جراحات التجميل قادتها لمأساة مفاجئة..وفاة المرأة القطة
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
توفيت الممثلة السويسرية الشهيرة جوسلين وايلدنشتاين، التي اشتهرت بلقب "المرأة القطة"، عن عمر يناهز 84 عامًا في 31 ديسمبر الماضي، أثناء أخذها قيلولة في منزلها.
الخبر الذي أفزع الكثيرين انتشر بسرعة، حيث أكد صديقها المقرب لويد كلاين الواقعة. وكان العالم قد عرف جوسلين بفضل حياتها المثيرة للجدل، التي شملت طلاقًا ضخمًا من ملياردير فني وعمليات تجميل جريئة، بالإضافة إلى مظهرها الفريد الذي جعلها تصبح رمزًا للأناقة غير التقليدية.
وُلدت جوسلين في لوزان بسويسرا عام 1940 باسم جوسلين بيريسيت، وأصبحت معروفة بعد أن هربت في عام 1977 مع زوجها أليك وايلدنشتاين، أحد كبار تجار الأعمال الفنية، وأنجبا طفلين. ولكن في عام 1997، انقلبت حياتها رأسًا على عقب بعد انفصالها عن زوجها في طلاق كان من أبرز الأحداث في الصحف.
استمر الطلاق حتى عام 1999، حيث انتهت الإجراءات بتسوية مالية ضخمة بلغت 2.5 مليار دولار، بالإضافة إلى 100 مليون دولار سنويًا لتسوية الأمور المالية بينهما.
ورغم ذلك، كانت حياتها بعدها مليئة بالكثير من الأزمات، ومن بينها التغيير الجذري في مظهرها بسبب عمليات التجميل.
المرأة القطة جراحة التجميل التي غيرت حياتهاجوسلين وايلدنشتاين كانت تعرف بلقب "المرأة القطة" بسبب ملامحها التي تغيرت بشكل لافت بعد سلسلة من جراحات التجميل، الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا حول مدى تأثير تلك العمليات على ملامحها.
وفي تصريحات سابقة لها، قالت إنها خضعت لهذه العمليات بسبب رغبة زوجها أليك، الذي كان "يكره كبار السن". ولكن جوسلين كانت دائمًا ترفض فكرة أن ملامح وجهها الحالية هي نتيجة لتلك العمليات فقط، إذ قالت في مقابلة مع مجلة "فانيتي فير" عام 1998: "أنا أتمتع بعيون مثالية، وإذا شاهدتم صور جدتي، فستلاحظون أن عينيها كانت تشبه عينيّ، عيون القطط، وعظام الخد المرتفعة".
على الرغم من محاولاتها المتكررة لإيجاد مظهرها المثالي من خلال التجميل، كانت هذه التغييرات هي التي أثارت الكثير من الجدل حولها، مما جعلها محطًا للأنظار طوال سنوات حياتها. ورغم محاولاتها المستمرة للعيش بعيدًا عن الأضواء، كانت الصحف الشعبية تلاحقها دائمًا، وتطلق عليها ألقابًا مثل "عروس وايلدنشتاين"، ولكن اللقب الأكثر شهرة كان "المرأة القطة"، الذي ارتبط بها طوال حياتها.
مأساة في نهاية حياة "المرأة القطة"كانت جوسلين قد اكتسبت شهرة واسعة بسبب مظهرها الغريب الذي أثر في حياتها الشخصية، لكنها لطالما جادلت أنها لم تكن ترغب في أن تكون مجرد شخصية إعلامية مثيرة للفضول، بل كانت تسعى لإيجاد سعادتها الشخصية بعيدًا عن الأضواء. ورغم أنها كانت تعيش فترة من العزلة بعد وفاة زوجها أليك عام 2008، كانت مشاعر الحزن والفراغ تسيطر على حياتها في السنوات الأخيرة.
وفاة "المرأة القطة" جوسلين ويلدنستين عن عمر 84 عامًا أثناء نومهاتوفيت سيدة المجتمع السويسرية جوسلين ويلدنستين، الشهيرة بلقب "المرأة القطة"، عن عمر يناهز 84 عامًا، إثر إصابتها بانسداد رئوي، وذلك أثناء نومها في منزلها الفاخر في باريس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المرأة القطة جوسلين المزيد عن عمر یناهز 84 عام المرأة القطة التجمیل التی
إقرأ أيضاً:
يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
في يوم المرأة العالمي، نحتفي بها، لكن بأي امرأة؟
تلك التي رسمها الخيال الجماعي في صورة انتصارٍ رمزي؟ أم المرأة التي ما زالت تقف عند حافة التاريخ، تنظر إلى حريتها كضوء بعيد لا يكتمل؟
التاريخ ليس مجرد خط صاعد نحو التقدم، بل شبكة معقدة من الصراعات. والمرأة، رغم كل ما تحقق، لم تخرج تمامًا من ظل الأنظمة التي صاغت وجودها.
قد تكون تحررت من بعض السلاسل، لكنها ما زالت محاطة بجدران غير مرئية، جدران صنعتها السياسة، والدين، والاقتصاد، وحتى اللغة نفسها.
هكذا نجد أن أسماء مثل فاطمة أحمد إبراهيم، التي ناضلت من أجل حقوق المرأة في السودان، لم تواجه فقط السلطة السياسية، بل واجهت بنية اجتماعية متجذرة صممت كي تعيد إنتاج القهر بأشكال جديدة.
لكن السؤال الأهم: هل التحرر أن تُمنح حقوقًا ضمن قواعد لعبة لم تصممها؟ أم أن التحرر الحقيقي هو إعادة تشكيل القواعد ذاتها؟
في مجتمعات تتقن إعادة إنتاج القهر بوجوه ناعمة، يصبح السؤال أكثر تعقيدًا: هل حصلت المرأة على حريتها، أم أنها فقط صارت أكثر وعيًا بما سُلِب منها؟
وإذا كان التحرر مسارًا متجدّدًا، فإن كل انتصار تحقق كان مصحوبًا بقيود جديدة، أكثر خفاءً، وأكثر فاعلية.
المرأة نالت حق التعليم، لكن ضمن أطر تحدد لها ماذا يعني أن تكون “مثقفة” وفق تصورات السلطة، كما حدث مع ملكة الدار محمد، كأول روائية سودانية ولكن بقي صوتها محصورًا داخل سياقات لم تعترف بإبداعها كما يجب.
المرأة نالت حق العمل، لكن في سوق مصمم لإدامة أشكال غير مرئية من الاستغلال، كما شهدنا مع النساء في الثورة السودانية اللواتي وقفن في الصفوف الأمامية، ثم وجدن أنفسهن مستبعدات من مراكز القرار.
نالت المرأة الحقوق السياسية، لكنها ظلت داخل أنظمة لم تتغير جذريًا، كما حدث مع الكثير من الناشطات اللواتي تم تهميشهن بعد الثورات، رغم أنهن كنّ المحرك الأساسي لها.
في ظل هذه التناقضات، يبقى السؤال: هل تحررت المرأة حين دخلت فضاء العمل والسياسة، أم أن الفضاء نفسه أعاد تشكيلها لتناسب إيقاعه، دون أن يسمح لها بتغييره من الداخل؟
لا يزال العالم يحتفي بالمرأة بناءً على الأدوار التي تؤديها للآخرين: أم، زوجة، ابنة، وحتى في أكثر الخطابات تحررًا، تُقدَّم كـ”مُلهمة” و”صانعة تغيير”، لكن نادرًا ما تُمنح حق الوجود كذات مستقلة.
وربما السؤال الحقيقي ليس “كيف تحررت المرأة؟” بل “ممن تحررت؟” وهل التحرر من سلطة الرجل يكفي، بينما ما زالت خاضعة لسلطة السوق، والسلطة الرمزية، وسلطة الخطابات التي تحدد لها حتى كيف ينبغي أن تتمرد؟
عند هذه النقطة، لم يعد السؤال عن الحقوق وحدها كافيًا، بل أصبح من الضروري إعادة النظر في مفهوم العدالة ذاته. هل يكفي أن تكون هناك مساواة قانونية إذا كان النسيج الاجتماعي نفسه منحازًا؟ هل يمكن للمرأة أن تتحدث بصوتها، أم أنها ما زالت تتحدث داخل الأطر التي صُممت سلفًا؟ إن الاحتفاء بيوم المرأة يجب ألا يكون طقسًا رمزيًا، بل لحظة للتأمل في بنية العالم نفسه. هل هو عالم يمكن للمرأة أن تعيد تشكيله، أم أنه عالم يلتهم كل محاولة لإعادة تعريفه؟
في النهاية، الحرية ليست وجهة تصلها المرأة، بل معركة مستمرة، ليس ضد الآخر فقط، بل ضد الأوهام التي صيغت لتجعلها تعتقد أنها وصلت.
ربما السؤال الأكثر إلحاحًا ليس متى ستحصل المرأة على حقوقها الكاملة، بل: هل هذه الحقوق هي كل ما تحتاجه؟ أم أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما لا تكون المرأة مضطرة لأن تثبت أنها تستحقها أصلًا؟
zoolsaay@yahoo.com