تامر عبد الحميد (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «تحسينات مرورية» حول المدارس في أبوظبي الإمارات.. سوق عمل ديناميكي يدعمه النمو الاقتصادي والذكاء الاصطناعي

اختتمت «قرية ليوا» ضمن فعاليات «مهرجان ليوا الدولي»، أنشطتها التراثية وفعالياتها الترفيهية الاستثنائية، التي شهدت حضوراً لافتاً للزوار من مختلف الجنسيات والأعمار، الذين عاشوا مغامرات وتجارب مبهرة وسط الكثبان الذهبية.


واحتفت «قرية ليوا» بالموسيقى والفنون الإماراتية عبر تقديم استعراضات على مسرح يقع في قلب القرية، وبين ساحاتها، قدمتها الفرقة الشعبية للفنون الإماراتية، التابعة لجمعية أبوظبي للفنون الشعبية والمسرح، وأدت فقرات أدائية وعروضاً فكلورية خاصة بالفنون التقليدية المحلية احتفاء بالثقافة الإماراتية على وقع «العيالة» و«الرزفة الحربية».

10 تجارب
واستحدثت «قرية ليوا» مجموعة جديدة من الأنشطة المتنوعة من تنظيم «دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي»، حيث استمتع الزوار بمزيج فريد من الأنشطة الرياضية والترفيهية والمغامرات المشوقة، ضمن الأجواء الشتوية الخلابة، وقدمت القرية لزوارها 10 تجارب لالتقاط صور تذكارية مع الاستمتاع بصحراء ليوا الساحرة، من خلالها فعاليات «مناطقها الست»، من بينها  عروض «المنطاد الهوائي» والتقاط صور بانورامية للكثبان الذهبية الممتدة عبر الأفق في منطقة الظفرة، «عجلة شمس ليوا» التي أخذت الزوار في رحلة لمشاهد إطلالة مذهلة على تل مرعب، «أنشودة الكثبان»، وهو عمل إبداعي من الفولاذ للفنان جلال لقمان الذي يمزج بتناغم بين ألحان الصحراء وهمسات الرمال وهدوء المكان ومشاهد الكثبان الرملية للاحتفاء بالصحراء وجمالها الطبيعي، و«الاستعراض الحر» الذي وفر تسجيل لحظات نابضة بالحياة والمنافسة والمغامرة لنخبة من المتسابقين الذين يتنافسون في استعراض مهاراتهم التي تتخطى حدود الخيال، و«عروض الألعاب النارية اليومية فوق تل مرعب»، و«ممشى ليوا» الذي تضمن باقة من المطاعم والأكشاك التي توفر منتجات ومصنوعات حرفية رائعة.

طرب ليوا
وقدم مسرح منطقة «طرب ليوا» عروضاً موسيقية وحفلات غنائية حية، منحت الفرصة للزوار وعشاق الموسيقى للاحتفال بالتراث الموسيقي الغني للمنطقة، وتقديم أجمل الأصوات العربية في أجواء استثنائية ومتميزة.  
وشارك في إحياء الحفلات وسط حضور جماهيري كبير، نخبة من أبرز فناني العالم العربي، هم حمد العامري وأريام ومحمود تركي وأصيل هميم وعبادي الجوهر ورحمة رياض.

سيرك هوليوود
وفي «منطقة وناسة»، عاش زوار «قرية ليوا» أجواءً مفعمة بالتشويق مع العروض اليومية المتنوعة التي قدمتها الفرقة العالمية «سيرك هوليوود» الذي أقيم للمرة الأولى داخل خيمة سيرك تم تصميمها بشكل بانورامي متميز، للاستمتاع بفقرات موسيقية واستعراضية، وفنون رياضية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: ليوا مهرجان ليوا الدولي مهرجان ليوا الإمارات الكثبان الرملية السياحة الترفيهية الأنشطة الترفيهية قریة لیوا

إقرأ أيضاً:

