طريق إلى الأمام.. حالة أمل بين الفلسطينيين رغم الدمار والظروف الصعبة في غزة والضفة.. فيلم «أنا بيسان من غزة.. وما زلت على قيد الحياة» يلفت نظر العالم بعد فوزه بجائزة إيمي العالمية
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا يختلف اثنان على أن الوضع الذي يواجهه الفلسطينيون اليوم مدمر للغاية. فقد قُتل أكثر من ٤٥ ألف شخص في قطاع غزة، وشُرد ٩٠٪ من سكانه البالغ عددهم ٢.٣ مليون نسمة، ودُمرت البنية الأساسية الحيوية، كما شهدت الضفة الغربية أشد فتراتها دموية منذ أكثر من عقدين من الزمان، حيث قُتل أكثر من ٨٠٠ شخص نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية وعنف المستوطنين منذ أكتوبر ٢٠٢٣.
وعلى الرغم من هذه الظروف المزرية التى رصدها خالد الجندي، مدير برنامج فلسطين والشئون الفلسطينية الإسرائيلية في معهد الشرق الأوسط، إلا أنه يرى أن القوى القوية والقيادة المرنة تقدم الأمل في مستقبل أكثر إشراقًا.
أمة في أزمةإن الدمار في غزة، الذي اتسم بالنزوح واسع النطاق وآلاف القتلى، يمثل الفصل الأكثر دموية في التاريخ الفلسطيني. فبعيدًا عن المعاناة الإنسانية المباشرة، أثرت هذه الأحداث بعمق على الوعي الوطني الفلسطيني. ويحذر الجندي من أن اليأس غير المنضبط والتفكك الاجتماعي والصدمة الجماعية يمكن أن تغذي عدم الاستقرار والعنف على المدى الطويل.
التضامن الدولييسلط الجندي الضوء على حركة تضامن دولية متنامية تدعو إلى تحرير فلسطين. وعلى عكس الأزمات السابقة، فإن الاستجابة العالمية اليوم تعكس وجهات نظر متغيرة، وخاصة بين الأجيال الشابة في الغرب. تؤكد الاحتجاجات داخل الجامعات الغربية والخطاب العام بشكل متزايد على الحقوق الفلسطينية، مما يشير إلى تحول في الرأي العام الغربى قد يؤثر على السياسات المستقبلية.
إن التطورات الأخيرة في القانون الدولي تمثل طريقًا محتملًا آخر للتغيير. تمثل القضايا التاريخية في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية خطوات غير مسبوقة لمحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان. وفي حين أن مثل هذه القضايا معقدة وطويلة، إلا أنها وجهت ضربة كبيرة لسمعة إسرائيل العالمية وإفلاتها من العقاب.
قادة جددويرى الجندي الأمل في ظهور أصوات فلسطينية جديدة. إن شخصيات مثل بيسان عودة، التي ألهمت قصصها المؤثرة من غزة الجماهير العالمية بعد أن فازت بجائزة إيمي الدولية لفئة "القصة الإخبارية الصعبة المتميزة" عن فيلمها الوثائقي: "أنا بيسان من غزة.. وما زلت على قيد الحياة"، وعيسى عمرو، الناشط اللاعنفي في الخليل، تجسد مرونة المجتمع الفلسطيني وإبداعه. ويتحدى آخرون، مثل أحمد أبو أرتيمة والدبلوماسية ندى طربوش، السرديات التقليدية حيث يدافعون عن حقوق شعبهم على الساحة العالمية.
إن جهود هؤلاء الأفراد، من خلال نشاطهم وإبداعهم ودبلوماسيتهم، تسلط الضوء على الموهبة والعزيمة داخل المجتمعات الفلسطينية، والتي يصفها الجندي بأنها أعظم أصولهم.
