الأسباب العميقة لقلق مصر من تولّي إسلاميين للسلطة في سوريا
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
يثير وصول إسلاميين إلى السلطة في سوريا، بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد، قلق مصر، عقب عشر سنوات على تولّي عبد الفتاح السيسي الرئاسة، إثر إسقاط جماعة “الإخوان المسلمين” من الحكم.
ودعمت مصر الأسد حتى لحظات حكمه الأخيرة، وحالياً، مع تولّي إسلاميي “هيئة تحرير الشام” السلطة في سوريا، منذ 8 كانون الأول/ديسمبر، تشعر القاهرة بالقلق من أن يتوسّع تأثير هذا التغيير.
قوات الأمن المصرية اعتقلت 30 سورياً كانوا يحتفلون بسقوط الأسد، ثلاثة منهم يواجهون الترحيل
وقالت مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون البحثي في واشنطن ميريسا خورما: “بالنسبة لمصر، يثير هذا الوضع مخاوف بالطبع، لا سيّما بسبب تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في البلاد”.
سارعت دولٌ عربية للاتصال بالسلطات الجديدة في دمشق، في حين أبدت القاهرة قدراً أكبر من الحذر.
أكدت مصر تأييدها لنظام بشار الأسد حتى قبل ثلاثة أيام من إطاحته، وانتظر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ثلاثة أسابيع قبل أن يتصل بنظيره السوري الجديد أسعد الشيباني داعياً سلطات الأمر الواقع إلى تنفيذ عملية انتقال سياسي “تتّسم… بالشمولية”.
والسبت، أعلنت وزارة الخارجية في القاهرة أن طائرة شحن حطّت في مطار دمشق حاملة أول مساعدات إنسانية مصرية منذ الإطاحة بالأسد.
“استفزاز لمصر”
في الأيام التي تلت سقوط الأسد اتسمت تصريحات السيسي بالحذر. وقال خلال لقاء مع صحافيين إن “أصحاب البلد” هم من يتخذون القرارات في الوقت الحالي في سوريا، و”إما أن يهدموها، أو يبنوها”.
وقالت الباحثة في معهد الشرق الأوسط، ومقره واشنطن، ميريت مبروك إن “رد الفعل المصري كان حذراً جداً”. ورأت أن خطوط مصر الحمراء هي الأمن والإسلاميون والجهات الفاعلة غير الحكومية.
وأضافت: “لكن في سوريا اليوم، هناك في السلطة جهات فاعلة غير حكومية وإسلاميين، وهذا بمثابة استفزاز لمصر”.
بمجرد سقوط الأسد، اتخذت القاهرة إجراءات وقائية.
وأكدت المبادرة المصرية لحقوق الإنسان أن قوات الأمن اعتقلت 30 سورياً كانوا يحتفلون بسقوط الأسد، ثلاثة منهم يواجهون الترحيل.
كما شدّدت مصر، التي يعيش فيها حوالى 150 ألف سوري، القيود على منح تأشيرات للسوريين.
وبثّ التلفزيون الحكومي المصري شريطاً مصوراً يعرض مشاهد اضطرابات وتدريبات عسكرية ومشاريع تنمية مرفقاً بخطاب ألقاه السيسي عام 2017 أكد فيه أن الجهات الواقفة وراء الحرب في سوريا يمكن أن تتحوّل إلى مصر.
تعيد “هيئة تحرير الشام” إلى الأذهان فترة حكم “الإخوان” القصيرة، التي استمرت عاماً في مصر بقيادة محمد مرسي، كما تتعارض مع صورة السيسي باعتباره حصناً في مواجهة الإسلام السياسي
كما عرض الشريط صورة حديثة للقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع إلى جانب القيادي الإخواني محمود فتحي المتهم بـ”الإرهاب” في مصر.
ولا يحمل وصول “هيئة تحرير الشام” إلى السلطة، في أعقاب هجوم خاطف، ما يطمئن القاهرة، إذ إن “الهيئة” كانت مرتبطة بتنظيم “القاعدة”، ونالت مع وصولها السلطة دعماً واضحاً من تركيا، حليفة جماعة “الإخوان المسلمين”.
وتعيد “هيئة تحرير الشام” إلى الأذهان فترة حكم “الإخوان” القصيرة، التي استمرت عاماً في مصر بقيادة الرئيس السابق محمد مرسي، كما تتعارض مع صورة السيسي باعتباره حصناً في مواجهة الإسلام السياسي.
