دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة طائرة محملة بمعدات عسكرية تهبط بقاعدة أميركية في سوريا 28 مليون دولار مساعدةٌ من واشنطن لمقديشو

أكد خبراء أمنيون واستخباراتيون غربيون أن ارتباط منفذ هجوم نيو أورليانز الذي شهدته الولايات المتحدة، فجر اليوم الأول من العام الجديد، بتنظيم «داعش» الإرهابي، يعني أن خطر هذا التنظيم لا يزال مستمراً وأبعد ما يكون عن الانتهاء، حتى وإن تحول إلى شبكة غير مترابطة، بعد ما كان يُشكِّل قبل عقد من الزمان مجموعةً مسلحةً تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي.


وكشفت التحقيقات التي تجريها السلطات الأميركية بشأن الهجوم عن أن منفذه الذي دهس بشاحنة حشداً من المحتفلين برأس السنة الجديدة موقِعاً 14 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى، كان قد أعلن دعمَه لـ«داعش» عبر مقاطع مصورة، نشرها على منصات التواصل الاجتماعي، قبل تنفيذه الاعتداءَ الدموي.
وفي حين لا يزال المحققون الأميركيون يبحثون ملابسات تبني هذا الرجل الذي كان جندياً سابقاً في الجيش، توجهاتٍ متطرفةً عنيفةً، يشير مراقبون إلى تزايد المحتوى الإلكتروني المُحَرِّض والداعم لـ«داعش» بشكل كبير خلال الفترة الماضية، خاصة من جانب الفرع الأكثر قوةً للتنظيم، والمعروف باسم «داعش - خراسان»، الذي يبث منشوراته على منصات التواصل الاجتماعي، بلغات متعددة من بينها الإنجليزية.
وقبل الهجوم الأخير في نيو أورليانز، كان الاعتداء الأكثر دموية، الذي تبناه «داعش» خلال عام 2024، هو ذاك الذي استهدف مركز تسوق في العاصمة الروسية موسكو، في مارس من العام نفسه، وخلَّف ما لا يقل عن 150 قتيلاً وأكثر من 500 جريح.
ويشير تكرار وقوع هذه الهجمات الوحشية، إلى أنه على الرغم من تفكك «الخلافة المزعومة» لـ«داعش» في كل من العراق وسوريا، واضطرار عناصره للانتقال نحو مناطق أخرى في أفريقيا وآسيا منذ سنوات، فإن أتباعه ومسلحيه والمتعاطفين معه ما زالوا يمثلون تهديداً للعالم بأسره، على ضوء بيانات تفيد بأنهم ينشطون في أكثر من 12 بلداً.
كما تساور الأوساطَ الأمنيةَ الغربيةَ مخاوف من أن أنصار التنظيم الإرهابي باتوا يميلون الآن لتنفيذ هجمات أقل تعقيداً ويصعب اكتشافها مسبقاً، مثل اعتداءات الطعن والدهس التي أدت إلى مقتل ما يزيد على 100 شخص، في دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإسبانيا، خلال السنوات القليلة الماضية.
وفي تصريحات نشرتها شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، على موقعها باللغة الإنجليزية، أعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم من إمكانية استغلال «داعش» أي فراغ أمني قد ينشأ في سوريا خلال الفترة المقبلة، لإعادة تجميع صفوفه وتوسيع رقعة انتشاره في هذا البلد الذي تضاعفت هجمات التنظيم في أراضيه، ثلاث مرات تقريباً خلال العام الماضي، مقارنة بمستواها خلال عام 2023.
وفضلاً عن ذلك، حذَّر قادةٌ عسكريون أميركيون من أن «داعش» يعكف حالياً على وضع خطط لتهريب آلاف من عناصره المحتجزين في سوريا، ما قد يفتح الباب أمام هؤلاء لإطلاق موجة من الهجمات الإرهابية داخل منطقة الشرق الأوسط وخارجها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: داعش أميركا نيو أورلينز الإرهاب مكافحة الإرهاب الهجمات الإرهابية هجوم إرهابي

إقرأ أيضاً:

تأثير وقف المساعدات الأمريكية على تنظيم داعش ومخيم الهول في سوريا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أدى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد المساعدات الخارجية الأمريكية لمدة 90 يومًا إلى تأثيرات ملحوظة على الوضع الأمني والإنساني في سوريا، خاصة فيما يتعلق بتنظيم داعش ومخيم الهول.

خاصة أن الوضع في سوريا يشهد منذ سنوات صراعًا متعدد الجوانب، حيث تتشابك القضايا الأمنية والإنسانية بشكل معقد.

 وسط هذه التحديات، لعبت المساعدات الدولية، خاصة الأمريكية، دورًا حيويًا في دعم جهود مكافحة الإرهاب وتوفير الإغاثة للسكان المتضررين. ومع قرار الولايات المتحدة بتجميد المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا، بدأت تظهر تأثيرات واسعة على الوضع في سوريا.

