كتب- محمد شاكر:

أجرى الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مؤسسة "أونا للصحافة والإعلام"، حوارا صحفيا طولا مع الكاتب عصام الشريف رئيس تحرير موقع "الحرية"، تناول خلاله العديد من القضايا الساخنة التي تشغل الساحة الإعلامية والسياسية في مصر.

وخلال اللقاء، تحدث "الجلاد"، حول مستقبل الإعلام المصري، ودور الصحافة في تشكيل الرأي العام في ظل الانفتاح على منصات التواصل الاجتماعي.

وشدد الجلاد على أنه مهما حاول أي صاحب سلطة أن يضيق عليه للخروج من مصر فإنه لن يخرج، قائلا: لن أعطي أحدًا الحق أن ينزع وطني من داخلي، أنا لي متر في البلد، لي ربع متر، شوية أكسجين، هتنفسهم لحد ما أموت".

وقال الجلاد: سئلت قبل ذلك عن ردة فعلي إن منعت من العمل وأجبرت على الجلوس في منزلي؟ فأجبت أنني لن أفعل شيئًا سأجلس في منزلي، لا مشكلة، وبالفعل جلست لفترة قبل ذلك في المنزل، كل ما أريده أن يسمحوا لي بأن أعمل في الصحافة، لأنني أحب الصحافة. وأما إن كان المقصود من السؤال هو معرفة إن كنت سأسافر إلى الخارج أم لا فهذا ليس من طبيعيتي، أنا أعاني من شيء اسمه « الحنين إلى الوطن homesickness» أي أنني إذا سافرت لمدة يومين أو ثلاثة أصاب بضيق تنفس ولا أرتاح إلى بعد العودة إلى الوطن.

وتابع: إن كانوا يريدون إجباري على الجلوس في المنزل أو سجني، أو حتى قتلي، فأنا ليس لدي مشكلة، ففي النهاية ليس لدي خيارات أخرى بعيدًا عن هذا الوطن.

كما تحدث الجلاد حول بداية تجربته في الصحافة والإعلام، قائلا: أعتقد أن بداية حياتي الصحفية كانت غنية بالخبرات، إذ عملت في مدارس صحفية متنوعة، لكن التجربة التي يمكنني القول إنها صنعت اسم مجدي الجلاد هي تجربة "المصري اليوم" عام 2004. وقبلها عملت في مؤسسة الأهرام، وما زلت أفتخر بانتمائي لهذا الصرح العريق.

وإطلاق "المصري اليوم" كان بمثابة نقطة تحول في مسيرتي المهنية، فهي أول جريدة يومية مستقلة تصدر في مصر، وواجهت تحديًا كبيرًا بالمنافسة مع الصحف القومية الكبرى مثل الأهرام والأخبار والجمهورية، إضافة إلى الوفد.

وأضاف: كثيرون قالوا حينها إن إصدار جريدة يومية مستقلة دون دعم حكومي أو حزبي هو نوع من المغامرة أو الجنون، وهذا التحدي المهني الكبير جاء في مرحلة الشباب بالنسبة لي، حيث كنت رئيسًا لتحرير "المصري اليوم" لمدة تسع سنوات، وخلال تلك الفترة، تمكنا من التمرد على القوالب الصحفية التقليدية وقدمنا نموذجًا مختلفًا للصحافة. كانت مرحلة مليئة بالشغف، وشعارها الذي كان “من حقك أن تعرف” يعكس طبيعة التجربة وروحها المتمردة.

وحول حلم "الجلاد" في مؤسسة "أونا"، قال: أحلم بإعادة الصحافة المطبوعة إلى ألقها ونجاحها، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها الصحافة الورقية في مصر حاليًا.

وأسعى لتحقيق تجربة تزاوج بين الصحافة الورقية المطبوعة والصحافة الرقمية، بهدف المساهمة مع الزملاء في إعادة الصحافة الورقية إلى مكانتها الحقيقية.

وأتطلع إلى تأسيس نموذج لمؤسسة تعتمد على التكامل بين المنصتين الإلكترونية والمطبوعة، حيث تستفيد كل منهما من الأخرى لتحقيق انتشار وتأثير أكبر.

وهذا النوع من التزاوج لم يتحقق في مصر حتى الآن، للأسف، هناك مؤسسات صحفية كبيرة تمتلك صحفًا مطبوعة، لكنها تفتقر إلى القدرة على تنفيذ هذه الصيغة. النتيجة هي أنها لم تنجح في الحفاظ على الصحافة الورقية، ولم تحقق أيضًا التحول الرقمي المطلوب.

