أعلن المستشار النمساوي كارل نيهامر عزمه التنحي عن منصبه بعد انهيار محادثات تشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي ووصولها إلى طريق مسدود.

وقال نيهامر في منشور على منصة إكس: "بعد إنهاء محادثات الائتلاف سأقوم بما يلي، سأتنحى عن منصبي كمستشار ورئيس حزب الشعب في الأيام المقبلة لإتاحة انتقال منظم".

جاء ذلك بعد انسحاب حزب النمسا الجديدة والمنتدى الليبرالي من المفاوضات، كما اتهم نيهامر أحزابا أخرى بالتقاعس عن اتخاذ إجراء جريء وحاسم بشأن تشكيل الحكومة.

Wir haben lange und redlich verhandelt. In wesentlichen Punkten ist mit der SPÖ keine Einigung möglich. Die Volkspartei steht zu ihren Versprechen: Wir werden leistungs- und wirtschaftsfeindlichen Maßnahmen oder neuen Steuern nicht zustimmen. Daher beenden wir die Verhandlungen… pic.twitter.com/evKgQbtTwq

— Karl Nehammer (@karlnehammer) January 4, 2025

وانهارت المحادثات بين أكبر حزبين ينتميان لتيار الوسط في البلاد بشأن تشكيل حكومة ائتلافية من دون حزب الحرية، المنتمي لليمين المتطرف.

وفاز حزب الحرية اليميني المؤيد لروسيا في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في سبتمبر/أيلول الماضي بعد أن حصل على 29% من الأصوات، بينما حل حزب الشعب المحافظ ثانيا بنسبة 26.3% من الأصوات، وحصد الاشتراكيون الديمقراطيون 21.1%.

إعلان

ويحتاج حزب الحرية إلى شريك ائتلافي لتشكيل الحكومة، لكن لا توجد بوادر حتى الآن على التوصل لشريك محتمل مع استبعاد نيهامر العمل مع زعيم حزب الحرية هربرت كيكل.

وبعد انهيار المحادثات يتوقع أن يصدر الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين تكليفا لزعيم حزب الحرية بتشكيل حكومة أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة.

وقال زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي أندرياس بابلر خلال مؤتمر صحفي: "نحن على علم بالتهديدات الآن، ستتعرض ديمقراطيتنا للخطر في حالة تشكيل حكومة من حزبي الحرية والشعب برئاسة مستشار ينتمي لليمين المتطرف"، في إشارة إلى كيكل زعيم حزب الحرية.

وكان حزب الحرية اليميني بزعامة هربرت كيكل حقق فوزا تاريخيا بالانتخابات التشريعية في النمسا في سبتمبر/أيلول الماضي بعد 5 سنوات من هزيمته، بقفزة قدرها 13 نقطة مقارنة بالانتخابات السابقة عام 2019، لكن من دون أن يضمن أغلبية كافية تمكنه من الحكم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تشکیل حکومة حزب الحریة

إقرأ أيضاً:

أحمد مناصرة يتنفس الحرية بعد عقد في سجون الاحتلال

في سن 13 من عمره، خاض الأسير الفلسطيني أحمد مناصرة تجربة لا يحتملها الكبار، إذ اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد اتهامه بتنفيذ عملية طعن في مستوطنة "بسغات زئيف" بالقدس المحتلة، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015.

اليوم، وبعد سنواتٍ عجاف في الزنازين، يخرج أحمد من الأسر ليس طفلا كما دخل؛ بعدما شُوّهت طفولته بالتعذيب والترهيب، بل شابا يبلغ من العمر 23 عاما، يحمل في ذاكرته من الأوجاع ما لا يُنسى وما لا يُمحى.

مشهد الطفل أحمد مناصرة وهو يتعرض للتحقيق القاسي من دون وجود محامٍ أو ولي أمر انتشر كالنار في الهشيم، إذ كانت جملة "مش متذكر" هي ما عُرف به، عندما سرّب الاحتلال الإسرائيلي مقطع فيديو له، وهو يجيب ضابط التحقيق عن تفاصيل ما حدث معه عند اعتقاله وإصابته، بعد استشهاد ابن عمه حسن مناصرة في القدس المحتلة عام 2015.

وظهر أحمد في المقطع باكيا وهو يواجه محققا فظا بقوله "مش متأكد" و"مش متذكر"، في وقت ظل فيه المحقق يصرخ بصوت عال في وجه مناصرة بغية زعزعته ونيل اعترافات مجانية منه تعزز رواية الاحتلال.

كان ذلك عندما كان أحمد يبلغ من العمر 13 عامًا و9 أشهر، ومنذ ذلك الوقت وهو أسير لدى الاحتلال، بعدما صدر بحقه حكم بالسجن 12 عامًا، خُفِّف لاحقا إلى 9 سنوات ونصف. لكن الزمن خلف القضبان لا يُقاس بالأرقام، بل بما يتركه في الروح من شروخ لا تُرى.

ظلمتك الحياة كثيراً يا أحمد، وأثقل الاحتلال كاهلك بالعذاب.
ها هو أحمد مناصرة، في أول صورة له خارج الزنزانة التي ابتلعته طفلاً في الثالثة عشرة، وها هو اليوم يغادرها شاباً في الثالثة والعشرين.
عشر سنواتٍ من القهر والتنكيل قضاها في سجون الاحتلال، بين جدرانٍ لم ترحم براءته ولا شبابه. pic.twitter.com/sG1uXia2Hb

— Tamer | تامر (@tamerqdh) April 10, 2025

كيف أفرج عن أحمد مناصرة؟

أفرجت سلطات الاحتلال اليوم الخميس عن الشاب أحمد مناصرة بشكل مفاجئ ومن دون تنسيق سابق مع عائلته، وذلك في منطقة بئر السبع التي تبعد عشرات الكيلومترات عن مدينة القدس، مسقط رأسه ومكان إقامة عائلته.

إعلان

الإفراج لم يكن من سجن نفحة كما كان متوقعا، بل نُقل إلى منطقة نائية دون إبلاغ العائلة، وذلك ما أثار كثيرا من التساؤلات حول نية الاحتلال في طريقة الإفراج.

ولدى وجوده في الشارع بعد الإفراج، التقى أحمد أحد الشبان الذي لاحظ حالته وتواصل فورا مع عائلته. وصلت العائلة إليه وهم الآن في طريق العودة إلى المنزل، وفق ما ذكره مكتب إعلام الأسرى.

وقبيل عودته إلى منزله، استدعي أحمد إلى مركز تحقيق المسكوبية، في خطوة تُفهم ضمن سياسة الترهيب التي يتعرض لها، سواء عبر التهديد بمنع إقامة استقبال له، أو منعه من التواصل مع الإعلام.

ليس الأول ولن يكون الأخير

قال عبد الناصر فروانة، مدير دائرة التوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في منشور عبر صفحته على فيسبوك، إن أحمد مناصرة لم يكن الطفل الفلسطيني الأول الذي تُكبّل يداه ويُقاد إلى السجون الإسرائيلية، فقد سبقه أكثر من 50 ألف طفل فلسطيني.

وأضاف أن أحمد ليس الأخير أيضا، مشيرا إلى أن الإحصائيات الرسمية الفلسطينية تؤكد أن أكثر من 10 آلاف طفل اعتُقلوا بعده، وتعرضوا جميعا للتعذيب الجسدي أو النفسي أو الإيذاء المعنوي على يد محققي الاحتلال.

جسد نجا وروح أُعدمت

وصف الناشط والصحفي محمود حريبات لحظة الإفراج عن أحمد مناصرة بقوله "دخل السجن طفلا، وخرج منه شابا يحمل في داخله 10 أعوام من العذاب، والعزل، والتعذيب النفسي والجسدي".

وأضاف أن عائلة أحمد تناشد الجميع عدم التصوير واحترام خصوصيته، مشيرا إلى أن "من يعرف واقع الأسرى وجرائم الاحتلال يدرك أن ما تعرض له أحمد لا يُحتمل".

وأكد حريبات أن الاحتلال لم يكتفِ بحبس جسده، بل قال "اغتال روحه على مدار عقد كامل، وما تبقى منه هو جسد يحمل آثار جريمة مستمرة".

واختتم بالقول "أحمد مناصرة يخرج من السجن… جسد نجا، وروح أُعدمت قبل 10 سنوات".

إفراج لا يخلو من التنكيل

اعتبرت الناشطة بيسان طراف، عبر منصة إكس، أن الإفراج عن الأسير أحمد مناصرة تضمن مظاهر تنكيل واضحة، إذ أفرج عنه في منطقة نائية، بينما كانت عائلته تنتظره عند بوابة سجن نفحة، وهو المكان الذي أُعلن سابقا أنه سيفرج عنه منه.

