تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

واجهت الحكومة الانتقالية التي يقودها الإسلاميون في سوريا مؤخرًا عاصفة من الغضب الشعبي بعد الإعلان عن التغييرات المقترحة على المناهج الدراسية الوطنية. 

وأثارت الإصلاحات المثيرة للجدل، والتي تضمنت مراجعات محافظة دينيًا ومحاولات لإعادة كتابة السرديات التاريخية، مخاوف بين السوريين الليبراليين والأقليات الدينية بشأن نوايا الإدارة الجديدة.

وتضمنت التغييرات المقترحة، التي أعلنتها وزارة التعليم المؤقتة، إزالة الإشارات إلى زنوبيا، ملكة تدمر الشهيرة، من النصوص الدينية، وحذف فصل علم الأحياء حول نظرية التطور وأصل الحياة لدارون، وإعادة تفسير الآيات القرآنية لاستهداف اليهود والمسيحيين. 

وشملت المقترحات الأخرى مراجعة التاريخ العثماني لسوريا لمنع الإشارات إلى "القمع التركي" في محاولة واضحة لاسترضاء الحلفاء الأتراك. وفى مادة التربية الإسلامية، تُستبدل عبارة "أن يبذل الإنسان روحه للدفاع عن وطنه" لتكون "أن يبذل الإنسان روحه فى سبيل الله".. وتستبدل "يحكمه قانون العدل" لتكون "يحكمه شرع الله".. واستبدال "مبدأ الإخوة الإنسانية" ليكون "مبدأ الإخوة الإيمانية" وحذف كلمة "القانون" من عبارة "الالتزام بالشرع والقانون".

وأثارت هذه التعديلات انتقادات حادة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اتهم السوريون الحكومة بتجاوز سلطتها وتأجيج الانقسامات الطائفية. ووصف المنتقدون المقترحات بأنها محاولة لفرض رؤية متطرفة للإسلام على أمة متنوعة تاريخيا.

ضغوط شعبية

ردًا على ردود الفعل العنيفة، أعلن وزير التعليم نذير محمد القادري، أن التغييرات المقترحة سوف تتم مراجعتها من قبل "لجنة متخصصة" ولن يتم تنفيذها على الفور، لكنه أكد معالجة "التفسيرات الخاطئة" للنصوص الدينية، وهو تعبير مبهم لا يكشف عن النوايا، علمًا بأن كل هذه التعديلات وغيرها صدرت بتوقيع الوزير نفسه.

ردًا على ذلك، أعرب الدكتور إليان مسعد، منسق الجبهة الديمقراطية العلمانية، عن معارضته الشديدة لتغييرات المناهج الدراسية، ووصفها بأنها "عنصرية" وتشكل تهديدًا للهوية التاريخية لسوريا. وحذر من أن مثل هذه التعديلات قد تغذي الحنين إلى عهد الأسد رغم دكتاتوريته، مما يمنح المنتقدين فرصة للقول إن الحياة في ظل النظام السابق كانت أكثر شمولًا.

وقال عمار عبد الحميد، الناشط المقيم فى واشنطن: "إن سلطة الحكومة متجذرة في أيديولوجية إسلامية واضحة، ومع ذلك فإنها تواجه التحدي الهائل المتمثل في حكم أمة ذات تنوع عرقي وديني عميق". وأشار إلى أن استجابة الإدارة للاحتجاجات العامة قد تكون مشجعة، حتى لو ظل نهجها غير متسق. وأضاف: "كل بيان مثير للجدل يقابل بجهود لإعادة صياغة القضية. هذه الاستجابة، على الرغم من عدم كمالها، تشير إلى إمكانية الحوار. ويبقى أن نرى ما إذا كانت التعديلات ستؤدي إلى شمولية ذات مغزى".

أعرب مايك، أستاذ الفنون الجميلة في جامعة دمشق، عن قلقه إزاء الرقابة المحتملة في التعليم والفنون. وفي معرض تأمله في عملية الانتقال، أقر بالتحديات المتمثلة في إعادة تعريف هوية سوريا بعد خمسة عقود من حكم حزب البعث، لكنه ظل متفائلًا وقال: "سوريا لديها الكثير من المتعلمين. لن نقبل أبدًا شيئًا كهذا".

منذ الاستيلاء على دمشق، حافظت جماعة هيئة تحرير الشام الإسلامية على نهج حذر في الحكم، حيث أصدرت تصريحات عامة محدودة حول رؤيتها لسوريا. وقد أدت إصلاحات المناهج المقترحة، إلى جانب إعلانات سياسية أخرى محافظة دينيًا، إلى زيادة القلق بين السوريين الليبراليين.

حقوق المرأة 

التغييرات المقترحة فى المناهج الدراسية ليست نقطة الاشتعال الوحيدة. فقد تعرضت عائشة الدبس، رئيسة مكتب شئون المرأة، لانتقادات بسبب تعليقاتها التي حثت فيها النساء على الالتزام "بالأولويات التي وهبها لها الله" وأعلنت أن مكتبها سيستبعد اللاتى لديهن وجهات نظر مختلفة. وفي وقت لاحق، سعى وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى تخفيف حدة تصريحاتها، وزعم التزام الإدارة الجديدة بدعم حقوق المرأة.

