي يفكر باستخدام “بتات” وهي إما 0 أو 1، ما يعني أنه يجري العمليات بترتيب يتطلب فاصل زمني بينها، فيجرب كل الاحتمالات واحدة تلو الأخرى.
أما الحاسوب الكمي فيستخدم “البتات الكمية” أو الكيوبتات، وهي يمكن أن تكون 0 و1 في نفس الوقت، ما يعني أنه يتمكن من إجراء عدد كبير من العمليات في نفس الوقت، أي أنه يمكن أن يجرّب جميع الاحتمالات لحل مسألة ما في وقت واحد.
تخيّل أن البت التقليدي مثل مفتاح كهرباء: إمّا “مفتوح” أو “مغلق”، أما الكيوبت، فهو مثل مفتاح “سحري” يمكن أن يكون مفتوحا ومغلقا معا.
وتوضح أسماء علي: “هناك قيود جوهرية تمنع الأنظمة الكلاسيكية من مضاهاة الأداء الكمومي، الذي يعتمد على التراكب الكمومي، حيث يمكن للكيوبت تمثيل حالتين في آنٍ واحد، بينما البت الكلاسيكي يكون إما 0 أو 1 فقط”.
ليس التراكب فحسب بل يعتمد هذا النوع من الحواسيب على التشابك الكمومي أيضا، وهو ظاهرة كمومية تسمح للكيوبتات أن تكون مترابطة، إذا تغيّر واحد منها يتغير الآخر فورا، حتى لو كان بعيدا عنه، حيث تُنتج الحواسيب الكمومية تشابكات تتيح معالجة المعلومات بطريقة لا يمكن للحواسيب الكلاسيكية محاكاتها بكفاءة.
بالإضافة إلى ذلك، يظهر ما يسمى بالتداخل الكمومي، والذي يُمكّن الخوارزميات الكمومية من تعزيز الحسابات الصحيحة وإلغاء الحسابات الخاطئة بطريقة لا يمكن تحقيقها حسابيا بالحواسيب الكلاسيكية.
حرب كمومية باردة
في عام 2019، أعلنت غوغل عن تحقيق “التفوق الكمي” من خلال معالجها سيكامور الذي احتوى على 53 كيوبتا، حيث تمكن من تنفيذ عملية حسابية معقدة في 200 ثانية فقط، بينما كانت الحواسيب التقليدية تحتاج نحو 10 آلاف سنة لإتمامها.
كان هذا الإنجاز أحد أضخم الإنجازات إلى أن أتى الفريق الصيني، والذي حجز مقعده كمنافس شرس عبر الإصدارات الأولى والثانية لزوتشونجزي، فتمكنوا في الإصدار الثالث من تحدي غوغل عبر التفوق على أقوى معالجاتها.
وتشرح أسماء علي: “التفوق الكمي هو قدرة الحواسيب الكمومية على تنفيذ عمليات حسابية شديدة التعقيد قد تستغرق مع الحواسيب الكلاسيكية مئات وآلاف السنين بينما يحصل الحاسوب الكمي على نتائجها خلال ثوان”.
على سبيل المثال، اختبر الباحثون حاسوبهم الجديد مع الحواسيب الكلاسيكية لحل مشكلة ما وكشفوا أن أقوى الحواسيب الكلاسيكية، مثل فرونتير وسوميت، تحتاج إلى 6 مليارات سنة لحلها، في حين يستطيع زوتشونجزي-3 إنجازها في ثوانٍ، بحسب الدراسة التي نشرها الفريق في دورية “فيزكال ريفيو ليترز”.
عبقرية زوتشونجزي-3
تشرح علي: “يتمثل التحدي الأكبر لأي معالج كمي في التغلب على الضوضاء والسيطرة عليها، نظرا لحساسية أي نظام كمي للبيئة المحيطة. وأي تفاعل أو تداخل قد يؤدي إلى انهيار النظام الكمي وفشل العملية الحسابية. لذلك يعتمد تصميم أي معالج على تجنب التأثيرات الخارجية وتحسين تقنيات قراءة الكيوبتات والتفاعل فيما بينها، وهذا يجعل المعالج أكثر كفاءة في إجراء العمليات الحسابية”.
ويتفوق زوتشونجزي-3 بفضل عدة تحسينات تقنية، منها استخدام مواد تقلل من تأثير الضوضاء. كما اعتمد التصميم على نهج هندسي متقدم يعزز من كفاءة الاتصال بين الكيوبتات ويسمح بإجراء عمليات حسابية موثوقة.
من العوامل الحاسمة في أداء زوتشونجزي-3 هو تحقيق زمن تماسك يبلغ 72 ميكروثانية، وهو ما يسمح للكيوبتات بالحفاظ على حالتها الكمومية لفترة أطول قبل الانهيار، وهذا يسهل إجراء عمليات حسابية أكثر تعقيدا. كما بلغت معدلات الدقة 99.9%، والتي تحدد مدى موثوقية تنفيذ العمليات الحسابية من دون أخطاء. وكلما ارتفعت هذه النسبة، قلت الحاجة إلى تطبيق تقنيات تصحيح الأخطاء الكمومية، وهذا يجعل النظام أكثر كفاءة واستقرارا.
وتشير أسماء علي إلى أهمية ذلك قائلة: “تتيح تلك العوامل إجراء محاكاة فيزيائية أكثر تعقيدا، وحل مسائل التحسين، وتقديم أداء متقدم في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتشفير. هذا التطور يعزز قدرة الحوسبة الكمومية على تجاوز حدود الحواسيب الكلاسيكية، ويجعلها أقرب إلى تحقيق تطبيقات عملية حقيقية”.
بين ماضٍ وحاضر
يهدف كل التطوير في الحوسبة الكمومية إلى إجراء العمليات الحسابية على الكيوبتات مع تقليل أي تأثيرات قد تخل بالحالة الكمومية.
ويعد زوتشونجزي، والذي سُمي الحاسوب على اسمه، أحد أبرز علماء الرياضيات في الصين القديمة، إذ قدم إسهامات مهمة في الحسابات الفلكية، مثل تقريب قيمة ط أو باي بدقة مذهلة لعصره.
وتعلق أسماء علي : “لو رأى زوتشونجزي الحوسبة الكمومية اليوم لذهل من قدرتها على إجراء حسابات معقدة تفوق أي حاسوب تقليدي مستغلة التراكب والتشابك الكمومي وسيفاجئه أن الحساب لم يعد قائما على قيم حتمية بل على احتمالات كمومية تتداخل لتحقق نتائج بزمن قياسي غير ممكن كلاسيكيا. فعالم الكم لم يعد مجرد مجال نظري بل أصبح قوة تعيد تشكيل حدود المعرفة البشرية وتفتح أبوابا لحلول لم يكن يتخيلها العقل البشري”.
وبعد تحقيق أقوى تفوق كمي حتى الآن، يعمل الفريق الصيني على تطوير تقنيات جديدة مثل تصحيح الأخطاء الكمومية، وتحسين التشابك الكمومي لتحسين أداء المعالجات الكمومية. ويبدو أننا على موعد مع تطبيقات كمية تفوق التوقعات وتشكل واقعا عالميا جديدا سنحتاج إلى الوقت لاستيعابه.