الجزيرة ترصد معاناة ذوي المغيبين قسرا باللاذقية خلال الثورة السورية
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
يعيش ذوو المغيبين قسرا منذ بداية الثورة السورية معاناة كبيرة بسبب غياب أي معلومات عن مصير أبنائهم الذين اعتقلوا أو قتلوا على يد قوات نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ورغم سقوط نظام الأسد، فإن أهالي المغيبين لم يصلوا إلى معلومات واضحة عن مصيرهم.
ويبلغ عدد المغيبين قسرا في سوريا أكثر من 112 ألفا بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
تتبّع مراسل الجزيرة صهيب الخلف، مراكزِ الاعتقال غير الرسمية في اللاذقية، التي استخدمها من يُعرفون بالشبيحة في بداية الثورة، وقاده ذلك إلى إسطبلات خيل بنادي الفروسية بالمدينة، الذي استخدمه النظام المخلوع لاعتقال الثوار السوريين.
وقد تغير كثير من المعالم، لكن كل شيء في مبنى نادي الفروسية يوحي بأنه كان سجنا.
التقى مراسل الجزيرة بعدنان سارة، وهو واحد من الذين سجنوا وعذبوا في المبنى، اعتُقل عام 2011 بعد مشاركته في المظاهرات في أحياء اللاذقية، وكان من قلائل كتبت لهم النجاة.
يقول المعتقل السابق عدنان "كان الإسطبل ممتلئا بالناس بالكامل وكانوا يعذبوننا، رأينا أشياء لا يمكن وصفها".
امتدت الثورة إلى أحياء جديدة في اللاذقية، فزاد عددُ المعتقلين، وتحولت المرافق المجاورة للمدينة الرياضية إلى سجون أيضا.
إعلانأحدُ العمالِ في المدينة الرياضية شاهد أماكن السجون والتعذيب، لكنّ المعلومات عن مصير من اعتُقلوا هنا ظلت غامضة.
يقول خالد، وهو مزارع في المدينة الرياضية، "هذا المكان كان مركز الدفاع الوطني، كنا نسمع أصوات المعتقلين وهم يعذبون وكان القائد هنا هلال الأسد لكن لا أعرف أين كانوا يذهبون بالناس".
لم يعط سقوطُ النظام في سوريا وفتح السجون أيّ إجابات عن مصيرِ كثير ممن غُيبوا قسرا في أعوامِ الثورةِ الأولى، ومازالت عائلات كثيرة تنتظر بمرارة، لمعرفة أي خبر عن أبنائِها، حتى لو سلمت بأنهم قُتلوا.
استقبلتنا عائلةُ أم كرم في بيتها، وقد اعتُقل شقيقُها زياد، في بداية الثورة، وعلموا من خلال سماسرة أنه محتجزٌ في المدينة الرياضية، لكنهم فشِلوا في معرفة أي شيء عن مصيره، بعد رحلة بحث طويلة.
تقول أم كرم للجزيرة "أشعر أن أخي لم يمت، لكن إن كان مات فأحضروا لي عظامه لكي نعرف أن قبره في مكان ما".
ساحة صليبة في اللاذقية، شهِدت مجزرة مروعة بحسَب شهادات الأهالي، قُتل العشرات هنا، لكنَّ أحدا لم يعرف شيئا عن مكان دفن الجثثِ وقتها، إذ لم يكن سكانُ الحيِ يتكلمون عن وقائعِ ذلك اليومِ إلا همسا.
يقول بشار رستم، وهو شاهد على المجزرة، "اعتصمنا في هذه الساحة وطلب الأمن منا إخلاءها لكن رفضنا ففتحوا النار علينا وقتل الكثير ثم أحضروا جرافات وأخذوا الجثث إلى مكان مجهول".
هروب قادة النظام البائد زاد في غموض مصيرِ المغيبين، أما الحكومة الجديدة والدفاع المدني، فلا يملكون كما يقولون تِقْنيات تساعد في الكشف عن المقابر، أو تحديد هُوية الجثث، ويبدو أن ملفَ المختفين قسرا، سيظلُّ من أشد المِلَفات التي خلّفها النظام تعقيدا، وإيلاما لأصحابها.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی المدینة الریاضیة بدایة الثورة عن مصیر
إقرأ أيضاً:
قفزة كبيرة في إيرادات المنطقة الحرة السورية الأردنية خلال الربع الأول من 2025
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
سجلت المنطقة الحرة السورية الأردنية المشتركة ارتفاعًا غير مسبوق في إيراداتها خلال الربع الأول من عام 2025، بنسبة بلغت 780% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، في مؤشر واضح على تحسن النشاط الاستثماري والحيوي داخل المنطقة. كما شهدت الفترة ذاتها توقيع 80 عقدًا استثماريًا جديدًا.
جاء ذلك خلال اجتماع مجلس إدارة الشركة، الذي عُقد برئاسة الأمينة العامة لوزارة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية، دانا الزعبي، وناقش عددًا من الملفات الاستراتيجية المتعلقة بتطوير أعمال الشركة وخططها المستقبلية.
ووفقًا لوكالة الأنباء الأردنية "بترا"، استعرض الاجتماع سبل تعزيز البيئة الاستثمارية في المنطقة الحرة، عبر تطوير البنية التحتية والتكنولوجية، ورفع جاهزيتها لاستقطاب المزيد من الاستثمارات النوعية، إلى جانب اعتماد الميزانية الختامية للعام 2024 تمهيدًا لرفع التوصية النهائية بشأنها.
كما بحث المجلس تقرير لجنة تقييم الموظفين، وناقش المقترحات التي من شأنها رفع كفاءة الأداء الإداري، بما يتماشى مع متطلبات المرحلة المقبلة.
وتناول الاجتماع كذلك ملف بدلات الأشغال للمستثمرين القدامى، وسبل تحقيق توازن بين مصالح المستثمرين ومتطلبات تشغيل وإدارة المنطقة الحرة بكفاءة.
وفي إطار دعم انسيابية الحركة داخل المنطقة، ناقش المجلس آلية تنظيم دخول السيارات والناقلات اليومية، بهدف تسهيل حركة المستثمرين وتنقلاتهم دون التأثير على البنية التشغيلية للمنطقة.