موقع 24:
2025-03-09@21:12:03 GMT

سوريا تغير قواعد اللعبة بين القوى الكبرى

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

سوريا تغير قواعد اللعبة بين القوى الكبرى

قال أنيل تريغونايات، باحث أول في مؤسسة فيفيكانادا الدولية الهندية، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولات جيوسياسية عميقة، حيث تركز القوى العظمى على سوريا باعتبارها محوراً للتغيير في المنطقة.

تواجه روسيا التي دعمت نظام الأسد منذ 2015، تحديات كبيرة

وأضاف تريغونايات، وهو سفير هندي سابق، في مقالة مطولة نشرتها المؤسسة البحثية الهندية إن التغيرات التي حدثت منذ بداية الحرب السورية وحتى الأيام الأخيرة تشير إلى تأثيرات كبيرة على اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، بما في ذلك الولايات المتحدة، وإسرائيل، وإيران، وتركيا، ودول الخليج، إضافة إلى دور القوى الكبرى مثل روسيا والصين.

وتبرز التغيرات في سوريا ضمن سياق ديناميكي يعكس صراعات معقدة وتفاعلات متشابكة بين هذه القوى، مما يؤثر في الاستقرار الإقليمي والعالمي.
الاحتلال الإسرائيلي والهجمات على غزة

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنّت حركة حماس هجمات ضد إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز العديد من الرهائن. على الرغم من عدم التوقع الإسرائيلي لهذه الهجمات، فقد كانت نتيجة للخلافات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية، خاصةً بسبب السياسات المثيرة للجدل لنتنياهو وحلفائه من اليمين المتطرف.

Yes, yes, diplomacy is no match for proxy wars waged by Al Qaeda that is funded and armed by a global empire and its vassals.

However, in the long run, countries will pivot to China precisely because of this geopolitical philosophy.#Syria #Assad pic.twitter.com/SeWmaeKsQi

— S.L. Kanthan (@Kanthan2030) December 11, 2024

أشعلت الهجمات الصراع مجدداً في المنطقة، وأسفرت عن تدمير شامل في غزة لكن بنجاح محدود. وواجهت إسرائيل تهديداً من حزب الله في الشمال، واضطرّت في النهاية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار عبر وساطة أمريكية-فرنسية.


الضعف الروسي 

من جانبها، تواجه روسيا التي دعمت نظام الأسد منذ 2015، تحديات كبيرة في سياق الحرب الأوكرانية والعقوبات الغربية التي أفقدتها القدرة على التأثير الجيوسياسي في المنطقة. في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، سقط نظام الأسد أمام هجوم من هيئة تحرير الشام، التي حققت انتصاراً سريعاً على دمشق والمدن الكبرى دون مقاومة تُذكر من الجيش السوري. هذا الانتصار يعكس تحولاً جذرياً في موازين القوى داخل سوريا ويضع الروس في موقف ضعف استراتيجي.


التدخلات الإقليمية في سورية

إسرائيل، التي كانت تُعزز سيطرتها على هضبة الجولان، في ظل انهيار النظام السوري، شنت غارات جوية في سوريا لتدمير منشآت استراتيجية خشية من وقوعها في أيدي المتطرفين. هذا التدخل الإسرائيلي فاقم الوضع وأدى إلى توترات مع المجتمع الدولي. في الوقت ذاته، بدأت إيران التي كانت تشكل جزءاً من "محور المقاومة" وتمدّ النظام السوري بالمساعدة، تواجه صعوبات في الحفاظ على نفوذها في المنطقة بسبب تصاعد الضغوط الداخلية والعقوبات.


دور تركيا في تغيير المعادلة

أما تركيا، فقد كانت تسعى منذ البداية لإضعاف نظام الأسد وتحقيق مصالحها الجيوسياسية في سوريا، خاصةً في ظل المواجهات مع قوات سوريا الديموقراطية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. فمع تراجع دور الأسد، أصبحت تركيا طرفاً رئيساً في المشهد السوري، مستفيدة من ضعف النظام وتحقيق أهدافها الأمنية، لكن ذلك وضعها في مواجهة مباشرة مع حليفتها في حلف شمال الأطلسي، الولايات المتحدة.


دول الخليج وصراع القوى

وزعم الكاتب أن دول الخليج كانت تدعم المعارضة السورية بهدف إضعاف نظام الأسد، إلا أن التدخل الروسي جعل الوضع أكثر تعقيداً. مع مرور الوقت، بدأت الدول الخليجية تُدرك أن الأسد قد عاد إلى الساحة السياسية، مما دفعها إلى إعادة فتح قنوات التواصل مع دمشق في محاولة للانخراط في عملية إعادة الإعمار والمساهمة في الاستقرار الإقليمي. ورغم هذا التقارب، تظل الخلافات مستمرة بشأن وحدة الأراضي السورية والسيادة على الهضبة. ومن المرجخ مستقبلاً أن تظهر قطر وتركيا بوصفهما طرفين رئيسين على الساحة. ومع ذلك، قد تحمل الاستراتيجيات المتباينة لدول الخليج في سورية متغيرات معقدة خاصة بها تقتضي متابعة دقيقة.

#Syria’s new leadership under Ahmed al-Jolani signals a #geopolitical shift. #America’s approach focuses on power dynamics rather than #counterterrorism: @KabirTaneja explains: https://t.co/FYdLOh1447

— ORF (@orfonline) January 4, 2025
الصين والاهتمام المتزايد

أما الصين، فقد توسعت مصالحها في المنطقة عبر الانضمام إلى مبادرة "الحزام والطريق"، ودعمت دمشق في الساحة الدولية. الصين تعاملت مع الأوضاع في سوريا بحذر، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على استقرار البلاد دون التدخل المباشر في الشؤون الداخلية. ومع ذلك، يبدو أن بكين قد تصبح لاعباً رئيساً في المرحلة المقبلة، خاصةً بعد أن قدّمت الدعم في التخفيف من حدة التوترات بين السعودية وإيران.


الهند، التي دعمت دائماً سيادة سوريا ووحدة أراضيها، تستمر في تقديم المساعدة الإنسانية لسوريا، لكنها في الوقت نفسه كانت حريصة على التعامل مع الأوضاع الداخلية في بمرونة، مع ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل. وقد أكدت على أهمية ضمان سلامة وأمن العمال الهنود في سوريا خلال التحولات الأخيرة.


الآفاق المستقبلية

مع كل هذه التحولات، يقول الباحث، يبدو أن عام 2025 سيكون عاماً حاسماً في تحديد مستقبل سوريا والمنطقة. وتشكل الصراعات المستمرة في اليمن وليبيا وسوريا ولبنان والعراق تحديات كبيرة للمؤسسات الدبلوماسية العالمية. وستظل التدخلات الخارجية المتباينة من قوى إقليمية وعالمية تؤثر بشكل كبير في استقرار المنطقة.
من جهة أخرى، يبقى المستقبل غامضاً في ظل تزايد التوترات بين القوى الكبرى، مثل إيران وإسرائيل، وتغيرات سياسية قد تؤدي إلى تحديات أكبر في السياسة الإقليمية والعالمية. والمأمول هو أن يؤدي التفاعل بين هذه القوى إلى تسوية سلمية تعزز من استقرار المنطقة وتحقق تطلعات شعوبها، رغم التحديات التي ما زالت تواجهها.
وخلص الباحث إلى القول بأن الأزمة السورية لم تنتهِ بعد، وما زال الصراع مستمراً، لكن المنطقة قد تكون على أعتاب تغيير استراتيجي كبير. التغيرات في سوريا ليست مجرد صراع داخلي، بل هي ساحة لتنافس القوى العظمى. والتحديات المستقبلية تفرض على الجميع أن يتعاملوا بحذر مع الديناميكيات المتغيرة، التي سيكون لها تأثيرات بعيدة المدى على استقرار الشرق الأوسط والعالم.



المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد نظام الأسد فی المنطقة فی سوریا کانت ت

إقرأ أيضاً:

ما هي نهاية اللعبة لإسرائيل في سوريا؟

كتبت روزانا بو منصف في" النهار": في اتصال أجراه وزير الخارجية الأميركي مارکو روبیو برئيس الوزراء الإسرائيلي بنیامین نتنياهو، أكد الديبلوماسي الأميركي "أن دعم الولايات المتحدة الثابت الإسرائيل أولوية قصوى للرئيس دونالد ترامب". وفيما لا يحمل هذا التأكيد جديداً في لجهة الأولوية التي تحتلها إسرائيل في جدول الأعمال الأميركي، فإن هذا الأمر يكتسب بعداً خطيراً مع استثمار إسرائيل هذا الدعم وتوظيفه من أجل القيام بدور "البلطجة" في المنطقة وليس للدفاع عن حقوق إسرائيل.

تنطوي كل التجاوزات والانتهاكات الإسرائيلية على تحديات كبيرة للدول العربية وللمملكة العربية السعودية خاصة ومعها الدول الخليجية من أجل حمل مشروع مقنع لإدارة ترامب يرد على مراكمة إسرائيل عناصر أو أوراق احتلال في يدها للمساومة عليها لاحقا ويتوصل مع الإدارة التي أظهرت في أسلوب أدائها مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي درساً لطريقة تعاملها مع دول العالم وزعمائه إن لم تتجاوب هذه الدول مع رؤى سيد البيت الأبيض راهناً.

يرجح مراقبون سياسيون أن يكون الحنين قوياً لدى إسرائيل لزمن حكم آل الاسد الأب فالابن تتيح الفوضى وعدم الاستقرار الى نشوء تنظيمات متطرفة أو عودة بروز تنظيم الدولة الإسلامية لا سيما في ظل تبادل الانتقادات بين إيران وتركيا على الوضع في سوريا. ومن شأن ذلك في حال حدوثه أن ينعكس على دول الجوار وفي مقدمهم لبنان والعراق على نحو قد يؤدي إلى تفتت هذه الدول وربما تقسيمها بما من شأنه ألا يترك الأمور عند الحدود التي تقف عندها اليوم.

ولذلك تكبر تساؤلات عن الهدف من اللعبة التي تقوم بها إسرائيل وإلى أين تريد الوصول؟ يستند البعض إلى ما كان قاله وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في 14 شباط المنصرم عن الحاجة إلى اغتنام الفرصة لخلق الاستقرار في سوريا ومنعها من أن تصبح ملاذاً للإرهاب، علماً بأن إدارة ترامب لم تدل بدلوها فعلاً بعد في الشأن السوري. لكن روبيو قال قبل ذلك إنه "إن كانت هناك فرصة في سوريا لإنشاء مكان أكثر استقراراً مما كان لدينا تاريخياً وخاصة في عهد الأسد، حيث كانت إيران وروسيا تهيمنان وحيث كان تنظيم الدولة الإسلامية يعمل بحصانة، فنحن بحاجة إلى متابعة هذه الفرصة ومعرفة إلى أين يقود ذلك". وهذا يفترض من إسرائيل عدم تخريب ذلك خصوصاً أن روبيو تحدث كذلك عن أن التحولات في لبنان وسوريا قد تسهل الوصول إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
 

مقالات مشابهة

  • سوريا .. ضبط قادة من فلول نظام الأسد بدير الزور
  • المتحدث باسم وزارة الدفاع: ‏بعد استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل.. البدء في المرحلة الثانية التي تهدف إلى ملاحقة فلول وضباط نظام الأسد البائد في الأرياف والجبال
  • سوريا ترحب باستعادة عضويتها في منظمة التعاون الإسلامي بعد 13 عاما من تعليقها
  • سوريا ترحب باستعادة عضويتها في منظمة التعاون الإسلامي بعد 13 من تعليقها
  • الخارجية ترحب بقرار منظمة التعاون الإسلامي استئناف عضوية سوريا بعد سقوط نظام الأسد
  • مصر تصدر بياناً بشأن التطورات في سوريا
  • قطر تدين الجرائم التي ترتكبها مجموعات "خارجة عن القانون" في سوريا
  • سوريا تشتعل من جديد.. اشتباكات دامية في الساحل بين الجيش السوري وفلول نظام الأسد.. والدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة لصد الهجمات
  • سوريا على صفيح ساخن.. مواجهات عنيفة بين الجيش و"فلول الأسد" ومقتل العشرات
  • ما هي نهاية اللعبة لإسرائيل في سوريا؟