سودانايل:
2025-01-07@03:56:22 GMT

لماذا ذهبت قوات الدعم السربع إلى الحرب؟

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

المشكلة الرئيسة التى تجابه قوات الدعم السريع ليست هي تشكيل حكومة أو سلطة مدنية. إنما التحدي الجسيم هو افتقار *المؤسسة*، كما يسميها مستشارو قائدها، إلى مشروع رؤية سياسية تم طرحها قبل الحرب، وترجمته في مانيفستو يعبر عن أهدافها ووسائل تحقيقها.
ذلك، بجانب اِفْتِقَاد المؤسسة لنظام أساسي ولائحة تنظيمية وهيكل إداري وهيئة تنفيذية، وقيادة سياسية-عسكرية ترسم سياساتها وخططها، وتشكل تحالفاتها السياسية مع القوى الأخرى.

فالمؤسسة تعتمد فقط على فيديوهات القادة الميدانيين واستضافات المستشارين الاسفيريين .

لو كانت المليشيا تَمَلَّكَ هذه المقومات، فما هي، وأين إذن تكمن المشكلة في إعلان الدعم السريع عن حكومة موازية أو إدارة مدنية، طالما كانت تحقق أهداف المشروع بعد تعريفه؟ ففي كل الاحوال، فإن قيادة الدعم السريع هي من تمتلك سلطة التأسيس بدون منازع، واصدار مرسوم بتنصيب الحكومة أو السلطة المدنية.

لم تكن الحركة الشعبية لتحرير السودان تعترف بشرعية حكومة البشير، ولا حتى بحكومة السيد الصادق *المنتخبة*، لكنها لم تقدم أبدا على إعلان حكومة موازية لحكومة الخرطوم. بل كانت الحركة تقبل بالتفاوض مع أي حكومة بحسبانها *حكومة أمر واقع*، عسكرية كانت أم *مدنية*.
وكان للحركة قيادة سياسية-عسكرية عليا، ومجلس تنفيذي قومي، ومجلس تحرير قومي (تشريعي)، تمثل كافة وحدات الجيش الشعبي والمكونات الاجتماعية للحركة. فلم يكن من العسير إصدار مرسوم بتشكيل
سلطة مدنية في الأراضي المحررة، المسماه بالسودان الجديد، في الأقاليم الجنوبية الثلاثة وفي جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق. هذه السلطة هي كانت بمثابة الجهاز التنفيذى للمجتمع المدنى المسئولة عن تنفيذ سياسات الحركة والسودان الجديد.

صحيح كانت هناك قوى سياسية ومجتمعية ومدنية *نقابية*، لم تحمل السلاح، مناصرة للمشروع السياسي للحركة أو متحالفة ومتوافقة معها على قضايا تأسيسية للدولة (التجمع الوطني الديمقراطي). ومع ذلك، لم تكن لهذه القوى أي علاقة مطلقا بالسلطة المدنية في المناطق المحررة. فلم تكن الحركة تستشير هؤلاء الحلفاء في أمر تكوين هذه السلطة في مناطق سيطرتها، أو تطلب دعمهم لها. كما لم يتسبب قرارها في هذا الشأن في انقسام هذه القوى السياسية والمجتمعية، كما يحدث الآن على خلفية الدعوة لتشكيل حكومة موازية.

إن الكرة الآن في ملعب قيادة الدعم السريع لحسم الجدل، حول تشكيل حكومة موازية في مناطق نفوذها، دون إقحام للقوى السياسية و*المدنية* في هذا الخيار. إن المدنيين لا يسيطرون على هذه الأراضي، ولا سلطة لهم ولا قوة، حتى يتم إلقاء اللوم عليهم وتحميلهم مسؤولية أي اخفاقات مرتقبة من مثل هذه خطوة. ولا تثريب على من أراد طوعا من السياسيين والمدنيبن الإنضمام إلى، أو التحالف سياسيا مع *المؤسسة*.

السؤال الجوهري والجدير بالإجابة عليه هو: لماذا ذهبت إلى، وماذا تريد *"مؤسسة"* الدعم السريع من هذه الحرب؟

د. الواثق كمير

kameir@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع حکومة موازیة

إقرأ أيضاً:

التعايشي يفجر مفاجأة : حميدتي حيٌ يُرزق ويرد على مقترح “تقدم” تشكيل حكومة منفى

متابعات ــ تاق برس قال عضو تنسيقية “تقدم” محمد حسن التعايشي ان تكوين حكومة فى مناطق سيطرة قوات الدعم السريع لن يقود إلى تقسيم السودان.

واعتبر السياسات التي تتخذها ما اسماها “مجموعة بورتسودان” هي التي ستؤدي إلى التقسيم.

 

واضاف ان شرعية الحكومة التي سوف يكونها ستستند إلى شرعية أخلاقية وسياسية” لإنهاء الحرب وإحلال السلام، ولفت الى ان المؤيدون لتشكيل حكومة منفى في ائتلاف تنسيقية “تقدم” ليسوا أقلية ولم يتم التصويت بشأنها بعد

وفى سياق اخر قال التعايشي الذى كان يتحدث القناة الجزيرة مباشر، ان زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي )،حي يرزق يقابل الناس ويتحدث معهم والتقيته في أديس أبابا “وصلينا سوياً صلاة العشاء”

وقال ان الجيش السوداني والحركة الإسلامية السودانية يتحملان مسؤولية استمرار الحرب ومعاناة المدنيين، وان الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني هما من أشعلا الحرب في 15 أبريل 2023
.
وأضاف :”يجب على طرفي الصراع توقيع اتفاق وقف العدائيات كي تتوقف الانتهاكات من قبلهما والعودة للتفاوض عبر منبر جدة ووضع آليات لضمان تنفيذه”.

التعايشيتقدمحميدتي

مقالات مشابهة

  • التعايشي يفجر مفاجأة : حميدتي حيٌ يُرزق ويرد على مقترح “تقدم” تشكيل حكومة منفى
  • «المشتركة»: القبض على مقربين من قيادة الدعم السريع وإحباط إمدادات عسكرية
  • لماذا ذهب الدعم السريع إلى الحرب؟
  • الدعم السريع ونيران الحرب
  • كيف استلم الدعم السريع مواقع استراتيجية في الخرطوم ؟!!
  • الدعم السريع تقصف المستشفى السعودي في الفاشر للمرة الـ “14”
  • قتلى وجرحى جراء قصف الدعم السريع 3 مناطق بالسودان
  • خيار وحيد لإنهاء الحرب في السودان: حكومة مدنية للسلام والوحدة
  • توسع أحكام الإعدام في السودان بمزاعم التعاون مع «الدعم السريع» .. هيئة حقوقية: ما يحدث للنساء في ولاية النيل الأزرق «جرائم ضد الإنسانية»