تغيّر التوازن الجيوسياسي
في حين تراجعت حدة لهجة “هيئة تحرير الشام”، وتعهدت بحماية الأقليات، واعدةً بعدم “تصدير الثورة”، إلا أن الشكوك ما زالت تُساور مصر.
إلى ذلك، أدى سقوط النظام السوري إلى تغيّر التوازن الجيوسياسي في الشرق الأوسط، مقلّصاً نفوذ إيران، حليفة الأسد، وممهداً الطريق أمام تركيا التي تدعم فصائل من المعارضة السورية منذ أمد.
ونظراً للتنافس بين القاهرة وأنقرة، يغذي هذا التغيير مخاوف مصر من أن تصبح تركيا أقوى حليف لسوريا، رغم أن علاقات الطرفين شهدت تحسناً مؤخراً، بعدما كانت متوترة.
وبادرت القاهرة إلى التواصل مع الإدارة الجديدة في سوريا، بعدما أجرت دول الخليج، وبينها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، اتصالات معها.
لكن ترى مصر أن حدوث أي تقارب سيكون بشروط.
وأشارت مبروك إلى أن القاهرة تشدّد، خصوصاً، على مبدأ تقاسم السلطة، الذي من شأنه أن يمنع الإسلاميين من احتكار الحكم في دمشق.
(أ ف ب)
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: السيسي سوريا مصر هيئة تحرير الشام هیئة تحریر الشام فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الأردن يدين التدخلات الخارجية التي تستهدف أمن سوريا
عمّان-سانا
أدان الأردن التدخلات الخارجية التي تستهدف أمن سوريا، مؤكداً الوقوف إلى جانب الحكومة السورية في جميع ما تتخذه من إجراءات لحماية الأمن والاستقرار.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية “بترا” عن الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير الدكتور سفيان القضاة قوله: إن الأردن يدين كل المحاولات والمجموعات والتدخلات الخارجية التي تستهدف أمن سوريا الشقيقة وسلمها ومؤسساتها الأمنية، وتحاول دفعها نحو الفوضى والفتنة والصراع، وإنه يقف إلى جانب الحكومة السورية في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمن سوريا واستقرارها وسلامة شعبها، ولحفظ القانون والسلم الأهلي.
وشدّد السفير القضاة على ضرورة تكاتف كل الجهود لدعم سوريا في عملية إعادة بناء الدولة السورية الجديدة على الأسس التي تحمي وحدتها وأمنها واستقرارها وسيادتها، وتحفظ حقوق كل أبناء الشعب السوري الشقيق.
الأردن 2025-03-07kamelسابق مصدر بوزارة الدفاع: قواتنا تمكنت من فك الحصار المفروض من قبل فلول النظام البائد على مقاتلينا بمحيط القرداحة انظر ايضاً الأردن يستضيف الأحد القادم اجتماعاً لدول جوار سوريا لبحث القضايا والتحديات المشتركةعمان-سانا أعلنت وزارة الخارجية الأردنية عن استضافة المملكة الأردنية الهاشمية
آخر الأخبار 2025-03-07الأردن يدين التدخلات الخارجية التي تستهدف أمن سوريا 2025-03-07مصدر بوزارة الدفاع: قواتنا تمكنت من فك الحصار المفروض من قبل فلول النظام البائد على مقاتلينا بمحيط القرداحة 2025-03-07في إطار الجهود لتحسين خدمات النقل العام… الوزير شرم يتفقد كراج النقل بدمشق 2025-03-07حشود جماهيرية في حمص دعماً لقوات وزارة الدفاع والأمن في عملية بسط الاستقرار بالساحل 2025-03-07وقفات شعبية في ريف درعا دعماً للدولة والمطالبة بمحاسبة المجرمين 2025-03-07الشيباني: التحديات كبيرة وبالتعاون مع الأشقاء بمجلس التعاون الخليجي والدول العربية سنحقق الأهداف المنشودة 2025-03-07أهالي القنيطرة يؤكدون دعمهم لقوات وزارة الدفاع والأمن العام في بسط الأمن والاستقرار 2025-03-07المتحدث باسم وزارة الدفاع: كل من يرفض تسليم سلاحه للدولة سيواجه رداً حاسماً لا تهاون فيه 2025-03-07رئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب: ليس أمام من ورطتهم أيادٍ خبيثة وتلطخت أيديهم بدماء رجالنا الطاهرة إلا تسليم أنفسهم وأسلحتهم 2025-03-07أهالي حماة يشيعون شهداء الأمن العام الذين ارتقوا يوم أمس
صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |