جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-28@22:41:17 GMT

سلوكيات دخيلة على المجتمع العماني

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

سلوكيات دخيلة على المجتمع العماني

 

سالم بن أحمد بخيت صفرار

لكل مجتمع آلياته التي تساعد على تماسكه والحفاظ عليه، وأهم ركن في ذلك هو قوة الوازع الديني؛ فالدين هو السد المنيع أمام كل الأفكار الهدامة ومعاول هدم الدين والأخلاق والفضيلة والقيم، وحينما يضعف مستوى الإيمان لا شك أن المؤثرات الخارجية سوف تحاول أن تبث سمومها.

الكل يسعد ويبتهج بقدوم فصل الخريف وتوافد الزوار وما يرافق ذلك من فعاليات وأحداث، وفي كل عام  تتزايد مواقع جديدة لتلك الفعاليات في أماكن مختلفة، لكن مما يبعث على القلق أن هناك تأثرًا ببعض السلوكيات السلبية الدخيلة على مجتمعنا العماني بشكل عام والظفاري على وجه الخصوص، في صورة سلوكيات مُستهجنة في المجتمع العماني، لم نشهدها في ظفار من قبل، ولا يتقبلها الوازع الديني ولا القيم ولا العادات والتقاليد وهي بعيدة عن سجية التربية الأصيلة.

ومما يدعو إلى الاستهجان والاستنكار، ما رأيناه خلال الأيام الماضية في إحدى الحفلات من اختلاط واضح بين الجنسين والرقص في صيغة مُستهجنة دخيلة على مجتمعنا، فمن المسؤول عن ذلك، وما الأسباب التي دفعت للوصول إلى هذا الوضع. هناك للأسف بعض السلوكيات التي بدأت تطفو على السطح وبدأت تزداد وتيرتها عمّا كان في السابق، مثل المعاكسات التي نراها في بعض الأماكن العامة، والتي غدت أحيانًا تتجاوز الحياء من الجنسين، وهذا نذير ورسالة قوية لابُد من التركيز عليها؛ فمن المعروف أن الجزء الفاسد يكون سببًا في ازدياد نسبة الفساد إلى الأطراف الأخرى الصالحة. وفي ظل ما يُمكن أن نعتبره بمثابة هجمة شرسة على القيم والأخلاق، تحاول أن تسمي الانحطاط "حرية"، وأن تكون مع مرور الوقت سهلة وأمرًا عاديًا، فإنه يجب التصدي لكل ما من شأنه أن يجر المجتمع إلى سلوكيات مرفوضة لا يقبلها الدين والأعراف، وتأباها قيمنا وتقاليدنا، كما إنها بعيدة عن التربية القيمة.

هذه رسالة إلى من يهمه الأمر والقائمين على مثل هذه الفعاليات، أن اتقوا الله ولا تستهينوا بما هو محرم، فتكون بذرة للفساد لا أحد يعلم تبعاتها الكارثية علينا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أهمية ضريبة الدخل على التجار..!

عيسى المزمومي

تُعد ضريبة الدخل واحدة من أعمدة النظم الاقتصادية الحديثة، وأداة محورية لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية المستدامة؛ وفي ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة العربية السعودية في إطار رؤيتها الطموحة 2030، يبرز التساؤل عن ضرورة فرض ضريبة دخل خاصة على من تجاوزت مداخيلهم الشهرية خمسين ألف ريال، لاسيما من رجال الأعمال وأصحاب الثروات، دعماً للمشاريع الوطنية والجمعيات الخيرية، واستشعارًا للمسؤولية تجاه أبناء الوطن من ذوي الدخل المحدود.

إن التأمل في هذه الفكرة يكشف لنا أبعادًا متعددة تتجاوز الجانب المالي البحت، لتمس جوهر الوطنية والمواطنة الصالحة، حيث يصبح الإسهام في بناء المجتمع والتخفيف عن كاهل الفقراء واجبًا أخلاقيًا قبل أن يكون التزامًا قانونيًا.

أخبار قد تهمك “محمد بن فهد”.. إرث وعطاء وإنجازات بقيت للأجيال 6 أبريل 2025 - 8:38 صباحًا هل انقرض أهل الكوميديا!؟ 16 مارس 2025 - 9:47 صباحًا

أولاً: تحقيق العدالة الاجتماعية:

في كل مجتمع يسعى إلى النهوض، تبرز أهمية إعادة توزيع الثروات بصورة عادلة؛ وفرض ضريبة على دخل الأفراد ذوي الدخول العالية، يرسّخ مبدأ التكافل الاجتماعي، ويعزز شعور الأغنياء بالمسؤولية تجاه المجتمع الذي هو في الأصل بيئةً لازدهارهم، فليس عدلًا أن يزداد الأغنياء غنىً فيما تتسع دائرة الفقر بين المواطنين؛ وضريبة الدخل تساهم في سد هذه الفجوة، وتمنح للفقراء فرصًا أفضل في التعليم والرعاية الصحية والعيش الكريم.

