بين قاعدته الشعبية وأقطاب التكنولوجيا..صراع مفاجئ لترامب قبل تنصيبه رسمياً
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
يواجه دونالد ترامب صراعاً بين أنصاره من أقطاب شركات التكنولوجيا، وقاعدته الشعبية المعارضة بشدة للهجرة، ما يهدد بنسف ائتلافه الهش حتى قبل عودته رسمياً إلى البيت الأبيض.
ويرى خبراء في هذا الخلاف مؤشراً على التوتر الذي قد يشوب ولاية الرئيس الأمريكي المنتخب في الأشهر المقبلة.#ترامب يخطط لإمبراطورية أمريكية جديدة #تقارير24
https://t.
واندلع الخلاف بسبب تأشيرات العمال الأجانب ذوي المهارات في عيد الميلاد على مواقع التواصل الاجتماعي، مخرجاً إلى العلن الخلافات العميقة بين أقطاب شركات التكنولوجيا من أثرياء سيليكون فالي الذين أنفقوا أموالاً طائلة لحمل ترامب إلى البيت الأبيض، وقاعدة الجمهوري الصلبة من أنصار شعاره "لنجعل أمريكا عظيمة من جديد" أو ما يعرف اختصاراً بـ"ماغا"، والتي تعارض أي شكل من الهجرة.
وقال فلافيو هيكل، أستاذ العلوم السياسية في معهد واشنطن: "أعتقد أن الحرب الكلامية الأخيرة بين "ماغا" التقليدية و "ماغا" التكنولوجية شكلت جولة أولى أطلقت المعركة الطويلة الأمد حول مستقبل حركة "ماغا".
ويتصدر إيلون ماسك، أكبر أثرياء العالم، معسكر سيليكون فالي، وهو أنفق ما لا يقل عن 250 مليون دولار على حملة ترامب الذي كافأه بتعيينه على رأس لجنة مكلفة الحد من الإنفاق العام، إلى جانب ملياردير آخر هو فيفيك راماسوامي.
وأيد صاحب شبكة "إكس" والرئيس التنفيذي لشركتي "تيسلا" و"سبايس إكس"، وهو مولود في جنوب إفريقيا وحاصل على الجنسية الأمريكية، برنامج تأشيرات "إتش1-بي" الذي يسمح لشركات التكنولوجيا بتوظيف أجانب ذوي مهارات، معتبراً أن "استقدام أفضل 0,1% من المهارات في مجال الهندسة عن طريق الهجرة القانونية أمر أساسي"للولايات المتحدة، ما جعله عرضه لهجمات قاعدة ترامب الشعبية.
الأثرياء مقابل معارضي الهجرةووصف فلافيو هيكل ماسك وراماسوامي وأقطاب شركات تكنولوجيا آخرين أوكل إليهم ترامب أدواراً استشارية، بـ "ليبرتاريين عقائدياً" من أنصار الحريات الفردية، يعارضون تدخل الدولة ويؤيدون أولويات محافظة تقليدية مثل ضبط العجز في الميزانية العامة والهجرة القانونية.
وتابع الأستاذ الجامعي أن أنصار "ماغا" التقليديين في المقابل "لا يكترثون على ما يبدو بالميزانية" ويرون في عداء ترامب للهجرة ورفعه شعار "أمريكا أولاً" "السمة الأكثر جاذبية في ترشحه" للبيت الأبيض.
وفي أول خلاف يخرج إلى العلن منذ انتخابات تنوفمبر(شرين الثاني) وصف ماسك منتقديه المحافظين بـ"بلهاء جديرين بالازدراء" يجب استئصالهم، مهدداً بـ"خوض حرب" حول التأشيرات، ما أثار رداً شديداً من المعسكر المقابل.
وتوعد ستيف بانون، مستشار ترامب السابق للشؤون الاستراتيجية في البيت الأبيض والنجم الإعلامي في أوساط "ماغا"، عبر مدونته الصوتية بـ"اقتلاع وجه" ماسك، داعياً قطب التكنولوجيا إلى "تجنب اعتلاء المنبر في أول أسبوع لك هنا وإصدار عظات للناس".