في حين تهدف بعض المراجعات المنهجية إلى إزالة دعاية نظام الأسد من الكتب المدرسية، فإن الآثار الأوسع نطاقًا لهذه التغييرات تظل مثيرة للجدال. وتسلط المقترحات الضوء على عملية التوازن الهشة التي تواجهها الإدارة الجديدة وهي تبحر في سوريا ما بعد الأسد التي تتسم بالتشكك والرؤى المتنافسة لمستقبل البلاد.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سوريا المناهج الدراسية وزارة التعليم دمشق تغييرات المناهج الدراسية التغییرات المقترحة المناهج الدراسیة الإدارة الجدیدة

إقرأ أيضاً:

إدارات التعليم تؤكد على الانضباط المدرسي واستكمال المناهج

دعت إدارات التعليم بمختلف المناطق والمحافظات إلى ضرورة الالتزام الجاد والانضباط المدرسي حتى نهاية العام الدراسي، مؤكدةً أن استقرار البيئة التعليمية وتحقيق نواتج تعلم متميزة يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بمدى التزام المدرسة والطالب بالحضور المنتظم والانضباط السلوكي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأكدت الإدارات التعليمية في تعميمات وتوجيهات حديثة أهمية الدور المحوري لقادة المدارس والمعلمين والمعلمات في غرس ثقافة الانضباط، ومتابعتها بشكل فعّال، بالشراكة مع الأسرة، عبر تفعيل قنوات التواصل وإرسال الرسائل التوعوية لأولياء الأمور، لتعزيز حضور أبنائهم وبناتهم، وبيان أثر الغياب على تحصيلهم العلمي وسلوكهم الدراسي.
أخبار متعلقة اقتلاع أشجار وقطع مسيجات.. ضبط 8 أشخاص لمخالفتهم نظام البيئةمؤتمر "مبادرة القدرات البشرية" يكشف عن قائمة المتحدثينوشددت التوجيهات على أهمية التعامل الواقعي والدقيق مع بيانات الغياب والحضور، بعيدًا عن المجاملة أو التهوين، لما لذلك من أثر مباشر على مؤشرات الأداء، ومستوى المتابعة المدرسية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } إدارات التعليم تؤكد على الانضباط المدرسي واستكمال المناهجمتابعة الخطط الدراسيةكما حثت إدارات التعليم على متابعة تنفيذ الخطط الدراسية، وضمان سير المناهج وفق التوزيع الزمني المعتمد، بما يضمن استكمال المحتوى العلمي وتحقيق أهدافه خلال المدة المحددة.
وأشارت إلى ضرورة استمرار تطوير بيئة التعليم والتعلم من خلال تحديث أساليب التدريس والتقويم، وتفعيل استراتيجيات الصف النشط، بما يرفع من مستوى التحصيل الأكاديمي، ويعزز من فرص النجاح النوعي للطلبة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } إدارات التعليم تؤكد على الانضباط المدرسي واستكمال المناهج
ودعت التوجيهات إلى استكمال عمليات رصد نواتج التعلم، وبناء الخطط العلاجية الفاعلة التي تعالج جوانب الضعف وتدعم المتعلمين، وفق أسس واقعية وتحليل موضوعي للبيانات التعليمية.
كما نبهت إدارات التعليم إلى أهمية التأكد من إسناد الجداول الدراسية لجميع المعلمين والمعلمات، دون ترك أي عضو من الهيئة التعليمية دون مهام تدريسية، لما لذلك من أثر على انسيابية العملية التعليمية، وانعكاسه على تقييم الأداء الوظيفي للمعلمين والمعلمات.
وتواصل إدارات التعليم جهودها في متابعة الميدان التعليمي ميدانيًا وإلكترونيًا، لضمان جودة التنفيذ، وتحقيق بيئة تعليمية محفزة، تتكامل فيها أدوار المدرسة والأسرة والمجتمع، لبناء جيل واعٍ، ملتزم، ومؤهل للمستقبل.

مقالات مشابهة

  • دوريات المجاهدين بمنطقة جازان ومحافظة جدة تحبط تهريب وترويج مواد مخدرة متنوعة
  • سوريا.. نفل سفيري دمشق في السعودية وروسيا إلى الإدارة المركزية
  • مصدر مسؤول في الخارجية: قرار بنقل سفيري سوريا في روسيا والسعودية إلى الإدارة المركزية
  • تغييرات فنية| عودة موهوب الأهلي أمام الهلال السودني بدلًا من الهداف
  • أهالي مدينة التل في ريف دمشق ينظمون مظاهرة شعبية، دعماً لأهالي غزة وتنديداً بحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي
  • وزير الإسكان: إتاحة آليات متنوعة لتوفير مختلف الفرص الاستثمارية بالمدن الجديدة
  • زرموح: قرار المركزي يناقض تصريحات الإدارة الجديدة في بداية عملها
  • قصور الثقافة تقدم أنشطة متنوعة للأطفال بالمناطق الجديدة الآمنة بالإسكندرية
  • إدارات التعليم تؤكد على الانضباط المدرسي واستكمال المناهج
  • عودة التلاميذ..وهذه الرزنامة المتبقية من السنة الدراسية