مجلس الشيوخ الأميركي يوسع تحقيقاته مع بنك كريدي سويس
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
توصلت لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي إلى أن بنك كريدي سويس السويسري المتعثر أخفى معلومات خلال تحقيقات سابقة بشأن حسابات مرتبطة بالنازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
وقالت لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ في بيان السبت إن عشرات الآلاف من الوثائق التي تم اكتشافها خلال عملية تدقيق مستمرة، قدمت أدلة جديدة على وجود حسابات على صلة بالنازيين.
وأضافت اللجنة أن البنك لم يكشف عن هذه الحسابات خلال تحقيقات سابقة، لا سيما في تسعينيات القرن العشرين.
وكان كريدي سويس قد وافق على تسوية بقيمة 1.25 مليار دولار لدعاوى قضائية رفعها ضده ناجون من "المحرقة اليهودية"، لكنه اتهم بعدم الانفتاح التام بشأن تعاملاته السابقة مع النازيين.
وذكرت لجنة مجلس الشيوخ السبت أن حزمة من الملفات المكتشفة حديثا، بينها 3600 وثيقة مادية و40 ألف ميكروفيلم، تبين أنها تحتوي على "معدل صلة مرتفع" بالنازيين.
وأوضحت أن هذه الاكتشافات ناتجة عن تقرير مؤقت لنيل باروفسكي الذي فصله البنك من منصبه كـ"محقق مستقل" عام 2022 بعد الضغط عليه للحد من تحقيقاته.
وأعيد تعيين باروفسكي محققا خاصا عام 2023، بعد استحواذ مصرف "يو بي إس" على كريدي سويس في أعقاب أزمة مالية كبرى واجهها الأخير.
إعلانوكان بنك "يو بي إس" قد اشترى كريدي سويس في 2023.
وأشار باروفسكي في رسالة إلى اللجنة السبت إلى "المستوى الاستثنائي من التعاون الذي قدمه كريدي سويس، تحت قيادة يو بي إس"، منذ عودته إلى عمله، لكنه أردف أن كريدي سويس لم يشارك بعد كل المعلومات التي بحوزته.
من جهتها، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن فريق باروفسكي اكتشف حسابات كان يسيطر عليها ضباط رفيعو المستوى في جهاز الـ"إس إس" النازي، أو فرق الحماية الخاصة.
وسلط باروفسكي في رسالته الضوء على اكتشافات وصفت بكونها "جديرة بالملاحظة" في قسم الأبحاث في كريدي سويس.
من جهته، أكد بنك "يو بي إس" أنه سيقدم لباروفسكي كل المساعدة اللازمة في عمله.
وقال بنك "يو بي إس" في بيان إنه "ملتزم بالمساهمة في المحاسبة الكاملة للحسابات المرتبطة بالنازيين… منذ الاستحواذ على كريدي سويس، جعلنا من أولوياتنا ضمان أن تكون المراجعة شاملة ودقيقة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مجلس الشیوخ کریدی سویس یو بی إس
إقرأ أيضاً:
ماسك يسلم نظام المدفوعات الأميركي لمهندسين في العشرينيات
استحدث دونالد ترامب فور وصوله إلى المكتب البيضاوي منصبًا جديدًا ثم منحه لإيلون ماسك أحد أكبر داعميه في حملة الانتخابات الأخيرة والمتبرعين لصالح حفل تنصيبه.
يترأس ماسك في المنصب الجديد قسمًا يدعى "الكفاءة الحكومية" يهدف بشكل أساسي إلى تقليل وترشيد إنفاقات الحكومة الأميركية من أجل تقليل الهدر فيها.
أطلق القسم الجديد مجموعة من القرارات التي أثارت سخط العالم، بدءًا من إيقاف هيئة الدعم العالمية "يو إس آيد" (USAID) التي كان من أبرز أنشطتها تقديم علاج ودعم لمرضى الإيدز في الدول الفقيرة، إلى جانب إيقاف العديد من المنح الأميركية حول العالم.
لم يقتصر نشاط القسم على إيقاف الدعم الخارجي للولايات المتحدة فقط، بل امتد إلى الإنفاق الحكومي داخل الولايات المتحدة، بما فيها المعاشات ومكافآت التأمين الاجتماعي التي كانت تمنح داخل البلاد.
وفي وسط كل هذا السخط والضجة، ظهرت مجموعة من التقارير تشير إلى أن أحد رجال إيلون ماسك أصبح قادرًا على الوصول إلى منظومة المدفوعات الحكومية بشكل ينافي تصريحات ماسك السابقة، فماذا حدث؟
رجال ماسك يسيطرونتصف العديد من التقارير خطوات إيلون ماسك في الحكومة الفدرالية بكونها أقرب إلى الاستيلاء على الشركات التقنية والتجارية، وفي قلب عملية الاستيلاء هذه، يجلس مجموعة من المهندسين الذين تبلغ أعمارهم بين 19 و24 عامًا.
إعلانفبحسب تقرير نشر في موقع "وايرد" (Wired) المتخصص بالتقنية، فإن عدد هذه المجموعة يصل إلى 6 أفراد، جميعهم يملكون صلات مباشرة مع إيلون ماسك فضلا عن امتلاك بعضهم لصلات مباشرة مع بيتر ثيل، وهو أيضًا من أكبر داعمي ترامب في وادي السيليكون مع كونه صديقًا مقربًا من إيلون ماسك وأحد الأعضاء البارزين في مافيا "باي بال".
المهندسون هم أكاش بوبا، وإدوارد كوريستين، ولوكي فاريتور، وغوتييه كول كيليان، وجافين كليجر، وإيثان شوتران، إلى جانب ماركو إيليز، الذي يبلغ من العمر 25 عامًا وتمكن من الوصول إلى قلب منظومة المدفوعات الحكومية الأميركية.
صلاحيات إيليز تتضمن الوصول وتعديل الأكواد الخاصة بنظامين من أهم أنظمة المدفوعات الحكومية الأميركية وأكثرها حساسية، وهم نظام أتمتة المدفوعات ونظام الدفع الآمن في مكتب الخدمة المالية، وبشكل عام، تتحكم هذه الأنظمة في جميع المدفوعات الحكومية التي تشكل أكثر من خُمس الاقتصاد الأميركي.
رغم تأكيد التقارير الواردة من الصحف المؤيدة لترامب أن صلاحيات ماسك وإيليز بالتبعية لا تتضمن تعديل الأكواد أو حتى الوصول إلى الخوادم عن بعد، فإن غالبية التقارير الأخرى تؤكد قدرة الأخير على الوصول إلى الخوادم عن بعد والتعديل في أكوادها.
يمكن التعديل في أكواد الخوادم والأنظمة البرمجية بشكل يحذف البيانات أو يضيف بيانات حساسة جديدة فضلا عن إمكانية تخطي الإجراءات الأمنية الموضوعة لإيقاف عمليات الاختراق الخارجي، كما يستطيع إضافة حسابات لمستخدمين جدد دون رقابة أو حتى حذف وتعديل حسابات المستخدمين القدامى.
نظرًا لحساسية هذه الأنظمة وحظوة إيلون ماسك لدى ترامب، فإن كل من تحدث مع موقع "وايرد" رفض الكشف عن منصبه أو اسمه، ولكن بحسب هذه المصادر، فإن إيليز وأي شخص يمتلك هذه الصلاحيات قادر على فعل أي شيء يرغب به في النظام، حتى وإن كان إيقاف النظام بشكل كامل، وأضاف مصدر مطلع على آلية عمل هذه الأنظمة، أن تتبع عمليات الاحتيال الحكومي أو المدفوعات غير المبررة لا يحتاج إلى كل هذه الصلاحيات.
إعلانوأضاف مصدر آخر يعمل في قسم الأنظمة المعلوماتية بالحكومة الفدرالية أن مثل هذا الأمر ليس مستبعدًا عن رجال إيلون ماسك، ورغم أنه كان شبه مستحيل قبل عدة أشهر، فإنه الآن أصبح ممكنًا بشكل كبير ومن المتوقع أن يحدث.
وعلى صعيد آخر، تحدث مصدر ثالث عن مجموعة أخرى من رجال إيلون ماسك يتمتعون بوصول إلى تقنيات أكثر حساسية، من ضمنهم نيكول هولاندر التي أقامت سابقًا في مكتب "تويتر" بعد استحواذ ماسك عليه وتوماس شيد وهو مهندس سابق في "تسلا" ويدير الآن إدارة الخدمات العامة التابعة للحكومة الفدرالية.
فضلا عن مجموعة أخرى رفض هذا المصدر الكشف عن أسمائهم، وأكد أن هذه المجموعة حاولت الوصول إلى مجموعة من التقنيات الأمنية للبيت الأبيض وإدارة الخدمات العامة، وهو الأمر الذي لم يحدث سابقًا ويمثل خطرًا كبيرًا.
تحكم بالمدفوعات الحكوميةبشكل عام، تتحكم الأنظمة التي يصل لها رجال ماسك الآن في المدفوعات الحكومية للهيئات الفدرالية فضلا عن الأفراد والجمعيات وبعض الشركات، وعبر الوصول والتحكم في النظام المسؤول عن هذه المدفوعات، يمكن لأي شخص التحكم في سير المدفوعات الأميركية.
يعني هذا إمكانية إيقاف المدفوعات لهيئة بعينها أو أفراد وربما زيادة المدفوعات لهيئات وأفراد أخرى، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الحزب الديمقراطي منذ الإعلان الأول عن تولي إيلون ماسك لمنصبه الجديد، بما فيهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ شومر، الذي لمّح إلى أن ماسك ورجاله قادرون على إيقاف المدفوعات التي وافق عليها الكونغرس ولا يرغب ترامب في تنفيذها.
يذكر أن إدارة ماسك الجديدة كانت سببًا في مواجهة بين القائم بأعمال وزير الخزانة ديفيد ليبريك وشركاء ماسك. وتم وضع ليبريك في إجازة إدارية لمدة أسبوع قبل أن يستقيل من منصبه نهائيًا، وهو الأمر الذي عزز من سلطة إيلون ماسك ورجاله، في إشارة واضحة لأي شخص ينوي الاعتراض على ماسك وسياساته.
إعلان