ثانيًا: دعم الاقتصاد الوطني وتنمية البنية التحتية:

إن عائدات ضريبة الدخل تمثل موردًا إضافيًا مهمًا لتمويل المشاريع الحكومية الكبرى والمبادرات المجتمعية، مما يخفف الاعتماد الكلي على النفط أو الرسوم الجمركية؛ واستثمار هذه العائدات في تطوير البنية التحتية، وتحسين قطاعي التعليم والصحة، ودعم البرامج الاجتماعية، يعني بناء قاعدة صلبة لمستقبل اقتصادي أكثر تنوعًا واستدامة، وهكذا يصبح كل تاجر وكل صاحب دخل مرتفع شريكٌ حقيقيٌ في مسيرة التنمية.

ثالثًا: تحفيز المنافسة والابتكار:

من المفارقات الإيجابية أن فرض ضريبة عادلة على الدخل يحفز التجار ورجال الأعمال على تحسين أدائهم وزيادة كفاءتهم؛ فمن خلال السعي لتحقيق أرباح أعلى لتعويض جزء من الضريبة، تتولد ديناميكية جديدة من التنافس الشريف، تدفع نحو تحسين جودة المنتجات والخدمات، وتشجع على الابتكار والاستثمار في تطوير الأعمال؛ وهذا بدوره ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني ككل.

رابعًا: تعزيز الشفافية والمساءلة:

ضريبة الدخل ليست مجرد وسيلة لتحصيل الأموال، بل هي أداة لتعزيز الشفافية المالية والمساءلة القانونية؛ فحين يُطلب من التجار الإفصاح عن مصادر دخلهم وأرباحهم، ينخفض هامش الفساد ويزيد مستوى الثقة في السوق؛ وبذلك تُبنى بيئة اقتصادية صحية تشجع على الاستثمار وتدعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة.

خامسًا: التكيف مع التغيرات الاقتصادية:

في عالم سريع التحول، تبرز الحاجة إلى أدوات مرنة لمواكبة المتغيرات، وضريبة الدخل بما يمكن أن يصاحبها من حوافز وتخفيضات موجهة، تتيح للحكومة القدرة على دعم قطاعات معينة عند الحاجة، وتحفيز ريادة الأعمال، وتخفيف الأعباء عن المشاريع الحيوية؛ وهي بذلك أداة ديناميكية تُمكن الدولة من التصرف بحكمة تجاه التقلبات الاقتصادية الداخلية والخارجية.

إن الدعوة لفرض ضريبة دخل على من تجاوزت دخولهم خمسين ألف ريال شهرياً ليست مجرد اقتراح مالي، بل هي تعبير عن رؤية وطنية وإنسانية عميقة؛ فكل ريال يسهم به المقتدرون في دعم وطنهم، هو استثمار في استقرار المجتمع وازدهاره؛ وكل خطوة نحو تعزيز العدالة الاجتماعية هي لبنة في صرح النهضة السعودية الحديثة.

إن وطنيتنا تُقاس بمدى استعدادنا للوقوف مع أبناء مجتمعنا، لا بالكلمات فقط، بل بالفعل والدعم العملي؛ ولعل ضريبة الدخل، حين تُقر وتُدار بحكمة، تكون إحدى أهم الأدوات لتحقيق التوازن المجتمعي، والنمو الاقتصادي المستدام، والمستقبل المشرق الذي ننشده جميعًا!.

*كاتب سعودي

مقالات مشابهة

  • مصدران مصريان: المحادثات التي تستضيفها القاهرة بشأن غزة تشهد تقدما كبيرا
  • ما هي الشبكة الكهربائية الأوروبية المشتركة التي شهدت تعطلاً اليوم؟
  • من أمثلة المجتمعات التي ساندت الجنجويد بجانب القحاطة (..)
  • اتصالات لوزير الخارجية والهجرة مع نظيريه العماني والإيراني ومبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط
  • مشيرب: المجتمع الليبي لا دين ولا أخلاق ولا وطنية ولا عزة نفس
  • وزير الخارجية العماني يعلن استئناف المفاوضات النووية الإيرانية – الأميركية الأسبوع المقبل
  • أهمية ضريبة الدخل على التجار..!
  • الحقد وأضراره على المجتمع
  • وزير الخارجية العماني: الجولة الرابعة من المباحثات الأمريكية الإيرانية السبت المقبل
  • قصة قصيرة [ الجماجم التي صارت في واحد ]