قال محلل الشؤون الخارجية سيمون تيسدال في مقال نشرته صحيفة غارديان إن الهدنة الهشة بين الكوريتين تتعرض لضغوط كبيرة، نظرا لتنامي جرأة كوريا الشمالية، والتوترات الداخلية التي تشهدها كوريا الجنوبية، مؤكدا أن ترسانة كوريا الشمالية النووية الضخمة وخطابها العدواني زادا من مخاوف نشوب صراع محتمل.

وحذر الكاتب من أن هناك شكوكا متزايدة في كوريا الجنوبية عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل لحمايتها في حال وقوع هجوم نووي، وقد أدى ذلك إلى تزايد الدعم المحلي لضرورة الحصول على قوة ردع نووية يمكنها أن تضمن أمن البلاد بشكل مستقل عن التدخل الأميركي.

ووفق المقال، قد تضعف الاضطرابات الداخلية التي تعاني منها كوريا الجنوبية قدرتها على الرد على التهديدات الخارجية بفعالية، والتصدي لـ"طاغية آسيا"، وتشهد البلاد توترات في ظل مقاومة رئيسها المعزول يون سوك يول الامتثال لمذكرة توقيف صدرت بحقه بعد إعلانه الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر/كانون الأول.

ولفت المقال كذلك إلى أن "عشوائية" السياسة الخارجية التي يتبعها الرئيس المنتخب دونالد ترامب أججت شكوك كوريا الجنوبية، نظرا لتصريحاته حول ضرورة الحد من التدخلات العسكرية الأميركية في الخارج، ووعوده بالمباشرة في ذلك حال بداية ولايته.

إعلان

وأشار تيسدال إلى أن علاقات الزعيم الكوري كيم جونغ أون المتينة مع روسيا وإيران والصين منحت بلاده استقرارا اقتصاديا ومزايا عسكرية على مر السنين، رغم العقوبات الدولية المفروضة عليها.

وذكر الكاتب بالتحديد الغنائم التي حصدها كيم جونغ أون مقابل إمداد روسيا بالأسلحة والجنود أثناء الحرب الروسية الأوكرانية، وتضمنت أرباح كوريا الشمالية من هذه العلاقة المال والنفط والمساعدات الغذائية والأسلحة.

واختتم تيسدال مقاله بذكر المخاطر المتعلقة بالتسليح النووي، بما في ذلك زعزعة الاستقرار الإقليمي، وسباق التسلح المحتمل، والإضرار بالمعايير الدولية الرامية للحد من انتشار الأسلحة النووية، وخلص الكاتب إلى أن كوريا الجنوبية تواجه قرارا صعبا بين الاعتماد على حلفائها أو اتباع مسار مستقل لتحقيق أمنها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات کوریا الجنوبیة

إقرأ أيضاً:

احتجاجات في كوريا الجنوبية تطالب باعتقال الرئيس المعزول

تجمع مئات المواطنين الكوريين الجنوبيين، اليوم الأحد، قرب مقر إقامة الرئيس المعزول يون سوك يول في احتجاجات ضخمة، وطالبوا بعزله واعتقاله، وسط حالة من التوتر السياسي في البلاد. وقد توافد المحتجون رغم الظروف الثلجية القاسية التي اجتاحت العاصمة سول، حيث كانت درجات الحرارة منخفضة للغاية.

وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت حساس، حيث تنتهي صلاحية مذكرة اعتقال يون يوم الإثنين، مما يضاعف الضغط على السلطات لتنفيذ الأمر قبل انقضاء المهلة المحددة.

وحاولت السلطات الكورية الجنوبية، يوم الجمعة، تنفيذ أمر القبض على يون، حيث شارك العشرات من المحققين من وكالة مكافحة الفساد والشرطة في عملية الاعتقال، إلا أن المحاولة فشلت بعد مواجهة متوترة استمرت لأكثر من 5 ساعات مع جهاز الأمن الرئاسي الذي كان يحيط بمقر إقامة يون.

ويوم الأحد، تم رصد موظفين من جهاز الأمن وهم يثبتون أسلاكا شائكة حول بوابة المقر وعلى التلال المؤدية إلى المنزل، مما يراه البعض تحضيرا لمحاولة جديدة لاعتقاله قبل انقضاء المهلة.

وأصدرت محكمة في سول يوم الثلاثاء مذكرتي توقيف بحق يون، إحداهما للقبض عليه والأخرى لتفتيش مقر إقامته بعد أن رفض المثول للاستجواب وعرقلة عمليات التفتيش التي تهدف إلى التحقيق في قضايا الفساد واحتمال تورطه في إعلان الأحكام العرفية. ويبقى تنفيذ أوامر الاعتقال معقدا طالما أن يون يخضع لحراسة مشددة في مقر إقامته الرسمي.

