شبكة انباء العراق:
2025-03-10@03:26:49 GMT

امة تكره نفسها وتبغض رموزها

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

جمعت امتنا العربية من النقائض ما لا يتصوره العقل. خذ على سبيل التوثيق: الحقد الموروث ضد قادتنا وعلمائنا وأدباءنا ورموزنا الوطنية. وربما كان الخلفاء اول ضحايا الاغتيالات السياسية داخل دور العبادة، ومنهم من كان يُلعن ويُسب على المنابر. ثم جاءت حملات تكفير العلماء والأدباء واتهامهم بالزندقة بفتاوى ابن تيمية، فلم يسلم منها: الرازي، وابن سيناء، والبيروني، والفراهيدي، والفارابي، والكندي، والخوارزمي، وابن النفيس، وابن الهيثم، وجابر بن حيان.

.
وحتى لا يطول بنا المقام في السرد والتعداد نذكر ان القائد الكبير طارق بن زياد انتهى به الحال متسولا في شوارع دمشق، وان القائد العربي احمد عرابي مات معزولا في الريف المصري، ولم ينج من هجاء (احمد شوقي) وتقريعه. ولم يسلم من هذه الحملات سوى الزعيم الشهيد (عمر المختار). .
في الهند وجنوب شرق آسيا ترى تماثيل عملاقة، موزعة في الساحات والشوارع لتمجيد زعيمهم الروحي (بوذا). وفي فيتنام تتزين مؤسساتهم بتصاوبر (هوشي منه)، وظلت صور وتماثيل (ماو تسي تونغ) شاخصة حتى الآن في بوابات المدن الصينية. بينما كان مصير صور القادة العرب في مكبات النفايات وفي سلال المهملات. ومنها ما تعرض للتكسير والتحطيم والإساءة. فهل كانوا كلهم لا يستحقون التقدير والاحترام ؟، ام انها حملة مقصودة لتجريد الامة من تاريخها ورموزها الوطنية. .
لم تتخل تركيا حتى الان عن تكريم زعيمها السياسي (مصطفى كمال اتاتورك)، ولم تحطم اوروبا النصب التذكارية لكارل ماركس على الرغم من تعارضها مع فلسفته المادية، وظلت صور (جيفارا) منتشرة في كل القارات. وعندما تسنح لك فرصة زيارة ولاية (ساوث داكوتا) في الولايات المتحدة، تجد فوق قمة جبل راشمور نحتا ضخما لوجوه أربعة من أبرز الرؤساء الأمريكيين، وهم جورج واشنطن، وتوماس جيفرسون، وثيودور روزفلت، وأبراهام لينكولن. .
لا شك انكم على دراية بالحملات الشعواء التي شنها رجال الدين في هذا الزمن الهجين ضد شهداء الامة الذين جادوا بارواحهم الزكية في سوح القتال. بل ان رجال الدين انفسهم رفضوا الترحم عليهم، ونعتوهم بالكفر والالحاد. وهنالك بعض التنظيمات الأرهابية تعد العدة لنسف وإزالة ما تبقى من أضرحة الصحابة والتابعين في الشام. .
تعزى هذه الظاهرة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، والتقلبات السياسية، لكن الأعم الأغلب انها تعزى الى تركيبة المؤسسات الدينية ونظرتها التكفيرية، ودورها السلبي في التشويش على عقول الناس. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

إنقاذ فتاة حاولت الانتحار من اعلى جسر الجمهورية في بغداد

بغداد اليوم - بغداد 

اعلنت قيادة شرطة بغداد الرصافة، اليوم الجمعة (7 آذار 2025)، عن انقاذ فتاة حاولت الانتحار من اعلى جسر الجمهورية في بغداد.

وقالت القيادة في بيان تلقته "بغداد اليوم"، إن "دوريات (نجدة الكندي الثاني) التابعة إلى قيادة شرطة بغداد الرصافة تمكنت من انقاذ فتاة حاولت رمي نفسها  من اعلى جسر الجمهورية بقصد الانتحار".

واضافت، انه "تمت مشاهدتها من قبل الدوريات المتواجدة قرب الجسر"، مشيرة الى، انه "تم إشعار السيطرة للتوجه اليها وإنقاذها قبل رمي نفسها".

وتابع البيان، انه "تم تسليمها الى مركز الشرطة أصوليًا حفاظًا على سلامتها".

مقالات مشابهة

  • الحلقة 10 مسلسل إش إش .. مي عمر تتردد بين الانتقام ومشاعرها
  • مجلة “تايم” : التصنيف الامريكي مجرد استعراض ..
  • لخدمة فريق معين.. كمال درويش ينتقد قرعة الدوري
  • العبر والاعتبار
  • عبد الوهاب وحسني يستعينان بخالد كمال في الحلقة 7 من "الكابتن"
  • متهم باغتيال كمال جنبلاط وابنته «المفاوضة المليونيرة» .. ما نعرفه عن إبراهيم حويجة
  • إنقاذ فتاة حاولت الانتحار من اعلى جسر الجمهورية في بغداد
  • كمال الجزولي بين التحليل الفلسفي والتشريح السياسي: الرزنامة بوصفها وثيقة نقدية
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. رمضان بين المخاض والميلاد
  • انتشال 76 شهيداً مجهول الهوية بمحيط مستشفى كمال عدوان:الاحتلال يواصل جرائمه في الضفة ويقتحم رام الله ونابلس