في الوقت الذي تُصعد فيه إسرائيل قصفها وغاراتها على قطاع غزة، عاد الحديث عن استئناف المفاوضات للتوصل إلى صفقة حول الهدنة وتبادل الأسرى والرهائن، دون أي مؤشرات الى أن هذا العدوان، المستمر منذ 15 شهراً سيتوقف قريباً، بل إن واقع الحال يؤكد استمرار التداخل الفظيع بين المأساة الإنسانية المتفاقمة وحرب الإبادة، التي طبقت أصداؤها الآفاق، وتكاد تصبح أمراً عادياً لا يكترث إليه أحد.
المؤلم في المشهد الغزاوي أن الحرب الإسرائيلية دخلت منذ أيام مرحلة أخطر من سابقاتها، مع تنفيذ حملة واسعة لتدمير بلدات شمال القطاع، جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وتهجير من تبقى من سكانها بفعل القتل تحت القصف، أو بالموت جوعاً تحت الحصار الخانق ومنع وصول المساعدات، وأبشع صورة لهذه المرحلة كانت تدمير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا ومحو آثاره، قبل الانتقال إلى المستشفى الإندونيسي في البلدة ذاتها، والذي يواجه مصير الأول، وبشطبه من دائرة الخدمات الصحية، يكون شمال قطاع غزة غير صالح للحياة، والسيناريو نفسه يبدو أنه سيتكرر وسطاً وجنوباً، في غزة وخان يونس ورفح. وفي ظل سياسة هذه الحكومة الإسرائيلية المتطرفة فإن كل التجاوزات والانتهاكات متوقعة، ويجري تنفيذها دون أن يرف لها ولداعميها جفن، أو يضعوا اعتباراً للقيم الإنسانية أو لحسابات التاريخ أو المستقبل، فهم يزعمون أنهم يمتلكون هذه اللحظة، وسيمضون في هذه الجريمة الكبرى حتى النهاية.
في ضوء كل ما سبق يأتي الحديث عن مفاوضات عقيمة تتأرجح منذ أكثر من عام بين التشاؤم والتفاؤل، وأغلب الانطباعات حولها كانت مصطنعة وغير نزيهة، وبعد كل الدمار الشامل في غزة لم يعد هناك معنى للاستعراض الدبلوماسي والإيهام بأن إنهاء الحرب بات قريباً، وأن عشرات الرهائن الإسرائيليين وآلاف الأسرى الفلسطينيين سيتم الإفراج عنهم، وستبدأ خطط لإعادة إعمار غزة فضلاً عن البحث عن صيغة حكم لإدارتها بعد الحرب. ومن خلال ما يشهده الميدان، فإن كل تلك الأهداف والأفكار ليست صادقة ولا تعكس رغبة فعلية لدى الجانب الإسرائيلي في وضع نقطة نهاية لهذه المأساة الفلسطينية المروعة. وها هو وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن يستبعد مرة أخرى التوصل إلى اتفاق بشأن الهدنة، ويقول إن إدارته الحالية إذا لم تحدث أي اختراق، ولن يحدث على الأرجح، فستقوم بتسليم ملف الحرب على غزة إلى إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب ليقرر ما يراه مناسباً بشأنها، وترامب نفسه توعد قبل فترة بأن عدم إطلاق الرهائن الإسرائيليين في غزة قبل تنصيبه في العشرين من هذا الشهر، سيفتح أبواب الجحيم في الشرق الأوسط، وهو ما يعني الاستمرار في الحرب والتضحية بالرهائن، والبدء في تنفيذ مرحلة أخرى من السيطرة على كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي خطة لم تعد خافية بل واضحة، وستبدأ مع الحظر الإسرائيلي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، أواخر هذا الشهر، وما سيستتبعها من خطوات قد تصل إلى حل السلطة الفلسطينية وشطب الضفة الغربية من القاموس الإسرائيلي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
50.810 شهيدا حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
#سواليف
أعلنت وزارة الصحة في قطاع #غزة اليوم الثلاثاء ارتفاع حصيلة ضحايا #القصف_الإسرائيلي للقطاع إلى 50.810 #شهيد و115.688 إصابة، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
وجاء في التقرير الإحصائي اليومي لوزارة الصحة “وصل مستشفيات قطاع غزة 58 شهيدا، و 213 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية”.
وأشار البيان إلى أن “️حصيلة الشهداء والاصابات منذ 18 مارس 2025 1.449 شهيدا و3.647 إصابة”.
مقالات ذات صلة صحيفة عبرية تكشف: مليونيرية “تل أبيب” يهربون إلى الخارج 2025/04/08وأضافت الوزارة: “لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
وأهابت “بذوي شهداء ومفقودي الحرب بضرورة استكمال بياناتهم بالتسجيل عبر الرابط المرفق، لاستيفاء جميع البيانات عبر سجلات وزارة الصحة”
هذا واستأنفت إسرائيل في الـ18 من مارس الماضي عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة، منهية بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين، كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية-قطرية-أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع.