ألقت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية الضوء على إخطار إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن للكونجرس بصفقة أسلحة جديدة بقيمة 8 مليارات دولار لإسرائيل، تتضمن آلاف القنابل والصواريخ وقذائف المدفعية، في واحدة من أكبر مبيعات الأسلحة الجديدة منذ بدء الحرب في غزة عام 2023.

وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته، اليوم الأحد، أن حزمة الأسلحة الجديدة تتضمن بعض العناصر التي قد تثير اعتراضات من الديمقراطيين الذين عارضوا نقل قنابل كبيرة إلى إسرائيل وسط مخاوف بشأن الخسائر المدنية في الحرب في غزة.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أحد المسؤولين قوله إن البيع المقترح يتضمن مجموعة من الذخائر دقيقة التوجيه وقنابل «MK-84» كبيرة تزن ألفي رطل بالإضافة إلى قنابل «BLU-109» الخارقة للتحصينات كما تشمل صواريخ «AMRAAM» و«Hellfire» وقذائف مدفعية عيار 155 ملم.

ولفتت الصحيفة إلى أن صفقة الأسلحة المخطط لها، والذي يأتي قبل أسابيع فقط من تسليم بايدن السلطة للرئيس المنتخب دونالد ترامب هي الأكبر التي وافقت عليه الإدارة الأمريكية لإسرائيل منذ حزمة الأسلحة الضخمة بقيمة 20 مليار دولار التي وافقت عليها الإدارة في أغسطس الماضي.

وقال مسؤول إسرائيلي، إن إسرائيل أُبلغت أيضا بهذه الخطوة، وإنها تتوقع أن تبدأ الأسلحة في الوصول خلال العام الجاري فيما قال مسؤول في الإدارة الأمريكية مطلع على الصفقة والتي لاتزال تتطلب موافقة الكونجرس للمضي قدما:"سنستمر في توفير القدرات اللازمة للدفاع عن إسرائيل.

وبحسب الصحيفة، كانت مبيعات الأسلحة لإسرائيل قضية مزعجة لإدارة بايدن، التي تنقل قنابل وذخائر أخرى إلى إسرائيل في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، مشيرة إلى أن الهجوم العسكري الإسرائيلي ضد حماس أسفر عن مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني في غزة، وفقًا للسلطات الصحية الفلسطينية، وقد أدت الحرب، التي تم تنفيذها إلى حد كبير بأسلحة أمريكية الصنع، إلى تحويل جزء كبير من القطاع الساحلي إلى أنقاض بينما عانى الآلاف من الأشخاص أيضا من ظروف تشبه المجاعة في المنطقة.

وأشارت الصحيفة، إلى أن بعض الديمقراطيين البارزين وغيرهم في الكونجرس حثوا بايدن على الحد من مبيعات الأسلحة لإسرائيل للحد من الوفيات بين المدنيين في غزة والضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقبول وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يوقف الحرب ويطلق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين المحتجزين في غزة مقابل أسرى فلسطينيين.

وقال مسؤول في الكونجرس: إن «مبيعات الأسلحة الجديدة قد تواجه معارضة من التقدميين في الكونجرس، ويمكن لقادة اللجان الديمقراطية في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ حجب طلبات الأسلحة، مما يؤخر الموافقة عليها، وإذا نجحت صفقة الأسلحة في اجتياز مراجعة اللجنة، فقد يجلب التقدميون أيضا تصويتا بالرفض من غير المرجح أن يمنع الأسلحة ولكنه قد يبطئ التسليم».

وقد شكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية في ديسمبر الماضي البيت الأبيض على دعم إسرائيل بالأسلحة والذخيرة طوال الحرب، وكان نتنياهو قد أغضب البيت الأبيض في يونيو الماضي عندما انتقد الولايات المتحدة علنا لحجب الذخائر عن إسرائيل، تزامنا مع الخلافات السياسية حول العملية العسكرية في رفح.

اقرأ أيضاًترامب ينتقد قرار بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية لضرب أراض روسية

بداية حرب عالمية ثالثة.. روسيا تحذر من استخدام أوكرانيا لأسلحة أمريكية في تنفيذ ضربات ضدها

بايدن يعطي الضوء الأخضر لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية لضرب العمق الروسي.. ما السيناريوهات المتوقعة؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل رفح الولايات المتحدة مجلس الشيوخ الشعب الفلسطيني غزة أسلحة الكونجرس نتنياهو إدارة بايدن أسلحة أمريكية أمريكا تدعم إسرائيل مبیعات الأسلحة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تواجه مخاطر الانهيار بدون الأسلحة الأمريكية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع استمرار الحرب في أوكرانيا، يبحث المحللون والخبراء العسكريون عن سؤال ملح، وهو إلى متى يمكن لقوات أوكرانيا الصمود بدون الدعم الحيوي من الولايات المتحدة؟ بعدما أثار تعليق المساعدات العسكرية، الذي أعلنته إدارة الرئيس دونالد ترامب، مخاوف من أن قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد روسيا قد تتعثر قريبًا، مع كون المساهمات الأمريكية والأوروبية في جهود الدفاع الأوكرانية نقطة محورية، ويقول الخبراء إن أوكرانيا قد لا يكون لديها سوى بضعة أشهر قبل أن تكافح جيشها للتعامل مع الضغوط المتزايدة من القوات الروسية.
ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير ٢٠٢٢، كانت الولايات المتحدة من أكبر مقدمي المساعدات العسكرية لأوكرانيا، حيث ساهمت بأكثر من ٦٧ مليار دولار في المساعدات العسكرية، ولكن قرار إدارة ترامب الأخير بوقف تسليم أسلحة تصل قيمتها إلى ١١ مليار دولار أميركي لهذا العام أثار ناقوس الخطر، وكانت هذه الأسلحة، التي تشمل المدفعية والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي وغيرها من المعدات العسكرية الأساسية، حاسمة في دعم جهود الدفاع في أوكرانيا.
وعلى الرغم من جهود أوروبا لتكثيف الدعم وتقديمه، يزعم الخبراء أن أوروبا لا تستطيع سد الفجوة التي خلفتها الولايات المتحدة بسرعة، فقد كافحت الصناعات الدفاعية الأوروبية لتلبية متطلبات زمن الحرب، وتحتاج البلدان داخل الاتحاد الأوروبي إلى موازنة احتياجات الدفاع المحلية مع متطلبات أوكرانيا.

 وصرح الفريق أول إيجور رومانينكو، نائب رئيس الأركان العامة العسكرية الأوكرانية السابق، بأن "أوروبا لا تستطيع بأي حال من الأحوال أن تحل محل المساعدات الأميركية"، مشددا على الدور الحاسم الذي تلعبه الأسلحة الأميركية في قدرة أوكرانيا على مواصلة القتال.
إمكانيات الصمود الأوكرانى
وقد تباينت آراء المحللين حول المدة التي تستطيع فيها القوات الأوكرانية الصمود في غياب الأسلحة الأمريكية. في حين يشير بعض المسئولين الأوكرانيين، مثل المشرع فيدير فينيسلافسكي، إلى أن أوكرانيا قد تتمكن من تدبير أمورها لمدة تصل إلى ستة أشهر دون دعم أمريكي مستمر، يعتقد آخرون أن هذا الجدول الزمني متفائل بشكل مفرط، وفقًا لمارك إف. كانسيان، استراتيجي الأسلحة السابق في البيت الأبيض، من المرجح أن تبدأ قوات أوكرانيا في الانهيار في غضون أربعة أشهر دون إمدادات موثوقة من الذخائر والمعدات.
الوضع خطير لأن أوكرانيا، على الرغم من براعتها في تطوير طائراتها بدون طيار ومدفعيتها، لا يمكنها ببساطة استبدال التكنولوجيا العسكرية المتقدمة التي توفرها الولايات المتحدة بدعم من حلف شمال الأطلسي والدول الأوروبية، بنت أوكرانيا قدراتها المحلية، لكنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على الأسلحة المتقدمة والقاتلة من الولايات المتحدة.. هذه الأسلحة، وخاصة أنظمة الدفاع الجوي والمدفعية بعيدة المدى، حيوية لاستراتيجية الدفاع الأوكرانية.
صراع أوروبا لملء الفراغ
كان دعم أوروبا لأوكرانيا كبيرًا، مع تعهدها بتقديم ٦٥ مليار دولار من المساعدات العسكرية، ومع ذلك، تواجه صناعات الدفاع الأوروبية قيودًا كبيرة في زيادة الإنتاج لتلبية الاحتياجات الفورية لأوكرانيا. أشارت كاميل جراند، الأمين العام المساعد السابق لحلف شمال الأطلسي للاستثمار الدفاعي، إلى أنه في حين أحرزت أوروبا تقدماً كبيراً في إنتاج المدفعية، فإن الأسلحة الأكثر تقدماً مثل أنظمة الدفاع الجوي لا تزال في نقص.
على الرغم من الجهود التي تبذلها المفوضية الأوروبية لتعزيز ميزانيات الدفاع وتشجيع المشتريات المشتركة بين دول الاتحاد الأوروبي، فقد كافحت أوروبا للعمل بالسرعة والحسم المطلوبين لمواجهة العدوان الروسي. اعترفت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بالتحدي، واعترفت بأن أوروبا بحاجة إلى إرادة سياسية أكبر ونهج أكثر تنسيقاً لمعالجة إلحاح الموقف.
جهود محلية للتسليح
بينما تستمر أوكرانيا في تلقي الدعم الخارجي، فإنها تزيد أيضاً من إنتاجها من الأسلحة. وأكد رئيس الوزراء دينيس شميهال أن الجيش الأوكراني قادر على الحفاظ على الوضع على الخطوط الأمامية، مع خطط لزيادة إنتاج المدفعية والطائرات بدون طيار والمركبات المدرعة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل أوكرانيا على تطوير أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها، على أمل تكرار قدرات نظام باتريوت الأمريكي الصنع. ولكن الخبراء يحذرون من أن حجم وتعقيد هذه الأنظمة، وخاصة نظام باتريوت الدفاعي، لا يمكن تكرارها بسهولة في الأمد القريب.
ورغم هذه الجهود، فإن موارد أوكرانيا محدودة، ويشكل القصف الروسي المستمر تهديدا مستمرا لقدرة أوكرانيا على الدفاع ضد الضربات القادمة. وكما أشار خبير الفضاء العسكري دوجلاس باري، "ستضطر دائما إلى الاختيار ــ فلن تتمكن من الدفاع ضد كل شيء".
تحول فى ديناميكيات الحرب
قد يخلف تعليق المساعدات الأميركية عواقب بعيدة المدى على قدرة أوكرانيا على تأمين حل ملائم للحرب. فبدون المساعدات العسكرية الأميركية، قد يضعف موقف أوكرانيا التفاوضي، وقد تضطر إلى قبول اتفاق وقف إطلاق نار غير موات. وقد يعني هذا خسائر إقليمية كبيرة والتخلي عن تطلعاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
ويؤكد ديفيد شيمر، المسئول السابق في مجلس الأمن القومي، أن وقف المساعدات الأمنية الأمريكية من شأنه أن يقلل من نفوذ أوكرانيا، مما يجعل من الصعب عليها تحقيق نهاية عادلة ودائمة للحرب. وكما أشار شيمر، "فإن هذا من شأنه أن يقلل من نفوذ أوكرانيا، ويضعف الجيش الأوكراني، وبالتالي يقوض موقف أوكرانيا التفاوضي مع روسيا".
الحاجة إلى الدعم المستمر
لا يمكن المبالغة في الأهمية الاستراتيجية للمساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا. في حين أظهرت أوكرانيا مرونة ملحوظة في مواجهة الصعاب الساحقة، فإن تعليق الأسلحة الأمريكية الحاسمة قد يقلب مجرى الحرب. فبدون دعم الأسلحة الأمريكية المتقدمة، قد تكافح القوات الأوكرانية للحفاظ على دفاعها ضد الهجوم الروسي. مع استمرار تطور الوضع، من الواضح أن مستقبل الجهود العسكرية الأوكرانية يتوقف على استعادة الدعم الأمريكي في الوقت المناسب واستمرار التعاون الدولي. يجب على إدارة بايدن أن تدرس بعناية العواقب طويلة الأجل المترتبة على سحب هذه المساعدة الحيوية، حيث إن أي خفض في المساعدات قد يضعف بشكل لا يمكن إصلاحه الجيش الأوكراني ويقوض قوته التفاوضية في محادثات السلام المستقبلية مع روسيا.
 

مقالات مشابهة

  • مجلة أمريكية: تصنيف ” الحوثيين” مجرد استعراض لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن
  • الوال ستريت جورنال: واشنطن باشرت بــ خنق بغداد لإنهاء العلاقة مع إيران
  • ترامب: توقيع أوكرانيا على صفقة المعادن لا يكفي لاستئناف المساعدات الأمريكية
  • رئيس الوزراء الإسرائيلى يشكر ترامب لدعمه “الجريء” لإسرائيل
  • أوكرانيا تواجه مخاطر الانهيار بدون الأسلحة الأمريكية
  • وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقب
  • إسرائيل تتوعد بالعودة لحرب شاملة على قطاع غزة
  • "وول ستريت": حماس تصر على فتح محادثات حول إنهاء الحرب وترفض مناقشة نزع السلاح
  • أعضاء في الكونغرس يعملون على مشاريع لحظر مبيعات الأسلحة الأمريكية للإمارات.. ما فرص نجاحها؟
  • وول ستريت جورنال: إسرائيل وضعت خطة تصعيدية من أجل زيادة الضغط على حماس