يعيش ذوو المغيبين قسرا منذ بداية الثورة السورية معاناة كبيرة بسبب غياب أي معلومات عن مصير أبنائهم الذين اعتقلوا أو قتلوا على يد قوات نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

ورغم سقوط نظام الأسد، فإن أهالي المغيبين لم يصلوا إلى معلومات واضحة عن مصيرهم.

ويبلغ عدد المغيبين قسرا في سوريا أكثر من 112 ألفا بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

تحويل الإسطبلات لمراكز اعتقال

تتبّع مراسل الجزيرة صهيب الخلف، مراكزِ الاعتقال غير الرسمية في اللاذقية، التي استخدمها من يُعرفون بالشبيحة في بداية الثورة، وقاده ذلك إلى إسطبلات خيل بنادي الفروسية بالمدينة، الذي استخدمه النظام المخلوع لاعتقال الثوار السوريين.

وقد تغير كثير من المعالم، لكن كل شيء في مبنى نادي الفروسية يوحي بأنه كان سجنا.

عدنان اعتقل سابقا في إسطبلات الخيل بالمدينة الرياضية باللاذقية وتعرض للتعذيب (الجزيرة)

التقى مراسل الجزيرة بعدنان سارة، وهو واحد من الذين سجنوا وعذبوا في المبنى، اعتُقل عام 2011 بعد مشاركته في المظاهرات في أحياء اللاذقية، وكان من قلائل كتبت لهم النجاة.

يقول المعتقل السابق عدنان "كان الإسطبل ممتلئا بالناس بالكامل وكانوا يعذبوننا، رأينا أشياء لا يمكن وصفها".

امتدت الثورة إلى أحياء جديدة في اللاذقية، فزاد عددُ المعتقلين، وتحولت المرافق المجاورة للمدينة الرياضية إلى سجون أيضا.

إعلان

أحدُ العمالِ في المدينة الرياضية شاهد أماكن السجون والتعذيب، لكنّ المعلومات عن مصير من اعتُقلوا هنا ظلت غامضة.

يقول خالد، وهو مزارع في المدينة الرياضية، "هذا المكان كان مركز الدفاع الوطني، كنا نسمع أصوات المعتقلين وهم يعذبون وكان القائد هنا هلال الأسد لكن لا أعرف أين كانوا يذهبون بالناس".

خالد مزارع في المدينة الرياضية قال إنه كان يسمع أصوات المعتقلين وهم يعذبون (الجزيرة) غموض وانتظار

لم يعط سقوطُ النظام في سوريا وفتح السجون أيّ إجابات عن مصيرِ كثير ممن غُيبوا قسرا في أعوامِ الثورةِ الأولى، ومازالت عائلات كثيرة تنتظر بمرارة، لمعرفة أي خبر عن أبنائِها، حتى لو سلمت بأنهم قُتلوا.

استقبلتنا عائلةُ أم كرم في بيتها، وقد اعتُقل شقيقُها زياد، في بداية الثورة، وعلموا من خلال سماسرة أنه محتجزٌ في المدينة الرياضية، لكنهم فشِلوا في معرفة أي شيء عن مصيره، بعد رحلة بحث طويلة.

تقول أم كرم للجزيرة "أشعر أن أخي لم يمت، لكن إن كان مات فأحضروا لي عظامه لكي نعرف أن قبره في مكان ما".

أم كرم اعتقل شقيقها منذ بداية الثورة واختفى أثره منذ ذلك الوقت (الجزيرة)

ساحة صليبة في اللاذقية، شهِدت مجزرة مروعة بحسَب شهادات الأهالي، قُتل العشرات هنا، لكنَّ أحدا لم يعرف شيئا عن مكان دفن الجثثِ وقتها، إذ لم يكن سكانُ الحيِ يتكلمون عن وقائعِ ذلك اليومِ إلا همسا.