وبشأن قراءته للمشهد الصحفي والإعلامي في الوقت الحالي، قال "الجلاد": بصراحة، يمكن القول إن الإعلام المصري بصفة عامة—سواء كان مقروءًا أو مسموعًا أو مرئيًا—شهد ارتكاب خطايا بحقه وليس مجرد أخطاء.

فالقضاء على التنوع في الآراء ووجهات النظر، وعلى تداول المعلومات الحقيقية والتواصل الفعّال مع الجمهور، يعني القضاء على جوهر الإعلام.

والإعلام الحقيقي يجب أن يكون وعاءً للحوار الوطني وداعمًا للوعي العام، ينشر الحقيقة دون فرض وصاية على المتلقي. للأسف، ما يحدث في مصر بعيد عن ذلك.

وهناك ثلاثة عوامل رئيسية ساهمت في فشل الإعلام المصري: أولها هو هيكل الملكية، الذي أصبح غير واضح. لم نعد نعرف من يملك وسائل الإعلام وكيف تُدار.

والأسوأ أن نسبة كبيرة من وسائل الإعلام، تقدر بـ80% أو 85%، أصبحت مملوكة لكيان واحد، مما أدى إلى المشكلة الثانية: تحول الإعلام إلى صوت واحد، هذا التوجه تسبب في عزوف الجمهور عن الإعلام المصري واللجوء إلى مصادر أخرى، بعضها معادٍ للدولة.

المشكلة الثالثة تكمن في الاختيار غير المهني للقيادات الإعلامية، حيث أصبحت الموالاة الشخصية هي المعيار الأساسي، بدلاً من الخبرة والكفاءة. هذا التوجه أدى إلى تراجع الكفاءات، وتحولت المنابر الإعلامية إلى أبواق توجيه عفى عليها الزمن.

اليوم، منصات التواصل الاجتماعي أصبحت البديل الذي يقدم المعلومة الصحيحة ووجهات النظر المتنوعة بحرية أكبر مما تفعله الصحافة التقليدية.

من يتحكم في سياسة الإعلام المصري يبدو منفصلًا عن الواقع وخارج التاريخ، حيث لم يعد ممكنًا منع المعلومة أو تقييدها. والجمهور ببساطة يترك الإعلام التقليدي ويتجه إلى وسائل التواصل، وهذا ما يحدث الآن.

وأرى أن غياب التخطيط المهني والاحترافية، بالإضافة إلى التضييق غير المبرر، جعل الإعلام المصري يفقد تأثيره.

ومع ذلك، هناك أمل في الأجيال الجديدة، التي تتمتع بحيوية أكبر وتمرد إيجابي يمكن أن يعيد الإعلام إلى مساره الصحيح.

وحول الرسالة التي يرغب "الجلاد" أن يقولها لرئيس الجمهورية، قال الجلاد: رسالتي لرئيس الجمهورية أن المواطن المصري، مثلك تمامًا، غير راضٍ عن حال الإعلام المصري اليوم، والمواطن لم يعد يجد في الإعلام صوته الحقيقي.

وأضاف: الصحفي، المذيع، وكل عامل في وسائل الإعلام يحلم فقط بأن يتمكن من التعبير عن رأيه بحرية وأمان. يجب الإيمان بأن اتساع مساحة الحرية يثري الوطن ويعزز قوته.

من ينتقد أو يتحفظ أو يقدم وجهة نظر مختلفة عن أداء الحكومة أو قراراتها ينطلق من حرصه على مصلحة الوطن، وليس من منطلق عداء للدولة.
والاختلاف في وجهات النظر ضرورة وطنية، إذ يصب في النهاية لصالح البلد.

وتابع الجلاد: أدرك أن السنوات العشر الماضية كانت فترة صعبة تطلبت من الدولة التركيز على استعادة قوتها واستقرارها، لذا قد يكون التحكم في الإعلام مبررًا آنذاك، لكننا الآن، وبعد تجاوز تلك المرحلة، نستحق إعلامًا أكثر قوة وتأثيرًا يعكس صوت الشعب وتنوعه.

