نساء القنيطرة السورية: التوغل الإسرائيلي أفسد فرحتنا بسقوط الأسد
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
قالت نساء سوريات إن التوغل الإسرائيلي بمحافظة القنيطرة عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد أفسد فرحة الأهالي بسقوط النظام، وأكدن رفضهن القاطع لوجود أي قوات إسرائيلية على أراضي البلاد.
وفي أعقاب الإطاحة بنظام البعث في سوريا في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على أنحاء مختلفة بالبلاد، متسببة في تدمير البينة التحتية العسكرية ومنشآت متبقية من جيش النظام، كما وسعت احتلالها لمرتفعات الجولان وتوغلت بريا في القنيطرة.
وفي 30 ديسمبر الماضي، طالب جنود الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء مبنى بلدية مدينة السلام (البعث سابقا) بالقنيطرة، وأخرجوا جميع من في البلدية وقاموا بتفتيش المبنى.
كما نظم أهالي قرية السويسة بالقنيطرة، في 25 ديسمبر المنصرم، مظاهرة ضد الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم، حيث أطلق جنود الاحتلال النار على المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة 3 مواطنين.
ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت التطورات الأخيرة واحتلت المنطقة السورية العازلة في محافظة القنيطرة، معلنة انهيار اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
** "لا نريد احتلالا صهيونيا"
وفي حوارات مع الأناضول، تحدثت عدد من النساء عن الوضع الراهن في المحافظة ورفضهن للاحتلال الإسرائيلي للبلدات والقرى السورية.
رسمية المحمد، أعربت عن رفضها للتوغل الإسرائيلي قائلة: "لا نريد احتلالا صهيونيا، نحن ضد مجيئهم إلى بلادنا".
وأضافت: "نريد من دولتنا أن تبعدهم عنا، هذه بلادنا ولن نعطيها لهم. النساء والفتيات والأطفال سيقاومون أيضا".
** مظاهرة السويسة
من جانبها قالت بتول الكريان، من قرية السويسة، إن الدبابات الإسرائيلية دخلت قريتها في صباح 25 ديسمبر المنصرم، ففزع الأهالي ضدهم.
وأضافت للأناضول: "خرج كل الأهالي من بيوتهم، ونظمنا مظاهرة أسفرت عن انسحاب الجيش الإسرائيلي".
وأوضحت الكريان أنهم يريدون "انسحابا إسرائيليا كاملا من القنيطرة".
وتابعت: "نريد من الإدارة السورية الجديدة والدول العربية مساعدتنا لإنهاء التوغل الإسرائيلي".
** "إسرائيل أفسدت فرحتنا بسقوط النظام"
أما سلام الكريان فقالت في حديثها للأناضول عن دخول إسرائيل قرية السويسة: "كان أطفالي خائفين جدا من الأصوات، وحاولت تهدئتهم".
وأكدت على تشبث أهالي المنطقة بأرضهم قائلة :"نحن باقون على أرضنا ولن نقبل أبدا بالاحتلال الإسرائيلي".
وتابعت: "لا ينبغي للجيش الإسرائيلي أن يتقدم أكثر من ذلك، لأن إسرائيل دخلت أرضنا، ولا أحد يعرف إلى أين سيقود هذا الوضع".
وأشارت إلى أنهم "سعداء بإسقاط نظام الأسد"، وبدأوا "حياة جديدة بعد سقوط النظام، لكن احتلال الجيش الإسرائيلي لأراضيهم أفسد فرحتهم".
وأكملت: "نعم، أفسدوا فرحتنا بالتأكيد. كنا فرحين جدا، وكنا نتحدث عن بداية الأمن في بلادنا".
** "لا حق لإسرائيل في سوريا"
فاطمة عطا الله، من القنيطرة، قالت للأناضول إن إسرائيل "ليس لها الحق في احتلال الأراضي السورية ولا يمكنها الاستيلاء على أي أرض".
