"إذا لم أتمكن من الحصول على أدوية ابنتي التي تعاني من مرض الصرع منذ صغرها سأضطر مجبرة لان أدخلها الى المستشفى كل يوم تقريبا لكي تأخذ حقنة "الفاليوم"، بهذه الكلمات اختصرت سحر صليبا والدة الشابة اللبنانية لانا معاناتها، وهي تقول أن ابنتها تحتاج لأكثر من 7 علب من دواء الفاليوم وعلبتين "دياموكس" شهريا لتفادي عوارض الصرع الصعبة والمميتة أحيانا مع انقطاع العلاج المطلوب.



تشرح الام لـ"لبنان24" عن المرحلة التي تمرّ بها بحزن شديد وخوف على مصير ابنتها ان امتدت الازمة وطالت فترة انتظار وصول الدواء وتوافره في الاسواق، قائلة: "ذهبت الى كافة الصيدليات المتواجدة في مناطق المتن ولم أستطع من إيجاد أدوية ابنتي مع كل المحاولات، وليس هناك من بديل عن دوائي "الفاليوم" و"الدياموكس" وفقا لطبيب لانا".

وتضيف: "فعلت المستحيل في هذا الشهر كي أؤمن أدوية لانا بالكامل، وسألت الاقرباء والجيران المتواجدين في الخارج والعائدين الى لبنان في فترة الأعياد واستطعت تأمين كمية محدودة تكفي حاجة ابنتي لشهر واحد فقط".

وأشارت الام الى أن "دواء مثل "الفاليوم" لا يباع دون وصفة مسبقة من قبل الطبيب، واليوم عندما نقدم الوصفة لشراء 7 علب لا يتوافر في الصيدلية اكثر من علبتين، فيضطر الصيدلي الى بيع المريض علبتين واخذ الوصفة منه الأمر الذي يصعب للحصول على العلب الخمس المتبقية من صيدليات أخرى، فهذه تعقيدات ادارية تضاف على كاهل المريض والصيدلي والطبيب وسببها الوحيد هو انقطاع الدواء".

أم لانا هي واحدة من مئات اللبنانيين الذين يقضون ساعات طويلة يومياً في البحث عن أدوية لمرضاهم، وغالباً ما يعودون خائبين، بعد أن يسمعوا من غالبية الصيادلة الجواب نفسه "مقطوع".

وعن سبب انقطاع أدوية مرضى الصرع، يقول نقيب مستوردي الأدوية في لبنان كريم جبارة أن "طلبية دواء "الفاليوم" باتت جاهزة عند المصنّع لنقوم بتأمينها للمرضى لكن المصنّع يصر على شحنها عبر الجوّ لحماية جودتها والازمة تكمن في عدم توافر الطائرات للشحن فهذا هو السبب الرئيسي للازمة ومع ذلك ان الامور تتحلحل".

وفي سؤال لجبارة عن الوقت التي قد تتطلبه عودة الأمور الى مجاريها، أشار الى أنه "من الممكن أن ينتظر المريض لمدة تتراوح بين الاسبوع والاسبوعين تقريبا، فالبضاعة جاهزة عند المصنّع والمشكلة محصورة في شحنها".

وتابع: "مررنا باوضاع أمنية صعبة طيلة شهرين وأكثر ولم يكن من السهل علينا استيراد "الفاليوم" الى لبنان مع توقف حركة الطيران، فمسؤولية المستورد تقتصر على وضع طلبيات الادوية فيما مسؤليات التوضيب والشحن تقع على عاتق المصنعين. لكننا نتكلم عن حالة واحدة لمرض واحد من بين 200 دواء متوفر في كافة الصيدليات اللبنانية".

أزمة الدواء في لبنان ليست وليدة اللحظة وعدد مرضى الصَرَع يُقَدَّر بنحو 40 ألفاً وفق منظمة الصحة العالمية، فالمصيبة كبيرة وتطال عائلات كثيرة وكالعادة وككل أزمة ما يجب على المريض فعله هو تفعيل اتصالاته بأقاربه المغتربين الذين باتوا يخصصون في حقائبهم مكانا لادوية احبائهم وذويهم عند قدومهم الى أرض الوطن وعلى أمل أن تصل أدوية الصرع الى لبنان بعد اسبوعين أو أقلّ. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

نفاد مخزون دواء علاج إدمان المخدرات méthadone يثير الخوف في مراكز الإدمان وجمعيات تنتقد وزارة الصحة

حذرت جمعيات تهتم بالإدمان من نفاد مخزون دواء méthadone، الذي يعتبر دواء أساسيا للمساهمة في علاج الإدمان على المواد الأفيونية ويلعب دورًا محورًا في الحد من المخاطر الصحية والاجتماعية المرتبطة بتعاطي المخدرات.

وجاء في بيان لكل من جمعية حسنونة لمساندة مستعملي ومستعملات المخدرات AHSUD، والجمعية الوطنية للتقليص من مخاطر المخدرات RdR Maroc، وجمعية محاربة السيدا ALCS، والائتلاف العالمي للاستعداد للعلاج في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ITPC-MENA، تحذير من سعي وزارة الصحة إلى تقليص الجرعات المخصصة للعلاج.
وجاء في البيان الذي حمل عنوان الحق في العلاج بـ « الميثادون »: ضمان الاستدامة واحترام لحقوق المرضى، أنه في ظل نفاد مخزون الميثادون، قامت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية باتخاذ عدة إجراءات، من بينها ما نصت عليها دورية وزارية من تقليص جرعات الميثادون بشكل آلي ومنهجي حسب الفئات ولجميع المرضى، بما فيهم المتعايشون والمتعايشات مع فيروس نقص المناعة البشري (VIH) ومرضى الالتهاب الكبدي « س » و »ب »، بالإضافة إلى مرضى السل. « تلك الإجراءات التي لم نستشر فيها أو حتى نخبر بها كشركاء، حيث أخذنا علما بها من خلال الإشعارات التي تم تعليقها بمداخل مراكز محاربة الإدمان كباقي المستفيدين والمستفيدات ».
جمعيات المجتمع المدني التي تعمل على تسهيل وصول الفئات الهشة إلى الخدمات الصحية ودعم حقوق الأشخاص مستعملي ومستعملات المخدرات، اعتبرت أن الحلول المقترحة تظل غير كافية، وقد تؤدي إلى نتائج كارثية على صحة المرضى والمجتمع ككل.

