■ في خطبة اليوم الجمعة من منبر الطريقة السمانية بديم المدينة بمدينة بورتسودان رطّب الإمام دواخل ووجدان المصلين بتطواف ندي من سيرة النبي صلي الله عليه وسلم .. الشيخ الإمام سفيان الخنجر حدّثنا عن قيمة الوفاء في حياة سيد الخلق صلوات ربي وتسليماته عليه وساق لذلك شواهد من صفحات السيرة العطرة وتوقف بنا عند محطات وفائه صلوات ربي وسلامه عليه لأصحابه وأحبابه وزوجاته وحتي لأولئك الذين عبروا سريعاً في لحظات الزمن المطوية لكن سيرتهم تبقي خالدة خلود سيرة سيدنا محمدٍ صلوات ربي وسلامه عليه ومنهم الشيماء التي عايشت النبي صلي الله عليه وسلم أيام رضاعته في حجر حليمة السعدية وحتي تلك المرأة العجوز التي كانت تأتي أهل بيت النبي أيام خديجة رضي الله عنها .

■ استوقفني في خطبة الشيخ موقفان .. أما الأول .. آمل أن يبقي منبر الجمعة في مسجد الطريقة السمانية بعيداً عن خلافات التفسير والتأويل والبرّاني والجُوّاني من قضايا الجماعات والطرق والمذاهب .. في محنةالحرب هذه تناسي الجميع خلافاتهم وتباين وجهات نظرهم ووقفوا متعاضدين لدعم الجيش السوداني في معركة الكرامة .. وهذا وقت التركيز علي تعزيز قيمة التوكُل لا العودة إلي محطة الخلاف في قضية التوسُل !! .. والأخ الشيخ سفيان الخنجر من أهل الفطنة والحصافة التي لا تحتاج إلي مزيد شرحٍ وتطويل !!

■ أما الموقف الثاني فيتعلق بموضوع صغير الذئب الذي أكل الشاة التي أرضعته صغيراً حتي إذا ما قَوِي عُوده نهش أحشاءها وأكل لحمَها ورمي عظمَها وهو المثال الذي ضربه الشيخ لعدم الوفاء لمن أسدي الإحسان إلي الآخرين .. أقول للشيخ الخنجر : لقد ظلمت الذئب الصغير ياشيخ !! .. مما نعلمه أن بعض الحيوانات نزع الله سبحانه وتعالي منها القشرة المخيةالعلوية وهي طبقة خلايا في المخ تنقل رسائل التحذير من الخطر القادم والخوف مما هو واقع .. فأنت تجد ( الخروف) والثور واقفاً يأكل من علفه والثور الآخر بجواره يسبح في دمائه مذبوحاً ..بل تجد كامل القطيع يتابع مراحل ذبح صف الخراف ولا يلتفت ولا يتأثر لأن الخوف منزوعٌ منه بنزع القشرة العلوية من مخه وهي من حِكَم الله البالغة في خَلْقِه .. ويتبع هذا عدم شعور بعض الحيوانات بقيمة ومعني تصرفات أخري .. فصغير الذئب الذي أكل الشاة التي أرضعته لا يعرف قيمة الوفاء لأنها ليست من خلقه ولا طبعه إبتداءاً !!

■ ولكن ماذا يقول الشيخ في بعض رجال ونساء السودان الذين رضعوا من ثدي هذه الأمة وأكلوا خيراتِها وتعلموا في مدارسها وتخرجوا في جامعاتها ومع هذا يقفون صفاً واحداً مع عدو هذا الشعب يحرضونه علي ضرب الأبرياءوالمساكين والعجزة .. ويتحالفون مع عصابات ومليشيات التمرد .. لماذا غابت قيمة الوفاء من هذه ( النوعية ) من أبناء هذا الوطن الجريح ؟!
■ إنهم مخلوقون بكامل طبقة القشرة المُخية العليا .. لكنهم يتصرفون بإثارة رخيصة لا نجدها حتي في الخراف وصغار الذئاب !!
■ أولئك كالأنعام .. بل هم أضل !!

عبد الماجد عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

حكم بيع الأشياء التي تؤدي إلى الإضرار بالآخرين

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الأصل في البَيْع حِلّهُ وإباحته؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ ٱللهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْ﴾ [البقرة: 275]، أمَّا إذا اشتمل البيعُ على محظورٍ كالبيع الذي فيه ضرر بالإنسان؛ فإنَّ حكم البيع يتحوَّل إلى الحرمة.

