في أولى جولات الصراع التي تخرج للعلن بين قاعدة ترامب الشعبية المعارضة بشدة للهجرة وبين أنصاره من أقطاب شركات التكنولوجيا، اندلع خلاف حول مسألة التأشيرات الممنوحة للعمال الأجانب ذوي المهارات في فترة عيد الميلاد.

وانقسمت القاعدة الشعبية لترامب في نقاش علني يدور بشكل كبير عبر الإنترنت حول توظيف عمال أجانب في قطاع التكنولوجيا، واتهم مؤيدون لترامب، ماسك وشخصيات من عالم التكنولوجيا بدفع سياسات تتعارض مع رؤية "أميركا أولا" التي يتبناها ترامب، وتؤثر سلبا على أجور المواطنين الأميركيين العاملين في قطاع التكنولوجيا.

وتصدرت انتقادات حادة من كلا الجانبين مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تظهر حجم الخلافات العميقة بين أقطاب شركات التكنولوجيا من أثرياء "سيليكون فالي" الذين أنفقوا أموالا طائلة لحمل ترامب إلى البيت الأبيض، وقاعدته الجمهورية الصلبة من أنصار شعاره "لنجعل أميركا عظيمة من جديد"، أو ما يعرف اختصارا بـ"ماغا"، والتي تعارض أي شكل من الهجرة.

ويرى خبراء في هذا الخلاف مؤشرا إلى التوتر الذي قد يشوب ولاية الرئيس الأميركي المنتخب في الأشهر المقبلة، ويهدد بنسف ائتلافه الهش حتى قبل عودته رسميا إلى البيت الأبيض.

إعلان اتهامات وتهديدات متبادلة

وكان الملياردير الأميركي إيلون ماسك، والذي أنفق ما لا يقل عن 250 مليون دولار على حملة ترامب، قد أيد برنامج تأشيرات "إتش1 بي" الذي يسمح لشركات التكنولوجيا بتوظيف أجانب ذوي مهارات، معتبرا أن "استقدام أفضل 0,1% من المهارات في مجال الهندسة عن طريق الهجرة القانونية أمر أساسي" للولايات المتحدة، ما جعله عرضه لهجمات قاعدة ترامب الشعبية.

وقد وصف ماسك منتقديه المحافظين بـ"بلهاء جديرين بالازدراء" ينبغي استئصالهم، واعدا بـ"خوض حرب" حول مسألة التأشيرات، مما أثار ردا شديدا من المعسكر المقابل.

في المقابل، توعد مستشار ترامب السابق للشؤون الإستراتيجية في البيت الأبيض والنجم الإعلامي في أوساط "ماغا" ستيف بانون عبر مدونته الصوتية بـ"اقتلاع وجه" ماسك، داعيا قطب التكنولوجيا إلى "عدم اعتلاء المنبر وإصدار عظات للناس".

ورأى بانون، المؤيد لخطط متشددة في مجال الهجرة، أن أنصار ترامب الأثرياء لم يفهموا يوما ما الذي يجذب ناخبي الطبقات الشعبية إلى ترامب، داعيا ماسك وغيره من المحافظين "الحديثي العهد" إلى التريث، ودرس مواقف قاعدة "ماغا" التقليدية بشأن حصر الوظائف الأميركية بالأميركيين.

كما اتهم بانون شركات سيليكون فالي بـ"تدمير الطبقة الوسطى في هذا البلد"، وطالبها بـ"تعويضات" حول ذلك.

ويتصدر إيلون، الذي كافأه ترامب بتعيينه على رأس لجنة مكلفة بالحد من الإنفاق العام، إلى جانب ملياردير آخر هو فيفيك راماسوامي معسكر سيليكون فالي.

الأثرياء مقابل قاعدة ترامب الشعبية

وقال أستاذ العلوم السياسية في معهد واشنطن فلافيو هيكل، لوكالة فرانس برس: "أعتقد أن الحرب الكلامية الأخيرة بين ماغا التقليدية وماغا التكنولوجية شكلت أولى جولات المعركة الطويلة الأمد حول مستقبل حركة ماغا".

ووصف هيكل ماسك وراماسوامي وأقطاب شركات تكنولوجيا آخرين أوكل إليهم ترامب أدوارا استشارية، بأنهم "ليبرتاريون عقائديا"، من أنصار الحريات الفردية، يعارضون تدخل الدولة ويؤيدون أولويات محافظة تقليدية مثل ضبط العجز في الميزانية العامة والهجرة القانونية.

إعلان

وأضاف هيكل أن أنصار ماغا التقليديين يرون في عداء ترامب للهجرة ورفعه شعار "أميركا أولا" "السمة الأكثر جاذبية في ترشحه للبيت الأبيض.