وأكمل: الصحفي اليوم بحاجة إلى الأمان في عمله، وهذا الأمان لا يمكن تحقيقه إلا عبر قرارات تأتي من أعلى المستويات، من خلال فتح مساحات حرية أكبر في الإعلام المصري، وإتاحة الفرصة لجميع وجهات النظر.

للأسف، هناك رموز ممنوعة من دخول مدينة الإنتاج الإعلامي، وقائمة كاملة تضم أسماءً تُحظر استضافتها أو ظهورها في البرامج التليفزيونية.
فهل يعني ذلك أن هؤلاء أعداء للوطن أو خطر على الدولة؟ هذا النهج لا يعكس قوة الإعلام، بل يعزله عن المجتمع.

الإعلام بكل أشكاله من المستحيل أن ينجح في خدمة بلده بدون أن يكون مؤثر، فإعلامنا غير مؤثر لأن لا أحد يصدقه، ولا أحد يجد نفسه وقضاياه به، فالمتلقي ليس بحاجة إلى وصاية، وإنما هو بحاجة إلى طرح القضية وعمل حوار ديموقراطي إيجابي حولها، ما يجعل المتلقي يجد وجهة النظر التي يريدها.

وحول رأي "الجلاد"، في وجهة النظر التي تقول أن مصر تتعرض لمخاطر وأن ترك مساحة حرية يزيد من التهديد، قال: أرى أن مساحة الحرية هي العمود الفقري للحفاظ على الأمن القومي المصري، فإذا نظرنا إلى سوريا كمثال نجد أنه لم يكن بها حرية رأي وتعبير، وكانت ولة ديكتاتورية مستبدة، وهو ما أدى إلى سقوطها، ونحن دائمًا لدينا مخاطر ولكن زادت في الوقت الحالي، وعندما تكون القوى السياسية والوطنية والنخب تحاول تجميع الشعب حول هدف محدد فهذا لن ياتي إلا بحرية الرأي والتعبير.

هناك مخاطر حقيقية تحف الدولة وأنا موافق على ذلك، ولكن هل تستطيع أمة مثل مصر، أن تواجه هذه المخاطر دون تحقيق التماسك للجبهة الداخلية؟، فلابد أن يوجد هذا التماسك من خلال الوعي لدى المواطن وإعطائه إحساس أنه شريك وله صوت في تقرير مصير الدولة، ويجد صوته الحقيقي في وسائل الإعلام.

وحول رأيه في انحياز الإعلام الغربي أثناء تغطية الحرب على غزة، قال "الجلاد": التغطية الإعلامية الغربية للحرب في قطاع غزة هي ليست تغطية منحازة وإنما هي تغطية مشاركة في الجريمة، ويجب أن تحاكم، فلا يليق بدولة كبيرة مثل مصر منصات إعلامية إقليمية ودولية تواجه هذه الحرب، والتي يشار إليها بأنها أسلحة إعلامية وإنه فيما يتعلق بالشؤون الخارجية والإقليمية، لابد أن يكون هناك تنسيق مع الدولة في كل الرسائل الإعلامية.

لكن هل أنت تمتلك صوت إعلام مؤثر عربياً ودولياً؟، وهل مصر ليست جديرة أن يكون لديها قناة مؤثرة؟ هل الجزيرة غير مؤثرة في صناعة القرار الغربي؟

الجزيرة مؤثرة في صناعة القرار الأمريكي، والعربية مؤثرة.

إذا كيف تكون مصر وهي الدولة الرائدة التي صنع إعلاميوها هذه القنوات العربية بكفاءاتهم، غير قادرة حتى الآن على صناعة منصة إعلامية كبيرة لها.

ولا يجب أن تناسب هذه الجزيرة والقنوات العربية ولكن يمكن أن تتكامل معهم، أن يكون لك قناة توصل صوتك إلى المنطقة والعالم هو جزء مهم جدًا.

رئيس الجمهورية يتكلم عن حروب الجيل الرابع وحروب الجيل الخامس، والإعلام جزء أساسي من أسلحة هذه الحروب.

لكن، عندما جاءت المحاولات لإنشاء قنوات إعلامية، ماذا فعلنا؟ أنشأنا قنوات إخبارية تُخاطب الداخل فقط، فصرنا نتحدث لأنفسنا. في المقابل، مصر تستحق أن تمتلك ليس فقط محطة إعلامية واحدة، بل شبكة إعلامية متكاملة تُدافع عن أمنها القومي وتُعبّر عن ثقلها الإقليمي والدولي، مستفيدة من الكفاءات التي أنشأت كبرى القنوات في المنطقة.

وحول السبب في فشل الإعلام المصري وهل يعود إلى عدم وجود المناخ الإعلامي المناسب، قال الجلاد: أنا أختلف في وجهة النظر هذه، فالمناخ يأتي إذا توافرت الإرادة السياسية، إذا توافرت لديك الإرادة السياسية، هتوفر المناخ والأجواء، عندما كانت هناك محاولات لإطلاق قنوات إخبارية، لماذا فشلت؟

الإجابة هي لأنه لا يوجد الآن عشرين مشاهد يشاهدون الإعلام المصري، والسبب هو إسناد مهماته إلى أصحاب الولاء والانتماء والموالاة، وأصحاب تمام يا فندم وحاضر، دون البحث عن الكفاءات والخبرات التي أخذتها القنوات الأخرى.

أسئلتي لصناع القرار الإعلامي في مصر:

أولًا: مصر في مخاطر حقيقية محيطة بها هل استطعت أن يكون لك صوت إعلامي مؤثر؟

ثانيًا: هل استطعت أن تشكل خريطة إعلامية تحوز على ثقة الناس؟

ثالثًا: هل أصبحت مناخ إعلامي متطور مثل باقي دول العالم؟

رابعًا: هل استطعت استقطاب كفاءات علمية لإعلامك؟

أنا شخصيًا لا أريد شيئًا الآن، وإنما أقول ما أقول لأنني مهموم بمهنة الصحافة، ولست بالذي يستعان به حاليًا، في كفاءات وخبرات كتير جداً غيري.

أنا أتكلم وتاريخي ورائي، أنا لا أريد شيئًا الآن عايز، فأنا أعيش في المرحلة الملكية، والحمد لله لا أحد يمكن أن يغصبني على عمل شيء لا أريده، و«اللي بيريحني هعمله طالما أنا مؤمن إنه صح».

كان يجب أن يكون وضعنا في الإعلام أفضل بكثير مما هو عليه الآن. العالم يتقدم للأمام بينما نحن نتراجع.

ومن حقي أن أتكلم عن هذا التراجع بحرية كاملة. إذا كان السؤال عن الخبرات والكفاءات، فهي موجودة لكنها تُهمّش أو تُقصى، ويمثلها كل من يجلس في البيت.

ما نشهده اليوم هو تصعيد غير المستحقين، الذين لا يملكون موهبة أو كفاءة، ولا يجدون طريقًا للصعود سوى عبر النفاق والتطبيل أو تقديم الولاء المطلق.

وهذا الطريق لا يمكن أن يُنتج إعلامًا قادرًا على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية أو الدفاع عن المصالح الوطنية.

وحول رأيه في التغييرات الأخيرة في الساحة الإعلامية والصحفية، والتشكيل الجديد للمجلس الأعلى للإعلام، قال الجلاد: متفائل بالتشكيل الجديد للمجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، لأن الوجوه والأسماء التي تم اختيارها في المجلس الأعلى لتنظيم الصحافة والإعلام مختلفة تماماً عن التشكيلات السابقة فأنا متفائل بأنهم سيقومون بتغييرات وأتمنى ذلك.

إن التغييرات الأخيرة في مجالس وهيئات الإعلام، إلى جانب التطورات في الشركة المتحدة، تمثل تحولًا ملحوظًا في المشهد الإعلامي.

ويعد وجود طارق نور، كأحد رواد صناعة الإعلام في مصر، خطوة خارج الإطار التقليدي المعتاد، مما يضمن تقديم رؤية جديدة ومبتكرة للإعلام في المرحلة المقبلة.

أما عن تقييمه للمؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين، فقال الجلاد: المؤتمر كان ثري جدًا، حيث كان مختلف هذه المرة عن المرات الأخرى بشكل كبير، وكانت به مساحة حرية وتنوع وتعدد الآراء، وناقش جميع القضايا بحرية تامة، وكان به إثراء وحوار إيجابي حقيقي، وأعتقد أنه سيتكرر.

إذ إن التغيريات الأخيرة في مجالس وهيئات الإعلام وكذلك الشركة المتحدة ووجود طارق نور، والي يعتبر وجوده قرار خارج الصندوق القديم، فهو رائد من رواد صناعة الإعلام في مصر، ووجوده يضمن رؤية جديدة للإعلام.

