قوى عاملة وافدة تجوب الأحياء السكنية.. تنبش مكبات القمامة ليلاً ونهاراً
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
تجوب مجموعة من القوى العاملة الوافدة على متن دراجات هوائية أو كهربائية الأحياء السكنية بعدد من الولايات تنبش مكبات القمامة لاستخراج كل ما هو حديد أو ألمنيوم أو كرتون وحتى مواد غذائية منتهية الصلاحية، في ظاهرة سلبية تتزايد، مع مرور الأيام، حيث تؤثر مثل هذه الممارسات على النظافة العامة، وتشوه المنظر العام، وتعكس تصرفات غير مسؤولة عبر رمي القمامة خارج مكباتها، مما يسهم ذلك في زيادة معاناة العاملين في قطاع النظافة وانتشار القوارض والحشرات.
جريدة "عمان" وثقت بعض المشاهد لهذه الأيدي العاملة الوافدة بعد نداءات من قبل المواطنين لتسليط الضوء على هذه الظاهرة التي تؤرق القاطنين في الولاية مع مطالبتهم بردع هذه الممارسات من قبل الجهات المعنية.
رصد شكاوي
وقال المهندس فدا أحمد البلوشي، عضو مجلس البلدي بمحافظة مسقط ممثل ولاية السيب: باتت تنتشر ظاهرة سلبية بين أفراد بعض الجالية الآسيوية في ولاية السيب، وهي نبش وجمع القمامة من معادن ومواد غذائية منتهية أو متلفة، إذ يقومون هؤلاء بتجميعها وربما بيعها لاحقا، مما يترتب عليها مشاكل صحية مما يحدو بالجهات المعنية ردع هذه الفئة وإيقافها عن هذه الممارسات لما فيه من خطورة على الصحة المجتمعية، مع أهمية تضافر الجهود بين مختلف الجهات المختصة لتعزيز التوعية باللغات المختلفة وإيصال المعلومة الصحيحة لدى الأيدي العاملة الوافدة بخطورة هذا العمل، ومخالفة من يمارسونها وردعهم إن استمروا في مثل هذه الأعمال، حيث رصدنا شكاوى وملاحظات من المواطنين والمقيمين لهذه الظاهرة المنتشرة في الأحياء السكنية بولاية السيب.
ظاهرة خطيرة
وقال عيسى بن محمد الفليتي: إن صناديق القمامة تعتبر ظاهرة صحية وحماية للقاطنين، ولها مؤسسات تشرف عليها إلا أن بعض الأيدي العاملة الوافدة يستخدم هذه الصناديق استخدامًا سيئًا وذلك عندما يقوم قاطنو الأحياء السكنية بالتخلص من القمامة غير الصالحة من خلال وضعها في أكياس القمامة ورميها في مكب النفايات، ثم تأتي الأيدي العاملة الوافدة السائبة التي تجوب الأحياء السكنية لاستخراج أكياس القمامة من الصناديق لأخذ المنتجات المصنوعة من الحديد أو البلاستيك أو الزجاج وغيرها، ومن ثم يترك أكياس القمامة مفتوحة ومرمية بجانب الصندوق مما أثر تأثيرًا سلبيًا بظهور القوارض والحشرات وأصبحت تلك القمامة مرتعًا للحيوانات السائبة كالكلاب وغيرها، ولذا نرجو من الجهات المعنية بمنع هذه الظاهرة والحزم في التعامل مع هذه الأيدي العاملة الوافدة التي تشكل خطرًا على الأحياء السكنية، ووضع حد لهذه الظاهرة، كل جهة في مجال اختصاصها.
جمع الخردة
من جانبه، قال حمزة بن سالم الحبسي: لم تعد صناديق القمامة بمأمن من العبث في ولاية السيب بعد رصد أيد عاملة وافدة آسيوية تجوب الأحياء السكنية في دراجات هوائية وكهربائية في السيب تستخرج النفايات من الصناديق المخصصة لها للبحث عما هو مصنوع من الحديد والنحاس والألمنيوم وأسلاك الكهرباء والبلاستيك والكرتون مع رمي ما تبقى خارج تلك الصناديق وهي ظاهرة نراه صباحا ومساء، وهي تصرفات مقززة وتهدد الصحة العامة، ولا تعكس المظهر الحضاري في الولاية، كما أن هذه الظاهرة تشكل خطرًا على سلامة الأطفال وعاملات المنازل، وتسهم في انتشار القوارض نتيجة رمي القمامة خارج الصندوق.
وأشار إلى أن الأمر بلغ حد سرقة مخلفات الحديد أو ألمنيوم من مشاريع البناء في الأحياء السكنية، وتنعكس هذه الظاهرة سلبًا على قطاع بيع الخردة المرخصة من قبل الجهات المعنية إذ يتجه هؤلاء إلى المنطقة الصناعية بعد امتلاء الخيش التي يحملونها على متن الدراجات الهوائية لتخزينها أو بيعها لمواقع بيع الخردة ومع الأسف الشديد أن بعض مواقع شراء الخردة تتعامل مع هذه الأيدي العاملة الوافدة في شراء ما يقومون بجمعه مما سوف يزيد من انتشارها في أحياء الولاية، مع ضرورة تدخل الجهات المعنية لوضع حد لها، مع العلم أن هذه الظاهرة رصدت في مختلف الأحياء السكنية بولاية السيب وكذلك سمعنا عن انتشارها في ولايات أخرى.