تأثيرات على مخيم الهول

يُعتبر مخيم الهول في شمال شرق سوريا موطنًا لحوالي 40،000 شخص، معظمهم من عائلات عناصر داعش. 

ويعتمد المخيم بشكل كبير على المساعدات الدولية لتوفير الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية.

و مع تجميد المساعدات الأمريكية، توقفت بعض المنظمات غير الحكومية عن تقديم خدماتها، مما أدى إلى نقص في الإمدادات الأساسية وخلق حالة من الاضطراب داخل المخيم.

 هذا الوضع يثير مخاوف من احتمال استغلال داعش لهذه الفجوات لإعادة تنظيم صفوفه أو تجنيد أعضاء جدد.

تأثيرات على تنظيم داعش

بالإضافة إلى ذلك، تعتمد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على الدعم الأمريكي لإدارة السجون التي تحتجز حوالي 9،000 من مقاتلي داعش.

و مع تعليق المساعدات، هناك مخاوف من تراجع قدرة قسد على تأمين هذه السجون، مما قد يؤدي إلى هروب محتمل للمقاتلين وزيادة نشاط التنظيم في المنطقة.

وكانت قد حذرت شخصيات أمنية غربية من أن تعليق المساعدات قد يؤدي إلى عودة ظهور داعش، مشيرين إلى أن غياب الدعم يضعف الجهود المبذولة لمنع التنظيم من إعادة بناء نفسه.

 كما أشار مسؤولون إنسانيون إلى أن هذا التجميد يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في المخيمات، حيث يعتمد السكان بشكل كبير على المساعدات الدولية.

كيف يمكن للتنظيم أن يستغل الوضع؟

تنظيم داعش يمتلك تاريخًا طويلًا في استغلال الأزمات والفراغات الأمنية لتعزيز وجوده وبناء شبكاته. 

والأزمة الحالية الناتجة عن وقف المساعدات الأمريكية تخلق فرصة للتنظيم للعودة إلى الواجهة بطرق متعددة.

فمع نقص الموارد الأساسية في مخيم الهول، قد يجد داعش فرصة مثالية لتجنيد الأفراد، خصوصًا الأطفال والشباب، من خلال توفير الإمدادات الغذائية أو الأموال الصغيرة كوسيلة لجذبهم.

والتنظيم يمكن أن يستغل الشعور بالإحباط واليأس بين سكان المخيم لنشر أيديولوجيته، خاصة بين العائلات التي لها صلات سابقة بالتنظيم.

كما يمكن لداعش أن ينظم عمليات لتهريب النساء والأطفال من مخيم الهول، لإعادة توظيفهم ضمن شبكاته أو نقلهم إلى أماكن أكثر أمانًا للتنظيم.

والتنظيم قد يستغل تراجع الضغط الأمني بسبب انشغال قوات سوريا الديمقراطية بالتعامل مع الأزمات الإنسانية لتنشيط خلاياه النائمة في سوريا والعراق.

و احتمالية هروب بعض القيادات من السجون، يمكن للتنظيم إعادة تنظيم صفوفه وتوزيع المهام بين القيادات الهاربة والخلايا العاملة.

كما أن داعش قد يبدأ بشن هجمات صغيرة ومفاجئة على القوات المحلية (مثل قسد) أو على المدنيين لخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.

كذلك التنظيم يمكن أن يشن هجمات ضد المصالح الغربية في المنطقة لإرسال رسالة مفادها أن غياب الدعم الدولي يساعد في عودته.

والتنظيم قد يحاول التسلل عبر الحدود السورية-العراقية مستغلًا تراجع التنسيق الأمني بسبب قلة الدعم الدولي.

مقالات مشابهة

  • تأثير وقف المساعدات الأمريكية على تنظيم داعش ومخيم الهول في سوريا
  • إلهام أحمد تطلب من إسرائيل لعب دور في سوريا!
  • خبراء أردنيون: اتصال الرئيس السيسي والملك عبدالله يؤكد قوة التنسيق الداعم للقضية الفلسطينية
  • خبراء أردنيون: اتصال الرئيس السيسي والملك عبد الله يؤكد قوة التنسيق الدائم والداعم للقضية الفلسطينية
  • استطلاع: إجماع على استمرار انخفاض التضخم في مصر خلال كانون الثاني
  • خبراء: تنفيذ سيناريو التهجير قد يطول سوريا والأجندة الكاملة ستتضح خلال ساعات
  • قائد الاغتيالات في التنظيم..القبض على إرهابي بارز في داعش بالصومال
  • ترامب ينشر فيديو الضربات على أهداف في الصومال
  • الفضيل: يجب عدم فرض أي قيود على مبيعات النقد الأجنبي
  • منير أديب يكتب: سوريا الجديدة وتحديات مواجهة داعش