السوجرة قرية من وحي الخيال

قررنا أن نقضي يومنا بطريقة مختلفة، فاخترنا أن يكون الإفطار في مكان لا يشبه غيره، "قرية السوجرة"، تجربة تشعرك وكأنك على وشك الدخول إلى فصل من كتاب قديم، تحمله أوراقه عبق التاريخ، وتروي سطوره حكايات من زمن بعيد، وصلنا إلى القرية التي تقع بين جبلين، تمامًا كأنها مخبأة بعناية في حضن الطبيعة، وكأن الجبال تحرسها من عبث الزمن، السكون كان سيد المكان، لا صوت سوى همسات الريح التي تمر بخفة بين البيوت الحجرية، وكأنها تهمس لنا بقصص من عاشوا هنا قبل عشرات السنين، قرية السوجرة ليست كبقية القرى؛ فهي تعود بأصولها إلى أكثر من 500 عام، عاش فيها جدّان شقيقان، وأسّسا معًا نواة لحياة بسيطة جمعت حولها ست عائلات فقط، ورغم قلة عدد السكان، إلا أن الترابط والانسجام كانا واضحين في كل ركن، في كل حجر من جدران البيوت، وفي كل شجرة زُرعت بيدٍ محبة، ما أثار دهشتنا أن الحكومة لم تُجبر الأهالي على إخلاء القرية كما يحدث في بعض المناطق النائية، بل احترمت ارتباطهم بالمكان، وجلبت إليهم الخدمات الأساسية، حتى في الحالات الطارئة، لم يكن مستحيلًا الوصول إليهم، فكانت طائرات "الهليكوبتر" تُرسل عند الحاجة، وكأن السماء نفسها كانت مفتوحة لهم عند الضرورة.

تخيّل أن تعيش في قرية منعزلة عن العالم، وتضطر أن تمشي لأيام فقط لتصل إلى السوق الأقرب! هذا ما كان يفعله أهل السوجرة، كانوا يحملون معهم ما زرعته أيديهم من ثمار، ويتوجهون إلى سوق نزوى، في رحلة تستغرق ثلاثة أيام كاملة، يومًا ونصف اليوم ذهابًا، ويومًا ونصف اليوم عودة، يبيعون ثمارهم هناك، ويشترون ما يحتاجونه من طعام وبهارات وأساسيات حياتهم البسيطة، تخيّل كل تلك المسافة، كل ذاك الجهد، فقط لتأمين لقمة العيش، لكنه كان جزءًا من نمط حياة لا يعرف التذمر، بل تحكمه القناعة والرضا، أوقاتهم كانت تسير على إيقاع الطبيعة والعبادة، يصحون مع أذان الفجر، ويبدؤون يومهم مع شروق الشمس، ويخلدون إلى النوم بعد صلاة العشاء، حين يغمر الظلام القرية ويعود السكون ليحتضنها من جديد، لا ضوضاء، لا أضواء اصطناعية، فقط سكون يعلّق الزمن بين الجبلين.

البيوت هناك تُشبه القصص، صغيرة، حجرية، لكنها تحوي دفئًا لا يمكن أن تراه، بل تشعر به، ربما لأن كل جدار فيها شهد ضحكة، وكل زاوية فيها تحمل ذكرى، وكل ممر بين بيوتها ضم خطوات لأجيال مضت، السوجرة ليست مجرد قرية، بل فصل محفوظ من كتاب الهوية العُمانية، هي نموذج لحياة اتسمت بالبساطة، لكنها مشبعة بالقيمة، حياة لا تعرف الإسراف، ولا تلهث خلف التكنولوجيا، بل تسير على إيقاع الشمس والظل، الماء والتربة، الدعاء والكد، وأثناء جلوسنا هناك، وتناول الإفطار وسط هذا الهدوء الساحر، أحسسنا أننا لسنا مجرد زائرين، بل ضيوف على قصة أزلية، قصة لا تزال تُروى رغم أن معظم شخوصها قد غادروها وانتقلوا إلى مساحة مجاورة.

