مرضى الصرع في لبنان في خطر... الدواء غير متوافر والانتظار مؤلم
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
"إذا لم أتمكن من الحصول على أدوية ابنتي التي تعاني من مرض الصرع منذ صغرها سأضطر مجبرة لان أدخلها الى المستشفى كل يوم تقريبا لكي تأخذ حقنة "الفاليوم"، بهذه الكلمات اختصرت سحر صليبا والدة الشابة اللبنانية لانا معاناتها، وهي تقول أن ابنتها تحتاج لأكثر من 7 علب من دواء الفاليوم وعلبتين "دياموكس" شهريا لتفادي عوارض الصرع الصعبة والمميتة أحيانا مع انقطاع العلاج المطلوب.
تشرح الام لـ"لبنان24" عن المرحلة التي تمرّ بها بحزن شديد وخوف على مصير ابنتها ان امتدت الازمة وطالت فترة انتظار وصول الدواء وتوافره في الاسواق، قائلة: "ذهبت الى كافة الصيدليات المتواجدة في مناطق المتن ولم أستطع من إيجاد أدوية ابنتي مع كل المحاولات، وليس هناك من بديل عن دوائي "الفاليوم" و"الدياموكس" وفقا لطبيب لانا".
وتضيف: "فعلت المستحيل في هذا الشهر كي أؤمن أدوية لانا بالكامل، وسألت الاقرباء والجيران المتواجدين في الخارج والعائدين الى لبنان في فترة الأعياد واستطعت تأمين كمية محدودة تكفي حاجة ابنتي لشهر واحد فقط".
وأشارت الام الى أن "دواء مثل "الفاليوم" لا يباع دون وصفة مسبقة من قبل الطبيب، واليوم عندما نقدم الوصفة لشراء 7 علب لا يتوافر في الصيدلية اكثر من علبتين، فيضطر الصيدلي الى بيع المريض علبتين واخذ الوصفة منه الأمر الذي يصعب للحصول على العلب الخمس المتبقية من صيدليات أخرى، فهذه تعقيدات ادارية تضاف على كاهل المريض والصيدلي والطبيب وسببها الوحيد هو انقطاع الدواء".
أم لانا هي واحدة من مئات اللبنانيين الذين يقضون ساعات طويلة يومياً في البحث عن أدوية لمرضاهم، وغالباً ما يعودون خائبين، بعد أن يسمعوا من غالبية الصيادلة الجواب نفسه "مقطوع".
وعن سبب انقطاع أدوية مرضى الصرع، يقول نقيب مستوردي الأدوية في لبنان كريم جبارة أن "طلبية دواء "الفاليوم" باتت جاهزة عند المصنّع لنقوم بتأمينها للمرضى لكن المصنّع يصر على شحنها عبر الجوّ لحماية جودتها والازمة تكمن في عدم توافر الطائرات للشحن فهذا هو السبب الرئيسي للازمة ومع ذلك ان الامور تتحلحل".
وفي سؤال لجبارة عن الوقت التي قد تتطلبه عودة الأمور الى مجاريها، أشار الى أنه "من الممكن أن ينتظر المريض لمدة تتراوح بين الاسبوع والاسبوعين تقريبا، فالبضاعة جاهزة عند المصنّع والمشكلة محصورة في شحنها".
وتابع: "مررنا باوضاع أمنية صعبة طيلة شهرين وأكثر ولم يكن من السهل علينا استيراد "الفاليوم" الى لبنان مع توقف حركة الطيران، فمسؤولية المستورد تقتصر على وضع طلبيات الادوية فيما مسؤليات التوضيب والشحن تقع على عاتق المصنعين. لكننا نتكلم عن حالة واحدة لمرض واحد من بين 200 دواء متوفر في كافة الصيدليات اللبنانية".
أزمة الدواء في لبنان ليست وليدة اللحظة وعدد مرضى الصَرَع يُقَدَّر بنحو 40 ألفاً وفق منظمة الصحة العالمية، فالمصيبة كبيرة وتطال عائلات كثيرة وكالعادة وككل أزمة ما يجب على المريض فعله هو تفعيل اتصالاته بأقاربه المغتربين الذين باتوا يخصصون في حقائبهم مكانا لادوية احبائهم وذويهم عند قدومهم الى أرض الوطن وعلى أمل أن تصل أدوية الصرع الى لبنان بعد اسبوعين أو أقلّ. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هل تحدث أدوية إنقاص الوزن انقلاباً في سوق السكر؟
تشهد السوق العالمية للسكر، التي تُقدّر قيمتها بمليارات الدولارات، نموًا مستمرًا على الرغم من التحذيرات الصحية المتزايدة بشأن مخاطر الإفراط في استهلاكه. فمبيعات الحلويات لا تزال قوية، بينما ترتفع معدلات السمنة عالميًا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن لأدوية إنقاص الوزن أن تحقق ما عجزت عنه الحكومات والعلماء والأطباء، وهو الحد من الطلب على السكر؟
تُعد محفزات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1s)، الموجودة في أدوية مثل ويجوفي ومونجارو وأوزمبيك، تقدمًا ثوريًا في علاج السمنة، وربما حالات أخرى مثل السكري والإدمان، بفضل قدرتها على تقليل الشهية. وقد يؤدي هذا إلى تغييرات كبيرة في أسواق السكر.
