تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا يختلف اثنان على أن الوضع الذي يواجهه الفلسطينيون اليوم مدمر للغاية. فقد قُتل أكثر من ٤٥ ألف شخص في قطاع غزة، وشُرد ٩٠٪ من سكانه البالغ عددهم ٢.٣ مليون نسمة، ودُمرت البنية الأساسية الحيوية، كما شهدت الضفة الغربية أشد فتراتها دموية منذ أكثر من عقدين من الزمان، حيث قُتل أكثر من ٨٠٠ شخص نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية وعنف المستوطنين منذ أكتوبر ٢٠٢٣.

 

وعلى الرغم من هذه الظروف المزرية التى رصدها خالد الجندي، مدير برنامج فلسطين والشئون الفلسطينية الإسرائيلية في معهد الشرق الأوسط، إلا أنه يرى أن القوى القوية والقيادة المرنة تقدم الأمل في مستقبل أكثر إشراقًا.

أمة في أزمة

إن الدمار في غزة، الذي اتسم بالنزوح واسع النطاق وآلاف القتلى، يمثل الفصل الأكثر دموية في التاريخ الفلسطيني. فبعيدًا عن المعاناة الإنسانية المباشرة، أثرت هذه الأحداث بعمق على الوعي الوطني الفلسطيني. ويحذر الجندي من أن اليأس غير المنضبط والتفكك الاجتماعي والصدمة الجماعية يمكن أن تغذي عدم الاستقرار والعنف على المدى الطويل.

التضامن الدولي 

يسلط الجندي الضوء على حركة تضامن دولية متنامية تدعو إلى تحرير فلسطين. وعلى عكس الأزمات السابقة، فإن الاستجابة العالمية اليوم تعكس وجهات نظر متغيرة، وخاصة بين الأجيال الشابة في الغرب. تؤكد الاحتجاجات داخل الجامعات الغربية والخطاب العام بشكل متزايد على الحقوق الفلسطينية، مما يشير إلى تحول في الرأي العام الغربى قد يؤثر على السياسات المستقبلية.

إن التطورات الأخيرة في القانون الدولي تمثل طريقًا محتملًا آخر للتغيير. تمثل القضايا التاريخية في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية خطوات غير مسبوقة لمحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان. وفي حين أن مثل هذه القضايا معقدة وطويلة، إلا أنها وجهت ضربة كبيرة لسمعة إسرائيل العالمية وإفلاتها من العقاب.

قادة جدد

ويرى الجندي الأمل في ظهور أصوات فلسطينية جديدة. إن شخصيات مثل بيسان عودة، التي ألهمت قصصها المؤثرة من غزة الجماهير العالمية بعد أن فازت بجائزة إيمي الدولية لفئة "القصة الإخبارية الصعبة المتميزة" عن فيلمها الوثائقي: "أنا بيسان من غزة.. وما زلت على قيد الحياة"، وعيسى عمرو، الناشط اللاعنفي في الخليل، تجسد مرونة المجتمع الفلسطيني وإبداعه. ويتحدى آخرون، مثل أحمد أبو أرتيمة والدبلوماسية ندى طربوش، السرديات التقليدية حيث يدافعون عن حقوق شعبهم على الساحة العالمية.

إن جهود هؤلاء الأفراد، من خلال نشاطهم وإبداعهم ودبلوماسيتهم، تسلط الضوء على الموهبة والعزيمة داخل المجتمعات الفلسطينية، والتي يصفها الجندي بأنها أعظم أصولهم.

المسئولية العالمية

وفقًا للجندي، فإن مستقبل فلسطين لا يعتمد فقط على مرونة الفلسطينيين ولكن أيضًا على المشاركة الدولية. يجب على المجتمع العالمي، وخاصة الحكومات الغربية، أن يحتضن الأصوات الفلسطينية الأصيلة ويدعم تطلعاتهم إلى تقرير المصير والعدالة. ويختتم الجندي مقالته برسالة مؤثرة: في حين أن الطريق إلى الأمام محفوف بالتحديات، فإن الجمع بين المرونة الداخلية والتضامن الخارجي يقدم حجة قوية للأمل. ويؤكد أن الأزمة المستمرة يمكن أن تحفز التحرك نحو مستقبل عادل ومستدام للفلسطينيين.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: قطاع غزة الضفة الغربية العمليات العسكرية الإسرائيلية إسرائيل فلسطين

إقرأ أيضاً:

طارق الحسيني: تنظيم كأس العالم لسلاح الشيش على أرض مصر يعكس مكانتها الدولية

تحدث طارق الحسيني، رئيس الاتحاد المصري للسلاح، عن تنظيم مصر لبطولة كأس العالم لسلاح الشيش للرجال والسيدات، والمقامة في العاصمة الإدارية الجديدة خلال الفترة من 6 إلى 9 مارس، مشيرًا إلى أهمية استضافة مثل هذه البطولات على أرض مصر.

وأكد الحسيني أن تنظيم البطولات يحقق مكاسب مباشرة وغير مباشرة، حيث يسهم في رفع الاقتصاد الوطني من خلال العوائد المادية، إلى جانب الفوائد الفنية التي تتمثل في مشاركة اللاعبين دون الحاجة لتحمل تكاليف السفر إلى الخارج.

وأوضح أن مصر نجحت في تنظيم كأس العالم للناشئين لسيف المبارزة، كما تستضيف حاليًا بطولة كأس العالم لسلاح الشيش للرجال والسيدات، على أن تُنظم نهاية الشهر الجاري كأس العالم لسلاح السيف للسيدات.

وأضاف الحسيني: "في العام القادم سنحافظ على تنظيم البطولات الثلاث، مع استبدال بطولة كأس العالم لسلاح السيف للسيدات بمنافسات الرجال مما يعكس مكانة مصر المتقدمة وثقة الاتحاد الدولي في نجاح البطولات على أرضها".

وعن مستوى اللاعبين، أشار الحسيني إلى امتلاك مصر أسماء بارزة مثل محمد حمزة وعبدالرحمن طلبة صاحب ال 17 عاما والذي ظهر مؤخراً بمستوى مميز ووصل في منافسات البطوبة لدور ثمن النهائي وهو لاعب واعد ولايزال صغيرا ونقوم بإعداده بشكل جيد لأولمبياد لوس أنجلوس 2028.

وعن الإنجازات الأفريقية الأخيرة، قال الحسيني: "تفوقنا واضح في بطولات أفريقيا، وهو ما تجسد في نتائجنا ببطولة أفريقيا للناشئين والشباب في أنجولا، هذه البطولة لها أهمية خاصة لأنها تمنحنا نقاطًا تسهّل قرعتنا في البطولات العالمية، كما أنها محطة إعداد لبطولة العالم للناشئين في الصين".

واختتم الحسيني تصريحاته بالتأكيد على تطلع الاتحاد لتحقيق إنجاز عالمي جديد، قائلًا: "نسعى لحصد ميدالية أو اثنتين في بطولة العالم للناشئين بالصين، ونعمل بكل قوة لتحقيق هذا الهدف".

مقالات مشابهة

  • علماء صينيون يكشفون أسرار الحياة في أعمق نظام إيكولوجي بحري
  • «التعليم» تحدد ضوابط التقديم في المدارس الرسمية الدولية «IPS»
  • خالد بن محمد بن زايد يكرّم الفائزين بجائزة الإمارات الدولية للقرآن الكريم
  • فيديو | خالد بن محمد بن زايد يكرّم الفائزين بجائزة الإمارات الدولية للقرآن
  • طارق الحسيني: تنظيم كأس العالم لسلاح الشيش على أرض مصر يعكس مكانتها الدولية
  • شروط التقدم بالمدارس الرسمية الدولية IPS للعام الدراسى 2026
  • بدل معبر رفح.. خطة إسرائيلية جديدة لتهجير الفلسطينيين عن طريق اللنبي
  • زكي القاضي: مصر أكثر دراية بالواقع الفلسطيني من أي طرف آخر في العالم
  • محمد الجندي: الأزهر هو حصن الوعي الإنساني في العالم كله
  • الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: نتنياهو يرغب في إبقاء الأمور في حالة حرب