طائرات دون طيار.. سلاح التخريب الجديد في الحرب الهجينة ضد الغرب
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا غير مسبوق في الهجمات الهجينة التي تستهدف الدول الغربية، حيث تستخدم دول مثل روسيا وإيران مجموعة واسعة من التكتيكات غير التقليدية لزعزعة استقرار أوروبا والولايات المتحدة دون التورط المباشر في مواجهات عسكرية، وفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
أحد أكثر الأسلحة المثيرة للقلق في هذه الحرب هي الطائرات بدون طيار، التي أصبحت أداة رئيسية للتجسس والتخريب في "منطقة رمادية" يصعب فيها تحديد المسؤول عن الهجمات.
وقبل ثلاث سنوات، بدأت طائرات مجهولة تحلق فوق منصات النفط ومزارع الرياح في النرويج. لم يكن المصدر واضحًا، ولكن المحللين اعتقدوا أنها جزء من خطة روسية للاستعداد لصراعات مستقبلية.
وقال ستال أولريكسن، الباحث في الأكاديمية البحرية الملكية النرويجية: "بعض تلك الطائرات كانت تقوم بالتجسس، والبعض الآخر ربما كان يتعلق بالتمركز الاستراتيجي في حالة اندلاع أزمة عميقة".
وفي نوفمبر الماضي، أُبلغ عن مشاهدات مشابهة لطائرات بدون طيار تحلق فوق قواعد عسكرية في بريطانيا وألمانيا، حيث تتمركز قوات أمريكية. وخلص المحللون إلى أن هذه الطائرات ربما تكون في مهمة مراقبة مدعومة من دول معادية.
طرود الموت: استخدام تكتيكات جديدة للتخريبالهجمات لم تقتصر على الطائرات، فقد شهد شهر يوليو الماضي انفجارات غامضة هزت أوروبا نتيجة طرود بريدية قادمة من ليتوانيا. احتوت الطرود على آلات تدليك كهربائية مزودة بمتفجرات شديدة الاشتعال.
وقالت التحقيقات إن هذه الطرود كانت اختبارًا أجرته الاستخبارات العسكرية الروسية لزرع متفجرات على متن طائرات شحن متجهة إلى الولايات المتحدة وكندا. وعلق وزير خارجية ليتوانيا:"هذه الحوادث ليست عشوائية؛ إنها جزء من العمليات العسكرية الروسية".
التكتيكات الهجينة: أداة التخريب الصامتةتشمل الهجمات الهجينة تخريب البنى التحتية الحيوية، الهجمات السيبرانية، والحملات الإعلامية المضللة. في ألبانيا، شنّت إيران هجمات إلكترونية على الأنظمة الحكومية، وفي مولدوفا حاولت روسيا التأثير على الانتخابات باستخدام الدعاية الرقمية.
كما يشتبه في أن السفن الروسية قد قطعت عمدًا كابلات تحت الماء تربط الدول الأوروبية، مما يعزز القلق بشأن التهديدات غير المرئية.
استجابة الناتو والاتحاد الأوروبيوتواجه الدول الغربية معضلة كبيرة حول كيف يمكن الردع دون تصعيد الأمور إلى مواجهة عسكرية مباشرة؟ أعلن حلف الناتو مؤخرًا عن استراتيجية جديدة لمواجهة الهجمات الهجينة، تشمل تحسين أنظمة الاستخبارات، وتوسيع التدريبات العسكرية، وفرض عقوبات على الأفراد والكيانات المسؤولة عن هذه الهجمات.
لكن العقبة الأكبر تظل في غياب الوحدة بين الدول الأعضاء. ووفقًا لتشارلي إدواردز، الخبير الاستراتيجي البريطاني:"عدم الرد بشكل صارم على الهجمات الهجينة سيمنح الكرملين الميزة الاستراتيجية، ويجعل أوروبا عرضة للخطر".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الهجمات الهجينة أوروبا الولايات المتحدة مواجهات عسكرية الطائرات بدون طيار
إقرأ أيضاً:
المسيرات.. سلاح جديد بيد الجماعات المتطرفة يهدد أمن الأجواء والميدان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لم تعد الجيوش قادرة على التفاخر بالهيمنة على الأجواء، إذ أصبح من الشائع أن تستخدم الجماعات المتطرفة الطائرات المسيرة في مهام متعددة مثل المراقبة، توجيه الهجمات بقذائف الهاون، واستخدامها كمنصات للأسلحة المحمولة جوًا.
ويؤكد الخبراء أن توفر هذه المسيرات للمستهلكين، سواء كانت مروحية أو ثابتة الجناحين، قد ساوى بين الجماعات الإرهابية والقوات المسلحة الممولة جيدًا والأكثر تجهيزًا.
وقد أشارت السيدة باربرا مورايس فيغيريدو من معهد الأمم المتحدة لأبحاث نزع السلاح إلى أن هذه التقنية توفر للمجموعات المتطرفة رؤية محسنة للمعركة، بالإضافة إلى تمكينها من جمع المعلومات الاستخبارية وتنسيق الهجمات بدقة أكبر.
وغالبًا ما تكون هذه الجماعات مرتبطة بتنظيمات مثل داعش والقاعدة، التي بدأت في نقل نشاطاتها إلى إفريقيا بعد تقلص قوتها في الشرق الأوسط.
وفي مناطق مختلفة من إفريقيا، بما في ذلك الصومال ونيجيريا ومالي، بدأت هذه الجماعات في استخدام المسيرات المسلحة لأغراض متنوعة مثل الرصد ومهاجمة الأهداف العسكرية.
وفي الصومال، على سبيل المثال، استخدمت حركة الشباب المسيرات لمراقبة الجيش الوطني الصومالي والقوات الأجنبية، بينما استخدمتها بوكو حرام في نيجيريا لتجمع المعلومات الاستخبارية.
ووفقًا للمحللين، يُحتمل أن تكون جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" قد استخدمت المسيرات المسلحة لشن هجوم أسفر عن مقتل 10 عناصر من ميليشيا محلية.
ويقول الخبراء إن استخدام المسيرات المسلحة يعزز قدرة الجماعات الإرهابية على استهداف مواقع محصنة أو شديدة الحراسة، مما يجعلها تهديدًا بالغ الخطورة.
وتؤكد السيدة كارين ألِن، المستشارة في معهد الدراسات الأمنية بجنوب إفريقيا، على صعوبة التصدي لهذه التكنولوجيا نظرًا لاستخدامها في أغراض مشروعة أيضًا، مشبهة إياها بالهواتف المحمولة التي يمكن استخدامها لأغراض إيجابية أو سلبية.
كما تدعو الجيوش الإفريقية إلى تعزيز قدراتها في تكنولوجيا مكافحة المسيرات، مثل أجهزة التشويش والليزر.
وقد تحول استخدام المسيرات من أداة للمراقبة إلى أسلحة فتاكة تساهم في زيادة تأثير الهجمات الإرهابية. وبحسب المحلل عليو داهيرو، فإن هذه الطائرات تتيح للمهاجمين تنفيذ هجمات صعبة التنبؤ بها أو اعتراضها، مما يزيد من حالة الرعب بين المدنيين وأفراد الأمن.