لبنان ٢٤:
2025-01-07@03:45:22 GMT

عامٌ على اغتياله.. كيف خدَم العاروري حزب الله؟

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

عامٌ واحد مرَّ على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري بضاحية بيروت الجنوبية، يوم 3 كانون الثاني 2024.   حينها، كان ذاك الاغتيال هو الأول من نوعه في الضاحية، كما أنه كان بداية "سُبحة" الاغتيالات الإسرائيلية التي كرَّت تدريجياً إبان الحرب التي شهدها لبنان خلال شهر تشرين الأول عام 2023.

  اغتيال العاروري لم يكن حدثاً عادياً، بل كان "بداية الثغرة" التي غيّرت الكثير من التفاصيل المتعلقة بعمل "حماس" في لبنان، كما أنه كان الإشارة الخطيرة باتجاه "حزب الله" ونحو قادته بشكلٍ خاص وتحديداً أولئك الذين اغتالتهم إسرائيل تباعاً وصولاً إلى أمين عام "حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس التنفيذي في "الحزب" السيد هاشم صفي الدين.   السؤال الأبرز بعد عامٍ من الاغتيال هو التالي: كيف أثر رحيل العاروري على "حزب الله"؟ ماذا كشف اغتياله وكيف انعكس سلباً على أمن الضاحية؟     عملياً، كان استهداف إسرائيل للعاروري بمثابة "الثغرة" الأولى التي أوجدتها إسرائيل في ضاحية بيروت الجنوبية، ومن هناك كان على "حزب الله" أن يتيقّن لوجود خرقٍ ما يطال منطقته.   حينها، تم الاعتقاد أنَّ إسرائيل وصلت إلى العاروري عبر المحيطين به. هذا الأمر قد يكون وارداً، لكن السؤال الذي طُرح ذلك الحين وأثير مُجدداً الآن هو "لماذا بدأت الاغتيالات بالعاروري وليس بقادة حزب الله؟".   ما يمكن قوله هنا هو أن إسرائيل أرادت أن توجه ضربتين لـ"حزب الله" من خلال شخصية من خارج نسيجه وبعيدة عن "جهازه الأمني". ضمنياً، كان العاروري يحظى بـ"مواكبة أمنية" من "حماس" بالتنسيق مع "حزب الله"، ما يعني أن الأمن الفعلي كان فلسطينياً وليس لبنانياً من جهة الحزب.   آنذاك، طُرحت فرضية أن يكون الخرق فلسطينياً وبالتالي تم إيجاد أن "حزب الله" غير معنيّ أمنياً بما حصل كونه ليس المسؤول عن أمن قيادي "حماس". بمعنى آخر، فإنَّ تصفية العاروري حصلت لأنه المتانة الأمنية المحيطة به قد لا تكون شديدة مثل تلك التي كان يحظى بها قادة "حزب الله" ولهذا السبب كان اغتياله سهلاً وفق الفكرة السائدة آنذاك. لكن ما تبين لاحقاً هو أن من الخرق الذي طال العاروري كان موزعاً أيضاً على صعيد قادة الحزب الآخرين، ومن هناك بدأت التصفيات تباعاً.   استراتيجياً، فإنَّ مقتل العاروري في بيروت كان بمثابة إشارة أولى لـ"تصفية كوادر أساسية" كان يعتمد عليها "حزب الله" لإدارة العمل الفلسطيني "الحمساوي" في لبنان. وإذا عُدنا بالذاكرة قليلاً لوجدنا أن نصرالله كان يهتم بأمر العاروري كثيراً لدرجة أنه أطلق تهديداً سابقاً بالرد على أيّ عملية تستهدف القيادي الفلسطينيّ الذي كان يتواجد في لبنان قبل الحرب الأخيرة.   كان العاروري بمثابة الشخصية التي كانت تفهم إستراتيجية "حزب الله" ونصرالله بالتحديد، وفق ما يقول مصدرٌ مُطلع على أجواء "الحزب" لـ"لبنان24"، ويضيف: "العقل الاستراتيجي والاستخباراتي للعاروري كان أساسياً لدى حزب الله، وبالتالي كان الاعتماد على القيادي الفلسطيني كبيراً لتكامل وحدة ساحات محور المقاومة التي ترأسها نصرالله".   وعليه، يمكن القول إن اغتيال العاروري كان بمثابة الضربة الأولى لقادة المحور في المنطقة، في حين أنَّ الخروقات التي أدت إلى اغتياله بالإضافة إلى قادة آخرين قضوا من بعده، شكلت عوامل ضغط كبيرة على حركة "حماس" في لبنان وعلى دورها المستقبلي.   اليوم، تقفُ "حماس" أمام مُفترق طرق وسط المساعي الهادفة لإنتاج صفقة وقف إطلاق النار في غزة. بالنسبة للحركة الفلسطينية، فإن ثبات ساحتها في لبنان أمرٌ لا بدّ منه في ظل اهتزاز الحُكم في غزة، وما يتبين هو أنَّ "حماس" لم توقف عمليات التجنيد في صفوفها داخل المخيمات الفلسطينية، ما يشير إلى تمسك يُمكن أن يؤرق حزب الله نوعاً ويجعله يتنبه لما يُمكن أن يفعله السلاح الفلسطيني داخل لبنان في حال انكفأ الحزب إلى السياسة تماماً.   في خلاصة القول، أنَّ العاروري كان الخسارة الأكثر تأثيراً على صعيد شراكة نصرالله في المحور وفي ما خصّ وحدة الساحات، في حين أنّ دوره الذي كان مرتبطاً به لم يتم تعويضه حتى الآن، ما يعني أن الفراغ كبير جداً..
 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله يتجاهل خروجه من سوريا!

كتب معروف الداعوق في" اللواء": يتجنب حزب الله الحديث عن سقوط نظام بشار الاسد في سوريا، وتداعياته الدراماتيكية على وجود الحزب الذي اضطر إلى ترك كل قواعده ومراكزه العسكرية والامنية ومواقعه الاقتصادية،التي أنشأها على مدى السنوات العشر الماضية،في مختلف المناطق السورية،تحت حجج وذرائع مختلقة.
وفي حين ان الثابت من تدخله للقتال إلى جانب نظام الاسد، ضد ابناء الشعب السوري المطالبين بالحرية والمشاركة بالسلطة ومقدرات الدولة، يتجاوز الاسباب المعلنة، الى الاهم وهو تأمين تمدد المشروع المذهبي الايراني، من طهران مرورا ببغداد، ودمشق وصولا إلى بيروت، ومن خلاله إحكام السيطرة السياسية والعسكرية والاقتصادية على هذه الدول، ومنها إلى باقي الدول العربية، وتهديد دول الجوار، وابتزازها، وكل ذلك تحت عنوان محاربة إسرائيل. 
التقليل من أهمية سقوط نظام الاسد في مواقف قياديي الحزب، وتجاهل تداعياتها السلبية على وضعية الحزب لبنانيا وعربيا،انما يندرج ضمن سياسية الانكار والتكابر التي ينتهجها الحزب في خطابه السياسي، لاظهار بقاء قوته كما كانت عليه خلافا للواقع، لأجل شدّ عصب جمهوره اولا، وضد خصومه السياسيين بالداخل ثانيا،متجاهلا حال الانكسار والهزيمة التي لحقت به، جراء مشاركته بالحرب ضد السوريين وتهجيرهم من مدنهم وقراهم، وهو ما يفعله تماما بعد موافقته على اتفاق وقف اطلاق النار مع إسرائيل ايضاً. 
 

مقالات مشابهة

  • تحليل إسرائيلي لحجم الأسلحة التي جمعها حزب الله.. ما مصدرها؟
  • حاصباني: جلسة الخميس قائمة ولا اعتراض لدينا على قائد الجيش
  • ‏مكتب نتنياهو: إسرائيل لم تتلقَ حتى الآن أي تأكيد أو تعليق من حماس بشأن وضع الرهائن الواردة أسماؤهم في صفقة التبادل
  • ‏الجيش الإسرائيلي يطلق عملية للبحث عن منفذي عملية إطلاق النار التي وقعت في قلقيلية في شمال الضفة الغربية
  • عاجل. نصر الله لم يكن في الملاجئ.. تفاصيل جديدة حول عملية اغتياله بعد 17 عامًا من جمع المعلومات
  • حزب الله يتجاهل خروجه من سوريا!
  • عاجل - إسرائيل تكشف خطة اغتيال حسن نصر الله: استهداف القيادات وشل قدرات حزب الله
  • حكم بيع الأشياء التي تؤدي إلى الإضرار بالآخرين
  • ما الذي يخطط له حزب الله؟