لبنان ٢٤:
2025-02-06@15:17:02 GMT

عامٌ على اغتياله.. كيف خدَم العاروري حزب الله؟

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

عامٌ واحد مرَّ على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري بضاحية بيروت الجنوبية، يوم 3 كانون الثاني 2024.   حينها، كان ذاك الاغتيال هو الأول من نوعه في الضاحية، كما أنه كان بداية "سُبحة" الاغتيالات الإسرائيلية التي كرَّت تدريجياً إبان الحرب التي شهدها لبنان خلال شهر تشرين الأول عام 2023.

  اغتيال العاروري لم يكن حدثاً عادياً، بل كان "بداية الثغرة" التي غيّرت الكثير من التفاصيل المتعلقة بعمل "حماس" في لبنان، كما أنه كان الإشارة الخطيرة باتجاه "حزب الله" ونحو قادته بشكلٍ خاص وتحديداً أولئك الذين اغتالتهم إسرائيل تباعاً وصولاً إلى أمين عام "حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس التنفيذي في "الحزب" السيد هاشم صفي الدين.   السؤال الأبرز بعد عامٍ من الاغتيال هو التالي: كيف أثر رحيل العاروري على "حزب الله"؟ ماذا كشف اغتياله وكيف انعكس سلباً على أمن الضاحية؟     عملياً، كان استهداف إسرائيل للعاروري بمثابة "الثغرة" الأولى التي أوجدتها إسرائيل في ضاحية بيروت الجنوبية، ومن هناك كان على "حزب الله" أن يتيقّن لوجود خرقٍ ما يطال منطقته.   حينها، تم الاعتقاد أنَّ إسرائيل وصلت إلى العاروري عبر المحيطين به. هذا الأمر قد يكون وارداً، لكن السؤال الذي طُرح ذلك الحين وأثير مُجدداً الآن هو "لماذا بدأت الاغتيالات بالعاروري وليس بقادة حزب الله؟".   ما يمكن قوله هنا هو أن إسرائيل أرادت أن توجه ضربتين لـ"حزب الله" من خلال شخصية من خارج نسيجه وبعيدة عن "جهازه الأمني". ضمنياً، كان العاروري يحظى بـ"مواكبة أمنية" من "حماس" بالتنسيق مع "حزب الله"، ما يعني أن الأمن الفعلي كان فلسطينياً وليس لبنانياً من جهة الحزب.   آنذاك، طُرحت فرضية أن يكون الخرق فلسطينياً وبالتالي تم إيجاد أن "حزب الله" غير معنيّ أمنياً بما حصل كونه ليس المسؤول عن أمن قيادي "حماس". بمعنى آخر، فإنَّ تصفية العاروري حصلت لأنه المتانة الأمنية المحيطة به قد لا تكون شديدة مثل تلك التي كان يحظى بها قادة "حزب الله" ولهذا السبب كان اغتياله سهلاً وفق الفكرة السائدة آنذاك. لكن ما تبين لاحقاً هو أن من الخرق الذي طال العاروري كان موزعاً أيضاً على صعيد قادة الحزب الآخرين، ومن هناك بدأت التصفيات تباعاً.   استراتيجياً، فإنَّ مقتل العاروري في بيروت كان بمثابة إشارة أولى لـ"تصفية كوادر أساسية" كان يعتمد عليها "حزب الله" لإدارة العمل الفلسطيني "الحمساوي" في لبنان. وإذا عُدنا بالذاكرة قليلاً لوجدنا أن نصرالله كان يهتم بأمر العاروري كثيراً لدرجة أنه أطلق تهديداً سابقاً بالرد على أيّ عملية تستهدف القيادي الفلسطينيّ الذي كان يتواجد في لبنان قبل الحرب الأخيرة.   كان العاروري بمثابة الشخصية التي كانت تفهم إستراتيجية "حزب الله" ونصرالله بالتحديد، وفق ما يقول مصدرٌ مُطلع على أجواء "الحزب" لـ"لبنان24"، ويضيف: "العقل الاستراتيجي والاستخباراتي للعاروري كان أساسياً لدى حزب الله، وبالتالي كان الاعتماد على القيادي الفلسطيني كبيراً لتكامل وحدة ساحات محور المقاومة التي ترأسها نصرالله".   وعليه، يمكن القول إن اغتيال العاروري كان بمثابة الضربة الأولى لقادة المحور في المنطقة، في حين أنَّ الخروقات التي أدت إلى اغتياله بالإضافة إلى قادة آخرين قضوا من بعده، شكلت عوامل ضغط كبيرة على حركة "حماس" في لبنان وعلى دورها المستقبلي.   اليوم، تقفُ "حماس" أمام مُفترق طرق وسط المساعي الهادفة لإنتاج صفقة وقف إطلاق النار في غزة. بالنسبة للحركة الفلسطينية، فإن ثبات ساحتها في لبنان أمرٌ لا بدّ منه في ظل اهتزاز الحُكم في غزة، وما يتبين هو أنَّ "حماس" لم توقف عمليات التجنيد في صفوفها داخل المخيمات الفلسطينية، ما يشير إلى تمسك يُمكن أن يؤرق حزب الله نوعاً ويجعله يتنبه لما يُمكن أن يفعله السلاح الفلسطيني داخل لبنان في حال انكفأ الحزب إلى السياسة تماماً.   في خلاصة القول، أنَّ العاروري كان الخسارة الأكثر تأثيراً على صعيد شراكة نصرالله في المحور وفي ما خصّ وحدة الساحات، في حين أنّ دوره الذي كان مرتبطاً به لم يتم تعويضه حتى الآن، ما يعني أن الفراغ كبير جداً..
 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

