آخرها مساعدات أمس.. كيف تدعم مصر الشعب السوري؟
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، كانت مصر واحدة من أبرز الدول التي قدمت دعمًا ملموسًا للشعب السوري على مختلف الأصعدة، سواء من خلال المساعدات الإنسانية أو الدعم السياسي.
هذا الدعم يأتي في إطار الروابط التاريخية بين الشعبين المصري والسوري، والحرص المستمر من مصر على استقرار المنطقة.
لذلك بدأ المواطنين يبحثون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن جهود مصر لدعم الشعب السوري.
مساعدات اليوم
أعلنت وزارة الخارجية المصري عبر الصفحة الرسمية لها، أنه قد وصلت اليوم طائرة شحن مدنية تابعة لشركة مصر للطيران إلى العاصمة السورية دمشق، محملة بـ 15 طنًا من المساعدات الإغاثية التي تشمل الأدوية والأغذية، مقدمة من الهلال الأحمر المصري إلى نظيره الهلال الأحمر العربي السوري.
وفي بيانٍ صحفي، أكدت وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج أن هذه الشحنة تأتي في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها مصر لدعم الشعب السوري الشقيق، مشيرة إلى العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين.
وكان القائم بأعمال السفارة المصرية في دمشق في استقبال شحنة المساعدات، حيث تم التأكيد على أن هذه المبادرة تضاف إلى سلسلة من المساعدات الإنسانية التي قدمتها مصر لسوريا على مدار السنوات الماضية.
كما أوضحت الوزارة أن مصر قامت بدور كبير في استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين على أراضيها، حيث قدمت لهم جميع الخدمات الأساسية، مما يعكس عمق التضامن المصري مع الشعب السوري في مواجهة تحدياته المستمرة.
المساعدات الإنسانية والإغاثية
تقدم مصر مساعدات إنسانية للشعب السوري عبر العديد من القنوات الإغاثية. في هذا الإطار، يقوم الهلال الأحمر المصري بتقديم شحنات من الأدوية، المواد الغذائية، والمستلزمات الإغاثية إلى الشعب السوري. هذه المساعدات يتم تنسيقها بالتعاون مع الهيئات الدولية والمنظمات الإغاثية لضمان وصول الدعم إلى المناطق الأكثر احتياجًا.
منذ بداية النزاع في سوريا، استقبلت مصر العديد من اللاجئين السوريين، حيث قدمت لهم الدعم الضروري من خلال توفير الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات الأساسية.
الحكومة المصرية عملت على تسهيل إقامة اللاجئين في الأراضي المصرية وضمنت لهم حقوقًا مثل باقي المواطنين في مجال التعليم والعلاج، وهو ما يعكس التزام مصر بقيم الضيافة والتعاون الإنساني.
حيث كشفت «المنظمة الدولية للهجرة» عدد السوريين في مصر بنحو «مليون ونصف المليون سوري».
الدعم السياسي والدبلوماسي
تؤكد مصر على أهمية الحل السلمي للأزمة السورية عبر الحوار بين كافة الأطراف السورية دون تدخلات خارجية.
وتدعم مصر المبادرات السياسية التي تضمن وحدة الأراضي السورية وعودة الأمن والاستقرار للبلاد.
كما أن مصر تسعى للتنسيق مع القوى الإقليمية والدولية لإيجاد حلول دائمة للأزمة السورية، وتدعو إلى الحفاظ على السيادة السورية.
التعاون الاقتصادي والتجاري
على الرغم من الأوضاع الحالية في سوريا، تسعى مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي مع الحكومة السورية، حيث يتم استكشاف فرص استثمارية مشتركة في مجالات عدة، من بينها الطاقة والزراعة.
هذا التعاون الاقتصادي يعد جزءًا من سياسة مصر لدعم استقرار الاقتصاد السوري والعمل على إعادة بناءه في المستقبل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر سوريا اللاجئين السوريين في مصر مساعدات مصر إلى سوريا الشعب السوری
إقرأ أيضاً:
لماذا اليمن في المرتبة الخامسة عالميًا من حيث المخاطر التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية؟
احتل اليمن المرتبة الخامسة عالمياً من حيث المخاطر التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية، وفقاً للتقرير السنوي لبرنامج الأغذية العالمي الذي أكد أن القيود التي فرضها الحوثيون ونقص التمويل يشكلان تحديات على قدرته في استمرار تقديم المساعدات.
وبحسب التقرير القُطري السنوي لعام 2024 للبرنامج الأممي صدر في ابريل 2025م، فقد ظل اليمن طوال العام «بيئة عالية المخاطر»، حيث تمت مواجهة مجموعة من المخاطر شملت محاولات التدخل، وضعف الرقابة على المساعدات، وقيود التمويل، وديناميكيات الصراع المتزايدة التعقيد.
وأكد البرنامج أن اليمن لا يزال ضمن فئة المخاطر الأعلى في ملف المخاطر القُطرية للأغذية العالمي، حيث احتل المرتبة الخامسة بين أعلى مستويات المخاطر من بين جميع عمليات البرنامج البالغ عددها 85 عملية في جميع أنحاء العالم.
وبشأن ظروف عمل البرنامج الأممي، بيّن التقرير أن الديناميكيات السياسية في مناطق سيطرة الحوثيين تسببت في فرض قيود وتأخيرات أثرت سلباً على العمليات والأنشطة الإنسانية ومراقبة الوصول.
كما أن النقص في التمويل الذي برز نتيجة لتغير أولويات المانحين والمنافسة بين عمليات الطوارئ في دول مختلفة، شكّل تحدياً لقدرته في الحفاظ على استمرارية العمليات الإنسانية على نطاق واسع.
ومع أن الأمم المتحدة نددت علناً وفي أكثر من مناسبة بحملة الاعتقالات التي نفذها الحوثيون وطالت أكثر من 70 من العاملين لدى المنظمات الأممية والدولية الإنسانية، إلا أن تقرير الأغذية العالمي تناولها بلغة ناعمة جداً.
وقال البرنامج: إن التوترات الجيوسياسية أدت إلى ارتفاع المخاطر التي تهدّد سلامة الموظفين وسلامة العمليات؛ «ما أدى إلى احتجاز موظف من برنامج الأغذية العالمي وآخرين يعملون في المجال الإنساني».
تقدم كبير
على الرغم من هذه العقبات، يذكر التقرير أن المكتب القُطري لبرنامج الأغذية العالمي أحرز تقدماً كبيراً في عملية إعادة الاستهداف والتسجيل في مناطق سيطرة الحوثيين ومناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً على السواء. وذكر أنه هدف من هذه الجهود ضمان وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، وزيادة شفافية البرامج والمشاريع التابعة له وتعزيز الاستقلالية التشغيلية.
وقال التقرير إن البرنامج استمر في تعزيز قدراته على إدارة المخاطر المؤسسية من خلال الاستثمار في أنظمة وصفها بالفعالة لتعقب وتتبع السلع وتعزيز آليات وأنظمة رقابة متعددة المستويات.
وأشار البرنامج إلى أنه فعَّل مجموعة من استراتيجيات إدارة المخاطر، منها مبدأ «لا توزيع دون رقابة»: لدعم نزاهة البرامج والمشاريع والتخفيف من مخاطر تسرب المساعدات الغذائية وحرفها عن مسارها.
وإلى جانب ذلك، تم إدماج إدارة المخاطر في عملية صناعة القرار التشغيلي من خلال المشاركة الفاعلة لوحدة إدارة المخاطر التابعة للمكتب القطري في لجان الحوكمة، فضلاً عما تلعبه من دور استشاري فاعل.
وأكد البرنامج الأممي أنه تم إيلاء اهتمام وتركيز خاصّين بمراقبة المخاطر وتحديد مدى قبول المكتب التعامل معها، ووضع أدلة ومبادئ توجيهية تشغيلية تشمل مجالات المخاطر الرئيسية، بما في ذلك مجال مراقبة وصول المساعدات، وإدارة بيانات المستفيدين، والتعامل مع الادعاءات والممارسات المحظورة.
وحتى نهاية العام الفائت، أوضح البرنامج أنه تم تنفيذ جميع توصيات المراجعة الداخلية، باستثناء إجراءات الاستهداف والتسجيل التي لا تزال قيد التنفيذ، وقال إن التقييم المؤسسي الطارئ لاستجابة برنامج الأغذية العالمي في اليمن (2019 - 2024) الذي تم إطلاقه عمل على تعزيز أطر المساءلة، وأنه من المتوقع أن تكون مخرجات هذا التقييم خلال العام الحالي.
تقليص المساعدات
وفق التقرير، تجلّت القيود المالية والتشغيلية في الانخفاض الكبير في حجم المساعدات التي يقدمها برنامج الأغذية، فمع تعليق أجزاء كبيرة من العمليات الإنسانية خلال معظم العام، انخفض عدد الأشخاص الذين تلقوا المساعدات بنسبة 44 في المائة مقارنة بعام 2023. كما انخفضت كمية المساعدات الغذائية الموزعة بنسبة 81 في المائة.
وبالإضافة إلى ذلك، انخفضت التحويلات النقدية المقدمة بالدولار بأكثر من النصف. وفي حين أثر ذلك في المقام الأول على الأنشطة في مناطق سيطرة الحوثيين، فقد تأثرت كذلك مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً بانقطاع المساعدات بسبب نقص التمويل، حيث قدّم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية بحصص مخفَّضة لمعظم الأشخاص المستفيدين من المساعدات في جميع أنحاء البلاد.
ونتيجة لنقص التمويل، اضطر برنامج الأغذية العالمي في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي إلى تعليق برنامج الوقاية من سوء التغذية بشكل كامل، ما ترك 2.4 مليون طفل وامرأة وفتاة حامل ومرضع عرضة للخطر دون أي دعم أو مساعدات.