موقع 24:
2025-04-11@07:07:30 GMT

سوريا تغير قواعد اللعبة بين القوى الكبرى

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

سوريا تغير قواعد اللعبة بين القوى الكبرى

قال أنيل تريغونايات، باحث أول في مؤسسة فيفيكانادا الدولية الهندية، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحولات جيوسياسية عميقة، حيث تركز القوى العظمى على سوريا باعتبارها محوراً للتغيير في المنطقة.

تواجه روسيا التي دعمت نظام الأسد منذ 2015، تحديات كبيرة

وأضاف تريغونايات، وهو سفير هندي سابق، في مقالة مطولة نشرتها المؤسسة البحثية الهندية إن التغيرات التي حدثت منذ بداية الحرب السورية وحتى الأيام الأخيرة تشير إلى تأثيرات كبيرة على اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، بما في ذلك الولايات المتحدة، وإسرائيل، وإيران، وتركيا، ودول الخليج، إضافة إلى دور القوى الكبرى مثل روسيا والصين.

وتبرز التغيرات في سوريا ضمن سياق ديناميكي يعكس صراعات معقدة وتفاعلات متشابكة بين هذه القوى، مما يؤثر في الاستقرار الإقليمي والعالمي.
الاحتلال الإسرائيلي والهجمات على غزة

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنّت حركة حماس هجمات ضد إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز العديد من الرهائن. على الرغم من عدم التوقع الإسرائيلي لهذه الهجمات، فقد كانت نتيجة للخلافات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية، خاصةً بسبب السياسات المثيرة للجدل لنتنياهو وحلفائه من اليمين المتطرف.

Yes, yes, diplomacy is no match for proxy wars waged by Al Qaeda that is funded and armed by a global empire and its vassals.

However, in the long run, countries will pivot to China precisely because of this geopolitical philosophy.#Syria #Assad pic.twitter.com/SeWmaeKsQi

— S.L. Kanthan (@Kanthan2030) December 11, 2024

أشعلت الهجمات الصراع مجدداً في المنطقة، وأسفرت عن تدمير شامل في غزة لكن بنجاح محدود. وواجهت إسرائيل تهديداً من حزب الله في الشمال، واضطرّت في النهاية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار عبر وساطة أمريكية-فرنسية.


الضعف الروسي 

من جانبها، تواجه روسيا التي دعمت نظام الأسد منذ 2015، تحديات كبيرة في سياق الحرب الأوكرانية والعقوبات الغربية التي أفقدتها القدرة على التأثير الجيوسياسي في المنطقة. في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، سقط نظام الأسد أمام هجوم من هيئة تحرير الشام، التي حققت انتصاراً سريعاً على دمشق والمدن الكبرى دون مقاومة تُذكر من الجيش السوري. هذا الانتصار يعكس تحولاً جذرياً في موازين القوى داخل سوريا ويضع الروس في موقف ضعف استراتيجي.


التدخلات الإقليمية في سورية

إسرائيل، التي كانت تُعزز سيطرتها على هضبة الجولان، في ظل انهيار النظام السوري، شنت غارات جوية في سوريا لتدمير منشآت استراتيجية خشية من وقوعها في أيدي المتطرفين. هذا التدخل الإسرائيلي فاقم الوضع وأدى إلى توترات مع المجتمع الدولي. في الوقت ذاته، بدأت إيران التي كانت تشكل جزءاً من "محور المقاومة" وتمدّ النظام السوري بالمساعدة، تواجه صعوبات في الحفاظ على نفوذها في المنطقة بسبب تصاعد الضغوط الداخلية والعقوبات.


دور تركيا في تغيير المعادلة

أما تركيا، فقد كانت تسعى منذ البداية لإضعاف نظام الأسد وتحقيق مصالحها الجيوسياسية في سوريا، خاصةً في ظل المواجهات مع قوات سوريا الديموقراطية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. فمع تراجع دور الأسد، أصبحت تركيا طرفاً رئيساً في المشهد السوري، مستفيدة من ضعف النظام وتحقيق أهدافها الأمنية، لكن ذلك وضعها في مواجهة مباشرة مع حليفتها في حلف شمال الأطلسي، الولايات المتحدة.


دول الخليج وصراع القوى

وزعم الكاتب أن دول الخليج كانت تدعم المعارضة السورية بهدف إضعاف نظام الأسد، إلا أن التدخل الروسي جعل الوضع أكثر تعقيداً. مع مرور الوقت، بدأت الدول الخليجية تُدرك أن الأسد قد عاد إلى الساحة السياسية، مما دفعها إلى إعادة فتح قنوات التواصل مع دمشق في محاولة للانخراط في عملية إعادة الإعمار والمساهمة في الاستقرار الإقليمي. ورغم هذا التقارب، تظل الخلافات مستمرة بشأن وحدة الأراضي السورية والسيادة على الهضبة. ومن المرجخ مستقبلاً أن تظهر قطر وتركيا بوصفهما طرفين رئيسين على الساحة. ومع ذلك، قد تحمل الاستراتيجيات المتباينة لدول الخليج في سورية متغيرات معقدة خاصة بها تقتضي متابعة دقيقة.

#Syria’s new leadership under Ahmed al-Jolani signals a #geopolitical shift. #America’s approach focuses on power dynamics rather than #counterterrorism: @KabirTaneja explains: https://t.co/FYdLOh1447

— ORF (@orfonline) January 4, 2025
الصين والاهتمام المتزايد

أما الصين، فقد توسعت مصالحها في المنطقة عبر الانضمام إلى مبادرة "الحزام والطريق"، ودعمت دمشق في الساحة الدولية. الصين تعاملت مع الأوضاع في سوريا بحذر، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على استقرار البلاد دون التدخل المباشر في الشؤون الداخلية. ومع ذلك، يبدو أن بكين قد تصبح لاعباً رئيساً في المرحلة المقبلة، خاصةً بعد أن قدّمت الدعم في التخفيف من حدة التوترات بين السعودية وإيران.


الهند، التي دعمت دائماً سيادة سوريا ووحدة أراضيها، تستمر في تقديم المساعدة الإنسانية لسوريا، لكنها في الوقت نفسه كانت حريصة على التعامل مع الأوضاع الداخلية في بمرونة، مع ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل. وقد أكدت على أهمية ضمان سلامة وأمن العمال الهنود في سوريا خلال التحولات الأخيرة.


الآفاق المستقبلية

مع كل هذه التحولات، يقول الباحث، يبدو أن عام 2025 سيكون عاماً حاسماً في تحديد مستقبل سوريا والمنطقة. وتشكل الصراعات المستمرة في اليمن وليبيا وسوريا ولبنان والعراق تحديات كبيرة للمؤسسات الدبلوماسية العالمية. وستظل التدخلات الخارجية المتباينة من قوى إقليمية وعالمية تؤثر بشكل كبير في استقرار المنطقة.
من جهة أخرى، يبقى المستقبل غامضاً في ظل تزايد التوترات بين القوى الكبرى، مثل إيران وإسرائيل، وتغيرات سياسية قد تؤدي إلى تحديات أكبر في السياسة الإقليمية والعالمية. والمأمول هو أن يؤدي التفاعل بين هذه القوى إلى تسوية سلمية تعزز من استقرار المنطقة وتحقق تطلعات شعوبها، رغم التحديات التي ما زالت تواجهها.
وخلص الباحث إلى القول بأن الأزمة السورية لم تنتهِ بعد، وما زال الصراع مستمراً، لكن المنطقة قد تكون على أعتاب تغيير استراتيجي كبير. التغيرات في سوريا ليست مجرد صراع داخلي، بل هي ساحة لتنافس القوى العظمى. والتحديات المستقبلية تفرض على الجميع أن يتعاملوا بحذر مع الديناميكيات المتغيرة، التي سيكون لها تأثيرات بعيدة المدى على استقرار الشرق الأوسط والعالم.



المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد نظام الأسد فی المنطقة فی سوریا کانت ت

إقرأ أيضاً:

سوريا تعلن توقيع اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية مع كوريا الجنوبية

وقعت سوريا وكوريا الجنوبية، الخميس، اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين خلال مراسم أقيمت بالعاصمة السورية دمشق، وذلك وسط مساعي الحكومة السورية الجديدة لترميم علاقاتها الدولية بعد سقوط نظام الأسد.

وأفادت وكالة الأنباء السورية "سانا"، بتوقيع وزير الخارجية أسعد الشيباني مع نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول الاتفاقية، دون التطرق إلى مزيد من التفاصيل.

وزير الخارجية السيد أسعد الشيباني يوقع مع وزير خارجية كوريا الجنوبية تشو تاي يول اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية بين سوريا وكوريا الجنوبية.#سانا #سوريا pic.twitter.com/ZFe9mRm1ah — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) April 10, 2025
وأظهرت لقطات مصورة نشرتها الوكالة عبر معرفاتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي لحظات، اجتماع الشيباني مع وفد رفيع المستوى من كوريا الجنوبية في دمشق. كما أظهرت لحظات توقيع الاتفاقية والمصافحة بين الوزيرين.

في السياق، أفادت الرئاسة السورية باستقبال الرئيس أحمد الشرع الوفد الكوري الجنوبي الذي وصفته بأنه رفيع المستوى في قصر الشعب بالعاصمة دمشق.

وظهر الشيباني إلى جانب الشرع في القصر المطل على دمشق، بينما يجلس الوفد الكوري الجنوبي برئاسة تشو تاي يول على يمين الرئيس السوري.

رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع ووزير الخارجية السيد أسعد الشيباني يستقبلان وفدًا رفيع المستوى من جمهورية كوريا برئاسة وزير الخارجية السيد تشو تاي يول#رئاسة_الجمهورية_العربية_السورية pic.twitter.com/KkK9D4XORw — رئاسة الجمهورية العربية السورية (@G_CSyria) April 10, 2025
وفي شباط /فبراير الماضي، كشفت الحكومة الكورية الجنوبية عن قرارها بدراسة إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

جاء ذلك بعد زيارة أجراها مسؤول بوزارة الخارجية الكورية الجنوبية إلى سوريا، التي كانت تعد في ظل حكم الأسد الدولة الوحيدة العضو بالأمم المتحدة التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع كوريا الجنوبية.

وكان نظام الأسد حافظ على علاقات قوية مع كوريا الشمالية بعدما دشنت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لأول مرة عام 1966، ما انعكس سلبا على إمكانية إقامة علاقات مع كوريا الجنوبية.


وكانت الحكومة الجديدة في دمشق أعربت عن مساعيها الرامية إلى إعادة ترميم علاقات دمشق الدولية، بما في ذلك إقامة علاقات دبلوماسية مع الدول التي كانت علاقاتها متوترة مع النظام المخلوع.

وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.

وفي 29 كانون الثاني/ يناير، أعلنت الإدارة السورية الجديدة عن تعيين قائد قوات التحرير أحمد الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية، بجانب العديد من القرارات الثورية التي قضت بحل حزب البعث العربي الاشتراكي ودستور عام 2012 والبرلمان التابع للنظام المخلوع.

مقالات مشابهة

  • سوريا تعلن توقيع اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية مع كوريا الجنوبية
  • حكومة أخنوش تصادق على دعم المقاولات الصغرى بـ12 مليار درهم.. الوزير زيدان: الشركات الكبرى غير معنية
  • تصاعدت هجماته.. تقرير أمريكي يحذّر من نمو تنظيم الدولة بسرعة في سوريا
  • ماذا نعرف عن جماعة أولي البأس التي ظهرت جنوب سوريا وهل هي فعلا ذراع جديد لإيران في المنطقة؟
  • وزير الدفاع الأمريكي: إيران هي التي تقرر إن كانت القاذفات B-2 رسالة موجهة لها
  • الكبتاغون ورش عشوائية تنمو على أنقاض خطوط إنتاج نظام الأسد
  • مايكروسوفت تغير قواعد اللعبة.. تصميم جديد لقائمة ابدأ في ويندوز 11 أكثر اتساعًا وتخصيصًا
  • الألغام ومخلفات الحرب تسقط مئات السوريين منذ سقوط نظام الأسد
  • عاجل| نتنياهو: تركيا تريد إنشاء قواعد عسكرية في سوريا وهذا يشكل خطرا علينا ونعارضه
  • سوريا تقرر سحب سفيريها لدى روسيا والسعودية