سودانايل:
2025-03-10@03:55:35 GMT

هل ثمة أمل يلوح في العام الجديد؟

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

فيصل محمد صالح

ينظر الناس في البلاد التي تمزقها الحروب والنزاعات للعام الجديد بأمل وترقب أن يحمل لهم أخباراً سعيدة، تبشر بقرب الفرج وانتهاء المشكلات وحلول السلام. لا تنطلق الآمال، بالضرورة، من الواقع، ولا تستند إلى مؤشرات، وليس من واجب الملايين من الناس المتعبين والمشردين أن يربطوا آمالهم وأحلامهم بأي مؤشرات أو توقعات، لهم أن يحلموا ويأملوا ويلقوا حمولهم على الله، ومن واجب مَن حملوا المسؤوليات في تلك البلاد أن ينظروا كيف يمكن تحقيق تلكم الآمال والتطلعات.



وربما ينظر الناس بعين الأمل لما حدث في سوريا، ويرون كيف عانى السوريون لعقود طويلة تحت وطأة نظام قمعي ودموي، ثم كيف جرت الأمور بسلاسة وانهار النظام في أيام قلائل. والحقيقة أن من يفعل ذلك ليس مخطئاً، فما حدث ويحدث في سوريا يحمل مؤشرات تغيير في أوضاع الإقليم والعالم، وطريقة تعاملهم مع الأحداث والوقائع.

فقد تضافرت عوامل داخلية وخارجية لتكتب نهاية نظام الأسد في سوريا، فقد تآكل النظام من الداخل بعد أن تحول من نظام حزب واحد لنظام تملكه عائلة وشلة واحدة، واستنفد أسباب بقائه كلها، ولم تعد هناك قوة أو مؤسسة في الدولة قادرة أو راغبة في الدفاع عنه. وتَوافَق ذلك مع مخطط دولي وإقليمي لإضعاف نفوذ الميليشيات في المنطقة.

من المؤكد أن هناك خطة لإعادة هندسة الأوضاع في المنطقة بصورة جديدة، قد تختلف تصوراتها من دولة لأخرى، لكنها ترتكز على إيجاد حلول للنزاعات، ومعالجة التوترات والانقسامات التي تزعج الدول الكبرى، لتتفرغ بعدها هذه القوى الكبرى لرسم صورة المرحلة الجديدة. لكن لا يعني هذا أن الأمور ستجري وفق ما تهوى وترغب الدول الكبرى بغض النظر عن رغبة شعوب الدول التي تعيش حالة الحروب والنزاعات، واستعداد قواها وفصائلها المتنازعة.

تجربة الدول الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة، خصوصاً بعد تجربتَي الصومال وأفغانستان، أنها لا تلقي بثقلها وراء مجهودات وقف الحرب والنزاع إلا إذا أحست باستنفاد القوى المتصارعة لكل قوتها، وأنها صارت في مرحلة قبول الحلول المقترحة، فإنْ لم يتوفر الاستعداد المحلي وتنضج الظروف، فستتركها مثلما تركت الصومال لسنوات طويلة، ومثلما تركت أفغانستان قبل سنوات قليلة.

لذلك من المتوقع أن تتجه الأنظار الآن، ومع تولي ترمب لسدة الرئاسة، إلى ليبيا واليمن، وقد تبدأ العملية بجس النبض أولاً لمعرفة مدى استعداد الأطراف المحلية والإقليمية للانخراط في عملية مصالحة شاملة. ليبيا يكثر فيها الحديث عن البدء بالانتخابات العامة كمدخل لمسألة تنازع الاختصاصات والسلطات بين بنغازي وطرابلس. وما يشجع على البداية بليبيا أن حالة العنف قد توارت، كما أن الصراعات المناطقية والجهوية قد تناقصت، وصار الطابع السياسي للصراع هو الغالب، وبالتالي فإن الأجواء مناسبة للحل السياسي.

بالنسبة لليمن تنتظر القوى الدولية ظهور نتائج عملية إضعاف الحوثيين عبر الضربات المتتالية، على أمل أن يصل الحوثيون لمرحلة يتأكدون فيها أن مسألة انفرادهم بالحكم ليست فقط غير مقبولة محلياً وإقليمياً ودولياً، لكنها أيضاً غير عملية وغير قابلة للاستمرار. دون الوصول لهذه النقطة سيبدو الحل السياسي بعيداً، فالأطراف الأخرى توصلت لقناعة باستحالة الحل العسكري، وبقيت قناعة الحوثيين هي التي ستفتح الأبواب للحل السياسي.

في حالة السودان تبدو الأمور أكثر تعقيداً وصعوبة، فالحرب ما زالت تدور في جبهات وولايات متعددة. ورغم مرور عشرين شهراً على الحرب دون أن يتمكن أي طرف من حسمها، فإن قناعة طرفَي الحرب لم تتغير بعد، وما زالت أوهام النصر الشامل تراود الطرفين. وقد يسمع الناس حديثاً مختلفاً قليلاً من قائد «الدعم السريع»، الذي يبدي رغبته في السلام ووقف الحرب، لكن ممارسات قواته على الأرض تُناقض ذلك، وتدفع الطرف الآخر للرغبة في الانتقام بالاستمرار في الحرب.

