الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة .. قصة نجاح ملهمة في دعم ذوي الإعاقة
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
د. ميرفت إبراهيم
منذ تأسيسها في عام 1994، استطاعت الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة أن ترسخ مكانتها كواحدة من أبرز المؤسسات الوطنية الرائدة في تمكين ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة. تمثل الجمعية نموذجاً حياً للعمل الإنساني الهادف إلى تعزيز المساواة والشمولية، في ظل رؤية قطر 2030 التي تهدف إلى بناء مجتمع لا يُترك فيه أحد خلف الركب.
تعمل الجمعية وفق رؤية طموحة تستند إلى مبدأ أن ذوي الإعاقة ليسوا فئة تحتاج إلى العطف فقط، بل قوة كامنة تمتلك إمكانيات هائلة يمكن استثمارها لصالح المجتمع ككل. رسالتها تتمثل في توفير الدعم اللازم لذوي الإعاقة لتمكينهم من تجاوز التحديات وتحقيق تطلعاتهم، مع التركيز على التوعية المجتمعية بضرورة تقبلهم كشركاء فاعلين في بناء الوطن.
طريق النجاح
تُقدم الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة مجموعة واسعة من الخدمات المتكاملة التي تغطي مختلف الجوانب الحياتية لذوي الإعاقة، بدءاً من التأهيل النفسي والاجتماعي، مروراً بالدعم المهني والاقتصادي، وصولاً إلى الأنشطة الرياضية والثقافية. ومن أبرز هذه الخدمات برامج التدريب المهني التي تقدمها الجمعية لا سيما أنها البوابة الرئيسة لتأهيل ذوي الإعاقة لسوق العمل. تشمل هذه البرامج مجالات متعددة مثل الحرف اليدوية، التصميم، تكنولوجيا المعلومات، وتعلم اللغات. إضافة إلى ذلك، تعمل الجمعية على إيجاد فرص عمل مناسبة للأفراد، ودعمهم في إطلاق مشاريع صغيرة تسهم في تحقيق استقلالهم الاقتصادي.
تولي الجمعية أهمية كبرى للصحة النفسية لذوي الإعاقة، حيث تقدم جلسات استشارية فردية وجماعية تهدف إلى تعزيز التكيف مع الإعاقة ومواجهة التحديات النفسية. كما تُسهم هذه الجلسات في بناء ثقتهم بأنفسهم وتشجيعهم على تحقيق أهدافهم.
تمثل الأنشطة الرياضية والثقافية ركيزة أساسية في عمل الجمعية، حيث تنظم بطولات رياضية في مجالات مثل ألعاب القوى، السباحة، وكرة القدم. كما تُقام ورش عمل فنية لتعليم الرسم، الموسيقى، والمسرح، إلى جانب ندوات ثقافية تناقش موضوعات متعددة مثل التنمر، التعليم، التكنولوجيا، والاستدامة.
لم تتوقف جهود الجمعية عند الخدمات التقليدية، بل تبنت تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات ذوي الإعاقة، و من بين هذه الابتكارات تطبيقات تحويل النص إلى كلام بحيث أنها تساعد الأشخاص ذوي صعوبات القراءة أو البصر على التواصل بشكل فعال، ناهيك بتطبيقات التعرف على الصوت التي تُسهِّل التفاعل مع الأجهزة الإلكترونية. إضافة إلى استخدام أدوات مساعدة للأنشطة اليومية، مثل ارتداء الملابس وتناول الطعام، وكذلك الاهتمام بالتطبيقات التعليمية المبتكرة التي تجعل عملية التعلم أكثر سهولة وإمتاعاً.
من جهة أخر ى تمثل رؤية قطر 2030 الأساس الذي ترتكز عليه أنشطة الجمعية، التي تسعى إلى ضمان فرص متساوية للتعليم والعمل لذوي الإعاقة، وتوفير خدمات صحية واجتماعية شاملة، بالاضافة إلى خلق بيئة داعمة وشاملة تمكّنهم من تجاوز العقبات وتحقيق إمكاناتهم.
رسالة أمل وتفاؤل
تحت قيادة مخلصة من شخصيات مثل سعادة الشيخ ثاني بن عبد الله آل ثاني، السيد أمير الملا، السيد طالب عفيفة، والمستشار الدكتور طارق العيسوي، تستمر الجمعية في تقديم خدماتها الرائدة. إنها ليست مجرد مؤسسة، بل منصة للتغيير، توفر لذوي الإعاقة الأدوات والإمكانات اللازمة ليكونوا جزءاً فاعلاً في بناء وطننا الغالي قطر.
الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة نموذج يُحتذى به في التمكين والشمولية، حيث تسهم في بناء مجتمع أكثر شمولاً وعدالة.
الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة تمثل رسالة أمل لكل فرد من ذوي الإعاقة. فهي ليست مجرد مؤسسة تقدم خدمات، بل كيان يسعى إلى خلق واقع أفضل، يؤمن بأن التمكين والشمولية هما المفتاح لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.
بقي أن أشير إلى أن دور الجمعية لا يقتصر على الخدمات التي تقدمها، بل تمتد لتشمل الدور الثقافي والإنساني الذي تلعبه في تعزيز وعي المجتمع بقدرات ذوي الإعاقة. إنها قصة نجاح مستمرة تؤكد أن التحديات ليست إلا فرصة لتحقيق التميز والابتكار.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: لذوی الإعاقة ذوی الإعاقة فی بناء التی ت
إقرأ أيضاً:
تصميم أدوات تعليمية مبتكرة.. "سها" حولت حلمها البسيط لمشروع يغير حياة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وسط عالم مليء بالتحديات، استطاعت سها عبد الناصر أن تحول شغفها بقضايا الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مشروع ملهم يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياتهم، بمزيج من الإصرار والإبداع، أسست هو مشروع متخصص في تصميم وبيع أدوات تعليمية مبتكرة تهدف إلى تنمية مهارات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة باستخدام مواد معاد تدويرها، مما يضيف بعدًا بيئيًا وإنسانيًا لمبادرتها، بدأت رحلة “سها من قاعة” المحاضرات في كلية الآداب والتربية بجامعة المنصورة.
حيث حصلت على ليسانس علم النفس عام 2018، لكن حلمها لم يتوقف عند الشهادة الجامعية، فقد استكملت دراستها العليا في مجالي التربية الخاصة والأنثروبولوجيا، مما منحها فهمًا أعمق لاحتياجات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتأثير البيئة المحيطة عليهم، وكانت سها أثناء عملها مع الأطفال، تلاحظ أن الأدوات التعليمية المستخدمة لا تلبي احتياجاتهم بشكل كامل.
الأسعار المرتفعة، والملل الناتج عن تكرار استخدام الأدوات ذاتها لفترات طويلة، بالإضافة إلى تصاميم القصص التعليمية التي لم تكن تراعي التحديات الحسية للأطفال، مثل اضطراب فرط الحركة أو التوحد، دفعتها للتساؤل، لماذا لا نبتكر أدوات أكثر ملاءمة وفعالية لهم، ومن هذا السؤال، ولدت فكرة المشروع وقررت أن تقدم حلولًا مختلفة من خلال تصميم أدوات وقصص مصورة تراعي احتياجات الأطفال بشكل إبداعي.
القصص التي يقدمها المشروع بالتعاون مع كتاب متخصصين تهدف إلى تعزيز المهارات وتنمية القدرات الذهنية للأطفال، مع تسليط الضوء على قضاياهم الاجتماعية والتوعية بأهمية دمجهم في المجتمع، وتعاونت سها مع شريكتها ياسمين مروان، التي تشاركها الشغف ذاته، معًا وظفتا الفن الرقمي وإعادة التدوير لتقديم أدوات تعليمية بأسعار معقولة وجودة عالية، وكان هدفهما الأكبر هو توفير بيئة تعلم آمنة وجذابة، تنمي مهارات الأطفال وتخفف من التحديات التي يواجهونها يوميًا.
اليوم، حقق مشروعها نجاحًا ملموسًا، حيث تم اختياره كواحد من المشاريع الرائدة ضمن برنامج “الصانع المبتكر”، الذي تقدمه شركة افريقية بالتعاون مع المركز الثقافي البريطاني في مصر، ومشروع سها ليس مجرد فكرة ناشئة، بل قصة ملهمة تُظهر كيف يمكن لشخص واحد أن يُحدث تغييرًا حقيقيًا في حياة الآخرين، وبفضل إصرارها وشغفها، أصبحت داة لبناء مستقبل أفضل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ورمزًا لما يمكن أن يحققه الإبداع عندما يُستخدم لخدمة الإنسانية.
IMG_6138 IMG_6139 IMG_6136