مش همثل تاني وكان لازم أزور العراق.. لطفي لبيب يكشف سبب اعتزاله الفن
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
أعلن الفنان القدير لطفي لبيب اعتزاله التمثيل بشكل نهائي، مؤكدًا أن حالته الصحية لم تعد تسمح له بالاستمرار في تقديم أدواره بنفس الجودة التي اعتاد عليها جمهوره.
التصريحات جاءت خلال لقائه مع الإعلامي نزار الفارس على القناة الرابعة العراقية، حيث قال: “في حالتي الصحية دي حاليًا، لو جالي دور مقدرش أقدمه، أنا أفضل أكون عند جمهوري كما كنت”.
وأوضح لبيب أن سبب الاعتزال يعود إلى إصابته بورم في الحنجرة أثّر على صوته، وأنه يستعد لإجراء عملية لاستئصال الورم قريبًا وأضاف: “أنا مش صغير في السن، داخل على الـ80 سنة، وشوفت كتير في حياتي، والحمد لله على كل شيء”.
لطفي لبيب كشف أيضًا عن كواليس زيارته للعراق، التي جاءت بدعوة رسمية بعد إعلان رغبته في زيارة بغداد في لقائه الأول مع نزار الفارس.
وأعرب عن سعادته بمقابلة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وأشار إلى الشعبية الكبيرة التي تحظى بها أعماله الفنية في العراق.
وأكد لبيب في ختام حديثه أنه راضٍ تمامًا عن مسيرته الفنية التي تجاوزت 380 عملًا، مشيرًا إلى أنه سيركز في الفترة المقبلة على الكتابة كمجال جديد للإبداع.
ونستعرض المزيد من التفاصيل من خلال الفيديو جراف التالي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العراق لطفي لبيب اعتزال لطفي لبيب المزيد
إقرأ أيضاً:
د. نزار قبيلات يكتب: هل الفكاهة مهارة أم فلسفة؟
لا شك أن الشخص الذي يتمتّع بحسّ الفكاهة والطرفة هو شخص إيجابي، يَلقى الكثير من التّقبل والاستحسان من الآخرين، بل ويحظى بمكانة متفرّدة بينهم، فقد أثبتت دراسات كثيرة أن مثيري الضحك وأصحاب الطُرفة هم أشخاص قادرون على التخفيف من حِدة الاكتئاب والقلق لدى مجالسيهم، هذا إذا لم يكن الضحك نفسه دواءً للعديد من الأمراض المستعصية كما أثبتت إحدى الدراسات العلمية التي أجريت في الصين مؤخراً، لكن هل الفكاهة سلوك فكري تلقائي، أم هي مهارة يمكن التمرّن عليها وتأديتها؟ لقد شاعت في منتصف الثمانينيات من القرن الفائت ثقافة الكوميديا في المقاهي والمسارح العالمية، وهي عبارة عن أداء فردي يقوم به «كوميديان» أمام جمهور يحرص في أدائه على إضحاك الحضور، ومن أشهرهم في الولايات المتحدة الأميركية تشارلي تشابلن، إيدي ميرفي، وجيري سينفيلد، فقد حقق هؤلاء شهرةً عالية وبالمقابل أرباحاً كبيرة، جراء استحسان الجمهور لهذا الفنّ وحاجتهم إلى الاسترواح بالهزل، هاربين بذلك من ثقل الجدّ ومَراسمه المتعبة، فبها يستعيد الإنسان نشاطه ويجدد همّته، بل إن الجاحظ أوصى بالفكاهة والضحك، لا سيما للعلماء وأهل البحث والنّظر الذين تطغى على محياهم مظاهر الجدّة والعبوس والصّرامة عادةً، كل ذلك مشروط بأن يكون المُزاح أو الهزل في وقته وسياقه، فلا يليق مثلاً الهزل بالمحامي، في حين يصلح للمحاضرين وإن كانوا أكاديميين، والهزل دليل على أن صاحبَه فارغ البال، غير مهموم، حاله حسنة، على ألا يؤدي الهزل إلى الإفراط بالواجبات والإهمال كالابتعاد عن الموضوع والواجبات الرئيسية.
أما الجاحظ فقد استخدم الفكاهة، عبر سرد قصص النوادر والطرائف في كتابيه «الحيوان» و«البيان والتبيين»، كفلسفة ونهج في التأليف، بُغيته من ذلك جذب القارئ وتقديم الموضوعات بطرق غير تقليدية، رغم أنه طرح مسائل علمية بحتة، فاستطاع أن يلج إلى عمقها تحليلاً واستقصاءً، دون أن يُفقد تلك المسائل أهميتها الأدبية والتاريخية، وبذلك جعل من الإضحاك والمزح جِدةً ووقاراً، كما أعانته الفكاهة على تنويع أبواب كتبه وطرح مواضيع متنوعة بسهولة، باعتبار أن الضحك والرغبة به ظاهرة اجتماعية لا يمكن تجاوزها لأنها تخفف من أثقال الحياة وأعباء الواجبات المنوطة بالإنسان، فقد عدّها فلسفةً وفناً ساخراً لا يُتقن بتلك السهولة واليسر، فقيمة أسلوب الفكاهة الشفوية والمكتوبة تكمن في قدرتها على إظهار شخصيات ثانوية وخطابات مضمرة أو مسكوت عنها في عُرف سلطة النّص الجامد الذي يحكم على النص وصاحبه تبعاً لجديته وقيمته الثابتة، وهو بالتالي رسالة يراد منها هدم نمط معين من السلوكيات العامة.
*أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية