أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، اليوم الجمعة، تعيين مورغان أورتاغوس، المتحدثة السابقة باسم وزارة الخارجية خلال فترة رئاسته، نائبة للمبعوث الرئاسي الخاص للسلام في الشرق الأوسط.

ووفقا لموقع "أكسيوس"، كانت أورتاغوس من أشد منتقدي ترامب خلال الانتخابات التمهيدية الجمهورية عام 2016، إذ وصفت سياساته الخارجية بـ"الانعزالية" وانتقدت سلوكه الشخصي.

ورغم ذلك، شدد ترامب على دعم الجمهوريين لها، مشيرا إلى أنه يأمل أن تكون قد "تعلمت درسها".

وسوف تلعب أورتاغوس دورا رئيسيا في "فريق السلام" بقيادة ستيفن ويتكوف، أحد المقربين من ترامب. ويواجه الفريق تحديات عاجلة، بما في ذلك إدارة الحرب في غزة والتفاوض على اتفاقات الأسرى ووقف إطلاق النار، قبل الموعد النهائي في 20 يناير/كانون الثاني.

ومن المتوقع أن يتركز عملها على ملفات حساسة، تشمل إدارة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتفاوض بشأن اتفاقيات الأسرى وتحقيق وقف إطلاق نار دائم قبل الموعد النهائي.

الخبرة المهنية شغلت منصب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية خلال إدارة ترامب السابقة، تحت قيادة وزير الخارجية مايك بومبيو، حيث كانت الواجهة الإعلامية للدبلوماسية الأميركية. عملت كمحللة استخبارات مالية ونائبة الملحق المالي في السفارة الأميركية بالمملكة العربية السعودية، حيث لعبت دورا في التعاون المالي والأمني بين البلدين. كانت ضابطة احتياط في استخبارات البحرية الأميركية، ما منحها خلفية عسكرية تضيف إلى خبرتها في القضايا الأمنية والدفاعية. تحتفظ بعلاقات وثيقة مع شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري، مثل السيناتور ماركو روبيو وليندسي غراهام ومستشار الأمن القومي مايك والتز، مما يعزز من تأثيرها في الأوساط السياسية. عملت بشكل وثيق مع جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره الرئيسي، في مبادرات الشرق الأوسط، خاصة تلك المتعلقة باتفاقيات التطبيع. ويقال إن العلاقة المهنية بين أورتاغوس وكوشنر لا تزال قوية، مما قد يسهل تنسيق الجهود الدبلوماسية في المستقبل. إعلان أولويات فريق السلام

"فريق السلام" الذي يضم أورتاغوس وويتكوف يركز على تحقيق هدفين رئيسيين في المنطقة:

إنهاء الحرب في غزة: يشمل التفاوض على وقف شامل لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، ووضع خطط لإعادة الإعمار في غزة مع التركيز على توفير المساعدات الإنسانية العاجلة وإعادة بناء البنية التحتية الأساسية، والسعي لتسوية قضية الأسرى كجزء من الجهود لتحقيق الاستقرار. تعزيز السلام بين إسرائيل والسعودية: ويتضمن ذلك متابعة جهود ترامب لتوقيع اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، والبناء على "اتفاقيات أبراهام" لتوسيع دائرة الدول العربية التي تطبّع علاقاتها مع إسرائيل، وتقديم رؤى جديدة لتعزيز التعاون بين إسرائيل ودول المنطقة، بما يخدم المصالح الأميركية.

بدوره، أكد ترامب أن تعيين أورتاغوس يعكس التزام فريقه بالعمل مع الخبرات لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن المرحلة القادمة ستكون مليئة بالتحديات والفرص. ويضع هذا التعيين أورتاغوس في قلب واحدة من أكثر الأزمات حساسية وتعقيدا في السياسة الدولية، كما يعكس توجه ترامب لتعزيز خبرات فريقه مع اقتراب موعد انتهاء مهامه الانتقالية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الشرق الأوسط بین إسرائیل

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط يتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.. البراغماتية هي الحل

نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" تقريرًا يناقش التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مؤكدة أن قادة المنطقة بدأوا باعتماد سياسات أكثر براغماتية، لكن الطريق مازال طويلا لتحقيق الاستقرار.

وقالت المجلة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الكثير من الدماء سالت خلال المحاولات العديدة الفاشلة لإنشاء "شرق أوسط جديد"، لكن المؤشرات الحالية تدل على أن المنطقة قد تتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.

وأضافت أن قادة المنطقة أصبحوا بعد الحرب الأخيرة بين الخصمين اللدودين إيران و"إسرائيل" أكثر تقبلا لفكرة أن الشرق الأوسط المليء بالصراعات لا يتناسب مع استراتيجياتهم الكبرى أو مصالحهم الوطنية، وهذه القناعة بدأت تشكل ببطء شرق أوسط جديد.


واعتبرت المجلة أن هذا المخاض ليس سهلا على الإطلاق، فالصراع في السودان يعد المثال الأبرز على أن المنافسة الإقليمية ما زالت تتحول إلى صراعات دموية في بعض في دول العالم العربي. وقد كان هذا هو الحال في الآونة الأخيرة في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا وتونس.

وترى المجلة أن تل أبيب وطهران أثبتتا براعتهما في خلق ساحات للتنافس على بسط النفوذ، تمامًا مثلما تواصل دول الخليج، على غرار الإمارات العربية المتحدة، محاربة أي مظهر من مظاهر الديمقراطية خوفًا من وصول الإسلاميين للحكم.

