سوريا.. أهالي حمص يناشدون «الشرع» وقف انتهاكات المجموعات المسلحة
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
لليوم الثالث على التوالي، أطلقت إدارة العمليات العسكرية في الإدارة السورية الجديدة، حملة تمشيط أمنية في محافظة حمص، تستهدف العديد من أحياء حمص، كما امتدت الحملة لتشمل العديد من القرى الشرقية لمحافظة حمص “المشرفة ومخرم الفوقاني والتحتاني”.
وأكدت مصادر محلية من داخل محافظة حمص في تصريحات لوكالة”سبوتنيك”، أنه “تم تسجيل العديد من الانتهاكات من قبل عناصر مسلحة “لم تثبت تبعيتها لأحد”، إذ تم فرض أعمال غير لائقة على الذين تم اعتقالهم، مثل “النباح وإصدار أصوات حيوانات”، والضرب المبرح، والإهانة اللفظية لعناصر مجندين إلزاميا سابقا في الجيش العربي السوري”.
وبحسب المصادر، فإن “القوات المعروفة بأنها تابعة للأمن العام، تدخل المنازل باحترام وتقوم بالتفتيش والمغادرة، ويبدو أن لديها قائمة بأسماء المطلوبين، إذ لم يتم تفتيش كافة المنازل، وبالمقابل، هناك عناصر أخرى، وقد يكون جزء منها تابع للهيئة بالفعل، لكن أغلبها ملثمة ولا ترتدي لباسا موحدا، تدخل الأحياء وتطلق النار بكثافة في أوقات مبكرة من الصباح، بغية إيقاظ السكان، وتدخل المنازل وتقوم بالتفتيش بطريقة عشوائية، وسُجلت حالات تكسير وتخريب داخل المنازل”.
ونوّهت المصادر بأن “انقطاع الإنترنت المنزلي، وتوقف المحلات التجارية عن العمل ليومين، تسبب بمعاناة إنسانية كبيرة للأهالي”، مشيرة إلى “توفر الإنترنت عبر البيانات “موبايل داتا” بتغطية سيئة للغاية”.
وبحسب المصادر، “أسفرت عمليات التمشيط هذه عن توقيف نحو 150 شخصا، منهم قادة أمنيين ومسؤولين في السجون المركزية، وتم اقتيادهم إلى جهات مجهولة، ما أدى إلى مطالبة الأهالي بالكشف عن مصير من تم اقتيادهم”.
وختمت المصادر لـ”سبوتنيك”، بالتأكيد على أن “الانتهاء من تمشيط حي الزهراء، حيث تمت مصادرة جميع الأسلحة والذخيرة المتواجدة في الحي”.
هذا وناشد الأهالي في حمص عبر العديد من الاستغاثات على مواقع التواصل الاجتماعي، قائد الإدارة السورية الجديدة “أحمد الشرع”، بوقف انتهاكات المسلحين الذين يدعون أنهم يتبعون للهيئة، مؤكدين وقوفهم إلى جانب الإدارة الجديدة ومطالبينها بضبط الأمن بأسرع وقت.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: حمص سوريا حرة قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع العدید من
إقرأ أيضاً:
الزاوية بين مطرقة الفوضى وسندان العملية العسكرية
ليبيا – العملية العسكرية في الزاوية: جهود لأركان الرئاسي لفرض الأمن وسط إرث من الفوضى والصراعات المسلحةأطلقت المنطقة العسكرية الساحل الغربي، بالتنسيق مع حكومة الدبيبة، عملية عسكرية واسعة في مدينة الزاوية، تهدف إلى فرض الأمن وبسط الاستقرار واستهداف ما وصف بـ”الأوكار المشبوهة” التي لم يتم تسميتها ومن يقف خلفها وأين مواقعها داخل المدينة، وفق بيان رسمي. تأتي هذه الخطوة بحسب مراقبون في إطار جهود حثيثة لإنهاء حالة الفوضى التي تعيشها المدينة منذ سنوات، بسبب تغول المجموعات المسلحة وغياب سيطرة الدولة.
إعلان العملية العسكريةدعت المنطقة العسكرية المواطنين إلى الابتعاد عن “الأماكن المشبوهة” التي تعد أهدافًا لعملياتها، مشددة على ضرورة التعاون مع القوات والإبلاغ عن أي نشاطات مشبوهة. وأكدت أن قواتها تمتلك الإمكانات اللازمة ولن تتوقف حتى “اجتثاث منابع الفوضى والجريمة المنظمة”. في الوقت نفسه، وجّه رئيس حكومة “الوحدة” عبد الحميد الدبيبة وزير الداخلية “عماد الطرابلسي” بعدم السماح لأي آليات مسلحة تتبع وزارته بمغادرة ثكناتها دون تنسيق مسبق مع القيادات المختصة للعملية.