يقول بشار رستم، وهو شاهد على المجزرة، "اعتصمنا في هذه الساحة وطلب الأمن منا إخلاءها لكن رفضنا ففتحوا النار علينا وقتل الكثير ثم أحضروا جرافات وأخذوا الجثث إلى مكان مجهول".

هروب قادة النظام البائد زاد في غموض مصيرِ المغيبين، أما الحكومة الجديدة والدفاع المدني، فلا يملكون كما يقولون تِقْنيات تساعد في الكشف عن المقابر، أو تحديد هُوية الجثث، ويبدو أن ملفَ المختفين قسرا، سيظلُّ من أشد المِلَفات التي خلّفها النظام تعقيدا، وإيلاما لأصحابها.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی المدینة الریاضیة بدایة الثورة عن مصیر

إقرأ أيضاً:

وزارة الدفاع السورية: استعدنا كامل السيطرة على اللاذقية وطرطوس

طرطوس (زمان التركية) – نقلت قناة الإخبارية السورية اليوم الجمعة، عن الناطق باسم وزارة الدفاع السورية قوله، إنه تم فرض السيطرة الكاملة على مدينتي طرطوس واللاذقية في الساحل السوري غرب البلاد.

وقال الناطق: “فرضنا السيطرة الكاملة على مدينتي طرطوس واللاذقية، وساعات قليلة تفصلنا عن إنهاء العملية ضد فلول النظام المخلوع”.

وأضاف أن “فلول النظام تريد إحداث شروخ بين السكان في المناطق المتنوعة طائفيا”.

وكانت وسائل إعلام سورية، قالت إن “مجموعة من فلول النظام البائد سلمت نفسها لقوات الأمن العام بعد محاصرتها في أطراف مدينة جبلة”.

وقال مصدر أمني لقناة الإخبارية، إن “قوات وزارة الدفاع وصلت إلى مشارف جبلة بريف اللاذقية وخاضت اشتباكات عنيفة مع فلول النظام المخلوع، في وقت استسلمت مجموعات مسلحة لقوات الأمن والدفاع بعد محاصرتها على أطراف جبلة”.

ولفتت إلى أن قوات الجيش والأمن العام تمكنت من ضبط كميات من الأسلحة والقبض على عناصر من فلول النظام، مشيرة إلى أن بعضهم يتحصن بمناطق مأهولة ونبذل جهودا كبيرة للوصول إليهم مع مراعاة المدنيين.

وقالت القناة إن “القوات الحكومية تعمل على إعادة الاستقرار والأمن وحماية المدنيين من أي أعمال عنف وتخريب، وهي تتلقى عشرات البلاغات من الأهالي عن وجود مسلحين بين المدنيين وتتعامل مباشرة مع البلاغات عن وجود مسلحين وبتعاون كبير مع السكان”.

Tags: الأمن العام السوريالساحل السورياللاذقية وطرطوسسورية

مقالات مشابهة

  • الجزيرة ترصد أجواء رمضان في غزة ظل وقف المساعدات
  • الجزيرة ترصد آثار المعارك وأحوال الناس في حي الجريف شرق الخرطوم
  • ‏القوات الأمنية السورية تحبط هجومًا على منشأة نفطية في اللاذقية
  • "الدفاع السورية": إفشال هجوم لعناصر النظام السابق على قيادة القوات البحرية باللاذقية
  • الجزيرة ترصد معاناة المدنيين في حي الجريف شرق الخرطوم
  • القوات السورية تفشل هجوما لفلول النظام على قيادة القوات البحرية باللاذقية
  • وزارة الدفاع السورية: قواتنا أفشلت هجوما لفلول النظام على قيادة القوات البحرية بمدينة اللاذقية
  • الدفاع السورية: قواتنا أفشلت هجوما لفلول النظام السابق على قيادة القوات البحرية باللاذقية
  • القوات السورية تحكم سيطرتها باللاذقية وطرطوس وتلاحق فلول النظام
  • وزارة الدفاع السورية: استعدنا كامل السيطرة على اللاذقية وطرطوس