وأكدت على أنه "من غير المقبول أن تحاول إسرائيل إثارة الخوف والرعب لدى الناس، وخاصة الأطفال".
وتابعت: "تستغل إسرائيل الوضع الحالي في سوريا وتحتل الأراضي".
وخاطبت المجتمع الدولي وقادة الدول بقولها: "انظروا إلى هضبة الجولان والقنيطرة. أوقفوا هذا الإرهاب والاحتلال الإسرائيلي".
وتعكس تصريحات مسؤولين إسرائيليين بشأن سوريا غضبا من تولي الإدارة الجديدة لزمام الأمور بعد إسقاط نظام الأسد، الذي تشير تقارير إعلامية وتصريحات مسؤولين إلى أن إسرائيل لم ترغب يوما بسقوطه.
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
عضو بالكونغرس الأمريكي: الشرع أبدى انفتاحا على تحسين العلاقات مع إسرائيل
كشف عضو الكونغرس الأمريكي كوري ميلز، عن محاور لقاء جمعه مع الرئيس السوري أحمد الشرع بالعاصمة السورية دمشق، موضحا أن الأخير "أبدى انفتاحا على تحسين العلاقات مع إسرائيل".
وقال ميلز الذي قدم إلى سوريا الأسبوع الماضي رفقة زميله في الكونغرس مارلين ستوتزمان، إن "الشرع أبدى انفتاحا على تحسين العلاقات مع إسرائيل".
وأضاف النائب الأمريكي، في تصريحات صحيفة، أن الشرع أكد خلال اللقاء استعداده للعمل على "عدم نقل أسلحة عبر سوريا لمهاجمة إسرائيل".
ويأتي ذلك على وقع تقارير تشير إلى تقديم الولايات المتحدة قائمة من ثمانية شروط من أجل رفع جزئي للعقوبات المفروضة على سوريا في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وتطالب القائمة الحكومة السورية بـ"إصدار إعلان رسمي علني يحظر جميع المليشيات والنشاطات السياسية الفلسطينية" على الأراضي السورية، بالإضافة إلى ترحيل أعضاء هذه الجماعات لـ"طمأنة المخاوف الإسرائيلية"، حسب صحيفة "واشنطن بوست".
وبحسب ميلز وهو نائب جمهوري مقرب من ترامب، فإن "الشرع يريد علاقات مع جميع الدول المجاورة لسوريا لحفظ الاستقرار"، موضحا أن الرئيس السوري أبدى مخاوفه من محاولات إيران زعزعة الاستقرار في سوريا.
وفي السياق ذاته، قال ميلز في تصريحات منفصلة لوكالة "بلومبيرغ"، إنه "طلب من الشرع ضمان تدمير أي أسلحة كيميائية من عهد الأسد والتنسيق في مكافحة الإرهاب".
وأضاف أن المحادثات مع الشرع تطرقت إلى "تحقيق السلام مع إسرائيل"، مؤكدا أن على الرئيس السوري "تقديم ضمانات لإسرائيل"، حسب قوله.
وكان الوفد من الكونغرس وصل الجمعة إلى دمشق للاجتماع مع مسؤولين سوريين، في أول زيارة يقوم بها مشرعون أمريكيون إلى الدولة منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر.
واجتمع الشرع مع النائبين الأمريكيين في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، حيث جرت المباحثات بين الجانبين.
وكشفت ريم البزم، وهي أحد أعضاء "التحالف السوري الأمريكي للسلام والازدهار" المرافق للوفد الأمريكي، عن اعتزام ميلز نقل رسالة باليد من الرئيس الشرع إلى الرئيس دونالد ترامب بعد عودته إلى واشنطن.
وتعمل الحكومة السورية الجديدة على رفع العقوبات الغربية المفروضة على دمشق خلال عهد الأسد من أجل دفع عجلة الاقتصاد المنهار وإعادة بناء البلد المدمر.