خلفية الوضع الأمني في الزاوية تاريخ من الصراعات المسلحةمنذ عام 2018، تشهد مدينة الزاوية اشتباكات متكررة بين مجموعات مسلحة متنافسة، تتصارع على النفوذ والموارد، مما أدى إلى تدهور كبير في الأوضاع الأمنية. هذه الاشتباكات شملت أعمال عنف مروعة، من بينها عمليات اغتيال واشتباكات دموية أودت بحياة العشرات ودمرت البنية التحتية. في عدة مناسبات، تحولت المدينة إلى مسرح لصراعات مباشرة بين الجهات الأمنية والعسكرية.
غياب الدولة وتغول الميليشياتيعاني سكان الزاوية من غياب دور الأجهزة الأمنية الفعّال، حيث تحوّلت مديرية أمن الزاوية، وفقًا لعضو مجلس النواب عبد النبي عبد المولى، إلى كيان غير فعّال، مما سمح للميليشيات بالتحكم في مفاصل المدينة. هذه المجموعات المسلحة، التي تعمل تحت ستار الشرعية، استحوذت على موارد المدينة، مما دفع السكان المحليين للاحتجاج في أكثر من مناسبة.
دعوات أهلية للسلامفي أبريل 2023، نظم سكان الزاوية احتجاجات للمطالبة بإنهاء سيطرة المجموعات المسلحة. اعتبر المحلل السياسي أحمد المهدوي أن هذه الاحتجاجات شكلت خطوة هامة نحو استعادة السيطرة المدنية، إلا أن غياب استجابة حكومية فعّالة أبقى الأوضاع على حالها.
محاولات حكومية سابقةشهدت السنوات الماضية محاولات عديدة من الحكومات المتعاقبة لإعادة النظام إلى الزاوية، لكنها باءت بالفشل بسبب الانقسامات السياسية والخلافات بين الأطراف المتنازعة إلى أن وصل الأمر لإعلان وزير الداخلية بحكومة الدبيبة عماد الطرابلسي في تصريح مصور بأن وزارته “ليس لدها أي سيطرة داخل المدينة“.
الأهداف المعلنة للعملية استهداف الأوكار المشبوهةتركز العملية الحالية على استهداف ما وصف بـ”الأوكار المشبوهة“، التي تُستخدم من قبل المجموعات المسلحة لتخزين الأسلحة وإدارة عملياتها. وتهدف إلى الحد من الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر وتهريب الوقود، وهي أنشطة تُعتبر الزاوية مركزًا رئيسيًا لها.
إعادة سيطرة الحكومةتهدف العملية إلى تعزيز سيطرة حكومة “الوحدة” في مدينة الزاوية عبر فرض الأمن، وإزالة المظاهر المسلحة، ودمج المجموعات المسلحة ضمن المؤسسات الرسمية. هذا الهدف يأتي ضمن رؤية أوسع لإعادة الاستقرار إلى المنطقة الغربية بأكملها بحسب مصادر من وزارة داخلية الدبيبة.
التحديات أمام العملية مقاومة المجموعات المسلحةمن المتوقع أن تواجه العملية مقاومة شديدة من قبل المجموعات المسلحة التي تتمتع بنفوذ واسع في الزاوية. هذه المجموعات سبق أن أبدت استياءً من أي محاولة لفرض السيطرة الحكومية، مما يعقّد جهود استعادة الأمن.
التحديات الإنسانيةتعاني المدينة من أوضاع إنسانية صعبة بسبب استمرار الصراعات المسلحة التي تحدث اسبوعيًا تقريبًا بين المناطق السكنية. تتفاقم معاناة السكان مع نقص الخدمات الأساسية وارتفاع معدلات الجريمة، مما يجعل تحقيق الأمن ضرورة ملحة.
محاولة الحكومة لبسط سيطرتهاتشكل العملية العسكرية الحالية في الزاوية اختبارًا هامًا لقدرة حكومة الدبيبة على فرض سيطرتها في المناطق المضطربة. وبينما تظل التحديات كبيرة، فإن نجاح هذه العملية قد يكون خطوة حاسمة نحو إعادة نوع من الاستقرار إلى المدينة وإنهاء سنوات من الفوضى والانقسام، وتهريب المحروقات والمشتقات النفطية.