ترامب يخطط لإمبراطورية أمريكية جديدة
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
على مدى الأسابيع الماضية، أثار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب زوبعة، عندما قال أن على الولايات المتحدة يجب أن توسي ممتلكاتها الإقليمية بتشجيع كندا على الانضمام إلى الاتحاد الأمريكي، لتكون الولاية 51، وشراء غرينلاند من الدانمارك، واستعادة السيطرة على قناة بناما.
"لن يكون من المبالغة رؤية مئات القواعد العسكرية للولايات المتحدة
ونقل جايمس بيكرتون في مجلة "نيوزويك" الأمريكية، عن أحد خبراء التاريخ الأمريكي أن سياسات ترامب كانت بمثابة "عودة إلى القرن التاسع عشر"، الذي شهد توسع الولايات المتحدة غرباً عبر أمريكا الشمالية، وحتى احتلال كوبا والفيليبين.
وبعد فوزه في الانتخابات على نائب الرئيس كامالا هاريس في نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلن ترامب أنه يعتزم فرض رسوم جمركية جديدة بـ 25 % على كل البضائع، التي تدخل الولايات المتحدة من كندا، والمكسيك، حتى "يوقف" البلدان تهريب المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين إلى البلاد.
وحملت هذه الخطوة، رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على التوجه بسرعة إلى منتجع ترامب مار آ لاغو في فلوريدا لمناقشة هذه القضية، وبعد ذلك وصف الرئيس المنتخب الزعيم الكندي بسخرية بـ "الحاكم ترودو" على منصة "تروث سوشيال".
Donald Trump has ruffled feathers by suggesting the United States should seek to expand its territorial holdings. https://t.co/2Esi5wENTu
— Newsweek (@Newsweek) January 4, 2025وعندما طلبت "نيوزويك" تعليقاً، قالت آنا كيلي المتحدثة باسم إدارة ترامب الانتقالية: "يتدفق زعماء العالم إلى الطاولة، لأن الرئيس ترامب يفي بالفعل بوعده بجعل أمريكا قوية مرة أخرى. وعندما يتولى منصبه رسمياً، ستفكر الدول الأجنبية مرتين قبل تمزيق بلادنا. ستحظى أمريكا بالاحترام مرة أخرى، وسيكون العالم كله أكثر آماناً".
الاتحاد الأمريكيفي 18 ديسمبر (كانون الأول)، دعا ترامب صراحة كندا إلى الانضمام إلى الاتحاد الأمريكي. وفي 22 ديسمبر(كانون الأول)، كتب على "تروث سوشيال": "من أجل الأمن القومي والحرية في أنحاء العالم، تشعر الولايات المتحدة الأمريكية، بأن ملكية غرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة".
Trump's imperial dream: A man, a plan, a canal — Panama! (Oh, and Greenland too) https://t.co/6qo4j7yGhE
— Salon (@Salon) December 29, 2024وفكرت الولايات المتحدة جدياً في تقديم عرض لشراء غرينلاند وأيسلندا أثناء رئاسة أندرو جونسون بي 1867و 1868. وفي 1946، عرض الرئيس هاري ترومان على الدانمارك 100 مليون دولار من سبائك الذهب مقابل الإقليم. ولم ينجح لا جونسون أو ترومان في ذلك.
وفي 21 ديسمبر(كانون الأول)، قال ترامب أيضاً إنه قد يطالب بإعادة قناة بناما إلى السيادة الأمريكية، إذ مُولت القناة وبنيت بفضل الولايات المتحدة ولكنها أعيدت إلى بناما في 1999، بموجب اتفاق وقعه الرئيس جيمي كارتر في 1978.
وقال ترامب: "الرسوم التي تفرضها بناما سخيفة مع الأخذ في الاعتبار الكرم الاستثنائي، الذي منحته الولايات المتحدة لبناما".
وفي حديثه لنيوزويك، قارن خبير التاريخ الأمريكي بجامعة فلوريدا البروفسور شون آدامز، مقترحات ترامب مع الإمبريالية الأمريكية في القرن التاسع عشر.
وقال إن "خطة الاستحواذ على غرينلاند تقدم بعض الشيء من الارتداد إلى القرن التاسع عشر عندما كان العديد من السياسيين الأمريكيين، خاصة الديموقراطيين، عدوانيين جداً في التوسع الإقليمي".