كان أكثر ما لفت انتباهنا في قرية السوجرة هو الانسجام العجيب بين الإنسان والمكان، كل شيء هناك يشعرك وكأن الطبيعة والناس اتفقوا على نوع من التعايش السلمي، لا اعتداء فيه ولا صخب، الأشجار تنمو بهدوء، والمياه تنساب في مجاريها القديمة، والبيوت لا تحاول أن تتجاوز حدود الأرض، بل تتماهى معها، بلون الحجر نفسه وروحه، بينما كنا نتجول في أزقة القرية، مررنا بآثار الدروب الترابية، ربما لأطفال عاشوا هنا قبل عشرات السنين، وربما لحمار يحمل على ظهره الحطب، أو لامرأة كانت عائدة من الحقول، كل شيء له ذاكرة، وله حكاية، حتى الجدران المتصدعة لم تكن مجرد حجارة متهالكة، بل صفحات صامتة من تاريخ عائلات عاشت، وفرحت، وبكت هنا.

سمعنا من أصحاب المكان الذين بقوا في المنطقة والذين كانوا يشرفون على النزل، أن الحياة في السوجرة لم تكن سهلة، لكنها كانت كريمة، كانوا يزرعون ما يأكلون، ويقتسمون ما يجنونه، فلا جوع يستفرد ببيت، ولا حاجة تُترك دون سند، القوة لم تكن في كثرة المال أو البنيان، بل في الترابط، في شعور كل فرد بأن القرية بأكملها تقف خلفه إن احتاج، حدثنا أحد المشرفين القائمين على النزل عن الشتاء هناك، حيث يلبس الضباب القرية بأكملها رداءً من الغموض، ويغلق الجبلان على قريتهما الصغيرة كما لو كانا يحميانها من العالم الخارجي، وفي الصيف، تتزين الحقول بالخضرة.

ما يجعل السوجرة مميزة ليس فقط قدمها أو مكانها، بل استمرارها، قرى كثيرة هُجرت، وبيوت كثيرة تُركت، لكن السوجرة لا تزال تحتفظ ببعض من نبضها، لا تزال تنبض بالقصة، وبالذكرى، وبالأمل، حيث قام أحفاد أولئك الأجداد بإعادة الحياة لها من جديد عبر ترميم المنازل القديمة وتحويلها إلى نُزل تراثية عن طريق شركاتهم العائلية التي تبنّت هذا الدور، لكونهم أحرص الناس على تراثهم، رحلتنا هذه لم تكن مجرد نزهة، بل كانت دعوة للتأمل، وتذكيرًا بأن البساطة ليست نقصًا، بل جمال من نوع مختلف، وفي زمن تتسارع فيه الحياة، وتتشابك فيه الشاشات والتطبيقات، هناك مكان ما بين جبلين، لا يزال يحتفظ بإيقاع الزمن الجميل، وغادرنا السوجرة، لكن بقيت أرواحنا هناك، تسرح بين جدرانها العتيقة، وتتنفس من سكونها الطاهر، وكأن القرية اختارت أن تُقيم فينا، لا أن نُقيم فيها، والذي لا شك فيه أنها الزيارة الأولى، ولكنها حتمًا ليست الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • نائب يدعو إلى جلسة استثنائية لمناقشة مطالب المعلمين
  • الشركة الوطنية للتمويل تمدد عرض تمويل السيارات الرمضاني مع مزايا استثنائية حتى نهاية شهر أبريل
  • أهالي منطقة الحولة بريف حمص يعيدون بناء وترميم منازلهم التي دمرها النظام البائد
  • "سوني" توسع سلسلة تلفزيونات "BRAVIA" لتوفير تجربة سينمائية استثنائية في المنزل
  • السوجرة قرية من وحي الخيال
  • أسواق العالم تتراجع.. والأسهم الإماراتية تقلص خسائرها
  • وقفة لطلاب جامعة حلب تعبيراً عن تضامنهم مع أهالي غزة ورفضاً لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي
  • السياحة الإماراتية تسجل إيرادات فندقية بـ 45 مليار درهم
  • «الشراع» يحصد الذهبية الإماراتية الثانية في «الألعاب الخليجية الشاطئية»
  • اتحاد الجولف يفتح أبواب العالمية أمام المواهب الإماراتية