وأكدت أن تقليص جرعات الميثادون يجب أن يتم وفقاً للبروتوكولات المعتمدة وطنيا ودوليا بما فيها المقترح من قبل منظمة الصحة العالمية والتي تؤكد على ضرورة موافقة المريض، حيث إن أي تغيير في الجرعات دون استشارته قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.

وذكرت كذلك بأن توقف توفير هذا العلاج سيؤدي إلى:

ارتفاع معدلات الانتكاس وحالات العودة لاستهلاك المخدرات

زيادة حالات الانسحاب التي تسبب المعاناة النفسية والجسدية خصوصا مع غياب استراتيجيات بديلة للأدوية المهدئة التي لا تتوفر حاليا في المراكز المتخصصة.

التأثير سلبا على استمرار الأشخاص في الإدماج الاجتماعي والمهني

تراجع إقبال مستعملي ومستعملات المخدرات على أنشطة الوقاية والتوعية، نظرا للقلق النفسي الناتج عن الخوف من عدم استمرارية العلاج.

وحذرت الجمعيات من أن هذا الوضع سيؤثر بشكل خطير على صحة المرضى وعلى البرنامج الوطني لمحاربة السيدا، واستمراره « يجعلنا نخشى أن تتأثر جهودنا الوطنية لتحقيق هدف القضاء على السيدا في المغرب بحلول عام 2030 ».

وحثت الجمعيات، الجهات المعنية، وخاصة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على اتخاذ إجراءات عاجلة ومستدامة من أجل:

إعادة توفير مخزون الميثادون من خلال التعاون مع المنظمات الدولية والشركاء التقنيين لتأمين مخزون الطوارئ وضمان استمرارية العلاج.

احترام حقوق المرضى بالالتزام بأن لا يتم أي تعديل في جرعات الميثادون إلا بموافقة مستنيرة من المرضى ووفقا للبروتوكولات العلمية.

إيجاد حلول بديلة لاستكشاف خيارات علاجية مؤقتة، تحت إشراف طبي، لتعويض النقص مع تقليل المخاطر على المرضى.

تعزيز إدارة المخزون، ووضع خطة لمنع نقص المخزون تشمل تحسين إدارة التوريد وتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية.

إشراك المجتمع المدني العمل بشكل وثيق مع الجمعيات المدنية لإيجاد حلول مستدامة، وضمان وضع حقوق واحتياجات المرضى في صلب القرارات.

ومما جاء في البيان:

نؤكد مجددًا على استعدادنا للتعاون مع جميع الأطراف المعنية لإيجاد حلول مستدامة لهذه الأزمة. كما أننا على استعداد لتقديم خبراتنا ودعمنا لضمان استمرارية الرعاية والحفاظ على صحة وحقوق المرضى.

الصحة حق أساسي، والوصول إلى الأدوية الأساسية مثل الميثادون هو واجب أخلاقي وقانوني. وندعو إلى تعبئة جماعية لكي لا تؤدي هذه الأزمة إلى عواقب وخيمة على الصحة العامة وحقوق الإنسان في المغرب.

إننا ندق ناقوس الخطر ونوجه نداء مستعجلا لكل من يهمه الأمر لا تتركوا المرضى وحدهم في مواجهة هذا الوضع الصعب، ولا تسمحوا بأن تتحول الأزمة الصحية إلى أزمة إنسانية واجتماعية.

 

 

كلمات دلالية méthadone إدمان المخدرات الإدمان مخزون وزارة الصحة

مقالات مشابهة

  • مريض يروي تجربة فقدانه البصر بعد تناوله دواءً لإنقاص الوزن
  • إحباط محاولة تهريب أدوية عبر منفذ زرباطية
  • بعد تناوله دواءً لإنقاص الوزن .. مريض يروي تجربة فقدانه البصر
  • طبيبة تكشف: الشوكولاتة الداكنة دواء طبيعي للاكتئاب!
  • المفتي يوضح حكم صيام المريض العاجز «فيديو»
  • هل يجوز صيام المريض العاجز؟ مفتي الجمهورية يوضح | فيديو
  • بالفيديو| هل يجوز صيام المريض العاجز؟.. مفتي الجمهورية يوضح
  • نفاد مخزون دواء علاج إدمان المخدرات méthadone يثير الخوف في مراكز الإدمان وجمعيات تنتقد وزارة الصحة
  • «الغمراوى» يشهد مراسم توقيع اتفاقية لنقل التكنولوجيا وتوطين صناعة أدوية الأورام
  • توطين أدوية الأورام بين ساندوز العالمية وسيديكو| هيئة الدواء: سيتم نقل تكنولوجيا التصنيع وتحقق الاكتفاء الذاتي لـ5 مستحضرات للمرضى.. الحق في الدواء: تسهم في تأمين المستحضرات الحيوية والأمن الدوائي