وأضاف "لذلك، ومنذ أربعينيات وستينيات القرن التاسع عشر، شهدنا استحواذ الولايات المتحدة على مساحات شاسعة من المكسيك، وآلاسكا الروسية، ومحاولات فاشلة لضم سانتو دومينغو، جمهورية الدومينيكان، وشراء غرينلاند وأيسلندا من الدانمارك. وكانت الفكرة أن الحكومة الجمهورية هي هدية أمريكا للعالم، وكانت في حاجة إلى توسيعها قدر الإمكان، وكانت الفرص الاقتصادية التي جاءت مع التوسع بمثابة مكافأة لطيفة أيضاً".
وقارن آدامز طموحات ترامب مع طموحات جاكسون، الذي أشرف على شراء آلاسكا. ومع ذلك، قال إن الرئيس المقبل أقل اهتماماً بتوسيع الحكومة الجمهورية.
طيلة تاريخها، توسعت الولايات المتحدة بشكل كبير بشراء الأراضي من بلدان أخرى، مثل لويزيانا من فرنسا في 1803، وفلوريدا من إسبانيا في 1819، وغادسدن من المكسيك في 1854، وآلاسكا من روسيا في 1867.
وفي حديثه لنيوزويك، رأى دانيال إميروار، الخبير في الإمبريالية الأمريكية الذي يدرس في جامعة نورث وسترن، أن مقترحات ترامب ستكون بمثابة "عودة إلى رؤية قديمة للقوة، حيث يتحقق الأمن بالمساحات المزروعة" بدل التحالفات والتجارة.
ومع ذلك، شكك إيميروار في الاقتراح القائل إن سياسات ترامب ترقى إلى "العودة إلى عصر الإمبراطورية"، وذلك لأن العصر الحالي نفسه إمبريالي، حيث يشبه النفوذ الأمريكي العالمي، نفوذ الإمبراطورية.
وقال: "لن يكون من المبالغة أن في رؤية مئات القواعد العسكرية للولايات المتحدة خارج حدودها نوع من الإمبراطورية. لكن من الواضح أن ترامب يشعر براحة أكبر مع شكل قديم من أشكال استعراض القوة يعود إلى الأيام الدموية لتيدي روزفلت".
قاتل روزفلت في الحرب الإسبانية الأمريكية، حيث قاد وحدة من سلاح الفرسان. وشهد الانتصار الأمريكي في الصراع، تسليم إسبانيا بورتوريكو، وغوام، والفيلبين إلى الولايات المتحدة، وتخلت أيضاً عن السيادة على كوبا.
وأثناء رئاسته بين 1901 و1909، أشرف روزفلت على بداية تشييد قناة بناما، وأرسل "الأسطول الأبيض العظيم" الشهير في جولة حول العالم لاستعراض القوة العسكرية الأمريكية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب الولایات المتحدة القرن التاسع عشر
إقرأ أيضاً:
سيناتور أمريكي: الولايات المتحدة تنفق 100 مليار دولار على حماية الحدود
قال السناتور الجمهوري ليندسي جراهام إن الولايات المتحدة ستنفق 100 مليار دولار على حماية الحدود من خلال خفض الإنفاق الحكومي الأمريكي الآخر.
وقال في مقابلة يوم الأحد مع وسائل إعلام أمريكية، "أنا على استعداد لتعويض التخفيضات البالغة 100 مليار دولار في أماكن أخرى".
ووعد جراهام بالقدرة على إيجاد مئات المليارات من الدولارات في "الإنفاق المسرف" الذي سيتم خفضه.
وأضاف: "لدينا ملايين المهاجرين غير الشرعيين الذين وعد الرئيس ترامب بترحيلهم، ويجب عليه ذلك. كل يوم نؤخره هو يوم خطير لأمريكا".
وفقًا لجراهام، لم ير أبدًا الكثير من التهديدات للولايات المتحدة كما يراه الآن. مشيرا إلى أن التهديدات الأمنية بدأت تتزايد مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، والآن يخترق تنظيم داعش الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنه خلال رئاسته الثانية، سيتولى رجلا الأعمال فيفيك راماسوامي وإيلون ماسك رئاسة إدارة كفاءة الحكومة الجديدة. ومن المقرر أن تعمل هذه الوكالة، التي ستركز على تبسيط وتقليص الإنفاق الحكومي، على خفض الإنفاق الفيدرالي بتريليونات الدولارات.