قاسم يرسم اولويات حزب الله.. وقف الحرب وترميم القدرة
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
من الواضح ان ادبيات "حزب الله" في الايام الاخيرة تصب في الخانة ذاتها التي تحدث فيها الامين العام الشيخ نعيم قاسم، اذ ان الرجل اوحى بأن الحزب يستعيد عافيته العسكرية والتنظيمية بشكل كبير، وهذا قد يكون امراً واقعا من دون ان يعني عودة الحزب الى قوته السابقة، اذ ان الحرب التي خاضها الحزب في الاشهر الاخيرة كان فيها بأسوأ احواله، ووصل الى حد القتال من دون قيادة وسيطرة وعليه من الطبيعي ان يكون قد تعافى بشكل كبير من المستوى التنظيمي الذي كان فيه.
لكن تعافي الحزب لا يعني ايضا انه مستعد للحرب او يريد عودتها، اذ انه يتعايش مع مرحلة جديدة قد تكون غير قصيرة لا يملك فيها ردعا فعالا ضد اسرائيل ويدرس بشكل جدي خياراته العسكرية في حال اراد تفعيلها في لحظة ما، كذلك فإن الحزب بات اليوم، ولاول مرة منذ تأسيسه من دون حليفه السوري، وهذا غير مرتبط بخط الامداد الذي قد يكون تعويضه امراً سهلا من خلال "التصنيع" لكن العمق الحيوي الذي خسره قد يكون اهم من خط الامداد بكثير.
من خلال خطاب قاسم امس يمكن فهم اولويات الحزب، وهي كسب الوقت قدر الامكان، اولاً لانهاء الحرب بشكل كامل في المنطقه وهذا ما يجعل عودة اسرائيل اليها امرا صعبا للغاية، وثانيا ترميم كامل قدراته العسكرية والتنظيمية الامر الذي يحتاج الى وقت طويل وثالثا انتظار التطورات السورية التي قد تعود لتصبح في صالحه خلال المرحلة المقبلة، خصوصا ان الاستقرار في الشام يبدو الاحتمال الاضعف حاليا.
يسعى الحزب الى تثبيت الاستقرار والبدء بإعادة الاعمار، وقد يكون هذا الامر الخط الاحمر الوحيد لدى حارة حريك، لذلك لا يريد الحزب ان يلزم نفسه بتصعيد او رد على الخروقات الاسرائيلية اولا، لانها تهدف الى الحد من مساعيه لاعادة ترميم قدراته، وما دام الحزب يدرك حجم فعالية هذه الخروقات ضده وهو قادر على تحملها، فإنه يستطيع السكوت عنها منعا لتوسع الحرب مجددا، وثانياً لانها تزيد من شرعيته الشعبية وهذا الامر بالغ الاهمية في سياسات الحزب واستراتيجياته.
سيركز الحزب نشاطه على السياسة الداخلية، اذ انه اليوم لا ينوي ان تنعكس الضربات التي تلقاها ميدانيا على حضوره في الساحة السياسية، وعليه قد تكون المهادنة التي بدأتها حارة حريك في الداخل غير طويلة الامد خصوصا اذا استمر خصوم الحزب في الرهان على ضعفه ومحاولة الاستفادة من تطورات الاشهر الاخيرة لكي تنعكس على الساحة السياسية والاستحقاقات الدستورية.
يقيم "حزب الله" ورشة تنظيمية ستظهر نتائجها للعلن خلال المرحلة المقبلة من خلال التعيينات الجديدة، وهذا ما سينعكس على ادائه السياسي في الداخل، اما الاداء العسكري او تطور القدرات العسكرية فلن تكون موضع استعراض او اعلان حتى بالمستوى الذي كان في السابق... المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قد یکون
إقرأ أيضاً:
بعد فرض أستراليا عقوبات على نعيم قاسم.. حزب الله يردّ: القرار لن يُؤثّر على موقفنا
صدر عن "حزب الله" البيان التالي:
يدين حزب الله بشدة القرار الجائر الذي اتخذته أستراليا بفرض عقوبات على الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، في خطوةٍ تكشف مرةً أخرى عن الوجه الحقيقي لهذه الدولة التي تثبت أنها ليست سوى أداة طيّعة في خدمة المشروع الأميركي - الصهيوني.
إن هذا القرار الظالم لا يستند إلى أي أساس قانوني أو أخلاقي، بل يمثل انحيازًا واضحًا للكيان الصهيوني وتغطية على عدوانه وإرهابه. لقد شهدت شعوب العالم، كل المجازر والجرائم التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق المدنيين الأبرياء في غزة ولبنان، وهم أصبحوا يدركون من هو الإرهابي الحقيقي، ومن يمارس الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، ومن يُوفّر له الغطاء السياسي والقانوني ويُشاركه في هذه المجازر. كان حريًّا بالدولة الأسترالية أن تُعاقب القتلة الصهاينة وتقف إلى جانب المظلومين من الشعبين اللبناني والفلسطيني.
يؤكد حزب الله أن هذا القرار لن يؤثر على معنويات شعب المقاومة الوفي في لبنان ولا على موقف حزب الله وحقه الطبيعي بالمقاومة والدفاع عن بلده وشعبه ووقوفه مع قضية الشعب الفلسطيني المحقة، بل سيزيده إصرارًا وثباتًا لمواصلة المسيرة في مواجهة المحتل.