لكن البعض يرى أن هذا الشقاق الذي ظهر بين شريحتي قاعدة ترامب قد لا ينتهي لصالح ماسك، لأن الرئيس الجمهوري المقبل على يقين بأن سلطته الحقيقية لطالما استمدها من دعم الطبقات الشعبية.

براغماتية ترامب

في المقابل، يرى الخبير السياسي والأستاذ في جامعة بينغهامبتون في ولاية نيويورك دونالد نيمان، أن لدى ترامب القدرة على جمع ائتلاف أوسع من قاعدته الماضية، ولو أن ذلك قد يثير المزيد من الخلافات.

وقال نيمان إن ترامب "يدرك أن عليه تحقيق نتائج في مجال الاقتصاد، وهي المسألة التي أوصلته إلى البيت الأبيض، وبالتالي فإن الطعن بقطاع التكنولوجيا سيكون سياسة خاطئة".

وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عبر -في وقت سابق- عن دعمه لماسك في مسألة استخدام برنامج تأشيرات العمال المهرة "إتش-1بي" (H-1B)، مشددا على دعمه الكامل للبرنامج، والذي قوبل بانتقادات من بعض مؤيديه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات البیت الأبیض

إقرأ أيضاً:

الشعبية: تصريحات ترامب إعلان حرب على شعبنا وغزة عصية على المشاريع الاستعمارية

الثورة نت/
أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأشد العبارات التصريحات الخطيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي يتبنى خلالها مخططات التهجير القسري للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقالت الجبهة في بيان لها اليوم الأربعاء: إن هذه التصريحات هي إعلان حرب على الشعب الفلسطيني، ومحاولة لإعادة إنتاج نكبة جديدة، لن تمر إلا على جثث شعبنا المقاوم والصامد في غزة وكل فلسطين”.

وأشارت إلى أن طرح ترامب الوقح يكشف النوايا الحقيقية للإدارة الأمريكية الجديدة في تصفية القضية الفلسطينية عبر بوابة التهجير وتوطين اللاجئين.
وأكدت أن ⁠غزة هي جزء أصيل من فلسطين من نهرها إلى بحرها وليست عبئًا ولا مشكلة تبحث عن “حلول”، بل هي رمز للصمود والمقاومة، ولن يكون مصير أهلها الترحيل أو الاقتلاع، بل البقاء والثبات والنضال حتى تحرير الأرض واستعادة الحقوق المسلوبة.

وشددت على أن غزة ليست للبيع، وأهلها لن يغادروها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948، ولن تُحبط هذه المؤامرات إلا بالمقاومة، كما أُحبطت مشاريع سابقة حاولت اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه.
وقالت: المطلوب اليوم تحويل الموقف العربي الرسمي والشعبي الواضح والرافض لمخططات التهجير إلى إجراءات وقرارات وخطوات ملموسة على الأرض ومن بينها استخدام كل مقدرات الأمة كأوراق ضغط على الإدارة الأمريكية.

وختمت الجبهة الشعبية بيانها بالقول: رغم الجراح والإبادة ستبقى غزة عصية على الكسر، وسيظل شعبها يقاوم حتى تحرير فلسطين كل فلسطين.. أما مخططات ترامب ومن يدور في فلكه ستكون في مزبلة التاريخ، كما كان مصير كل المستعمرين الذين ظنوا أنهم يستطيعون اقتلاع شعبنا من أرضه.

ويذكر أن ترامب قال أمس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني الغاصب بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض: “الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، وسنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى الموجودة في، وسنسوي الموقع بالأرض، ونتخلص من المباني المدمرة”.
وفي حديثه مع نتنياهو في البيت الأبيض قبل المؤتمر الصحفي، عاد ترامب ليطرح مخطط نقل الفلسطينيين في غزة إلى موقع جديد توفره دولة أو أكثر في الشرق الأوسط.. مدعيا أنه من المستحيل تصديق أن أي شخص يريد البقاء في المنطقة التي مزقتها الحرب.

مقالات مشابهة

  • الجبهة الشعبية تدين تصريحات ترامب وتعتبرها إعلان حرب
  • الشعبية: تصريحات ترامب إعلان حرب على شعبنا وغزة عصية على المشاريع الاستعمارية
  • خبير: الحزب الجمهوري الأمريكي يؤيد نتنياهو في حربه على غزة
  • أمريكا ترحل مهاجرين غير نظاميين إلى قاعدة عسكرية
  • الجيش الأمريكي يبدأ بإرسال مهاجرين محتجزين إلى غوانتانامو
  • البيت الأبيض يُعلن ترحيل المهاجرين الغير نظامين إلى قاعدة غوانتانامو
  • أميركا تبدأ ترحيل مهاجرين غير نظاميين إلى قاعدة عسكرية
  • هل بدأ ترامب تقييد نفوذ ماسك؟
  • البيت الأبيض يعلن دور إيلون ماسك في إدارة ترامب
  • ما سر دعم شركات التكنولوجيا العملاقة لترامب؟