ورأى بانون المؤيد لخط متشددة ضد الهجرة أن أنصار ترامب الأثرياء لم يفهموا يوماً ما الذي يجذب ناخبي الطبقات الشعبية إلى ترامب، داعياً ماسك وغيره من المحافظين "حديثي العهد" إلى "التريث ودرس" مواقف قاعدة "ماغا" التقليدية من حصر الوظائف الأمريكية في الأمريكيين.
كما اتهم بانون شركات سيليكون فالي بـ"تدمير الطبقة الوسطة في هذا البلد"، وطالبها بـ"تعويضات" .
ترامب يصدم بريطانيا لصالح شركة أمريكيةhttps://t.co/UFPmG2pFT4
— 24.ae (@20fourMedia) January 3, 2025 براغماتيةغير أن ترامب اختار معسكره في المعركة، مؤيداً شركات التكنولوجيا ومدافعاً عن تاشيرات "إتش1-بي"، ما فاجأ بعض أنصاره، وأثار انتقادات معتدلين مثل السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي.
غير أن الخبير السياسي دونالد نيمان أشاد بقدرة ترامب على جمع ائتلاف أوسع من قاعدته الماضية، ولو أن ذلك قد يثير المزيد من الخلافات.
وقال نيمان الاستاذ في جامعة بينغهامبتون في ولاية نيويورك إن ترامب "يدرك أن عليه تحقيق نتائج في مجال الاقتصاد، وهي المسألة التي أوصلته إلى البيت الأبيض، وبالتالي فإن الطعن في قطاع التكنولوجيا سيكون سياسة خاطئة".
وربما تغيرت حركة "ماغا" في تركيبتها بصورة دائمة مع تدفق الأموال من سيليكون فالي، وقد يختار ترامب تجاهل الشريحة الأكثر يمينية في المسائل الشائكة، وهو الذي أظهر في ما مضى براغماتية إيديولوجية.
لكن البعض يرى أن هذا الشقاق بين شريحتي قاعدة ترامب قد لا ينتهي لصالح ماسك، لأن الرئيس المقبل على يقين بأن سلطته الحقيقية يستمدها من دعم الطبقات الشعبية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب شرکات التکنولوجیا البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
مفاجئ جداً..الأمم المتحدة: يجب معرفة ما يعنيه مقترح ترامب للسيطرة على غزة
قال المفوّض الأممي السامي لشؤون اللاجئين، إن مشروع السيطرة على غزة ونقل سكان القطاع الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "مفاجئ جداً".
وقال فيليبو غراندي في بروكسل: "من الصعب جداً التعليق على هذه المسألة الحساسة جداً". واعتبر أن الوضع الحالي "ليس واضحاً" بعد تصريحات الرئيس الأمريكي. وقال إنه "أمر مفاجئ جداً، لكن لا بد من معرفة ما يعنيه على أرض الواقع".وطرح دونالد ترامب الثلاثاء فكرة "سيطرة" الولايات المتحدة على غزة المدمرة، مقترحاً مجدداً نقل غزّيين إلى مصر والأردن، رغم معارضة الفلسطينيين أنفسهم والبلدين لهذه الفكرة. ما هي توابع "زلزال" ترامب في غزة؟ - موقع 24تمسّ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة الذي مزقته الحرب، وتطويره اقتصادياً، واحدة من أكثر القضايا حساسية في الصراع العربي الإسرائيلي.
أما عن وقف المساعدات الأمريكية إلى الخارج، فدعا فيليبو غراندي إلى الحذر. وقال: "كل هذا مبهم راهناً، ما يعدّ مشكلة لأننا منظمة ليس في وسعها الانتظار طويلاً" للأهمية القصوى التي يكتسيها التمويل الأمريكي، مع الإشارة إلى أن المساعدات الأمريكية تشكّل راهناً "ما بين 35 و40 %" من المساهمات للمفوّضية السامية لشؤون اللاجئين.
ووصف غراندي أسلوب إيلون ماسك، اليد اليمنى لدونالد ترامب المكلّف بإصلاح المؤسسات الفدرالية بـ "راديكالي".
لكنه أكّد أنه منخرط "في حوار" مع السلطات الأمريكية وبصدد "إعادة التفاوض على المساعدات".
ولم يتطرّق إلى تبادلات مباشرة مع ماسك، مشيراً إلى أن "محاورنا في الإدارة يبقى وزارة الخارجية".