قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الركن محمد الصمادي إن انعكاسات الصواريخ التي تطلقها جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) على إسرائيل تتجاوز تأثيراتها العسكرية إلى أبعاد نفسية ومعنوية وسياسية، موضحًا أن هذه الهجمات تزرع حالة من الهلع والخوف لدى الإسرائيليين وتظهر ضعف منظومة الدفاع الإسرائيلية.

وكانت جماعة الحوثي أعلنت في بيان رسمي، مسؤوليتها عن استهداف محطة "أوروت رابين" الإسرائيلية بصاروخ من طراز "فلسطين 2"، مؤكدة أن العملية تأتي ضمن دعمها للمقاومة الفلسطينية وإسنادا للمقاتلين في قطاع غزة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن دون إلحاق أضرار.

وأوضح الصمادي -في تحليل للمشهد العسكري- أن استهداف محطة كهرباء جنوب حيفا بصاروخ فرط صوتي يحمل رسائل تصعيدية واضحة، خاصة أن الهجمات تأتي في توقيتات حرجة مثل ساعات الليل والفجر، مما يزيد من تأثيرها النفسي والمعنوي على الإسرائيليين.

وأضاف أن ملايين الإسرائيليين يلجؤون إلى الملاجئ مع دوي صفارات الإنذار في عشرات المواقع، مما يفضح محدودية قدرة الحكومة الإسرائيلية على حماية مواطنيها.

وأشار الصمادي إلى أن استخدام الحوثيين مزيجًا من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، بالإضافة إلى الطائرات المسيّرة، يشكل تحديًا نوعيًا للمنظومة الدفاعية الإسرائيلية.

إعلان

ولفت إلى أن العمليات الحوثية تعكس تصميما على استنزاف إسرائيل وتوسيع دائرة الضغط عليها، في وقت تعاني فيه حكومة الاحتلال من انتقادات داخلية بسبب فشلها في مواجهة هذه الهجمات المتكررة.

المعاملة بالمثل

كما شدد على أن ما يجعل هذه الهجمات أكثر خطورة هو تركيزها على أهداف حيوية مثل محطات الكهرباء والمطارات، مما يعكس إستراتيجية تعتمد على "المعاملة بالمثل" التي أعلنتها جماعة الحوثي ردا على الهجمات الإسرائيلية ضد البنية التحتية في اليمن.

وفي معرض حديثه عن الجوانب السياسية، أشار الصمادي إلى أن تصاعد وتيرة الهجمات من اليمن يأتي وسط مؤشرات على تفويض أميركي للجيش بتنفيذ ضربات نوعية ضد الحوثيين، مما يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد.

وأضاف أن هذه التطورات تحمل دلالات على عجز الاستخبارات الإسرائيلية وحلفائها عن التنبؤ بمثل هذه العمليات أو احتوائها.

وأكد الصمادي أن الرواية الإسرائيلية بشأن اعتراض الصواريخ غالبا ما تكون غير دقيقة، إذ تُخفي السلطات الإسرائيلية الكثير من المعلومات حول فشل منظوماتها الدفاعية، مشيرا إلى أن المقاطع المصورة وشهادات المستوطنين تكشف أحيانا عكس ما تروّج له الحكومة.

ويشن الحوثيون من حين إلى آخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها يستهدف مدينة تل أبيب (وسط)، وتشترط لوقف هجماتها إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 154 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: هذه دلالات ملاحقة المقاومة الجنود الفارين من كمائن غزة

قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن تكرار العمليات العسكرية المركبة ضد جيش الاحتلال شمالي غزة يؤكد فشل إسرائيل في التصدي للمقاومة الفلسطينية على امتداد رقعة جغرافية صغيرة، مبينا دلالات ملاحقة هؤلاء الجنود الفارين بعد تنفيذ الكمائن.

ووفق حديث الفلاحي للجزيرة، فإن إسرائيل استخدمت كل ما لديها من إمكانيات وقدرات نارية كبيرة لتدمير منازل شمال القطاع، إلى جانب دفعها بألوية النخبة للقتال ضد المقاومين الفلسطينيين.

ورغم هذا المشهد الميداني الإسرائيلي، يتعرض جيش الاحتلال لعمليات نوعية وكبيرة لم تأتِ من فراغ -حسب اللواء المتقاعد- مثل تدمير دبابات عسكرية وتفجير منازل مفخخة يتحصن فيها جنود واستهداف قوات راجلة خاصة.

ويُلاحظ ملاحقة المقاومة بغزة جنود الاحتلال الفارين من عمليات مركبة، وهو ما يشير -وفق الفلاحي- إلى معلومات استخباراتية دقيقة مستقاة من عمليات مراقبة ورصد بالمنطقة، إلى جانب إمكانية توقع انتشار القوات الإسرائيلية بصورة تؤمن ملاحقتها بعد فرارها.

وبدا لافتا -الأشهر الماضية- إعلان فصائل المقاومة في غزة ملاحقة جنود إسرائيليين فارين إلى منازل، بعد كمائن نوعية نفذت ضد قوات وآليات عسكرية إسرائيلية، والإجهاز عليهم من المسافة صفر.

إعلان

وفي هذا الإطار، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس– إيقاع 10 جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح في اشتباك غرب بيت لاهيا شمالي القطاع أمس الأحد، وذلك بالاشتراك مع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

ووفق الإعلان ذاته، لاحقت المقاومة الفلسطينية جنديا إسرائيليا فرّ من المكان، وأجهزوا عليه من المسافة صفر في المنطقة نفسها.

وخلص الخبير العسكري إلى أن هذه العمليات تؤكد وجود مناورة ومرونة لدى فصائل المقاومة رغم وجود جيش الاحتلال في مناطق مختلفة بالقطاع، مشيرا إلى أن المقاومة تتكيف مع الظروف الميدانية والجغرافية بصورة تخدمها وتزيد فاتورة الخسائر الإسرائيلية.

وبناء على ذلك -وفي ظل خسائر الاحتلال العسكرية- تتعالى أصوات إسرائيلية مطالبة بوقف الحرب على غزة مستندة إلى وقف رئيس الوزراء الحربَ مع حزب الله اللبناني على الجبهة الشمالية، وفق الفلاحي.

وأمس الأحد، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي إصابة جندي من لواء غفعاتي بجروح خطيرة خلال معركة بمنطقة شمال القطاع جراء انهيار مبنى في مخيم جباليا.

ونهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، كشفت الإذاعة ذاتها عن مقتل 40 عسكريا إسرائيليا منذ بدء العملية العسكرية المستمرة في محافظة شمال غزة، خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: هذه دلالات ملاحقة المقاومة الجنود الفارين من كمائن غزة
  • بعد استهداف محطة الكهرباء كيف يقرأ الإسرائيليون ضربات الحوثيين؟
  • مقتل أكثر من 20 فلسطينياً في أحدث الهجمات الإسرائيلية على غزة
  • مصر تنفي تقارير إسرائيلية عن استعدادات لتدخل عسكري ضد الحوثيين
  • مصر تكشف حقيقة استعدادها للقيام بتدخل عسكري ضد الحوثيين
  • «البث الإسرائيلية»: تل أبيب تستعد للبقاء في لبنان لفترة تتجاوز مهلة الـ60 يومًا
  • واشنطن: الصين تسلح الحوثيين في اليمن وفق اتفاق ثنائي ومئات الصواريخ المجنحة الصينية يتم إعدادها لضرب دول الخليج
  • "واشنطن بوست": الوضع العسكري في أوكرانيا يتدهور مع تصاعد الهجمات الروسية
  • خبير عسكري: إسرائيل تدعي استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة حزب الله