كيف تبدو حقول النفط في سوريا؟ وما مستقبل القطاع؟
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
دير الزور- لطالما كان قطاع النفط أحد الركائز الاقتصادية المهمة في سوريا قبل عام 2011، إذ وفر للنظام السوري مصدر دخل رئيسي من التصدير والاستهلاك المحلي.
ومع اندلاع الثورة السورية، تعرّض القطاع لتدهور كبير نتيجة عوامل متعددة، أبرزها القصف الممنهج والتغيرات المتكررة في السيطرة على الحقول النفطية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2طاقةlist 2 of 2الذهب والنفط يرتفعان بعد خفض الفائدة الأميركيةend of listومع استمرار النزاع والعقوبات الغربية المفروضة، تقلّص الإنتاج وتوقفت الصادرات بشكل كامل، مما جعل قطاع النفط اليوم يواجه تحديات كبيرة لإعادة تأهيله واستعادة دوره في بناء الاقتصاد السوري.
وقبل الثورة، كانت سوريا من الدول المصدّرة للنفط مع تحقيق اكتفاء ذاتي كبير من المشتقات النفطية. ووفقا لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، بلغ إنتاج سوريا عام 2011 نحو 385 ألف برميل يوميا، كان يتم تكرير 238 ألف برميل منها محليا، ويتم تصدير المتبقي بعائد سنوي قدره نحو 3 مليارات دولار.
سوريا كانت قبل الثورة من الدول المصدّرة للنفط مع تحقيق اكتفاء ذاتي كبير من المشتقات النفطية (الأناضول)ويقول الأكاديمي والباحث في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية الدكتور عبد المنعم الحلبي للجزيرة نت، "كان النظام السوري ينتج 400 ألف برميل يتم احتساب 130 ألف برميل ضمن الحسابات القومية والخزينة العامة، وبعد عام 2012 أصبح الإنتاج 140 ألف برميل كإنتاج وسطي، وهي آخر إحصائية رسمية نشرها النظام المخلوع، مما جعل سوريا بحاجة يومية تتراوح قرابة 200 ألف برميل يوميا".
إعلانويضيف "كان يعوّض النقص المحلي من خلال التعاون مع إيران حتى عام 2017، حيث بدأ العراق بتزويد سوريا بإمدادات متغيرة لتلبية الاحتياجات المحلية".
توزيع جغرافي وإنتاج متراجعوتتوزع الحقول النفطية السورية بين شرق وغرب الفرات، حيث كانت الحقول الغنية بالموارد تقع شرق الفرات وتحديدا في محافظة دير الزور، مثل حقل العمر القريب من بلدة ذيبان الذي كان ينتج 80 ألف برميل يوميا قبل الثورة، وحقلي كونوكو بالقرب من بلدة خشام و التنك في بادية الشعيطات.
أما غرب الفرات، فتوجد حقول أقل إنتاجية، مثل حقل التيم قرب مدينة موحسن والشولا على طريق دير الزور، إذ بلغ إنتاجها سابقا نحو 15 ألف برميل يوميا.
وفي محافظة الحسكة، برزت حقول الجبسة ورميلان بإنتاج تجاوز 210 آلاف برميل يوميا قبل الثورة. بيد أن النزاع أدى إلى تدمير البنية التحتية، وتراجع الإنتاج إلى مستويات متدنية، إذ لا يتجاوز إنتاج بعض الحقول اليوم 250 برميلا يوميا، مثل حقل التنك، وفقا للمهندس رعد السعدون، مدير عمليات الحقول في حديثه للجزيرة نت، الذي يضيف أن شبكة النقل التي تربط بين ضفتي الفرات تعرضت للتدمير الكامل، مما أجبر الإدارة على استخدام صهاريج لنقل النفط بدلا من الأنابيب.
وتعرضت الحقول النفطية السورية لدمار كبير نتيجة القصف المتكرر والسرقات التي وقعت خلال انسحاب قوات النظام وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وأشار المهندس فراس الحمد، مدير ثان في عمليات الحقول، إلى أن العقوبات المفروضة على سوريا منعت استيراد المعدات الثقيلة اللازمة للصيانة، مما زاد من تدهور القطاع.
من جهته، أكّد المهندس مصطفى طه، نائب رئيس دائرة "ديرو للنفط "، للجزيرة نت أن عديدا من المحطات، مثل محطة الخراطة غرب دير الزور، التي تضم 29 بئرا، تعمل منها 5 آبار فقط بسبب نقص المعدات والتقنيات الحديثة.
مستقبل قطاع النفطوتُواجه الإدارة الجديدة لقطاع النفط في سوريا تحديات كبيرة لإعادة تأهيل الحقول النفطية واستعادة الإنتاج إلى مستوياته السابقة.
إعلانويرى المستشار الاقتصادي الدكتور أسامة قاضي -في حديثه للجزيرة نت- أن رفع العقوبات الاقتصادية واستقطاب شركات دولية يمكن أن يعيد الإنتاج إلى 500 ألف برميل يوميا، يُخصص نصفها للاستهلاك المحلي والنصف الآخر للتصدير.
موقع مؤقت لمصفاة النفط في بلدة مارسمارين بريف إدلب الجنوبي (رويترز)وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح المحلل الاقتصادي محمد الأحمد المتخصص في مجال قطاع النفط بشركة كرم شعار الاستشارية، أن تحقيق هذا الهدف يتطلب استقرارا سياسيا يضمن جذب المستثمرين، بالإضافة إلى إعادة بناء البنية التحتية المتضررة واستقطاب الكفاءات السورية التي غادرت البلاد.
وتسعى الإدارة الجديدة لقطاع النفط إلى تحويل عائدات النفط إلى مشاريع تنموية تخدم إعادة إعمار البلاد، وأوضح مصعب الهجر، المشرف على الحقول النفطية في دير الزور، للجزيرة نت، أن الاجتماعات المكثفة تُعقد بين الكوادر المحلية والخبراء لتطوير خطط شاملة لإعادة تأهيل القطاع، مع التركيز على التعاقد مع شركات أجنبية متخصصة في الحفر والتنقيب.
وأشار الهجر إلى أن هناك مساعي لتحسين استغلال الموارد النفطية لتلبية احتياجات الشعب السوري بشكل أفضل، مع تحويل الإيرادات إلى مشاريع تخدم التنمية المستدامة، بما يسهم في بناء اقتصاد جديد ومستدام لسوريا ما بعد الحرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ألف برمیل یومیا الحقول النفطیة قبل الثورة قطاع النفط للجزیرة نت دیر الزور
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو: يجب تحرير غزة من حماس
في تصريح أثار جدلًا واسعًا، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على ضرورة "تحرير غزة من حركة حماس"، معربًا عن تأييده لموقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن مستقبل القطاع.
وفي تغريدة نشرها عبر منصة "إكس"، أشار روبيو إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لقيادة غزة وجعلها "جميلة مرة أخرى"، في إشارة إلى إمكانية التدخل الأمريكي في إدارة شؤون القطاع بعد إنهاء حكم حماس.
Gaza MUST BE FREE from Hamas. As @POTUS shared today، the United States stands ready to lead and Make Gaza Beautiful Again. Our pursuit is one of lasting peace in the region for all people.
— Secretary Marco Rubio (@SecRubio) February 5، 2025 مواقف متباينة وردود فعل دوليةتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه التوترات بشأن مستقبل غزة، خاصة بعد تصريحات سابقة لترامب تحدث فيها عن دور أمريكي في "إعادة السيطرة على القطاع"، مما أثار ردود فعل متباينة داخل الولايات المتحدة وخارجها.
واختتم روبيو تصريحاته بالتأكيد على أن الهدف الأساسي هو "تحقيق السلام الدائم في المنطقة لجميع الشعوب"، دون توضيح تفاصيل إضافية حول آلية تحقيق ذلك.
تداعيات محتملة على مستقبل غزةتفتح هذه التصريحات الباب أمام تساؤلات عديدة حول الدور الأمريكي المستقبلي في غزة، لا سيما في ظل الرفض الفلسطيني لأي تدخل خارجي في إدارة شؤون القطاع.
كما أنها قد تؤدي إلى تصعيد دبلوماسي بين واشنطن ودول المنطقة، خاصة مع مواقف دولية سابقة أكدت على ضرورة الحل السلمي القائم على إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.