وأشارت المجلة إلى أن هذه الديناميكيات لن تتغير بين عشية وضحاها، لكن بعض الأحداث تثبت أن هناك تحولات جوهرية، ومنها انتهاء حصار قطر، وجهود دول الخليج للتطبيع مع نظام الأسد السابق، ووقف إطلاق النار في اليمن بين التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين، واتفاق التطبيع بين السعودية وإيران.

"براغماتية قاسية"
وحسب المجلة، تعكس كل هذه الأحداث رغبة براغماتية في التركيز على التنمية الاقتصادية من خلال التعاون، وتمثل نقاط تحول رئيسية بعيدًا عن الصراعات وفترة الربيع العربي المضطربة التي حارب فيها المستبدون مطالب التغيير.

وتابعت المجلة بأن هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر عززت التحول نحو "البراغماتية القاسية". ورغم تخوف العديد من الخبراء والمسؤولين من أن تؤدي حرب غزة إلى صراع إقليمي كبير،  إلا أن حجم التوتر لم يرقَ إلى مستوى أسوأ التوقعات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تخلي قادة الشرق الأوسط عن السياسات الصفرية، حسب المجلة.

وانعكاسًا لهذه الديناميكية، جرى نوع من التقارب بين السعودية وإيران، وقد شدّدا على أهمية استقرار الوضع ومنع توسع النزاع.

وأوضحت المجلة أن التعاون يتجاوز المصلحة المشتركة في منع نشوب حرب إقليمية تضر بالجميع، حيث تشهد المنطقة أيضا توسعا ملحوظا في التعاون الدبلوماسي والاقتصادي. ويتجلى ذلك بشكل خاص على الساحة السورية، حيث تهتم دول المنطقة بشكل كبير بنجاح حكومة تصريف الأعمال السورية الجديدة، وتعمل دول الخليج بشكل منسق على دعم العملية الانتقالية من خلال الاستثمار في إعادة إعمار البلاد، والدعوة إلى رفع العقوبات.

وحتى الخصوم التقليديون، أي تركيا وقطر من جهة، والسعودية من جهة أخرى، يبدو أنهم عازمون على ضمان حصول دمشق على الدعم الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري الذي تحتاجه في الفترة الحالية، وفقا للمجلة.

التعاون العسكري
أضافت المجلة أن التعاون العسكري يحمل أيضًا مؤشرات واعدة على البراغماتية والتعاون الإقليمي الضروريين لدفع عجلة التنمية والاستقرار. فقد عملت تركيا مع السعودية والإمارات على إبرام صفقات عسكرية واقتصادية في السنوات الأخيرة؛ وقد حصلت أنقرة على استثمارات من دول الخليج الغنية لدعم اقتصادها المتعثر، بينما حصلت الدول الخليجية على التكنولوجيا والمعدات العسكرية من قطاع الصناعات الدفاعية المتنامي في تركيا وسط القيود الأمريكية في ظل إدارة بايدن.

جاء ذلك في أعقاب سنوات من التوتر -حسب المجلة-، حيث كانت تركيا وقطر تدعمان حركات الإسلام السياسي، ما شكّل مصدر إزعاج لعدة دول، وقد ردت السعودية وحلفاؤها بحصار قطر، لكن كل هذه الدول تنسق فيما بينها حاليا لتحقيق المصالح المشتركة.

هل تستقر المنطقة؟
ترى المجلة رغم كل هذا التقارب أن المنطقة بعيدة كل البعد عن الاستقرار الكامل، حيث لا توجد دولتان في الشرق الأوسط متوافقتان تمامًا في كل القضايا، فالرياض وأبوظبي تتنافسان بحدة على مستوى الاقتصاد والاستثمارات، كما أن التنافس السعودي الإيراني لم ينتهِ بعد رغم المصافحات الودية وإحياء الكتلة المؤيدة لفلسطين، ولا تزال تركيا تُتهم بـ"العثمانية الجديدة"، خاصة مع نفوذها في سوريا ما بعد الأسد.

وختمت المجلة بأن التغيير الإيجابي يستغرق وقتًا طويلًا، لكن من الواضح أن قادة المنطقة يأملون ببداية عصر جديد في الشرق الأوسط، عصر يقوم على التنمية الاقتصادية والتعاون التجاري والاستقرار، وهي طموحات في متناول أيديهم إذا اختاروا المضي قدما في هذا المسار.

مقالات مشابهة

  • المجلس المصري للشؤون الخارجية يثمن موقف الصين الداعم لخطة السلام في غزة
  • مجلة أمريكية: تصنيف ” الحوثيين” مجرد استعراض لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن
  • فرصة تاريخية أمام أمريكا في الشرق الأوسط
  • الشرق الأوسط يتجه نحو واقع جيوسياسي مختلف عن السابق.. البراغماتية هي الحل
  • مصر تحاصر مخطط الشرق الأوسط ضدها
  • الحرب ليست خيار الأقوياء دائما
  • وزير الخارجية الأوكراني: نريد إنهاء الحرب مع روسيا
  • خطة مصر بشأن غزة تعزز مكانتها في المنطقة
  • السلام الآن.. ترامب يهدد بفرض عقوبات مدمرة على روسيا
  • وزير الخارجية الصيني: غزة للفلسطينيين