تشييع نصرالله: استفتاء على شعبية حزب الله

ينكبّ «حزب الله» راهناً على إنجاز الترتيبات المرتبطة بتشييع أمينَيه العامَّين السابقَين السيد حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، تشييعاً واحداً في 23 شباط الحالي في "مدينة كميل شمعون الرياضية" في بيروت.
وجاء في" الشرق الاوسط": يبدو واضحاً أن هدف الاستعدادات والتجييش هو ضمان مشاركة شعبية كبيرة في التشييع؛ الذي أقر عضو المجلس السياسي في «الحزب»، محمود قماطي، بأنّ القيادة تريده «استفتاءً شعبياً يثبت التمسك بالعهد والوعد، وتأكيداً على الالتزام بالمبادئ التي يمثلها (حزب الله)، وبقضية تحرير لبنان»، وذلك بعد حرب شرسة جداً شنتها إسرائيل على «الحزب» وأدت إلى مقتل العدد الأكبر من قياداته وتدمير هائل طال معظم مناطق نفوذه.
وفي حديث عبر إذاعة «سبوتنيك» الروسية، أكد قماطي أن «التشييع سيجري وفق أكبر نسبة ممكنة من الترتيبات الأمنية والوطنية»، موضحاً أنه «ستكون هناك دعوات لشخصيات من الداخل اللبناني والخارج للمشاركة في التشييع؛ لأن السيد حسن نصر الله ليس فقط شهيداً على مستوى الوطن، بل على مستوى الأمة وحركات التحرر العالمية... وهو شخصية عالمية».
من جهتها، أفادت وكالة «مهر» للأنباء الإيرانية، الثلاثاء، بأن وفداً من الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيشارك بمراسم تشييع نصر الله في بيروت، من دون ذكر أي معلومات بشأن من سيترأس الوفد المشارك في المراسم.
وطُرحت علامات استفهام كثيرة عن سبب تأخير تشييع نصر الله؛ فدفنه سيحدث بعد نحو 5 أشهر من اغتياله.
وفي مقابلة لها تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، ردت ابنة نصر الله؛ زينب، سبب تأخير تشييع والدها إلى «حرص قيادة (الحزب) على سلامة المشاركين في التشييع»، فقد أشارت إلى أن المراسم ستكون عقب انسحاب إسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية «لتأمين أجواء أكثر أماناً».
وكان الامين العام للحزب نعيم قاسم في إطلالته الأخيرة أعلن أن دفن نصر الله سيكون بين طريقَي المطار القديمة والجديدة، وأن دفن صفي الدين سيكون في بلدته دير قانون النهر قرب مدينة صور في جنوب لبنان.
وشهدت المنطقة المخصصة للدفن توتراً أمنياً، الثلاثاء، بعد تدخل قوة من الأمن الداخلي، بمؤازرة عسكرية، استهدفت قطعة أرض تجري عليها عمليات بناء قرب المكان. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن ما حدث هو «تنفيذ أمر قضائي لإزالة مخالفة من عقار متاخم للأرض التي تُعَدّ لدفن نصر الله» لافتاً إلى أن «الجيش آزر قوى الأمن الداخلي في هذه المهمة، وحين جرت محاولة للتصدي لتنفيذ الأمر القضائي، أُوقف 4 أشخاص».
وكتب نجم الهاشم في" نداء الوطن": تعاطى "حزب الله" بجميع قياداته مع السيد حسن نصرالله وكأنّه لن يموت. على مدى اثنين وثلاثين عاماً راكم الأمين العام الكثير من الإنجازات التي حفرت عميقاً في ذاكرة الطائفة الشيعية في لبنان والعالم وفي وجدان "الحزب" الذي انطلق معه منذ تأسيسه في العام 1982. ولذلك ارتبط اسمه باسم "الحزب" أكثر من غيره ممّن تولّوا قيادته حتى صار مرادفاً له ورمزاً ومثالاً. هذا الربط بما فيه من إيجابيات يختزن أيضاً سلبيات كثيرة. ذلك أن اغتيال نصرالله بهذا الشكل غير المتوقع والصاعق، قد يكون أيضاً بمثابة اغتيال لـ "الحزب".

خروج "الحزب" من إطار الضاحية الجنوبية إلى مدينة كميل شمعون الرياضية يعكس الرغبة في إيجاد إطار أوسع منها من أجل ضمانات أمنية أكثر. واختيار التاريخ في 23 شباط بعد 18 شباط، التاريخ الممدّد لإنهاء الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، يعني أنّ "الحزب" لن يخلّ بالاتفاق ولن يردّ على الخروقات الإسرائيلية، وأنّه مطمئن إلى الضمانات الدولية والأميركية بحتمية إتمام هذا الانسحاب. والأمر الذي لم يُعرف هو سبب عدم اختيار المكان الذي اغتيل فيه ليكون مكان دفنه بدل المكان الذي اختير قرب مطعم الساحة، بين طريقي مطار رفيق الحريري القديمة والجديدة.

مقالات مشابهة

  • أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟
  • حزب الله يبالغ في توظيف التحرك جنوبا؟
  • رفض قاطع داخل الأوساط الأمريكية لتصريحات ترامب.. الحزب الديمقراطي: "مزحة مريضة غير قابلة للتنفيذ"
  • ‏وكالة تسنيم: خامنئي يعين أمين عام حزب الله نعيم قاسم ممثلا له في لبنان
  • حماس تعلن إسناد حزب الله!
  • تقرير لـForeign Affairs يتحدث عن انتهاء حزب الله.. هذا ما كشفه
  • تشييع نصرالله: استفتاء على شعبية حزب الله
  • حزب الله نحو تحميل الدولة مسؤولية الدفاع؟
  • حزب الله في ألمانيا.. "شبكة سرية" تحت المجهر الأمني
  • تأجيل تشييع نصرالله.. هل هو وارد؟