تقع أوكرانيا شرق القارة الأوروبية، وتتمتع بساحل بحري مترام، يبلغ طوله حوالي 2700 كيلومتر على امتداد البحر الأسود وبحر آزوف، بالإضافة إلى عدد من الأنهار التي تجري لمسافات طويلة عبر أراضيها، الأمر الذي هيأ لها امتلاك وفرة في المنافذ المائية.
وتتوزع هذه المواني على 3 مجموعات رئيسة: مواني البحر الأسود، ومواني بحر آزوف، والمواني التي تقع على المجاري النهرية الداخلية، وتتصل بالبحر الأسود.
وتمتلك المواني الأوكرانية طاقة استيعابية عالية، وتشغل مساحات شاسعة للرسو، ومحطات متخصصة ومتطورة لشحن البضائع المختلفة ونقل الركاب، كما تحتوي على مخازن ومستودعات لحفظ البضائع، وجهزت المواني -كذلك- بالمعدات التقنية، وتتصل بشبكة الطرق البرية والسكك الحديدية والمطارات، فأصبحت بذلك حلقة وصل بين كثير من بلدان العالم.
وأدى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014، ثم استيلاؤها على ولايات أخرى؛ مثل: دونيتسك وزابوريزهزيا وخيرسون نتيجة للحرب التي نشبت في فبراير/شباط 2022، إلى خسارة أوكرانيا لكثير من سواحلها الجنوبية والجنوبية الشرقية، وفقدانها السيطرة على العديد من موانيها الرئيسة.
الأهمية
تمثّل المواني محورًا مهمًا في الاقتصاد الأوكراني، ومرتكزًا أساسيًا لإدارة عجلة الاستيراد والتصدير في البلاد، كما تشكّل بعضًا منها منتجعات سياحية رائدة، أو قواعد عسكرية رئيسة، وقد يجمع الميناء بين أغراض عدة في آن واحد.
بالإضافة إلى ذلك؛ تمثل المواني الأوكرانية أهمية كبيرة على المستوى العالمي، حيث تنتج أوكرانيا مواد غذائية قادرة على تغذية 400 مليون شخص حول العالم، كما تعدّ من أهم مصدّري القمح في العالم، وهي -أيضًا- رائدة في تصدير الزيوت النباتية، وقد كانت قبل اندلاع الحرب الروسية في 2022 تصدّر عبر موانيها على البحر الأسود ما مجموعه 5 ملايين طن من الحبوب والبذور الزيتية خلال الشهر الواحد.
وقد أبرزت تلك الحرب أهمية المواني الأوكرانية، ودورها في التأثير في الأسواق العالمية، فقد أدى تعطيل حركة المواني إلى تراجع تدفق الحبوب إلى الأسواق العالمية، وارتفاع أسعار القمح والمواد المستعملة في الفلاحة، وتصاعدت حدة التخوف من أزمة غذاء عالمية وشيكة، كما تسبب إغلاق المواني في ارتفاع عالمي لأسعار النفط، وبعض السلع الأساسية.
وقد حظيت مواني المنطقة بظهور واضح في المشهد العام للحرب، ولكن الأضواء تسلطت بشكل خاص على المواني الأوكرانية، وهذه الجلبة الشديدة حول المواني أُطلق عليها "حرب المواني"، الأمر الذي يعكس خطورة الدور الذي تلعبه.
مواني البحر الأسوديمثل البحر الأسود كيانًا اقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا وسياسيًا تتجاوز أهميته منطقته الجغرافية المعروفة، وتنبع الأهمية "الجيو إستراتيجية" لحوض البحر الأسود من الاهتمام المتزايد من الفاعلين السياسيين الرئيسين في العالم، ما جعله محور صراع دائم.
وتغطي أوكرانيا الساحل الشمالي للبحر الأسود، وقد كانت تمتلك أطول خط ساحلي عليه بلغ حوالي 1756 كيلومترًا، وذلك قبل استيلاء روسيا على العديد من السواحل عبر النزاعات المتتالية.
وأنشئت العديد من المواني الأوكرانية على طول ساحلها على البحر الأسود، التي تسهم بشكل فعال في نموها الاقتصادي، كما تضطلع بمهام عسكرية نشطة؛ وأهم هذه المواني:
ميناء أوديسايقع على الشاطئ الشمالي للبحر الأسود في الجزء الجنوبي الغربي من خليج أوديسا بأوكرانيا، على بعد حوالي 150 كيلومترًا شمال شرق حدود رومانيا مع أوكرانيا.