المسئولية العالميةوفقًا للجندي، فإن مستقبل فلسطين لا يعتمد فقط على مرونة الفلسطينيين ولكن أيضًا على المشاركة الدولية. يجب على المجتمع العالمي، وخاصة الحكومات الغربية، أن يحتضن الأصوات الفلسطينية الأصيلة ويدعم تطلعاتهم إلى تقرير المصير والعدالة. ويختتم الجندي مقالته برسالة مؤثرة: في حين أن الطريق إلى الأمام محفوف بالتحديات، فإن الجمع بين المرونة الداخلية والتضامن الخارجي يقدم حجة قوية للأمل. ويؤكد أن الأزمة المستمرة يمكن أن تحفز التحرك نحو مستقبل عادل ومستدام للفلسطينيين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قطاع غزة الضفة الغربية العمليات العسكرية الإسرائيلية إسرائيل فلسطين
إقرأ أيضاً:
عاجل - محكمة العدل الدولية تبدأ جلسات استماع بشأن التزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين
تفتتح محكمة العدل الدولية اليوم الاثنين، أسبوعًا من جلسات الاستماع المخصصة لمناقشة التزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين، وذلك بعد أكثر من 50 يومًا من فرضها حصارًا شاملًا على دخول المساعدات إلى قطاع غزة، الذي يعاني من آثار الحرب المستمرة.
جلسات استماع من قبل محكمة العدل الدولية في لاهايستبدأ الجلسات اليوم في محكمة العدل الدولية، وهي أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة في مدينة لاهاي الهولندية، حيث سيمثل ممثلو الأمم المتحدة في هذا الماراثون القانوني الذي يستمر لمدة خمسة أيام أمام هيئة قضائية مكونة من 15 قاضيًا.
المنظمات الأهلية الفلسطينية: قطاع غزة يعيش مجاعة حقيقية جراء حصار الاحتلال (فيديو) عاجل - قصف إسرائيلي يستهدف بلدة عبسان الكبيرة ويوقع 4 مصابين في قطاع غزة
وستكون دولة فلسطين أول من يدلي بمرافعته خلال معظم جلسات اليوم.
هذا الأسبوع، ستقدم 38 دولة أخرى مرافعاتها أمام المحكمة، من بينها الولايات المتحدة، الصين، فرنسا، روسيا، المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأفريقي.
الدعوة إلى اتخاذ تدابير إنسانية عاجلةفي ديسمبر الماضي، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا قدمته النرويج، يطلب من محكمة العدل إصدار رأي استشاري بشأن ما يتعين على إسرائيل القيام به لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
القرار يدعو إلى تسهيل وصول الإمدادات العاجلة الضرورية لبقاء المدنيين الفلسطينيين دون عوائق من خلال وجود الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية أو الدول الثالثة.
تتحكم إسرائيل بشكل كامل في تدفقات المساعدات الدولية التي تعتبر حيوية لحياة 2.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة.
ومنذ بداية الحصار في 2 مارس، قطعت إسرائيل المساعدات الإنسانية قبيل انهيار وقف إطلاق النار الهش في الثاني من الشهر نفسه.
محنة إنسانية تتفاقم في غزةتعتبر الأمم المتحدة أن قطاع غزة يعاني من "أسوأ" أزمة إنسانية منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، خاصة بعد استئناف الهجمات الإسرائيلية في 18 مارس.
وقد أكد المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليبي لازاريني، في تصريحات سابقة أن الوضع في غزة يعد "مجاعة من صنع الإنسان وذات دوافع سياسية"، مشيرًا إلى أن نحو 500 ألف فلسطيني نزحوا منذ توقف وقف إطلاق النار.
الضغط الدبلوماسي على إسرائيلعلى الرغم من أن الآراء الاستشارية لمحكمة العدل الدولية ليست ملزمة قانونًا، إلا أن هذا الرأي من شأنه أن يزيد الضغط الدبلوماسي على إسرائيل. في السابق، دعت محكمة العدل إسرائيل في يناير 2024 إلى منع أي أعمال إبادة جماعية وفتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت في يوليو/تموز الماضي رأيًا استشاريًا اعتبرت فيه الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية "غير قانوني"، داعية إلى إنهائه في أقرب وقت ممكن.