قالت دار الإفتاء المصرية، إن الاحتفال برأس السنة الميلادية مناسبة تتناولها مقاصد اجتماعية، ودينية، ووطنية؛ فإنَّ الناس يودِّعون عامًا ماضيًا ويستقبلون عامًا آتيًا حسب التقويم الميلادي الـمُؤَرَّخ بميلاد سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام.

وذكرت دار الإفتاء في فتوى لها، أن الاختلاف في تحديد مولد سيدنا عيسى عليه السلام لا يُنَافي صحَّة الاحتفال به؛ فإنَّ المقصودَ إظهار الفرح بمضي عام وحلول عام، وإحياء ذكرى المولد المعجز لسيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام، مع ما في ذلك من إظهار التعايش والمواطنة وحسن المعاملة بين المسلمين وغيرهم من أبناء الوطن الواحد، ومن هنا كان للاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة عدة مقاصد، وكلُّها غيرُ بعيد عن قوانين الشريعة وأحكامها.

أما المقصد الديني: فهو يوافق مولد نبي من أنبياء الله تعالى وهو سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام، ولمولده منزلة وقدسية خاصة في الإسلام؛ فإنه المولد المعجز الذي لا مثيل له في البشر؛ حيث خُلِقَ من أم بلا أب، قال تعالى: ﴿إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [آل عمران: 59]، وقد صاحب مولدَه من الآيات الكونية والمعجزات الإلهية ما لم يتكرر في غيره؛ حتى ذكروا أن الله تعالى أجرى النهر في المحراب للسيدة البتول مريم عليها السلام، وأوجد لها التمر في الحال من جذعٍ يابس في الشتاء في غير وقت بدوِّ ثمره؛ كي يطمئن قلبها وتطيب نفسها وتَقَرَّ عينها، بعد ما ألجأها ألم الولادة والطلق إلى جذع النخلة تستند إليه وتستتر به، وبهذا يُرَدُّ على منكري الاحتفال بمولد سيدنا عيسى عليه السلام متعلِّلين بأنه في غير وقته؛ لأن بدوَّ التمر إنما يكون في الصيف وهو وقت تأبير النخل، لا في الشتاء، متناسين أن الإعجاز الإلهي قد احتف بهذا المولد المبارك المجيد في زمانه وأوانه، كما حف به في ملابساته وأحواله.

أما المقصد الاجتماعي: فهو استشعار نعمة الله في تداول الأيام والسنين؛ ذلك أنَّ تجدُّد الأيام وتداولها على الناس هو من النعم التي تستلزم الشكر عليها؛ فإن الحياة نعمة من نعم الله تعالى على البشر، ومرور الأعوام وتجددها شاهد على هذه النعمة، وذلك مما يشترك فيه المجتمع الإنساني ككلّ، فكان ذلك داعيًا لإبراز معاني التهنئة والسرور بين الناس، ولا يخفى أن التهنئة إنما تكون بما هو محلّ للسرور؛ وقد نص الفقهاء على استحباب التهنئة بقدوم الأعوام والشهور

أما المقصد الوطني: فهو عيدٌ لشركاء الوطن من غير المسلمين، وقد أقرّ الإسلام أصحاب الديانات السماوية على أعيادهم؛ كما جاء في "الصحيحين" وغيرهما من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا اليَوْمُ».

وأوضحت دار الإفتاء أن الشركة في الوطن تستلزم التلاحم والتشارك بين أفراده حتى لو اختلفت أديانهم ومعتقداتهم، وقد جاء الشرع بعوامل استقرار الأوطان؛ فإن الوطنية معنًى كليٌّ جامع يحوي العديد من حلقات الترابط الإنساني؛ كالجوار، والصحبة، والأخوة، والمعاملة، ولكل رابطة حقٌّ تصب مراعاتُه في صالح استقرار الأوطان والتلاحم بين أهل الأديان، وقد حثت الشريعة على كل حق منفردًا، وكلما زادت الروابط والعلاقات كلما تأكدت الحقوق والواجبات، فإذا اجتمعت هذه الروابط كلها في المواطنة كانت حقوقها آكد وتبعاتها أوجب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء المسيحيين سيدنا عيسى السنة الميلادية رأس السنة الميلادية المزيد سیدنا عیسى