ويعد من مقاصد الشريعة الإسلامية المحافظة على النفس والعقل؛ ولهذا حرَّم الله تعالى كلّ ما يؤدي إلى إتلاف الإنسان أو جزء منه؛ فحافظ الإسلام على الكليات الخمس، وجعل رعايتها مُقَدَّمةً على غيرها؛ وهي: النفس، والدين، والنسل، والعقل، والمال.

ومن المقرر شرعًا أنَّه: "لا ضرر ولا ضرار"؛ فهذه قاعدة فقهية من القواعد الخمس التي يدور عليها غالب أحكام الفقه، وأصل هذه القاعدة ما أخرجه الإمام ابن ماجه في "سننه" عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَضَى أَنْ لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ". وهي قاعدة تحول مراعاتها بين الإنسان وبين كل ما يمكن أن يُسَبّب له الضرر؛ على مستوى الأفراد والجماعات.

ومن مقتضيات الحفاظ على نفس الإنسان حمايتُه مِن كل ما يمكن أن يصيبه بالضرر في صحته؛ فحرَّمت الشريعة عليه كلَّ ما يضرُّه، وجرَّمَتْ إيصال الضرر إليه بشتى الوسائل:

أخرج العلامة ابن عبد البر في "الاستذكار" عن سيدنا أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ، مَنْ أَضَرَّ أَضَرَّ اللهُ بِهِ، وَمَنْ شَاقَّ شَاقَّ اللهُ عَلَيْهِ».

وأخرج الإمام الترمذي في "سننه" عن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: «مَلْعُونٌ مَنْ ضَارَّ مُؤْمِنًا أَوْ مَكَرَ بِهِ».

والضرر المنهيّ عنه هو قليل الضرر وكثيره، فهو لفظ عام يشمل عدم الضرر في كل الأمور؛ إلا ما دلَّ الشرع على إباحته لمصلحة شرعية؛ قال العلامة ابن عبد البر في "الاستذكار" (7/ 191، ط. دار الكتب العلمية): [قال ابن حبيب: الضرر عند أهل العربية الاسم، والضرار الفعل، قال: والمعنى لا يُدخِل على أحد ضررًا.. وهو لفظ عام متصرف في أكثر أمور الدنيا ولا يكاد أن يُحَاط بوصفه] اهـ.

وقال الأمير الصنعاني في "سبل السلام" (2/ 122، ط. دار الحديث): [وقوله: «لا ضرر» الضرر ضد النفع، يقال: ضرَّه يضرُّه ضرًّا وضرارًا وأضرَّ به يضرُّ إضرارًا، ومعناه: لا يضرُّ الرجل أخاه فينقصه شيئًا من حقه، والضرار فِعَال من الضرِّ، أي: لا يجازيه بإضرار، بإدخال الضرِّ عليه، فالضُّرُّ ابتداء الفعل، والضرار الجزاء عليه.. وقد دلَّ الحديث على تحريم الضرر؛ لأنه إذا نفى ذاته دلَّ على النهي عنه؛ لأنَّ النهي لطلب الكف عن الفعل، وهو يلزم منه عدم ذات الفعل فاستعمل اللازم في الملزوم، وتحريم الضرر معلوم عقلًا وشرعًا إلا ما دلَّ الشرع على إباحته رعايةً للمصلحة التي تربو على المفسدة] اهـ.
 

مقالات مشابهة

  • مختار جمعة يوضح بلاغة التنوع الأسلوبي في القرآن حول قول:"الغني الحميد"
  • وفاة الشيخ سارية الرفاعي “جبل سوريا”.. والرجل الذي لم يهاب الأسد
  • وفاة الداعية السوري سارية الرفاعي في إسطنبول.. تعرف عليه
  • ما المردود الذي تتحصل عليه إسرائيل بعد تكثيف قصف غزة؟
  • الشيخ قاسم: تحية لليمن الفقير بإمكاناته الغني بشعبه وقيادته الذي يواجه الإسرائيلي والأمريكي
  • ما حكم بيع السجاد المكتوب عليه لفظ الجلالة والصلاة عليه؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم بيع الأشياء التي تؤدي إلى الإضرار بالآخرين
  • ما الذي يخطط له حزب الله؟
  • حكم الالتزام والوفاء بالعهود والمواثيق في الإسلام