تجربة المبعوث الأميركي للسودان توم بيريللو لم تكن موفقة، لذلك من المتوقع أن يكون هناك مدخل أميركي مختلف، يبدأ بتجفيف مصادر التسليح والإمداد، وتحييد بعض القوى الإقليمية، مع ازدياد ضغوط فرض العقوبات، على أمل أن يؤدي ذلك لاستنفاد قوة الطرفين ودفعهما للبحث عن حل سلمي عبر التفاوض. هكذا يبدو طريق السودان طويلاً ومعقداً، لكن لا يفقد السودانيون الأمل، ففي تاريخهم دروس وعبر كثيرة يستمدون منها هذا الأمل.

نقلا عن “الشرق الأوسط”  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الكوني: العمل بنظام المحافظات من شأنه أن يخفف العبء عن العاصمة التي أصبحت ساحة للصراعات السياسية

ليبيا – طرح عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني مبادرة لإعادة تفعيل نظام الأقاليم الثلاثة مع مجالس تشريعية ومحافظات تنفيذية، بهدف تحقيق الاستقرار وإنهاء الانقسام وتحسين الإدارة المحلية وتقريب الخدمات من المواطنين.

????️ لقاءات موسعة لتوضيح المبادرة

واصل الكوني عقد سلسلة من الجلسات الحوارية مع رموز ونخب المجتمع الليبي، بما في ذلك الأكاديميون والإعلاميون والسياسيون، لشرح تفاصيل وأبعاد مبادرة تطبيق نظام الأقاليم الثلاثة بمجالس تشريعية ومحافظات تنفيذية، كخارطة طريق لتحقيق الاستقرار ووحدة البلاد.

???? واقع الانقسام السياسي

ناقش الكوني خلال حواراته مع المشاركين خطورة استمرار الانقسام السياسي الذي أدى إلى وجود حكومتين وبرلمانين وجيشين، وتطرق إلى التأثيرات السلبية لهذه الأوضاع على تماسك البلاد واستقرارها.

????️ تحديات مركزية السلطة في طرابلس

أكد الكوني أن المركزية في العاصمة طرابلس خلقت أرضًا خصبة للصراعات السياسية، مشددًا على أن تطبيق نظام المحافظات سيخفف من حدة الضغوط على العاصمة، ويحد من هذه الصراعات.

???? آراء المشاركين حول النظام المقترح

أكد المشاركون ضرورة الاستفادة من أخطاء الحكومات السابقة في التعامل مع ملف الإدارة المحلية، وشددوا على أهمية توعية المجتمع بفوائد نظام المحافظات الذي تديره كفاءات وطنية.

???? التنمية كمدخل للاستقرار السياسي

اعتبر المشاركون أن التنمية المحلية تمثل المفتاح الأساسي للاستقرار في ليبيا، وشددوا على ضرورة أن ترافق الاستقرار السياسي خطط التنمية، مطالبين بتضمين مبادرة الكوني في مشروع الدستور للاستفتاء عليها من الشعب الليبي.

 

 

Previous بالصور | افتتاح مسجد مصعب بن عمير ( المزداوي ) بمدينة بنغازي Related Posts النيابة العامة تغلق 16 محلًا للحوم في طرابلس بسبب مخالفات صحية محلي 9 مارس، 2025 الشريف: غياب تفاصيل الدين العام والإنفاق يعيق التحليل الدقيق لمحددات الاقتصاد محلي 9 مارس، 2025 أحدث المقالات الكوني: العمل بنظام المحافظات من شأنه أن يخفف العبء عن العاصمة التي أصبحت ساحة للصراعات السياسية بالصور | افتتاح مسجد مصعب بن عمير ( المزداوي ) بمدينة بنغازي النيابة العامة تغلق 16 محلًا للحوم في طرابلس بسبب مخالفات صحية “المرصد السوري”: قوة إسرائيلية تتوغل في ريفي درعا والقنيطرة الأمن العراقي يطيح بمسؤول التمويل والدعم لعناصر “داعش” في صلاح الدين

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يعترف بارتفاع عدد جرحى ومعوّقي جيشه إلى 78 ألفاً جراء الحرب
  • الكوني: العمل بنظام المحافظات من شأنه أن يخفف العبء عن العاصمة التي أصبحت ساحة للصراعات السياسية
  • الدول الأوروبية الكبرى تدعم خطة مصر لإعمار غزة وتنتقد موقف ترامب
  • الدول الاوربية الكبرى تدعم الخطة العربية لإعادة اعمار غزة
  • أوروبا تواجه صدمة عاطفية.. عصر جديد يلوح في الأفق
  • المعادلة الطردية في الحرب و السياسة
  • كيف تعمل شبكة الإنترنت؟ رحلة إلى قلب الشبكة التي تربط العالم
  • إدارة ترامب تستعد لحظر السفر الجديد بمراجعة برامج التأشيرات
  • الخارجية العراقية: ندعم مسارات الحل السياسي التي تضمن وحدة سوريا وسلامة شعبها
  • قطر تدين الجرائم التي ترتكبها مجموعات "خارجة عن القانون" في سوريا