إقرأ أيضاً:

سهرة رمضانية بعنوان «معارك وفتوحات في شهر رمضان» بثقافة السويس

في إطار الأنشطة الثقافية والفنية لشهر رمضان، نظم قصر ثقافة السويس محاضرة بعنوان "تاريخ الرسائل" بمدرسة السويس الحديثة الإعدادية بنات، كما أقام بالتعاون مع رابطة الزجالين وكتاب الأغاني، برئاسة الشاعر أحمد رشاد أغا، سهرة رمضانية تناولت عدة محاور، أبرزها "معارك وفتوحات في شهر رمضان"، و"فضائل وأحكام شهر رمضان"، بالإضافة إلى إحياء ذكرى "يوم الشهيد".

قدّمت المحاضرة الباحثة شيماء عبد الحكيم، حيث تناولت تاريخ الرسائل كوسيلة تواصل شائعة منذ القدم، مشيرةً إلى أهميتها في تعزيز العلاقات بين الأفراد سواء في الحياة الشخصية أو المهنية. كما استعرضت أنواع الرسائل المختلفة، مثل المكتوبة والرقمية والصوتية، مع التركيز على أسس كتابتها بشكل فعال.

خلال السهرة الرمضانية، تحدث الباحث والمفكر الإسلامي الدكتور محمد المصري عن أبرز المعارك والفتوحات الإسلامية التي وقعت في شهر رمضان، ومنها، غزوة بدر الكبرى (17 رمضان، السنة الثانية للهجرة)، فتح مكة (10 رمضان، السنة الثامنة للهجرة)، معركة القادسية (رمضان، سنة 15 هـ)، بقيادة سعد بن أبي وقاص، حرب العاشر من رمضان (6 أكتوبر 1973)، التي شهدت انتصار الجيش المصري على العدو الإسرائيلي.

استكملت الدكتورة لطيفة غريب، الباحثة الإسلامية في الدعوة وعلوم القرآن، الحديث عن فضائل شهر رمضان، مشيرةً إلى أن الله سبحانه وتعالى أضاف الصوم إلى نفسه وجعل الثواب عليه عظيمًا، مستشهدةً بحديث النبي ﷺ: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به". كما أوضحت أن الصيام سبب في نيل مغفرة الله، لقوله ﷺ: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه".

تحدث الأديب عزت المتبولي عن يوم الشهيد المصري، الذي يوافق 9 مارس من كل عام، تخليدًا لذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض عام 1969 خلال حرب الاستنزاف، حيث استشهد أثناء متابعته لأحداث القتال في الخطوط الأمامية. وأكد أن هذا اليوم يعد اعترافًا بفضل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن.

يأتي هذا النشاط برعاية وزارة الثقافة، والهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وإقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة الدكتور شعيب خلف، وبالتنسيق مع فرع ثقافة السويس برئاسة هويدا طلعت عطوة.

مقالات مشابهة

  • دروس وعبر من قصة سيدنا موسى.. ما هي معجزة شق البحر؟
  • سهرة رمضانية بعنوان «معارك وفتوحات في شهر رمضان» بثقافة السويس
  • أسباب شائعة قد تؤدي إلى فقدان السمع.. تعرف عليها
  • أعراض تشير إلى الإصابة بمرض الجيارديا.. تعرف عليها
  • مضاعفة عقوبة تهريب البضائع في هذه الحالات طبقا للقانون.. تعرف عليها
  • كلمات كان يرددها النبي بعد صلاة الوتر.. تعرف عليها
  • 10 فضائل لصيام شهر رمضان.. تعرف عليها
  • طريقة وخطوات استخراج شهادة الوفاة 2025 .. تعرف عليها
  • يوم الصمت في بالي| تعرف على طقوس الاحتفال في جزيرة شعبية صاخبة (صور)
  • 4 خصال أوصى النبي بالاستزادة منها فى رمضان.. تعرف عليها