مجدي الجلاد الرئيس السيسي عصام الشريف دور الصحافة في تشكيل الرأي العام مستقبل الإعلام المصري

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة قرار جمهوري بإعادة تشكيل مجلس أمناء هيئة المتحف المصري الكبير -(مستند) أخبار الرئيس السيسي يستعرض الجهود المصرية الداعمة للسودان للخروج من أزمته أخبار الرئيس السيسي ونظيره الأوغندي يبحثان هاتفيًا تعزيز العلاقات الثنائية أخبار خبير سياسي: القيادة السياسية تضع ذوي الهمم على رأس أولوياتها أخبار أخبار مصر وجه رسالة للرئيس.. مجدي الجلاد: هذه أسباب فشل الإعلام المصري منذ 9 دقائق قراءة المزيد أخبار مصر

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: مصر 2025 سعر الدولار مسلسلات رمضان 2025 أسعار الذهب سكن لكل المصريين الحرب على غزة سعر الفائدة أول أيام شهر رمضان 2025 مجدي الجلاد الرئيس السيسي عصام الشريف الصحافة الورقیة وسائل الإعلام المصری الیوم مجدی الجلاد فی الإعلام أن یکون یمکن أن یجب أن فی مصر رئیس ا

إقرأ أيضاً:

أوّل تعليق للرئيس السوري على الأحداث في منطقة الساحل

خرج الرئيس السوري، بالمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مساء أمس الجمعة، في كلمة تحدث فيها بشأن الأحداث الأخيرة في الساحل السوري.

وأكد الشرع، أنه “إذا مست محافظة سورية بشوكة تداعت لها جميع المحافظات لنصرتها وعزتها”.

وقال: “لقد سعى بعض فلول النظام الساقط لاختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها، وهاهم اليوم يتعرفون عليها من جديد، فيرونها واحدة موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، إذا مُسّت محافظة منها بشوكة تداعت لها سائر المحافظات لنصرتها وعزتها”.

واضاف: “يا أيها الفلول، إننا في معركة التحرير قاتلناكم قتال الحريص على حياتكم رغم حرصكم على مماتنا، فنحن قوم نريد صلاح البلاد التي هدمتموها ولا غاية لنا بدماء أحد”.

وتعهد الرئيس السوري في كلمته “بتقديم من تسبب في تلك الأحداث، والذين يصرون على الاعتداء على الشعب إلى محكمة عادلة”.

وأوضح: “سنبقى نلاحق فلول النظام الساقط من أبى إلا أن يستمر في غيه وطغيانه، ومن ارتكب منهم الجرائم بحق الشعب ومن يسعى منهم إلى تقويض الأمن والسلم الأهلي، سنقدمهم إلى محكمة عادلة، وسنستمر بحصر السلاح بيد الدولة، ولن يبقى سلاح منفلت في سوريا بإذن الله، وسيحاسب حسابا شديدا كل من يتجاوز على المدنيين العزل ويأخذ أقواما بجريرة أقوام”.

وطالب أحمد الشرع، “جميع القوى التي التحقت بأماكن الاشتباك بالانصياع لأوامر القادة العسكريين”.

وقال: “أطالب جميع القوى التي التحقت بمواقع الاشتباك بالانصياع الكامل للقادة العسكريين والأمنيين هناك، وأن يتم على الفور إخلاء المواقع لضبط التجاوزات الحاصلة، ليتسنى للقوى العسكرية والأمنية إكمال عملهم على أتمّ وجه”.

وتابع الشرع: “نحن قوم نقاتل وفي صدورنا شرف القتال، وأنتم تقاتلون بلا شرف، وليس بالغريب عنكم ما فعلتموه، فقد أوغلتم بالدم السوري خلال عقود من الزمن ولا زلتم على نفس نهجكم، رغم تغليبنا لحالة العفو تجنبا لوقوعنا بمثل هذا المشهد، وإني لأجزم بجهلكم بما نقول ولكن ما على الرسول إلا البلاغ”.

وتابع أن “سوريا للجميع، ولا فرق فيها بين أحد، وسوريا للجميع، ولا فرق فيها بين سلطة وشعب”.

وأشار الرئيس السوري بالمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى أن “فلول النظام السابق يبحثون عن تجاوز يستفيدون من ورائه”.

وواصل: “نريد صلاح البلاد التي دمرتموها، ولا غاية لنا بدمائكم”.