وتشكّل أوديسا المدينة التاريخية الميناء البحري الرئيس والأكبر للبلاد، كما تعمل -كذلك- قاعدة بحرية لأوكرانيا، ولعبت المدينة دورًا بارزًا في صناعة السياحة المتنامية في البلاد قبل الحرب مع روسيا.
ويمتد الميناء على مساحة تقدر بـ141 هكتارًا ويضم 54 رصيفًا، وتبلغ قدرة المناولة فيه حوالي 50 مليون طن، وهو عبارة عن مركز نقل بحري يتكون من 3 مواني: مجمع ميناء أوديسا، وميناء تشيرنومورسك (إيليتشيفسك سابقًا)، وميناء يوجني.
ويختص ميناء أوديسا بالنفط والمعادن، حيث تعد محطة النفط في أوديسا هي الأكبر في أوكرانيا، وكذلك يشكل نقطة عبور رئيسة لصادرات الحبوب (الشعير والذرة)، ويختص ميناء إيليتشيفسك بالمعادن وحركة الحاويات، ويتعامل ميناء يوجني مع المواد الكيميائية، وفي الميناء الأخير ينتهي خط أنابيب الأمونيا الوحيد في العالم "تولياتي"، حيث يقع مجمع معالجة هذه المادة.
وتتعامل المواني -أيضًا- مع حركة شحن تتضمن شريحة واسعة من البضائع؛ مثل: السكر الخام والفواكه والورق والزيوت. وتبلغ عمليات الشحن التي تتم فيها حوالي 60٪ من إجمالي حركة البضائع عبر المواني البحرية الأوكرانية.
ويضم الميناء محطة ركاب تقع في المقاطعة التاريخية بالمدينة، تتيح عبارات ركاب منتظمة إلى مواني البحر الأسود وغيرها، وهي منشأة عالمية المستوى تخدم أكثر من أربعة ملايين مسافر سنويًا.
كما تضم المحطة قاعة للحفلات الموسيقية، ومعرضًا للفنون البحرية، وفندقًا من فئة 4 نجوم، ومجمعًا لليخوت، ومركزًا للسباحة تحت الماء، وكنيسة القديس نيكولاس الشهيرة، وتصطف على جانبي المرفأ الجنوبي لأوديسا الشواطئ الجميلة ومنتجعات العطلات الشهيرة.
إضافة إلى ذلك؛ يحتوي ميناء أوديسا على حوض بناء السفن التاريخي، حيث تتم عمليات الإصلاح والبناء، ويتمتع الميناء بإمكانية الوصول إلى نظام السكك الحديدية في البلاد، مما يجعله واحدًا من أكثر المرافق تجهيزًا في منطقة البحر الأسود، وترتبط الصناعات البترولية والكيميائية فيه بخطوط أنابيب إستراتيجية تتجه إلى روسيا والاتحاد الأوروبي.
ميناء إيليتشيفسك
يقع الميناء -الذي أصبح يُطلق عليه "تشورنومورسك"- على الشواطئ الجنوبية الغربية لأوكرانيا، في البحر الأسود على بعد 20 كيلومترًا جنوب غرب ميناء أوديسا، بالقرب من حدود رومانيا، ويعدّ أحد أكبر المواني في أوروبا، وهو موطن للمقر الرئيس لمصانع "أنتاركتيكا" أكبر شركة صيد في أوكرانيا.
وقد بدأ الميناء بالعمل في 1958، ثم نما وتطور على مدى سنوات، حتى أصبح من المواني الرئيسة في أوكرانيا، وتوسعت ارتباطاته في التجارة الخارجية، وامتدت لتشمل مواني كثيرة في أوروبا وآسيا.
ويتكون الميناء من 28 رصيفًا، ومحطة حاويات، وشبكة سكك حديدية تسمح بنقل البضائع بكفاءة بين الميناء وعربات السكك الحديدية والشاحنات وسفن الحاويات، ويتم التعامل مع أكثر من 20 مليون طن من البضائع السائبة سنويًا؛ مثل: المعادن والحبوب والأسمدة والنفط والغاز المسال وحاويات الشحن.
ميناء يوجنييقع شرق مدينة أوديسا، على الساحل الشمالي الغربي للبحر الأسود، وقد أصبح يُعرف باسم بيفديني (Pivdennyi)، وهو أصغر وأعمق ميناء في أوكرانيا، صالح للملاحة طوال العام، ويتم الوصول إليه عن طريق قناة يبلغ طولها 3 كيلومترات وعمقها 15.5 كيلومترًا.
وينقسم الميناء إلى المرفأ الشمالي والمرفأ الجنوبي، ويحتوي على محطة نفط حديثة، ومحطة فحم، وكذلك محطات متخصصة للتعامل مع الأسمدة المعدنية والكيماويات السائلة، وأرصفة متخصصة لتصدير البضائع السائبة والعامة، وتقع المنطقة الصناعية حول الميناء، الأمر الذي من شأنه تعزيز الاقتصاد الإقليمي، وخلق فرص عمل جديدة.
ويعدّ الميناء مركز إعادة شحن للفحم والفوسفور واليوريا والأمونيا وحمض الفوسفوريك الفائق والميثانول والمعادن ومواد البناء والحبوب والنفط الخام، ولديه القدرة على التعامل مع أكثر من 20 مليون طن من البضائع سنويًا.
ويحتوي الميناء على رصيفين للبضائع السائبة، ومنشأة لمناولة الأسمدة المعدنية، ورصيف للبضائع المعبأة يتعامل مع الأسماك الطازجة والمجمدة والحمضيات، كما يضم رصيفًا متخصصًا في معالجة الحبوب، وآخر للحاويات والمعادن الحديدية المدرفلة.
سفن بحرية أوكرانية استولى عليها خفر السواحل الروسية في ميناء كيرتش (رويترز) ميناء بيلجورود دنيستروفسكييقع الميناء على الشاطئ الشمالي الغربي للبحر الأسود، في الطرف الجنوبي الشرقي لمدينة بيلجورود دنيستروفسكي، عند مصب نهر دنيستر، على بعد 75 كيلو مترًا جنوب غرب أوديسا، وهو ميناء بحري تجاري، متخصص في التعامل مع التجارة الخارجية والشحنات الساحلية، وخدمات دعم النقل المائي.
وتبلغ مساحته 59 هكتارًا من الأراضي الرئيسة للميناء، ويحتوي 9 أرصفة بطول إجمالي يصل إلى 1100 متر، كما يشمل منطقة ميناء بوغاز الواقعة على مصب نهر دنيستر قبل جسر سكة الحديد، الذي يضم أكثر من 5 هكتارات من الأراضي، كما يضم الميناء 9 سفن وأربع قاطرات ديزل و18 رافعة بوابة و47 مركبة، و4 وحدات نقل بالسكك الحديدية.
وتدخل السفن من خلال قناة الاقتراب للجزء البحري من مصب دنيستر-تسارجورود بطول 1.5 كيلومتر، وجزء دنيستر-ليمان بطول 14.5 كيلومترًا.
ويتعامل الميناء مع شحنات الحبوب والأخشاب والبضائع العامة والماشية ومنتجات البناء المعدنية والأسمدة المعدنية، ويمكنه -كذلك- مناولة الحاويات، وقد تصل حركة المرور فيه إلى مليونين و700 ألف طن من البضائع، وحوالي 320 سفينة سنويًا.
ميناء سكادوفسك
يقع على الشاطئ الشمالي للبحر الأسود، غرب بحر آزوف، ويضم مرفأين مساعدين: جنيتشيسك (Genichesk) وخورلي (Khorly)، ويتعامل الميناء بشكل أساسي مع شحن البضائع والركاب والعبارات.
وتبلغ مساحة الميناء 8.5 هكتار، وطول خط الرسو 929 مترًا، ويحتوي على منطقة شحن واحدة، و6 أرصفة مرتبطة بالسكك الحديدية، كما يحتوي على مستودعين: مستودع لتخزين البضائع العامة، ومستودع لتخزين الحبوب، إضافة إلى مناطق التخزين المفتوحة.
وتسمح قدرات الميناء بمعالجة ما يصل إلى 500 ألف طن من البضائع السائبة، و100 طن من البضائع العامة، ونحو 100 ألف طن من الحبوب سنويًا، كما يمكن لمحطة العبارات أن تتعامل مع حوالي 7200 مركبة ذات محرك ثقيل في السنة، كما يستخدم في الميناء نظام سفن رو- رو "ro-ro" بواقع أربع سفن في آن واحد.
مواني بحر آزوفبحر آزوف هو بحر صغير مغلق، متفرع من البحر الأسود في جزئه الشمالي، ويتصل به عن طريق مضيق كيرتش، الذي يشكل المنفذ الوحيد له، وتسيطر روسيا على ضفتي المضيق، إذ تقع ضفته الشرقية في شبه جزيرة ترمان الروسية، والضفة الغربية في شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها روسيا في 2014.
ويشكل آزوف أهمية إستراتيجية لكل من الدولتين المشاطئتين: روسيا التي تطل على شواطئه الشرقية، وأوكرانيا التي تمتد على السواحل الشمالية، وأصبح بحر آزوف أحد مراكز الصراع بينهما، وقد استطاعت روسيا أن تحكم سيطرتها على الساحل الأوكراني المطل على بحر آزوف، خلال الحرب التي بدأتها في 2022، واستولت على المواني الواقعة عليه.
ويعدّ بحر آزوف منفذًا مهمًا لأوكرانيا، إذ تضم الأقاليم الواقعة شماله معظم المناطق المتقدمة صناعيًا في أوكرانيا، لذلك تم إنشاء مواني التجارة البحرية بالقرب منها، بحيث تستخدم تلك المواني بشكل أساسي لتغطي حاجات المنطقة وتصدير المعادن وغيرها من إنتاج المناطق المجاورة، وأبرز هذه المواني؛ هي:
ميناء بيرديانسكيقع في الجزء الشمالي الشرقي من خليج بيرديانسك على ساحل بحر آزوف، في الجنوب الأوكراني، وهو ميناء فعال، ومحور النقل البحري الوحيد في منطقة زابوروجي، وهو صالح للملاحة على مدار السنة، وتستخدم كاسحات الجليد لمدة شهرين في الشتاء.
ويتكون الميناء من مرفأين: خارجي وداخلي، وحوضين مائيين: غربي وشرقي. ويضم 9 أرصفة، ومحطة ركاب تستقبل القوارب الصغيرة والعبارات وبواخر الرحلات الداخلية، ومجمع خاص لنقل النفط، والعديد من وحدات المعالجة، التي تقع في منطقة المرفأ الشرقي، إضافة إلى ساحات التخزين والمستودعات.
وتحتوي محطة البترول على رصيف مخصص، يبلغ طوله 320 مترًا و3 خزانات، ومجهزة بـ5 مرافق ضخ، وتبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية للمحطة نحو 800 ألف طن سنويًا.
أحد المواني النهرية في مدينة خيرسون (رويترز)أما محطة الحاويات فرصيفها بطول 230 مترًا، ولديها ساحة حاويات ميكانيكية، ومخازن مفتوحة ومستودعات، وهي مجهزة بـ4 رافعات جسرية، و5 رافعات مثبتة على السكك الحديدية. ويمكن للمحطة معالجة 30 ألف حاوية مكافئة سنويًا.
وتشمل محطة الحبوب مخزنًا واحدًا و6 خزانات، وتعالج أكثر من 1.5 مليون طن من الحبوب سنوًيا، ويتعامل الميناء مع أنواع مختلفة من البضائع؛ مثل: الخردة المعدنية والمنتجات المعدنية والخامات والفحم والمواد الكيميائية والمعادن والحبوب والزيت المكرر والزيت الخفيف.
وقد أحكمت روسيا سيطرتها على الميناء في حربها على أوكرانيا مطلع 2022.
ميناء ماريوبوليقع جنوبي شرق أوكرانيا، على شواطئ بحر آزوف، في الجزء الشمالي الغربي من خليج تاغانروغ، على مصب نهر كالميوس، ويعرف بأنه بوابة منطقة دونباس، ويعدّ من أكبر مواني بحر آزوف، وقد كان قبل الأزمة الأوكرانية معبرًا رئيسًا لصادرات الدولة إلى مختلف دول العالم، بعد ميناء أوديسا.
وتعدّ المدينة منتجعًا بحريًا شهيرًا، ومركزًا صناعيًا مهمًا، حيث تمثل مصدرًا رئيسًا لاستخراج وتصدير الحديد والفولاذ، وفيها مصنع "آزوف ستال"، أحد أكبر مصانع التعدين في أوروبا والعالم.
وهو أكثر المواني تطورًا على ساحل آزوف البحري، وقد أنشئ في 1889 وسط واحدة من أكبر المناطق الصناعية في أوكرانيا، ثم طُوّر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر لخدمة الجزء الجنوبي من البلاد، وكان منشأة رئيسة لتصدير الفحم خلال الحقبة السوفياتية، كما كان يتعامل مع كمية كبيرة من البضائع الروسية الأخرى.
ويغطي الميناء 77.7 هكتارًا، ويحتوي على 3.9 كيلومترات من الأرصفة وسعة تخزين تبلغ 252.7 ألف متر مربع، بما في ذلك 11.8 ألف متر مربع من المستودعات المغطاة، و240.9 ألف متر مربع من الحظائر.
تمر عبره علاقات تجارية مع 60 دولة و152 ميناء حول العالم، ويمكنه العمل على مدار العام، ولكن التنقل في شهور التجمد -التي قد تستمر من 30 إلى 90 يومًا- يتم بالاعتماد على كاسحات الجليد.
ويحتوي الميناء على أكبر مجمع لتحميل الفحم في أوكرانيا، بسعة معالجة تصل إلى 5 ملايين طن من الفحم سنويًا، وتتعامل حركة الشحن مع مجموعة واسعة من البضائع التي تشمل: المعادن من جميع الدرجات وسبائك الحديد الخام والأنابيب والخامات والفحم والألمنيوم والطين والأسمدة والكبريت والآلات والحبوب والأغذية والحاويات.
ومنذ مايو/أيار 2022 تنتشر القوات الروسية في مدينة ماريوبول الأوكرانية، وتسيطر على الميناء الإستراتيجي فيها بالكامل.
المواني النهرية
تضم أوكرانيا عددًا من الأنهار التي تجري على أراضيها، ويعدّ الدانوب ودنيستر ودنيبر أهمها، وتعمل هذه الأنهار على ربط أوكرانيا ومنطقة البحر الأسود بأوروبا وروسيا عبر موانيها، وتعدّ هذه الأنهار ضرورية للتجارة والنقل في المنطقة، ما يمنح أوكرانيا مكانة مركزية في الجغرافيا السياسية للبحر الأسود.
ويربط نهر الدانوب أوكرانيا بالبر الأوروبي، ويوفر نهر دنيبر رابطًا مع روسيا البيضاء وروسيا، ويخترق نهر دنيستر مولدوفا إلى الحدود الأوكرانية مع بولندا، وتعدّ أنهار أوكرانيا جسرًا لنظام مترابط من الممرات المائية الداخلية الأوروبية والنظام الأوروآسيوي لممرات نقل البضائع، حيث تشكل الأنهار وصْلات نقل مائية إستراتيجية لنهري فولغا والدون ومضيق البوسفور.
وتمتلك أوكرانيا جملة من المواني النهرية التي تقدم خدمات التجارة والنقل إلى أنحاء البلاد وإلى الدول الأخرى التي تمر فيها، ومن أهم هذه المواني:
ميناء إسماعيليقع في مدينة إسماعيل، على الضفة اليسرى من نهر الدانوب، على بعد حوالي 50 ميلًا بحريًا من مصبّ النهر، على الشاطئ الغربي للبحر الأسود، ويعدّ أكبر ميناء على نهر الدانوب في أوكرانيا، ومركز نقل مهم في المنطقة، وهو صالح للملاحة طوال العام، مع مساندة كاسحات الجليد في الشتاء.
ويشتمل الميناء على 23 رصيفًا، بمساحة تقدر بـ2534 مترًا، وأعماق تتراوح من 3.5 إلى 7.5 متر، مقسمة إلى 3 مجمعات لمناولة البضائع.
ويتعامل الميناء مع نقل الفحم والنفط وخام الحديد ومنتجات الصلب والأنابيب والأخشاب والسليلوز وبكرات الورق والآلات وشحنات الحبوب والحاويات.
ميناء رينييقع على نهر الدانوب على بعد حوالي 54 ميلًا بحريًا من مصب النهر، وهو صالح للملاحة فيه على مدار السنة، وتستخدم كاسحات الجليد لإبقاء المنفذ مفتوحًا خلال أشهر الشتاء الصعبة.
ويتكون الميناء من 3 مناطق شحن وموقع مناولة النفط ومجمع عبارات، وتبلغ مساحته حوالي 940 ألف متر مربع، ويمتد خط الرسو حتى 3927 مترًا، ويحتوي الميناء على 30 رصيفًا تقع في 3 أحواض، وتغطي المستودعات المغلقة 30 ألف متر مربع، وساحات التخزين المفتوحة 195 ألف متر مربع.
والميناء مزود بشبكة من السكك الحديدية، ولديه باحة كبيرة من مرافق المناولة والأجهزة، ويتم التعامل مع حجم مناولة يبلغ 800 ألف طن، وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمشروع الميناء حوالي 14.5 مليون طن سنويًا.
وتشمل البضائع التي يتم مناولتها: السوائب العامة والسائلة والمواد الغذائية والبضائع المعبأة، وكذلك الحاويات ويتعامل الميناء مع سفن نظام "رو- رو".
مستودعات الحبوب التي تضررت من هجوم طائرة دون طيار روسية في مجمع بميناء على نهر الدانوب (الأوروبية) ميناء نيكولاييفيقع الميناء -المعروف أيضًا باسم "ميكولايف"- عند مصب نهر يوجني بوك (Yuzhny Bug)، وهو مركز مهم للنقل البحري في أوكرانيا، ويوفر خدمات كاملة، تدعم نقل البضائع للاستيراد والتصدير والشحن العابر والملاحة الساحلية.
وقد نشأت مدينة نيكولاييف كحصن في 1784، ثم احتاجت روسيا إلى قوة بحرية لتعزيز حدودها الجنوبية، ولذلك تم إنشاء حوض لبناء السفن في 1788، وكانت أول سفينة بُنيت هي فرقاطة سان نيكولاي، المكونة من 44 مدفعًا.
ويتصل الميناء بالبحر الأسود عبر قناة بوك-دنيبر-ليمانسكي (BDLC) التي يبلغ طولها 71 كيلومترًا وعرضها 100 متر، ويبلغ طول قناة الاقتراب إلى ميناء نيكولاييف 1.5 كيلومترًا وعرضها 100 متر وعمقها 11.2 مترًا.
والميناء مفتوح للملاحة على مدار السنة، وفي فصل الشتاء يسمح بحركة المرور عبر قناة الاقتراب للسفن التي ترافقها كاسحات الجليد، ويبدأ الجليد في التكون في النصف الثاني من شهر ديسمبر/كانون الأول، وينتهي في النصف الأول من شهر مارس/آذار.
ويغطي الميناء مساحة 224.5 هكتارًا ويحتوي على 14 رصيفًا، يبلغ طولها أكثر من 2.4 كيلومترين، كما يضم ميناء أوتشاكوف التكميلي، الذي يقع داخل ميناء نيكولاييف، وله 3 أرصفة متخصصة في مناولة شحنات الحبوب السائبة.
ويحتوي الميناء على مجمع متخصص في تحميل الأسمدة الكيماوية، ويمكن للمحطة التعامل مع ناقلات الأسمدة في أي ظروف جوية، ومجهزة بخطوط نقل ومحطة لعربات السكك الحديدية، كما يضم أكبر حوض لبناء السفن في منطقة البحر الأسود.
وتشمل حركة الشحن: المعادن والمعدات المتنقلة والأخشاب والعبوات والفحم والحديد والخامات وسبائك الحديد والفوسفور والكيماويات والأسمدة والحبوب والبترول والسلع الأخرى.
ميناء أوكتيابرسكيقع الميناء -الذي يعرف كذلك باسم أوليفا (Olvia)- في الجزء الشمالي من مصب دنييبروفسكو-بوغسكي "Dnieprovsko-Bugsky" ويعدّ من أحدث مواني أوكرانيا، وهو مركز نقل دولي فعال للغاية، ومؤسسة متعددة الأوجه، متخصص في نقل جميع أنواع البضائع باستثناء السوائل.
ويحتوي الميناء على 7 أرصفة، ويبلغ إجمالي خط الرسو 1.9 كيلومترًا، وتبلغ مساحة المستودعات المغطاة 41 ألف متر مربع، والمخازن المفتوحة حوالي 277 ألف متر مربع، كما يحتوي الميناء على رافعات جسرية، ومعدات أخرى لمناولة البضائع.
وتستمر فترة الملاحة في الميناء على مدار العام، ويتصل بالبحر الأسود عبر قناة بوك-دنيبر-ليمانسكي (BDLC)، وله روابط بالطرق البرية ومحطة سكة حديد متصلة بسكة حديد أوديسا، بسعة إنتاجية تصل إلى 1000 سيارة في اليوم.
ويتعامل الميناء مع المعادن والصناديق والمنصات النقالة والحاويات والبضائع العامة والمعدات، ويبلغ حجم التداول نحو 700 ألف طن من مختلف الشحنات سنويًا.
ميناء دنييبروفسكو-بوغسكي
يقع الميناء على الضفة اليسرى لنهر يوجني بوغ "بوه" على بعد 32 ميلًا من البحر الأسود، عبر قناة بوك-دنيبر-ليمانسكي (BDLC)، وتحتوي القناة المؤدية إلى الميناء على 9 انحناءات: 5 منها تمر عبر قناة دنيبروفسكي و4 تمر عبر نهر يوجني بوغ.
ويوجد في الميناء مساران: طرق داخلية في منطقة الميناء وطرق خارج القناة، وبه 3 أرصفة بطول إجمالي بلغ 700 متر، والميناء صالح للملاحة طوال العام.
يتعامل مع شحنات تصدير مختلفة: البوكسيت والفولاذ والخردة السائبة والمواشي والشحنات العامة والشحنات الكيميائية، كما يوجد مجمع خاص في الميناء لتصدير دبس السكر عن طريق أنابيب الشاطئ إلى ناقلات بسعة تخزين تبلغ حوالي 30 ألف متر.
ميناء خيرسونيقع على الضفة اليمنى لنهر دينبر، عند مصبه في خليج دنيبر، على بعد حوالي 90 كيلومترًا من اتصاله بالبحر الأسود، ويعدّ الميناء الموطن الرئيس لبناء السفن، ومركزًا أساسيًا للشحن البحري، ويحظى بأهمية ومكانة إستراتيجية كبيرة، كونه يطل على البحر الأسود وبحر آزوف ونهر دنيبر، ما يسمح بالاتصال جغرافيا بمناطق حيوية ومهمة.
وقد كانت المدينة منذ تأسيسها في 1778 حصنًا لحماية الواجهة الروسية، وكانت أول قاعدة بحرية روسية لبناء السفن على البحر الأسود، وظلت جزءًا من الإمبراطورية الروسية حتى انهيارها في أعقاب الثورة البلشيفية في 1917، حيث أصبحت بعد ذلك ضمن جمهورية أوكرانيا السوفياتية.
وقد نمت المدينة بشكل مطرد خلال القرن التاسع عشر بسبب الشحن وبناء السفن، وظلت مركزًا رئيسًا لبناء السفن طوال القرن العشرين، وفي 2022 سيطرت عليها روسيا، وتحولت قاعدة "تشرنوبايفكا" الجوية فيها إلى نقطة تمركز للقوات الروسية.
وتبلغ مساحة الميناء 20 هكتارًا من المساحة الأساسية، وتتضمن 6 مستودعات لتخزين البضائع العامة، و11 منطقة تخزين مفتوحة، و5 مراس بطول 600 متر، و27 وحدة من أسطول المواني، وهو متصل بالطرق والسكك الحديدية.
ويعتمد الميناء في شهور التجمد على كاسحات الجليد للبقاء مفتوحًا طوال العام، وهو يتعامل مع المنتجات النفطية والبضائع السائبة العامة والجافة والحبوب والمنتجات الغذائية والرمل والخردة والأسمدة المعدنية السائبة والأخشاب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على البحر الأسود البضائع العامة السکک الحدیدیة بالبحر الأسود على بعد حوالی میناء أودیسا ألف متر مربع نهر الدانوب فی أوکرانیا موانی البحر فی المیناء على الشاطئ التعامل مع میناء على یتعامل مع کیلومتر ا ألف طن من ملیون طن فی منطقة على مدار فی الجزء بحر آزوف عبر قناة یقع على أکثر من کما یضم هکتار ا مرکز ا سنوی ا رصیف ا بحری ا
إقرأ أيضاً: