ماذا وراء المبادرة التركية؟
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
بالرغم من أن نائب وزير الخارجية التركي برهان الدين دوران الذي حطت طائرته اليوم في مطار بورتسودان التقى بوزير الخارجية علي يوسف ووزير المالية جبريل إبراهيم ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وتحدث عن وصول ٣ بواخر تحمل ٨ آلاف طن من المساعدات الإنسانية، وكذلك إعادة فتح وكالة التنسيق والتعاون التركية وفرع للبنك الزراعي التركي في بورتسودان، إلا أن الهدف الأساسي من هذه الزيارة هو طرح مبادرة للوساطة بين الإمارات والسودان، عبر مبعوث أردوغان الشخصي، والذي لم يدلِ بتفاصيل كافية حول تلك المبادرة سوى أنها تتطلب جمع الفاعلين الإقليميين من أجل إنهاء الصراع في السودان، وقد تضمنت المبادرة_وفقًا لما رشح من معلومات_ فقرة أساسية وهى أن ترفع الإمارات يدها عن الميليشيا الإرهابية مقابل أن يسحب السودان شكواه ضدها في المحافل الدولية.
هنا يبدو أن تركيا تنطلق من موقف خاطئ في فهم حقيقة الحرب، وهى بالأساس عدوان على السودان حشدت له أبوظبي آلاف المرتزقة وجهزتهم بالأسلحة لقلب نظام الحكم أو خلق فوضى أمنية وتدمير مقدرات البلاد وتشريد شعبها، وبالتالي لا يحق لها أن تشترط لأنها الطرف المعتدي، فليس بينها والسودان نقاط نزاع حدودية أو حتى تقاطعات سياسية لتشن عليه كل هذا العدوان.
كذلك فإن الشكوى التي تقدمت بها الحكومة السودانية حق قانوني، وهى أضعف الإيمان في مثل هذا الحالات، وأي تنازل عنها يعني صك براءة للمجرم ومن يكفله، وحرمان للشعب من التعويض المستحق، وفاتورة الخسائر الباهظة، فمن يهدم بيتك لا يكفي أن يتوقف عن تجريدك من ملابسك مقابل التنازل عن الشكوى ضده، “تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى”.. عليه في الأول أن يعيد بناء البيت، ويكف عن التحرش بك، ويعيد الحقوق إلى أصحابها ثم بعد ذلك يطلب التنازل عن الشكوى، فقيدها أدمى المعِصم بالفعل وهى تعلم ذلك، وتمارس كافة الألاعيب إلى اليوم، وربما في هذه الساعة قد أفرغت طائراتها شحنات من الأسلحة لصالح التمرد، بل مؤكد ذلك، وهو أيضًا ما لا يجب أن تغفله تركيا وهى تخيط الجرح قبل نظافته جيداً، وهذا لا يقدح في ترحيب البرهان بالمبادرة، ولا يعني أيضًا التوقف عن رد العدوان وتحرير القرى والمدن المغتصبة من الجزيرة حتى الجنينة.
عزمي عبد الرازق
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الإغاثة الإنسانية التركية: 161 حاوية مساعدات للسودان خلال 2024
الهيئة أرسلت منذ بداية الحرب في السودان، منتصف أبريل 2023، 204 حاويات محملة بالمواد الإغاثية إلى السودان، منها 161 حاوية أرسلتها في عام 2024..
التغيير: وكالات
أرسلت هيئة الإغاثة الإنسانية (İHH) التركية 161 حاوية محملة بمساعدات إنسانية إلى السودان خلال عام 2024، ليستفيد منها أكثر 2.3 مليون شخص.
ولفتت الهيئة في بيان، الأحد، إلى أن الصراع الذي بدأ في السودان منذ 15 أبريل 2023 ، أدى إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص، في حين اضطر نحو 12 مليون شخص للنزوح، وأصبح أكثر من 25 مليون سوداني بحاجة إلى المساعدات.
وأضاف البيان أن الهيئة أرسلت منذ بداية الحرب 204 حاويات محملة بالمواد الإغاثية إلى السودان، منها 161 حاوية أرسلتها في عام 2024، وفق ما نقله موقع الأناضول.
وأوضح أنه تم إرسال 150 منها مع سفينة “الخير” التي انطلقت في سبتمبر، كما جرى إرسال 7 حاويات مع هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، ومن ثم اعقبتها أربع حاويات محملة بالقمح.
وأشار إلى أن توزيع المساعدات المرسلة لا يزال متواصلا، ومن المتوقع أن يبلغ اجمالي عدد المستفيدين منها أكثر من مليونين و304 آلاف شخص.
وذكر البيان أن المساعدات تضمنت مواد غذائية، وملابس، ومستلزمات إيواء، ومواد تنظيف، ومنتجات زراعية.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
الوسومالسودان المساعدات الإنسانية تركيا حرب الجيش والدعم السريع