المسلة:
2025-02-05@21:48:32 GMT

صرخة في الظلام.. الأطفال بين التسول والاستغلال

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

صرخة في الظلام.. الأطفال بين التسول والاستغلال

5 يناير، 2025

بغداد/المسلة: عصابات الاتجار بالأطفال في العراق تُسجّل نشاطاً ملحوظاً، ما أثار موجة من الجدل والمخاوف بين المواطنين والمنظمات الإنسانية على حد سواء. في كل يوم تقريباً، تتسرب قصص مأساوية من زوايا المدن العراقية، تحمل معها أوجاع أطفال تُستغل براءتهم في أعمال غير مشروعة.

في تصريح، قال مقداد ميري، المتحدث باسم وزارة الداخلية، إن السلطات الأمنية نجحت خلال الأشهر الماضية في تفكيك شبكتين تعملان على استدراج الأطفال واستغلالهم في التسوّل وجمع الأموال بطرق غير قانونية في منطقة الرصافة ببغداد.

ووفق تحليلات أمنية، فإن هذه العصابات تعتمد تكتيكات محكمة في استدراج الأطفال، مستغلّة الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يواجهها كثير من العائلات.

ناشط اجتماعي من الموصل، علي السامرائي، نشر تغريدة مؤثرة على منصة “إكس”، قال فيها: “الطفولة تُباع في الشوارع، أين نحن من الإنسانية؟ أطفالنا يتحولون إلى أدوات في يد عصابات لا تعرف الرحمة”. هذه الكلمات أثارت تفاعلاً واسعاً، حيث دعا مواطنون إلى وقفات احتجاجية للمطالبة بسن قوانين صارمة لمكافحة هذه الجرائم.

وتشير تقارير مفوضية حقوق الإنسان في العراق إلى أن نشاط شبكات الاتجار بالبشر لا يقتصر على استغلال الأطفال فقط، بل يمتد إلى تشغيل فتيات قاصرات في المقاهي والكافيهات بظروف عمل قاسية ومهينة. وقال مصدر من المفوضية إن “هذه الشبكات تعمل بشكل منظم، مستغلة ضعف الرقابة الأمنية وتفكك النسيج الاجتماعي في بعض المناطق”.

باحث اجتماعي في جامعة بغداد،  أحمد الجابري، أفاد بأن ظاهرة الاتجار بالأطفال ازدادت بسبب تفاقم الأزمات الاقتصادية والنزوح الناتج عن الحروب والصراعات. وأكد أن “غياب سياسات شاملة لمعالجة الفقر والتسرب المدرسي يساهم في زيادة عدد الأطفال الذين يسهل استغلالهم”.

وقال تحليل نشره موقع محلي إن هذه الظاهرة لها جذور عميقة مرتبطة بفشل المنظومات الاجتماعية والتربوية. وأضاف التحليل: “العديد من العائلات تجد نفسها مضطرة لدفع أطفالها إلى الشوارع بسبب الحاجة الملحة، مما يجعلهم عرضة لاستهداف العصابات”.

وفي سياق الحديث عن الجهود الحكومية، أعلنت السلطات تشكيل لجنة خاصة تضم ممثلين عن وزارات متعددة وجهات أمنية لدراسة الظاهرة ووضع استراتيجيات لمكافحتها. ومع ذلك، يشكك كثيرون في فاعلية هذه الجهود ما لم تُدعَم بخطط واقعية وقوانين رادعة.

في أحد المنتديات الإلكترونية، كتبت مواطنة تُدعى سمر الزبيدي: “لن تُحل المشكلة دون وعي مجتمعي حقيقي ودون أن نحاسب أنفسنا كأفراد قبل أن نطالب الحكومة بالتدخل”.

هذا الرأي يعكس الحاجة إلى تضافر الجهود الشعبية والرسمية للحد من تنامي هذه الظاهرة التي تهدد مستقبل أجيال بأكملها.

تُجمع الآراء على أن الحل يبدأ من الجذور، عبر تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية وتوفير بيئة آمنة للأطفال تعيدهم إلى مدارسهم بدلاً من أن يصبحوا أدوات في يد تجار البشر.

ويعرّف القانون العراقي جريمة الاتجار بالبشر بأنها أي تجنيد، أو نقل، أو إيواء، أو استقبال لأشخاص من خلال التهديد بالقوة أو استعمالها أو غير ذلك من أشكال القسر، أو الاختطاف، أو الاحتيال، أو الخداع، أو استغلال السلطة، أو إعطاء أو تلقي مبالغ مالية لنيل موافقة شخص له سلطة أو ولاية على شخص آخر بهدف البيع، أو الاستغلال، أو العمل القسري، أو الاسترقاق، أو التسول، أو المتاجرة بالأعضاء، ويفرض القانون عقوبات مشددة بالسجن والغرامة المالية على المتاجرين بالبشر.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

عدن تغرق في الظلام .. توقف وشيك للكهرباء بسبب انعدام الوقود

يمانيون../
حذرت مؤسسة الكهرباء في مدينة عدن، الواقعة تحت سيطرة قوى العدوان، من توقف كامل للكهرباء خلال الساعات القادمة نتيجة استمرار مرتزقة العدوان في منع تزويد محطاتها بالوقود.

وأفادت مصادر في المؤسسة أن المحطة ستتوقف منتصف الليلة بسبب نفاد الوقود، مما سيؤدي إلى غرق المدينة في ظلام دامس، مشيرة إلى أن جميع المناشدات التي وجهتها المؤسسة والأهالي لقيادات المرتزقة في حضرموت لضخ النفط الخام إلى محطة المسيلة باءت بالفشل، وسط تصاعد الصراع بين المرتزقة على الموارد.

وأكدت المؤسسة أن محطة المسيلة تعد المصدر الرئيسي للطاقة في عدن، وأن توقفها سيؤدي إلى شلل تام في المرافق الحيوية، بما في ذلك المستشفيات ومحطات ضخ المياه والخدمات الأساسية التي يعتمد عليها السكان يوميًا.

يأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات بين فصائل المرتزقة، حيث وجه رئيس ما يسمى “حلف حضرموت” عمرو بن حبريش الجناح المسلح التابع له بوقف خروج النفط الخام إلى عدن، ما يفاقم الأزمة الإنسانية ويؤكد استمرار الاحتلال السعودي الإماراتي في تغذية الصراعات داخل المناطق المحتلة.

مقالات مشابهة

  • مناقشة مشاريع وأنشطة منظمة رعاية الأطفال الدولية في اليمن
  • سابقة تهدد قطاعات حيوية.. عاصمة اليمن المؤقتة تغرق في الظلام
  • إعلامي عدن تغرق في الظلام والعطش.. فهل يُقطع الهواء أيضًا؟
  • عدن في الظلام
  • عدن تغرق في الظلام .. توقف وشيك للكهرباء بسبب انعدام الوقود
  • تحدي عدم الشراء على تيك توك.. موجة تقشف أميركية أم صرخة في وجه الغلاء؟
  • عدن على أعتاب الظلام.. انقطاع كامل للكهرباء منتصف الليلة!
  • قبل غرق المدينة في الظلام..عدن تناشد قبائل حضرموت لضخ النفط
  • مديرية أمن طرابلس: قسم حماية الطفل لا يزال يواجه تحديات في التوعية والبلاغات
  • الرياض.. القبض على مخالف استغل طفلًا في التسول واعتدى عليه بالضرب