خبراء: هجوم نيو أورليانز يؤكد استمرار إرهاب «داعش»
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلة طائرة محملة بمعدات عسكرية تهبط بقاعدة أميركية في سوريا 28 مليون دولار مساعدةٌ من واشنطن لمقديشوأكد خبراء أمنيون واستخباراتيون غربيون أن ارتباط منفذ هجوم نيو أورليانز الذي شهدته الولايات المتحدة، فجر اليوم الأول من العام الجديد، بتنظيم «داعش» الإرهابي، يعني أن خطر هذا التنظيم لا يزال مستمراً وأبعد ما يكون عن الانتهاء، حتى وإن تحول إلى شبكة غير مترابطة، بعد ما كان يُشكِّل قبل عقد من الزمان مجموعةً مسلحةً تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي.
وكشفت التحقيقات التي تجريها السلطات الأميركية بشأن الهجوم عن أن منفذه الذي دهس بشاحنة حشداً من المحتفلين برأس السنة الجديدة موقِعاً 14 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى، كان قد أعلن دعمَه لـ«داعش» عبر مقاطع مصورة، نشرها على منصات التواصل الاجتماعي، قبل تنفيذه الاعتداءَ الدموي.
وفي حين لا يزال المحققون الأميركيون يبحثون ملابسات تبني هذا الرجل الذي كان جندياً سابقاً في الجيش، توجهاتٍ متطرفةً عنيفةً، يشير مراقبون إلى تزايد المحتوى الإلكتروني المُحَرِّض والداعم لـ«داعش» بشكل كبير خلال الفترة الماضية، خاصة من جانب الفرع الأكثر قوةً للتنظيم، والمعروف باسم «داعش - خراسان»، الذي يبث منشوراته على منصات التواصل الاجتماعي، بلغات متعددة من بينها الإنجليزية.
وقبل الهجوم الأخير في نيو أورليانز، كان الاعتداء الأكثر دموية، الذي تبناه «داعش» خلال عام 2024، هو ذاك الذي استهدف مركز تسوق في العاصمة الروسية موسكو، في مارس من العام نفسه، وخلَّف ما لا يقل عن 150 قتيلاً وأكثر من 500 جريح.
ويشير تكرار وقوع هذه الهجمات الوحشية، إلى أنه على الرغم من تفكك «الخلافة المزعومة» لـ«داعش» في كل من العراق وسوريا، واضطرار عناصره للانتقال نحو مناطق أخرى في أفريقيا وآسيا منذ سنوات، فإن أتباعه ومسلحيه والمتعاطفين معه ما زالوا يمثلون تهديداً للعالم بأسره، على ضوء بيانات تفيد بأنهم ينشطون في أكثر من 12 بلداً.
كما تساور الأوساطَ الأمنيةَ الغربيةَ مخاوف من أن أنصار التنظيم الإرهابي باتوا يميلون الآن لتنفيذ هجمات أقل تعقيداً ويصعب اكتشافها مسبقاً، مثل اعتداءات الطعن والدهس التي أدت إلى مقتل ما يزيد على 100 شخص، في دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإسبانيا، خلال السنوات القليلة الماضية.
وفي تصريحات نشرتها شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، على موقعها باللغة الإنجليزية، أعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم من إمكانية استغلال «داعش» أي فراغ أمني قد ينشأ في سوريا خلال الفترة المقبلة، لإعادة تجميع صفوفه وتوسيع رقعة انتشاره في هذا البلد الذي تضاعفت هجمات التنظيم في أراضيه، ثلاث مرات تقريباً خلال العام الماضي، مقارنة بمستواها خلال عام 2023.
وفضلاً عن ذلك، حذَّر قادةٌ عسكريون أميركيون من أن «داعش» يعكف حالياً على وضع خطط لتهريب آلاف من عناصره المحتجزين في سوريا، ما قد يفتح الباب أمام هؤلاء لإطلاق موجة من الهجمات الإرهابية داخل منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: داعش أميركا نيو أورلينز الإرهاب مكافحة الإرهاب الهجمات الإرهابية هجوم إرهابي
إقرأ أيضاً:
الذئب المنفرد: من بطل أميركي إلى إرهابي مفاجئ في نيو أورليانز
4 يناير، 2025
بغداد/المسلة: ما زالت أميركا تعيش صدمة هجوم الدهس الذي نفذه شمس الدين جبار، الجندي الأميركي السابق، وأدى إلى مقتل 14 شخصًا وإصابة 30 آخرين في مدينة نيو أورليانز ليلة رأس السنة. العملية، التي اعتبرها مكتب التحقيقات الفدرالي عملًا إرهابيًا، أثارت تساؤلات حول دوافع هذا التحول الجذري في حياة رجل كان يُعتبر بطلًا في يوم من الأيام.
ولد جبار في ولاية تكساس لعائلة مسيحية وتحول إلى الإسلام في سن مبكرة. خدم في الجيش الأميركي من 2007 إلى 2015، ووصل إلى رتبة رقيب، وشارك في الحرب بأفغانستان، حيث حصل على ميدالية “الحرب على الإرهاب”. بعد خروجه من الخدمة، انضم إلى شركات مرموقة في مجال الاستشارات الإدارية والتكنولوجية، وعُرف بمهاراته في تكنولوجيا المعلومات.
رغم هذا السجل، خرجت حياته عن السيطرة في السنوات الأخيرة. عانى من طلاقين وصعوبات مالية، وبدأ يظهر مؤشرات على الاضطراب النفسي والتطرف. تقارير أشارت إلى تسجيله فيديوهات قصيرة قبل الهجوم، تحدث فيها عن التخطيط لقتل عائلته وانضمامه لتنظيم داعش.
هجوم بسيط، تداعيات معقدة
اختيار جبار لشارع بوربورن في نيو أورليانز، المعروف باحتفالاته الصاخبة، يعكس رؤيته المتطرفة للمجتمع الأميركي. ورغم بساطة العملية التي استخدمت فيها شاحنة مستأجرة، أثارت مخاوف كبيرة من تكرار هجمات “الذئاب المنفردة”، التي يصعب التنبؤ بها.
مورغان تاديتش، الخبيرة العسكرية، ترى أن جبار يشترك في سمات مع منفذين آخرين تعرضوا للضغوط الحياتية ووجدوا أنفسهم متطرفين عبر الإنترنت. وجود علم “داعش” في الشاحنة والمقاطع المصورة التي بثها قبل الجريمة تشير إلى تأثير الأيديولوجيا الإرهابية، حتى لو لم يكن مرتبطًا تنظيمياً.
ذئب منفرد أم قصة أعمق؟
رغم إعلان الرئيس جو بايدن أن الهجوم كان فرديًا، يبقى الدافع محل تساؤل. هل كان نتيجة انهيار شخصي أم أنه نتاج تحول أيديولوجي طويل؟ مارك بوليميروبولوس، الخبير في مكافحة الإرهاب، يرى أن الذئاب المنفردة تشكل تحديًا أكبر لجهات الأمن، بسبب غموض دوافعهم واعتمادهم على التطرف الذاتي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts