عبد الرحمن يوسف.. الشاعر الثائر بأمر الله
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
ليلة الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2011 التي تمكن فيها المصريون من كسر حاجز الخوف، ووصلت مظاهراتهم إلى ميدان التحرير مؤذنة ببدء أيام ثورة يناير، كان الشاعر عبد الرحمن يوسف (القرضاوي) بين المتظاهرين الذين قرروا الاعتصام في الميدان ليلا. وقد أعد المعتصمون سريعا إذاعة بدائية عبر تجميع عدة مكبرات صوت، ورفعها على أحد أعمدة الميدان، وكان الصوت الأول الذي افتتحها هو عبد الرحمن يوسف (هنا إذاعة التغيير من ميدان التحرير).
علاقة عبد الرحمن بثورة يناير لم تبدأ تلك الليلة، فهو شاعر الثورة الذي ساهم مع غيره من الشعراء والأدباء والكتاب في التمهيد لها، وقد كانت قصيدته في هجاء حسني مبارك عام 2007 بعنوان "الهاتك بأمر الله" إحدى القصائد الملهمة للثورة المصرية (النص في آخر المقال)، وقد شارك في تأسيس حركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير أيضا.
فُتن عبد الرحمن في 30 حزيران/ يونيو 2013 فانحاز لها، وكتب بعد 4 أيام من الانقلاب (يوم 7 تموز/ يوليو 2013) مقالا بعنوان "عفوا أبى الحبيب.. مرسى لا شرعية له"، لكنه سرعان ما راجع موقفه، وأعلن رفضه للانقلاب، وشارك في تحركات مناهضة له من قلب القاهرة، ومنها بيان القاهرة (حزيران/ يونيو 2014) الذي شارك فيه مع رموز وطنية مصرية أخرى مثل السفير الراحل إبراهيم يسري، والدكتور سيف الدين عبد الفتاح، حديثه أزعج عواصم تلك الثورة المضادة، التي ظنت أنها قد أخرست كل الأصوات بسيفها أو ذهبها. لم يكن عبد الرحمن حين تحدث يخشى سيفها، ولا يطمح في ذهبها، فقال ما رآه واجبا تجاه أشقائه السوريين. وترصدت له تلك العواصم في طريق عودته برا من سوريا إلى لبنانوالذي دعا إلى استعادة الثقة بين شركاء الثورة لاستكمال مسارها، ومواجهة الثورة المضادة عبر حراك شعبي. كما شارك عقب خروجه من مصر في التحركات الخارجية ضد نظام السيسي، ومن ذلك المشاركة في تأسيس الجبهة الوطنية المصرية، وبيان فبراير.. الخ.
تعامل عبد الرحمن مع الربيع العربي ككل لا يتجزأ، فساند كل ثورات موجته الأولى في سوريا، وليبيا، واليمن، ومن قبل ذلك تونس، كما ساند موجته الثانية، ولذا لم يكن غريبا أنه لم يستطع الصبر كثيرا حين انتصرت الثورة السورية بعد 13 عاما من الحراك الثوري والمواجهة المسلحة، ولم ينتظر حتى تستقر الأمور في سوريا، أو حتى تبدأ حركة الطيران، فسافر على الفور من تركيا إلى لبنان، ومنها إلى سوريا برا، ليعبر من فوق ترابها عن اعتزازه بتلك الثورة، وليحذرها من المؤامرات التي تنتظرها، والتي واجهت من قبل ثورته الأم في مصر.
لكن حديثه أزعج عواصم تلك الثورة المضادة، التي ظنت أنها قد أخرست كل الأصوات بسيفها أو ذهبها. لم يكن عبد الرحمن حين تحدث يخشى سيفها، ولا يطمح في ذهبها، فقال ما رآه واجبا تجاه أشقائه السوريين. وترصدت له تلك العواصم في طريق عودته برا من سوريا إلى لبنان، فألقت القبض عليه عبر وكلائها المحليين، بدعوى وجود مذكرات توقيف من الانتربول العربي بناء على طلب مصر والإمارات.
أمام الضغوط المصرية الإماراتية أحالته السلطات اللبنانية للتحقيق، وقدم محاميه دفوعا قوية ضد هذا التوقيف، الذي يخالف القانون اللبناني، كما يخالف المواثيق الدولية، لكن سلطة التحقيق رفعت الملف إلى مجلس الوزراء مصحوبا بتوصية بتسليمه للإمارات، رغم أنه لا يحمل جنسيتها ولم يرتكب جرما على أرضها، ولا يوجد اتفاقيات تبادل بين الدولتين، ومن المقرر أن يبت مجلس الوزراء اللبناني في طلب التسليم في جلسته المقبلة.
بغض النظر عن نوع القرار المرتقب لمجلس الوزراء اللبناني، فإن السلطات اللبنانية ارتكبت حماقة كبيرة بهذا التصرف، وأساءت إلى لبنان قبل غيره، فلبنان يفاخر بأنه الدولة العربية الأكثر تمتعا بالحرية، والأكثر احتراما لحقوق الإنسان. وقد نصت المادة 34 من قانون العقوبات اللبناني على منع تسليم معارضين للبلد طالب الاسترداد في حال وجود خوف من تعرضه لخطر أو تعذيب، وهو ما تكرر في اتفاقية الرياض للتعاون القضائي. وهذه الاتفاقية تنص في مادتها 41 على استثناء الجرائم ذات الطابع السياسي من التعاون القضائي بين الدول العربية، كما نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 14 على عدم تسليم الأشخاص إلى دول قد يتعرضون فيها للاضطهاد.
مع تصاعد التضامن الحقوقي والسياسي والإعلامي مع عبد الرحمن يوسف فإننا نتمنى على السلطات اللبنانية الاحتكام إلى القانون المحلي والدولي، وعدم الرضوخ للضغوط الإماراتية، والتي سيكون لها تأثيرات سلبية على الوضع اللبناني وسمعته في كل مكان.
نتمنى على السلطات اللبنانية الاحتكام إلى القانون المحلي والدولي، وعدم الرضوخ للضغوط الإماراتية، والتي سيكون لها تأثيرات سلبية على الوضع اللبناني وسمعته في كل مكان
فيما يلي قصيدة الشاعر عبد الرحمن يوسف في مواجهة حسني مبارك خلال معركة التعديلات الدستورية التي أراد بها فتح المجال أمام نجله عام 2007، وكانت القصيدة بعنوان "يا من لعرضي هتك":
يا لمن عرضي هتك .. فقدت شرعيتك
من ربع قرن كئيب لعنتها طلعتك
أموالنا لك حل .. فاملأ بها جعبتك
خلف الحراسة دوما مستعرضا قوتك
تبدي مظاهر عز .. تخفي بها ذلتك
سلاح جيشك درع .. تحمي به عصبتك
مع العدو كليل .. لكن بشعبي فتك
سواد قلبك بادي .. فاصبغ به شيبتك
يأتيك دعو عدوي .. فاصلب به قامتك
سجدت للغرب دوما .. مستبدلا قبلتك
بأدمعي ودمائي .. كتبتها قصتك
خذلت كل شريف .. حتى غدت لذتك
وكل أبناء شعبي .. قد شاهدت قسوتك
وكم منحت لصوصا .. يا قاسيا رحمتك
تعطي لنسلك أرضي .. ممارسا سلطتك
كأن أرض جدودي .. قد أصبحت ضيعتك
لا شك موتك يأتي .. مستأصلا شأفتك
يوم الحساب قريب .. ترى به خيبتك
يوم المنصة حق .. فخذ به عبرتك
هذي الجموع يقينا ما جددت بيعتك
x.com/kotbelaraby
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصريون ثورة عبد الرحمن يوسف القرضاوي لبنان الإماراتية مصر لبنان الإمارات ثورة القرضاوي مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطات اللبنانیة عبد الرحمن یوسف
إقرأ أيضاً:
أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (٣٩)
حسن الجزولي
شهداء دولة ٥٦ (١).
ابراهيم الخليل ،، كان. أميرا في حلم الصبا!.
*************************
كتبت عنه مقالا ولكنه ضاع!. كانت قد نشرته في صحيفة الفجر اللندنية عندما كان رئيس تحريرها الراحل يحيي العوض ومدير تحريرها صديق محيسي بينما كنت سكرتيرا لتحريرها. وقد احتفى رئيس التحرير بالمقال ووضع عنوانه في الصناديق الرئيسية على الصفحة الأولى.
حيث أبرز المقال شخصية هذا الفتى ( الأمير ابراهيم الخليل) وهو الشقيق الأصغر للأمير المهدوي محمود ود احمد من جهة الام.
لم يكن عمره يتجاوز الثامنة عشر ورغم ذلك تم تمثيله كامير في المجلس الحربي والذي كان اخطر واهم المجالس الحربية في تاريخ السودان. حيث ناقش بندا واحدا برئاسة الخليفة عبد الله وهو ( هل تكون مواجهة جيش كتشنر بتلال كرري وسرغام ليلا ام صباحا). وكان من رأي الأمير عثمان دقنه هو المباغتة ليلا!. وقد عضد الأمير ابراهيم الخليل وجهة نظر الامير عثمان دقنة بأن يكون هجوم الجيش الوطني المهدوي ليلا. خلافا لوجهات نظر أخرى فطيرة رأت ضرورة الهجوم صباحا. وقيل ان بالمجلس كان يجلس سايس حصان الخليفة ولم تكن له أي علاقة بمجلس الخليفة الحربي!, وكانت من مهامه أن يساعد الخليفة على امتضاء الحصان ثم يمسك بلجامه حينما يود الخليفة أن يترجل منه. (فحشر أنفه فيما لا يعنيه) حينما أفتى قائلا إن الإمام المهدي جاءه في الحلم برفقة الرسول الكريم وقال له أن الله سينصر المسلمين على تخوم تلال قرب ام درمان مع شروق الشمس!. فأخذ الخليفة فورا برأي سايسه وحسم الجدل بقرار الهجوم صباحا. وقال العارفون من قادة أركان القوات المسلحة السودانية فيما بعد أنه لو اخذ الخليفة برأي كل من دقنه والخليل لتغيرت خريطة السودان!.
لحظتها قيل إن الأمير ابراهيم الخليل انتفض واقفا وقال قولته الشهيرة ( إن كان الرأي عند السايس اخيرلنا ننطم ،، والمهدية مهديتكم ،، لكين نصرة مافي)!. ثم غادر المجلس لا يلوي على شيء.
وعندما احتدم الدواس في تلك الجبال نفذ كل من الأمرين الحربيين دقنه والخليل رأي الأغلبية واحتفظا برايهما كاقلية!. حتى لحظة استشهاد ابراهيم الخليل عندما وقع من حصانه قتيلا وتراب ارض المعركة يعفر وجهه الصبوح. فيا له من شهيد!.
ومع الاحتفاء مرور ذكرى استقلالنا ، حق لنا أن تتسائل عن مقابر شهداء الوطن جهرا ،، فأين مقبرة الشهيد ابراهيم الخليل .. ويا له من شهيد؟!.
---------------
+ البلاد تفتقد عشرة من المبدعين وتسعة من الصحفيين. والإعلاميين وعدد آخر من الرياضيين والإعلاميين وغيرهم في مجالات مختلفة أخرى .
اعداد ورصد :- حسن الجزولي
تستمر بلادنا في نزيفها المتتالي لعدد من بنيها في مختلف ضروب النشاط الإنساني الاجتماعي والثقافي الفني .
وستسجل مضابط الرصد والتوثيق التاريخي لاحقا أن حقبة الحرب التي تدور رحاها الان في السودان، قد اختطفت النسبة الأكبر من هؤلاء زرافات ووحدانا لأسباب مختلفة. ولكنه الموت على اي حال . ولا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى متى ستتوقف طاحونة الموت والرحيل هكذا!. عليهم جميعا الرحمة والخلود .
+ الموسيقار الماحي اسماعيل مؤسس معهد الموسيقى والمسرح .
+ الناشط الاعلامي ابراهيم عبد الله (شوتايم) اثر سقوط قذيفة في منزله بمدينة الفاشر.
+ كابتن عطا ابو القاسم لاعب فريق المريخ السابق.
+ الشاعر سعد قسم الله ابن الدويم ومؤلف أغنية (قلبي دق) الشهيرة للفنان شرحبيل احمد.
+ كابتن حموري لاعب فريق المريخ
+ الصحفي المخضرم طلحة الشفيع.
+ الصحفي والكاتب عبد الله جلاب.
+ المفكر محمد سليمان عبد الرحيم رئيس حركة حق واحد مؤسسيها.
+ المصور التلفزيوني حاتم مامون اثر اطلاق النار عليه بمنطقة جبيت .
+ عصام الدين الدرديري القطب الرياضي بإذاعة ام درمان.
+ الشاعر محمد المكي ابراهيم بمصر.
+ العازف والموسيقار حذيفة فرح.
+ الكاتب و الصحفي الساخر الفاتح جبرا (ساخر سبيل) بمصر.
+ الاذاعي والإعلامي امير التلب وهو في طريقه لمصر.
+ الفنان سبت عثمان أحد مؤسسي فرق الجاز المخضرمين بالسودان.
+ الموسيقار والعازف المخضرم عبد الله عربي.
+ الشاعر هاشم صديق بأبو ظبي.
+ السباح العالمي كيجاب بأمريكا.
+ المصور الصحفي المخضرم جاهوري شيخ المصورين السودانيين.
+ الشاعر عادل ابراهيم طيب الاسماء.
+ محمد الحردلو مطرب مدينة ود مدني.
+ الشاعر محمد مريخة مؤلف أغنية ( شقيش قولي يا مروح).
+ الكاتب والصحفي الجنوب سوداني دينق قوج.
+ محمد ابراهيم خليل القانوني المخضرم والوزير الأسبق في عدة وزارات قانونية.
+ حنان ادم الصحفية والإعلامية ومراسلة صحيفة الميدان من منطقة الجزيرة وود مدني اثر هجوم غادر مسلح عليها وعلى شقيقها بمنطقتها في الجزيرة.