وقال: “ما يميزنا عن عدونا هو التزامنا بمبادئنا، ففي الوقت الذي نتنازل فيه عن أخلاقنا نصبح وعدونا على صعيد واحد، وإن فلول النظام الساقط تبحث عن استفزاز يُفضي إلى تجاوز يستجدون من ورائه”.

وأكد: “لا خوف على بلد يوجد فيه مثل هذا الشعب وهذه الروح، وأبارك لقوى الجيش والأمن على التزامهم بحماية المدنيين وسرعتهم بالأداء”.

وقال: “أؤكد على قوى الأمن بعدم السماح لأحد بالتجاوز والمبالغة برد الفعل، وسنحافظ على السلم الأهلي في سوريا، وكل من يتجاوز على المدنيين سيحاسب حسابا شديدا”.

وأضاف: “أهلنا في الساحل في أماكن الاشتباك جزء مهم من وطننا وواجبنا حمايتهم، ورغم ما تعرضنا له من غدر فإن الدولة ستبقى ضامنة للسلم الأهلي”.

وأكد أن “سوريا سارت إلى الأمام، ولن تعود خطوة واحدة إلى الوراء”.

وقال الرئيس السوري: “أذكركم بأن الله قد جعل منزلة الأسير بمنزلة اليتيم والمسكين، ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا”، فقد جعله في موضع الإحسان والشفقة فلا ينبغي إهانة الأسير ولا تعريضه للضرب، فإن ذلك مناف لأمر الله ثم لقانون البلاد”.

وأضاف: “إن أهلنا في الساحل في مناطق الاشتباك جزء من مسؤوليتنا والواجب علينا حمايتهم وإنقاذهم من شرور عصابات النظام الساقط، ورغم ما تعرضنا له من غدر، فإن الدولة ستبقى ضامنة للسلم الأهلي ولن تسمح بالمساس به على الإطلاق”.

وختم الشرع كلمته: “سوريا سارت إلى الأمام ولن تعود خطوة واحدة للوراء، فاطمئنوا عليها فهي بحفظ الله، الرحمة للشهداء، وأسأل الله أن يتقبلهم في هذا الشهر الكريم”.

وكانت “قوات الأمن السورية، أعلنت أمس الخميس، أنها تخوض اشتباكات غربي البلاد، مع مجموعات مسلحة قالت إنها تابعة للنظام السوري السابق، وردا على التطورات المتسارعة، فرضت السلطات السورية المؤقتة، ليل أمس، حظر تجول في مدن حمص واللاذقية وطرطوس”.

فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، “بمقتل 147 شخصا في الاشتباكات والمعارك بالساحل السوري خلال يومين، بينهم مدنيون أعدموا ميدانيا”.

وقال المرصد إنه “حصل على أشرطة مصورة وشهادات من الأهالي توثق عمليات إعدام نفذها عناصر من الأمن الداخلي بحق 69 شخصا مدنيا، وسط معلومات عن المزيد من القتلى”.

مقالات مشابهة

  • مصر قوية بقيادة السيسي| نجم الأهلى السابق يوجه رسالة دعم للرئيس
  • قبل "الكلاسيكو المصري".. رسالة عمرو أديب إلى لاعبي الزمالك
  • وزارة الإعلام: ننوه إلى وسائل الإعلام العربية والغربية التعامل بدقة ومصداقية مع الأحداث الجارية وعدم الوقوع في فخاخ الشائعات التي يتم ضخها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متصاعد وممنهج
  • وزارة الإعلام: نهيب بالمواطنين التحلي بالوعي وعدم الانجرار وراء الأخبار المضللة التي تستهدف النسيج الاجتماعي، ونؤكد على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة، لما لذلك من أهمية في الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي
  • عبد العاطي يؤكد أهمية الدور المحوري والوطني الذي يضطلع به الإعلام المصري
  • «مؤمن سليمان» يفند الإعلام المصري بشأن تعرضه للتهديد
  • وزير السياحة: المتحف المصري الكبير صرح ثقافي وحضاري يقدم تجربة استثنائية لزائريه
  • أوّل تعليق للرئيس السوري على الأحداث في منطقة الساحل
  • اطمئنوا .. الرئيس السيسي يوجه رسالة هامة للشعب المصري
  • بالفيديو.. البنك الزراعي المصري يطلق حملته الإعلانية لشهر رمضان