إعلان

وكان الرئيس المعزول قد أثار أزمة سياسية حادة في كوريا الجنوبية الشهر الماضي عندما أعلن بشكل مفاجئ عن فرض الأحكام العرفية، وهو الإعلان الذي ألغي سريعا بعد أن واجه انتقادات شديدة. ومنذ ذلك الحين، تحصن يون في مقر إقامته، حيث يحاط بعشرات الضباط الموالين له الذين يحاولون منع أي محاولات للقبض عليه.

انقسامات حادة

وشهدت الاحتجاجات انقسامات حادة بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المعزول، حيث دعا بعض المتظاهرين إلى عزل يون واعتقاله، بينما خرج آخرون للدفاع عنه والتنديد بمحاولات عزله، مؤكدين أن هذه الإجراءات تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد. وقالت لي جين-آه، وهي شابة شاركت في الاحتجاجات، "الثلج لا يعني لي شيئا، سنبقى هنا حتى نحقق مطالبنا".

ويواجه الرئيس المعزول اتهامات بالتمرد، وهي جريمة من الجرائم القليلة التي لا تشملها الحصانة الرئاسية، مما يعرضه لعقوبات قاسية قد تصل إلى السجن أو حتى الإعدام إذا حوكم. وإذا تم تنفيذ مذكرة الاعتقال، سيكون يون أول رئيس كوري جنوبي يتعرض للاعتقال أثناء توليه المنصب.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن يون أنه يراقب الاحتجاجات التي تدعمه عبر بث مباشر على موقع يوتيوب، متعهدا "بالقتال" ضد الذين يشككون في محاولته الاستيلاء على السلطة.

ومن جهة أخرى، دعا المعارضون إلى حل جهاز الأمن الرئاسي، معتبرين أنه أصبح قوة متمردة تهدد استقرار الدولة. وقال رئيس الكتلة البرلمانية للمعارضة، بارك تشان-داي، "لقد انتهك جهاز الأمن الرئاسي الدستور، وأصبح فعليا قوة متمردة. لا يوجد أي مبرر لاستمرار وجوده".

ورفض كبار مسؤولي جهاز الأمن الرئاسي التعاون مع الشرطة يوم السبت للتحقيق في دورهم في منع تنفيذ أمر الاعتقال، مؤكدين أن حمايتهم ليون تتطلب إجراءات أمنية مشددة.

زيارة بلينكن

ووصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مساء الأحد إلى سول، حيث من المتوقع أن يتناول خلال محادثاته يوم الاثنين مع نظيره الكوري الجنوبي، تشو تاي يول، الأزمة السياسية الراهنة التي تواجهها كوريا الجنوبية، التي تشمل الاحتجاجات المطالبة بعزل يون.

إعلان

ويعتقد المراقبون أن بلينكن سيشجع الحكومة الكورية الجنوبية على الحفاظ على استمرارية السياسات الوطنية دون أن يدعم التكتيكات التي اتبعها يون أثناء فترة حكمه.

بدورهم، دافع محامو يون عن موكلهم، معتبرين أن محاولات اعتقاله غير قانونية وباطلة، وأعلنوا أنهم سيتخذون إجراءات قانونية ضدها. وقد أحاط حراس يون والقوات العسكرية به لمنع المحققين من الوصول إليه، مما دفعهم إلى إلغاء محاولة الاعتقال يوم الجمعة لأسباب تتعلق بالسلامة.

من المتوقع أن تبدأ المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية محاكمة عزل يون في 14 يناير/كانون الثاني، وستستمر المحاكمة في حال لم يحضر. وتمتلك المحكمة الدستورية مهلة تصل إلى 180 يوما لتحديد ما إذا كانت ستعزل يون من منصبه أم تعيد له صلاحياته. وحتى ذلك الحين، ورغم قرار توقيفه، لا يزال يون يشغل منصب "الرئيس".

مقالات مشابهة

  • كوريا الشمالية تحظر "النقانق" وتعتبرها خيانة!
  • زعيم كوريا الشمالية يشن حرباً على النقانق والمطلقين
  • حرس الرئاسة يرفض اعتقال رئيس كوريا الجنوبية المعزول
  • احتجاجات في كوريا الجنوبية تطالب باعتقال الرئيس المعزول
  • مقتل 3 أشخاص إثر اصطدام قارب صيد بالصخور في كوريا الجنوبية
  • كوريا الجنوبية تكشف النقاب عن تسجيل الطائرة المنكوبة
  • الخارجية الأمريكية: بلينكن يزور كوريا الجنوبية واليابان وفرنسا الأسبوع الجاري
  • كوريا الجنوبية: 3 قتلى بعد اصطدام قارب صيد بصخرة
  • كوريا الجنوبية تجمع نص التسجيل الصوتي للطائرة المنكوبة