إجراءات صارمة
وقال أمجد بن موسى المحرمي: إن وجود الأيدي العاملة الوافدة السائبة في الأحياء السكنية التي تقوم بنبش صناديق القمامة يشكل ظاهرة خطيرة على المجتمع والصحة العامة، بينها أن بعضهم يعمل في منازل بعض المواطنين، وربما البعض الآخر يعمل في مهنة طباخ أو حلاق وللأسف رصدناهم وهم داخل مكبات النفايات يفتشون بين أكياس القمامة، وهو أمر غير حضاري، وقد وضعت صناديق القمامة لرمي المخلفات، ثم يأتي هؤلاء لرمي تلك المخلفات خارج الصناديق، وهي ظاهرة مقززة للأسف، وقد لاحظنا هذه الممارسات في عدة مناطق بالولاية منها المعبيلة الجنوبية والخوض وغيرها من المناطق، وهذه الظاهرة تسيء لنا كمجتمع يحافظ على النظافة العامة، ولابد من التدخل لاستئصال هذه الظاهرة قبل أن تتفشى أكثر مما هو عليه الآن، ونتمنى من الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات الصارمة والرادعة التي تتنافى مع قيم مجتمعنا وعاداته الأصيلة.
صناعية المعبيلة
على ضوء هذا الاستطلاع زارت جريدة "عمان" موقعين لتجميع الخردة في المنطقة الصناعية بالمعبيلة الجنوبية، للاستفسار عن شرائهم للخردة من الأيدي العاملة السائبة التي تجوب الأحياء السكنية بولاية السيب، وأكدوا أن لا مانع من شراء الخردة منهم متعللين بأن هؤلاء الوافدين حالتهم بسيطة، مع العلم أن ثمة شركات مرخصة وقائمة على نشاط تجميع الخردة وبيعها لمثل هذه المواقع، التي من الممكن أن يؤثر عليها سلبا مثل هذه الممارسات في الأحياء السكنية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الأحیاء السکنیة الجهات المعنیة هذه الممارسات هذه الظاهرة
إقرأ أيضاً:
أرحموا الأموات من الأحياء في المنوفية
لم يقتصر الإهمال والفساد على الأحياء فقط، بل أمتد ليصل إلى حرمة الأموات في محافظة المنوفية، وتجسدت معاني التجرد من الإنسانية والمشاعر عندما تعرضت مقابر قرية براشيم التابعة للوحدة المحلية بشنشور بمركز أشمون، إلى إلقاء جثامين وعظام الأموات خارج المقابر نتيجة لضيق المساحة، ومنع مسئولي الوحدة المحلية من بناء عضامات فوق المقابر القديمة، رغم مساعي الأهالي المتكررة للوصول إلى حلول وعدم انتهاك حرمة الأموات.
وقال الأهالي إن الوحدة المحلية منعت أصحاب المقابر من بناء طابق جديد فوق المقابر للحفاظ على جثث الأموات، وعدم تركها في الشوارع عرضة للكلاب الضالة، لكن كل ذلك لم يحرك ساكنًا في المسئولين.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة التى أثارت حالة من الغضب بين الأهالي، قام مواطن من أهالي القرية يدعي إبراهيم عباشي، بالتبرع بقطعة أرضة مساحتها 8 قراريط لبناء مقابر جديدة لمنع انتهاك حرمة الأموات في قرية براشيم.
وأكد ربيع شعبان عبدالمولى، أحد أهالي القرية، أن تقدموا بالعديد من الشكاوى لمسئولي الوحدة المحلية ورئيس مجلس المدينة لإيجاد حلول ببناء طابق ثاني فوق المقابر لوضع رفات الأموات فيها، لكنها قوبلت بالرفض، بحجة إصدار تراخيص بناء، أو الحصول، قائلًا:" لا يوجد رحمة في قلوب المسئولين"، مناشدًا محافظ المنوفية في شكواهم لعدم انتهاك حرمة الأموات ومنع إلقاء الرفات خارج المقابر.
مقابر وسط الكتل السكانيةوقال حسام القاضي، أحد أهالي القرية، أن المقابر متواجدة وسط الكتل السكانية، ونتيجة لضيق المساحة، يتم اخراج رفات الجثث القديمة لدفن الأموات الجديدة، لكن هذا يؤدي إلى انتهاك حرمة الأموات، بسبب عدم وجود أماكن لوضع الرفات القديمة.
وطالب المسئولين بالوحدة المحلية، بضروة السماح لأهالي القرية ببناء طابق ثاني فوق المقابر القديمة.
وناشد الأهالي محافظ المنوفية اللواء إبراهيم أبو ليمون، بالتداخل وإصدار أوامر بالحفاظ على حرمة الأموات من خلال السماح ببناء طابق فوق المقابر القديمة، للحفاظ على حرمة الأموات.