مع دخول حرب أوكرانيا عامها الثالث، يبدو أن المشهد الحالي يزداد تعقيدًا وتشابكًا، في ظل تحركات عسكرية يومية وتصريحات متباينة من الأطراف المختلفة.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار في كانون الأول/ ديسمبر إلى أن العمليات العسكرية الروسية في شرق أوكرانيا مستمرة بوتيرة متزايدة، وسط تحقيق مكاسب ميدانية جديدة.



وعلى الجانب الآخر، تعاني أوكرانيا من دمار واسع النطاق، ما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية التي تتجلى في نزوح أعداد كبيرة من المدنيين.

هذه التطورات العسكرية تصاحبها تحديات سياسية وإنسانية ضخمة، ويجد المجتمع الدولي نفسه في مواجهة مأزق معقد، مع تزايد التكهنات حول إمكانية انتهاء هذا الصراع خلال عام 2025، ويبدو أن الأطراف الدولية منقسمة في مواقفها، حيث يشهد الدعم الأمريكي والأوروبي لأوكرانيا تفاوتًا واضحًا.


وأثار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب جدلًا واسعًا بتصريحاته حول إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة من توليه المنصب، مؤكدًا أنه سيعيد تقييم سياسة واشنطن تجاه هذا النزاع، وهو ما قد يشكل تحولًا جذريًا في إدارة الأزمة.

في الوقت ذاته، تواصل الدول الأوروبية تقديم الدعم العسكري والإنساني لكييف، على الرغم من الانقسامات الداخلية حول انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، ما يعقد الجهود الرامية لتقديم ضمانات أمنية طويلة الأمد لها.

ويبذل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جهودًا حثيثة لتعزيز علاقاته مع القوى الدولية، حيث كشف عن خطة للنصر تشمل تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري مع الغرب. ومع ذلك، تظل هذه الخطة رهينة بالانقسامات بين الحلفاء الغربيين بشأن مستوى الدعم المطلوب.

على الجانب الروسي، تعاني موسكو من تأثير العقوبات الاقتصادية الغربية التي أدت إلى ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة الروبل. ومع ذلك، يصر الكرملين على أن هذه العقوبات لم تؤثر جوهريًا على قدرته على مواصلة الحرب. بوتين يعتمد على استراتيجية صمود طويلة الأمد، في ظل محاولاته لتوظيف المكاسب الميدانية في تعزيز موقفه التفاوضي.

مع استمرار الحرب، تبرز عدة سيناريوهات لنهايتها. قد تدفع الضغوط الدولية والاقتصادية الأطراف إلى تسوية دبلوماسية، لكن هذا الاحتمال يعتمد على تقديم تنازلات كبيرة من جميع الأطراف، وهو أمر يبدو مستبعدًا في الوقت الحالي. من ناحية أخرى، قد يؤدي استمرار التصعيد العسكري إلى تغييرات جذرية في ديناميكيات الصراع، بينما يبقى احتمال الجمود الطويل الأمد قائمًا، حيث تظل خطوط المواجهة دون تغيير جوهري.


مهما كانت نتيجة الحرب، فإن أوكرانيا ستواجه تحديات هائلة في إعادة الإعمار وتأمين حدودها، في حين ستحتاج روسيا إلى إعادة تقييم استراتيجيتها لتجنب المزيد من العزلة الدولية. وبينما يقترب عام 2025، يبقى السؤال الأبرز: هل يمكن أن يشهد هذا العام نهاية لهذا الصراع المدمر؟ الإجابة تعتمد على مزيج معقد من الإرادة السياسية، التحولات الميدانية، والضغوط الدولية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية بوتين ترامب زيلينسكي روسيا روسيا بوتين ترامب زيلينسكي حرب اوكرانيا المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

خبير سياسي: استمرار الحرب يمنع إجراء الانتخابات وزيلينسكي لا يتمسك بالسلطة

قال سعيد سلام، مدير مركز فيجين للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لا يزال رئيسًا لأوكرانيا رغم انتهاء ولايته الدستورية العام الماضي، مرجعًا ذلك إلى حالة الحرب والطوارئ التي تمر بها البلاد، والتي بموجبها يمنع الدستور الأوكراني إجراء أي انتخابات رئاسية أو برلمانية.

زيلينسكي: سأزور السعودية الاثنين المقبل للقاء ولي العهدزيلينسكي: أدعو لهدنة مؤقتة مع روسيا قبل أي اتفاق شامل لإنهاء الحربمسؤول أوروبي: زيلينسكي سيحضر قمة الاتحاد الأوروبي غدازيلينسكي يؤكد لشولتس إمكانية السلام المستدام في أوكرانيا

وأضاف سلام، خلال مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن زيلينسكي وصل إلى الحكم بانتخابات ديمقراطية حصل فيها على 73% من أصوات الأوكرانيين، وكان من أبرز وعوده إنهاء الحرب مع روسيا التي بدأت منذ عام 2014 عقب احتلال موسكو شبه جزيرة القرم ودعمها للانفصاليين في منطقة دونباس.

وأوضح سلام أن زيلينسكي لم يكن سببًا في اندلاع الحرب الشاملة الحالية، بل إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من بدأ الغزو الواسع لأوكرانيا عام 2022، مؤكدًا أن زيلينسكي رفض مغادرة بلاده حين عرضت عليه الولايات المتحدة ذلك، وفضّل البقاء للدفاع عن شعبه ووطنه.

وفيما يتعلق بانتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اعتبر استمرار الحرب يخدم بقاء زيلينسكي في الحكم، قال سلام إن "ترامب يثير الجدل دومًا كجزء من أسلوبه السياسي، وهو أمر يمكن فهمه من خلال كتابه (فن الصفقة)، حيث يعتمد إثارة الفوضى لإعادة ترتيب الأوضاع لصالحه الشخصي".

وحول إمكانية تخلي زيلينسكي عن الحكم، أكد سلام أن الرئيس الأوكراني صرح سابقًا بأنه مستعد لمغادرة السلطة فور تحقيق أهداف بلاده بالحصول على ضمانات أمنية دولية أو الانضمام إلى حلف الناتو لضمان عدم تعرض أوكرانيا لأي غزو روسي جديد.

واختتم سلام بالإشارة إلى أن هناك بالفعل أسماء مطروحة في الأوساط السياسية والدبلوماسية كبدائل محتملة لخلافة زيلينسكي، لكن الظروف الحالية تجعل من الصعب التفكير في أي انتقال للسلطة قبل نهاية الحرب وتوقيع اتفاق سلام دائم.

مقالات مشابهة

  • 17قتيلا في أوكرانيا.. وزيلينسكي يدعو لتشديد العقوبات على روسيا
  • بوتين يرفض إمكانية التخلي عن أراضي محتلة في أوكرانيا
  • مسئولة أوروبية: بوتين لا يبدي أي اهتمام بالسلام في أوكرانيا
  • مقتل 12 شخصاً بضربات روسية في أوكرانيا.. وزيلينسكي: أهداف موسكو لم تتغيّر
  • ترامب: بوتين يريد إنهاء الحرب مع أوكرانيا
  • السعودية تستضيف مباحثات أميركية أوكرانية وزيلينسكي يأمل سلاما سريعا
  • خبير سياسي: استمرار الحرب يمنع إجراء الانتخابات وزيلينسكي لا يتمسك بالسلطة
  • بوتين بعد رفض هدنة مؤقتة في أوكرانيا: علينا اختيار السلام الذي يضمن أمننا
  • بوتين: روسيا لن تتراجع في أوكرانيا ولن تتخلى عن حقوقها
  • بوتين يحدد ملامح السلام مع أوكرانيا