بمشهد لا يخلو من التنكيل..حين كانت عائلة الأسير أحمد مناصرة تنتظره عند بوابة سجن نفحة، حيث كان من المقرر أن يُفرج عنه هناك.
لكنهم تفاجأوا باتصال من احد سكان منطقة بئر السبع،أبلغهم فيه بأن أحمد
وصل إليهم، بعدما تعمّد الاحتلال الافراج عنه في منطقة نائية بعيدًا عن عائلته. pic.twitter.com/3p1FTlyplR

— Bissane Tarraf بيسان طراف (@TarrafBissan) April 10, 2025

إعلان

تساءل الناشط علي أبو رزق: "ماذا فعل أحمد مناصرة للاحتلال؟"، ليتعامل معه بهذه القسوة، إذ أُفرج عنه في مكان مجهول لا يعرفه أحد، من دون أي اعتبار لوضعه الصحي والنفسي.

وأشار إلى أن أحمد يعاني من آلام ومشاكل نفسية خطيرة تراكمت خلال السنوات الأخيرة نتيجة التعذيب والعزل الطويل داخل السجون، وذلك ما يجعل طريقة الإفراج عنه بمنزلة استمرار للتنكيل والمعاناة.

وكتب أحد المغردين قائلا "بعد حوالي 10 سنوات من الأسر طفلًا، ذاق كل أنواع التعذيب النفسي والجسدي، أُطلق سراحه في الصحراء بعيدًا عن أهله… أحمد قصة من آلاف القصص، خذلهم العالم كله".

أحمد المناصرة حُرّ

بعد حوالي ١٠ سنوات من أسره طفلًا،
ذاقَ كلَّ أنواع التعذيب النفسي والجسدي،
وأُطلق إلى الحرية اليوم بعيدًا في الصحراء لمنع الإحتفال.

أحمد قصةٌ من آلاف القصص، كهند ويوسف والدرة،
خذلهم العالم كله، هذا العالمُ الذي يثور لريّان في بلاد السلم ويتجاهل أطفال الحروب. pic.twitter.com/lcvDQ8PU4l

— د. عبدالرحمن الكسّار (@dr_aboudkassar) April 10, 2025

وأشار مدوّنون إلى أن أحمد قضى معظم سنوات اعتقاله في العزل الانفرادي، وتعرض لإهمال طبي شديد، مؤكدين أن أي منظمة حقوقية دولية لم تستطع كسر جبروت الاحتلال لإطلاق سراحه قبل اليوم، رغم أنه سأل محاميه ذات مرة: "هل يُعتبر الانتحار حرامًا؟".

وفي 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 أصدرت المحكمة المركزية حكما بالسجن الفعلي على مناصرة لمدة 12 عاما بزعم طعن مستوطنين، كما فرضت عليه دفع غرامتين ماليتين قدرهما على التوالي 180ألف شيكل (الدولار الأميركي يساوي نحو 3.77 شيكلات).

وذكر القاضي أن "صغر سن الطفل لا يمنحه الحصانة من فرض العقوبة"، وهو حكم وصفه طارق برغوث محامي الدفاع عن مناصرة بالظالم، وقال إن قضاة أصدروا حكما ظالما على طفل عومل "كمجرم".

إعلان

ووضع مناصرة في العزل الانفرادي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021، وأُهمل طبيا، وذلك مما ضاعف من تدهور صحته الجسدية والنفسية.

مقالات مشابهة

  • تشكيل حكومة جديدة.. معضلة حقيقية تواجه مستقبل إيران
  • أول ظهور للقائد كيكل بعد تعرضه لحادث مروري 
  • الشاب المقدسي أحمد مناصرة صاحب عبارة "مش متذكر" إلى الحرية بعد عقد من الاعتقال
  • أحمد مناصرة يتنفس الحرية بعد عقد في سجون الاحتلال
  • القاهرة: تشكيل حكومة ليبية موحدة ضرورة لإجراء الانتخابات
  • المزوغي: الجميع في ليبيا متوافق على تشكيل حكومة جديدة
  • زعيم حزب شاس يهدد بالانسحاب من حكومة نتنياهو.. لهذا السبب
  • عندما أعلن كيكل حركنه كنتم تسخرون منه
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو تحاول إثارة الفوضى والشغب في المحكمة العليا
  • المالكي:نرفض تأجيل الانتخابات أو تشكيل حكومة طوارئ