بدأت الشركات والمستثمرون بالفعل يشعرون بالقلق، إذ أشار الرئيس التنفيذي لشركة وول مارت، جون فورنير، إلى أن العملاء الذين يتناولون GLP-1s يشترون كميات أقل من البقالة. كما تراجعت أسهم شركات كبرى مثل مونديليز وبيبسيكو، واعترفت شركة هيرشي بتأثر مبيعاتها بشكل طفيف نتيجة زيادة استخدام هذه الأدوية.
ومع ذلك، يبدو أن تجار السكر لا يبدون قلقًا كبيرًا حيال هذا التهديد المحتمل. فهم يعتمدون على تاريخ طويل من حملات التحذير من أضرار السكر، التي لم تؤثر بشكل ملموس على الاستهلاك العالمي، والذي تضاعف أربع مرات خلال الستين عامًا الماضية وفقًا للبروفيسور بول بيرنز من الأكاديمية البريطانية. علاوة على ذلك، تستمر الحلويات في تحقيق مبيعات قوية، وكانت أسعار السكر مرتفعة مؤخرًا بسبب مشكلات الطقس وارتفاع تكاليف الإنتاج.
من جهة أخرى، يرى البعض أن تأثير أدوية GLP-1 على السوق قد يكون محدودًا في الوقت الحالي، نظرًا لارتفاع تكاليفها وتوفرها فقط لشريحة صغيرة من المستهلكين في الدول المتقدمة. وحتى إذا بدأ تأثيرها يظهر، يُعتقد أنه سيكون تدريجيًا، مما يمنح السوق وقتًا كافيًا للتأقلم.
لكن السؤال الأهم: هل هذا الاطمئنان في محله؟ فأدوية إنقاص الوزن تعمل بالفعل على تقليل الشهية، مما يجعلها قادرة على إعادة تشكيل عادات استهلاك السكر، وبالتالي إحداث تحول محتمل في سوق السكر العالمي.
يعتقد ستيفن جيلدارت، من شركة تجارة السكر Czarnikow ومقرها لندن، أن أدوية GLP-1 تسير بالفعل على الطريق الصحيح لتعطيل الطلب، بدءاً من الدول الغنية. وقال «أعتقد أننا في المراحل الأولى من ذلك، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن هذه الأدوية لا تزال باهظة الثمن». «لذلك فهي ليست منتشرة – حتى الآن».
وكلمة «حتى الآن» تلقي بظلالها بقوة. ففي المملكة المتحدة، على سبيل المثال، تخطط الحكومة لطرح دواء مونجارو عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية، ومن المرجح أن تنخفض الأسعار في أماكن أخرى أيضاً، خصوصاً مع تسابق شركات الأدوية لبيع نسخ مركبة من الأدوية، والتحايل على براءات الاختراع.
وإذا انخفضت الأسعار واتسع نطاق الوصول، فقد تصل التأثيرات المتتالية إلى الأسواق ذات الدخل المتوسط وحتى الأسواق النامية. ووباء السمنة وسلسلة الظروف الصحية المصاحبة له لا تقتصر على الدول الغربية الغنية. ففي الهند، أكبر مستهلك للسكر في العالم، ترتفع معدلات الإصابة بمرض السكري والسمنة.
ويستهلك الهنود 29 مليون طن من السكر سنوياً، أو ما يعادل 15 % من الطلب العالمي. حتى الإقبال المتواضع على GLP-1s هناك يمكن أن يزعزع السوق بطرق قد يجد التجار صعوبة في تجاهلها.
ويسلط جيلدارت الضوء على ظاهرة أخرى يجب أن تثير انتباه المشاركين في سوق السكر: يشكل المشترون الرئيسيون للمنتجات ذات مستويات السكر العالية مثل الآيس كريم والبسكويت والشوكولاتة نسبة كبيرة من المبيعات. وإذا قلل هؤلاء المستخدمون من استهلاكهم، فقد يكون هناك تأثير كبير.
ومع ذلك، يعتبر تتبع استهلاك السكر أمراً صعباً للغاية. لذلك، هناك خطر حقيقي من أن هذه الاتجاهات قد تتطور دون أن يكتشفها أحد قبل أن تستيقظ الصناعة على ما يحدث.
رغم ذلك، يمكن أن يتضخم الانخفاض الهادئ في الطلب بسبب ارتفاع العرض. فقد حفزت الأسعار المرتفعة خلال العام الماضي موجة من الاستثمارات في قصب السكر، خصوصاً في البرازيل. وإذا زاد الإنتاج مع تراجع الاستهلاك، فقد يواجه السوق فائضاً في العرض يؤدي إلى انخفاض الأسعار ليفرض تعديلاً مؤلماً. وبالفعل، تراجعت الأسعار أخيراً بسبب انخفاض المخاوف بشأن الإنتاج. وانخفضت العقود الآجلة للسكر الخام في نيويورك من ذروتها في نوفمبر 2023 البالغة 28 سنتاً للرطل، وانخفضت هذا الشهر إلى أقل من 19.50 سنتاً.
لكن لدى السكر قدرة على التكيف، حيث يمكن إعادة استخدامه في وقود الإيثانول أو البلاستيك الحيوي، خصوصاً مع تزايد الطلب على الوقود منخفض الكربون والمواد المتجددة. رغم ذلك، لن يحدث هذا التحول بين عشية وضحاها. وحتى الآن، لم يجذب سوق السكر كثيراً من اهتمام المضاربين. لكن متى ينتهز البائعون على المكشوف فرصة للحصول على جزء من «كعكة أوزمبيك؟».
صحيفة البيان
إنضم لقناة النيلين على واتساب